جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-26@19:59:32 GMT

عزيزي المُحرر.. هل الكتابة عمل شاق؟

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

عزيزي المُحرر.. هل الكتابة عمل شاق؟

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

"لا شك في أن ما يختزنه الماضي من أحداث جرت على امتداد المسيرة البشرية، قد تعرض لأمور وضعت الباحث عن الحقيقة في دائرة مضنية، وفي الأحوال جميعها كان الباحث يصل إلى نقاط بحثه بمراكب العسر لا اليسر" د. حيدر قاسم التميمي.

 

 

صديقي العزيز محرر صفحة الرأي..

سأتحدث إليك بصراحة، عن الكتابة، وعما يصول ويجول في مساحاتها في فكر كاتب حتى الآن لم يستوعب أنَّه كاتب صحفي وتنشر مقالاته، قد يكون هذا القول صحيحًا والعكس كذلك، منذ فترة ليست طويلة أصبح مسك القلم أو الضغط على أزرار الكيبورد لكتابة مقال أشبه بعمل شاق، أو ما يُسمى بالأحكام القضائية أعمالا شاقة!

هل لأني مضطر للكتابة؟ لا والله، هل لأني أتكبر على لقمة العيش التي تأتي من ورائها؟ أساسا لا توجد لقمة عيش وراءها، هل لأنَّ كتابتي تعبر عن موقف سياسي قد يُهدد المنافسة على رئاسة مجلس الأمة؟ لا شك أن لا أحد قد فكر مجرد تفكير بذلك.

طيب هل تعتقد أن الصحيفة ستتوقف عن الصدور إن لم ينشر مقالي؟ لا والله؛ بل قد يكون عدم نشر المقال فألًا حسنًا لتوزيع أفضل.. من الآخر هل سيحتار القارئ ويبحث في الصفحات عن اسمي كي يقرأ آخر ما أبدعته في الكتابة؟ يا أخي ولا أحد في المعمورة عنده علم بما تكتب!

إذن ما الذي يحدث، لماذا لا أستمر بالكتابة، وليحدث ما يحدث، يبدو أنني لم أعد أستوعب مخرجات الإعلام الجديد، وتطوراته، والتقدم الذي جعل كتابة مقال بالذكاء الأصطناعي أسهل بمليون مرة من الكتابة التقليدية. على فكرة هل تعتقد أن الذكاء الأصطناعي سيحل مكان الكاتب، هل هو ذكاءً فعلًا أم برنامج كمبيوتري يعمل وفق ما يطلبه المخترعون أو الصانعون، فكرة أخرى: لماذا سمي بالذكاء الاصطناعي، ولم يسمَ بالذكاء الصناعي؟

أعتقد فهم ذلك عميق وله مآرب كثيرة في عقل المترجم أو من وصف ذلك بهذا الوصف.

عزيزي المحرر..

في بداية شهر رمضان المبارك كنت محتارًا ما الذي سأكتبه وأرسله، تمنيت على اثنين من الأصدقاء مساعدتي بفكرة لمقال قادم، وكان الرأي المشترك هو موضوع عن شهر رمضان في الكويت. لكن في الحقيقة لم ترق لي الفكرة بسبب استهلاكها كثيرًا ومن الصعب أن آتي بجديد. ثم قررت التوكل على الله والكتابة عن نفس الفكرة، إنما بجعلها واجهة، ثم الدخول إلى مواضيع جانبية حتى تكتمل طبخة المقال، وأصارحك القول، نعم أصبحت الطبخة كأنها "سمك لبن تمر هندي"، خلطة ما أنزل الله بها من سلطان!

إذن ما الحل؟ تذكرت أن لدي كِتاب يتحدث عن حياة الكُتّاب، وقلت في نفسي وجدتها، وإذا الكتاب يتحدث عن الروائيين، والمثل الكويتي يقول: "حنا وين والجماعة وين!".

وحتى أكون صريحًا معك، فقد قررت إغلاق موضوع الكتابة؛ فالوقت رمضان والضيف كريم وعزيز وخير ما نقرأ القرآن الكريم، وهذا شهر القرآن، لكن تسللت فكرة عن التاريخ، الذي يبدو أنه يجري في العروق مجرى الدم، فقرأت بحثًا مُحكمًا في مجلة "عالم الفكر" عن تحقيب الأزمنة وحوليات التاريخ ومفاهيم التاريخ الجديد للأستاذ الدكتور سيار الجميل، وسبحان الله تذكرت أنَّ القراءة أخت الكتابة، ولفت نظري بداية البحث إذ وضع مقولة لهنري توماس بوكل:   التاريخ الحقيقي للجنس البشري هو تاريخ الاتجاهات المدركة من قبل العقل، لا تاريخ الأحداث المُميزة من قبل الأحاسيس، أعتقد العبارة بليغة وعميقة المعنى!

أعتقد أنَّ القراءة للتاريخ أصبحت أكثر معنى من قراءة روايات وقصص؛ بل هي علم قائم بذاته يحتوي على التحليل والتخمين والتركيز في بنية الأحداث واستخراج المآلات الصعب فهمها وتفكيكها حتى تصل المرحلة لفهم معقول، على اعتبار أن الفهم الكامل للتاريخ صعب جدا كصعوبة الاتفاق حوله!

التاريخ فيه اختلافات أكثر من الاتفاقات، وأعتقد هذا من جمال التاريخ، لذلك ليس من الكياسة أن تفرض معلومتك على معلومتي، أحترم جهدك وأقدره، ولي الحق بالمثل، الخطأ والصواب بالاجتهاد وارد جدًا.

عزيزي المحرر.. يبدو أنني وصلت لنهاية المقال، ولا أعلم هل يصلح للنشر أم لا؟ وأسأل الله أن يتقبل طاعتك وما تقدم من عملك وما تأخر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟

قصفت الولايات المتحدة 3 مواقع نووية إيرانية في وقت مبكر من صباح الأحد، وفي ليلة الاثنين أعلن الرئيس دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

هل كانت هذه الضربات فكرة صائبة؟ هل يجب على الولايات المتحدة السعي لتغيير النظام في طهران؟ وماذا قد يحمل المستقبل للحكومة الإيرانية؟ يتجادل في ذلك الكاتبان بمجلة نيوزويك الأميركية دان بيري ودانيال ر. ديبريتس:

دان بيري:

بينما يتعيّن على الولايات المتحدة عادةً تجنب الحروب الخارجية واحترام سيادة الآخرين، فإن النظام الإيراني، الذي يمثل تهديدا إقليميا وعالميا، يفي بمعايير الاستثناءات. فقد دعم مليشيات ضربت الاستقرار في لبنان والعراق واليمن وغزة، وساند نظام بشار الأسد في سوريا، وهدد إسرائيل بشكل علني، وقد حدّت قدرة إسرائيل المحدودة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض من دون دور أميركي.

لذا، كانت الضربة السريعة والمحدودة -المصاحبة لتضليل ذكي وتوقيت متأخر، تلتها عروض للحوار مع تحذير إيران من التصعيد- حركة ذكية بشكل مفاجئ.

دانيال ر. ديبريتس:

قرار ترامب بقصف 3 مواقع نووية إيرانية يوحي بأنه يعتقد أن الضغط العسكري سيدفع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للعودة إلى طاولة المفاوضات، وقد بدا وقف النار من جانب إيران بمثابة تأكيد على صحة هذا النهج. لكن المحادثات النووية لن تؤدي إلى اتفاق جديد إلا إذا ترك ترامب منهجه المتطرف جانبا. وحتى الآن، لا يطالب ترامب باتفاق نووي، بل بالاستسلام التام الإيراني، "أعطني ما أريد أو واجه المزيد من القوة العسكرية". ولا يشير أي شيء في تاريخ الجمهورية الإيرانية الإسلامية -الممتد لـ46 سنة- إلى أن هذا النهج يجدي. بل إنه يزيد خطر التصعيد، الذي كان سيؤول إلى كارثة.

رد دان بيري:

أنا أؤيد بالفعل إنذارات ترامب. إن هذا النهج لم يُجرّب قط خلال 46 عاما من جنون إيران، وليس لأنهم لم يحاولوا، بل لأن أحدا لم يجرؤ على توقيت كهذا، فالهجوم المستمر الذي تسعى إليه إيران أسوأ من التصعيد، لأنه يحمل كارثة في كل منعطف. يجب على ترامب التمسك بمطالبه لتقييد تخصيب اليورانيوم، ومع وقف إطلاق النار الآن، نأمل في انقلاب قصر.

إعلان رد ديبريتس:

لكن هذا النهج قد جُرّب من قبل. فنهج ترامب تجاه إيران اليوم يشبه بشكل لافت ما فعله عام 2018، عندما انسحب من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات أشد على اقتصاد إيران، وعرض رفعها إذا وافقت طهران على اتفاق جديد، ونعلم كيف انتهى الأمر: الإيرانيون لم ينخرطوا، وردوا بتصعيد برنامجهم النووي، مما أدى إلى ما نحن عليه اليوم.

رد دان بيري مجددا:

لا أعتبر إلغاء ترامب الاتفاق النووي "تحذيرا فعّالا". فالنظام الإيراني قادر على تحمل العقوبات، فهو لا يهتم كثيرا بشعبه، ولم يكن لترامب خطة للعودة إلى تخصيب متقدم. بالنظر إلى الإذلال الذي فرضته إسرائيل بالفعل، والتهديد باستخدام قوة قد تطيح بالنظام، قد تتراجع طهران عن عدوانها، أو قد ترد بهجوم. لكن لا يمكنك الهروب من كل معركة.

ديبريتس يرد:

نحن نتفق على إلغاء الاتفاق النووي، لكن هنا تختلف وجهات نظرنا، هناك معارك ضرورية ومعارك غير ضرورية. معركة ترامب كانت من النوع الأخير. نعم، النظام الإيراني لا يهتم بشعبه، وأولويته القصوى هي البقاء. لكن علينا أن نسأل: هل تهديد تغيير النظام فعلا يجعل الإيرانيين يعودون إلى طاولة المفاوضات؟ أم يؤكد لديهم أن امتلاك السلاح النووي هو الوسيلة الوحيدة لضمان بقائهم؟

رد دان بيري:

لا أعتقد أن "الذهاب لطاولة المفاوضات" هو الجدل الرئيسي، فإيران تؤخر المفاوضات كجزء من إستراتيجيتها. فهي دولة متنمرة تجاوزت الحد. إن حكم طهران، إذا كان ذكيا، سيصل إلى أن السلوك النووي العدواني وتدخلها في المنطقة، هو ما يؤدي إلى العداء الخارجي الذي يهدد وجودها. قد تردع الأسلحة النووية هجمات خارجية، لكن ليس ثورة داخلية أو انقلابا داخليا (السيناريو الأكثر احتمالا).

ديبريتس يواصل:

لا أرى أن "انقلاب القصر" أو انتفاضة شعبية أمر مرجّح. نحن نُقلل عادةً من قدرة مثل هذه الأنظمة على الحفاظ على السلطة وسط تحديات داخلية وخارجية، ولنكن واقعيين، لا يوجد معارضة سياسية منظمة داخل إيران تشكّل تهديدا حقيقيا لخامنئي والملا. هذا لا يعني أنها لن تحدث في يوم ما، لكن ليس في المستقبل القريب.

دان بيري يختتم:

على المدى القصير، ربما أنت على حق، لكن على المدى الطويل، بالتأكيد لا. تبدو الأنظمة الاستبدادية منيعة حتى تنهار فجأة، ثم يتفاجأ الجميع. يُنظر إلى الجمهورية الإسلامية كبذرة عربية في بلاد فارس، وستسقط في نهاية المطاف. وفي هذه الأثناء، لا بد من وقف طموحاتها النووية وصواريخها ومليشياتها بالوكالة. يجب أن تكون أي خطوة أميركية واضحة وسريعة وحاسمة، وموجّهة دائما إلى النظام، لا إلى الشعب. شعب إيران العظيم هم أصدقاؤنا. ذات يوم سيكونون أحرارا.

خاتمة ديبريتس:

في أوقات الأزمات، يجب على القادة الأميركيين ضبط النفس، وفهم دوافع خصومهم، وضبط السلوك الاندفاعي. كان قرار ترامب بضرب المنشآت النووية الإيرانية اندفاعيا لأنه لم يكن ضروريا، فلم تكن إيران تشكل "تهديدا وشيكا" يستدعي استخدام القوة الأميركية استباقيا. فكرة أن طهران تجري سباقا محموما نحو القنبلة النووية هي حجة فارغة. إسرائيل تتعرض حقا لتهديد إيراني، لكنها خلال 20 شهرا أظهرت أنها قادرة تماما على حماية نفسها بما تراه ضروريا. وقد يكون تغيير النظام في إيران هدفا غير معلن لإسرائيل، لكن ذلك لا ينبغي أن يكون هدفا للولايات المتحدة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • حكم صوم شهر المحرم كله؟.. الإفتاء: أفضل الصيام بعد رمضان
  • أفضل الصيام بعد شهر رمضان.. اغتنم هذا اليوم من محرم يكفر ذنوب سنة
  • محاولة اسقاط فكرة الدولة والهوية
  • نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟
  • لحج.. قوات الأمن تنهي تمردا لقائد عسكري وتسيطر على مقر القوات الخاصة
  • ناد صيني يتراجع عن فكرة التعاقد مع بن زية
  • بيان صادر عن تكتل قبائل بكيل بشأن القصف الذي استهدف قاعدة العديد في دولة قطر الشقيقة
  • بيان ملتقى مشايخ ووجهاء اليمن بشأن القصف الإيراني الذي طال دولة قطر
  • أذكار الصباح مكتوبة.. حصن المسلم الذي يحفظه من الشرور
  • حكم اختصار الصلاة على النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم).. الإفتاء تجيب