البوليساريو ترد على لاءات المغرب بشأن الصحراء الغربية
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
هاجمت جبهة البوليساريو شروط المغرب التي وضعها أمام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، لحل نزاع الصحراء الغربية، متهمة الرباط بـ"التعنت والعجرفة".
وأجرى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الخميس، مباحثات مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء في العاصمة الرباط.
وقال بيان للوزارة المغربية إن بوريطة جدد للمبعوث الأممي موقف الرباط وحدده في ثلاثة شروط، أولها أن لا عملية سياسية خارج إطار الموائد المستديرة التي حددتها الأمم المتحدة، بمشاركة كاملة من الجزائر.
ولا حل خارج إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وأنه لا عملية سياسية جدية، في وقت ينتهك وقف إطلاق النار يوميا من قبل "البوليساريو".
واتهمت البوليساريو الرباط بتأجيج التوتر وتهديد السلم والأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
ووصف بيان للجبهة شروط المغرب بأنها " اجترار لنفس مواقف التعنت والعجرفة"، وتعبر عن غياب إرادة سياسية للتقدم باتجاه الحل العادل.
وفي نهاية أكتوبر 2022 دعا مجلس الأمن الدولي أطراف النزاع إلى "استئناف المفاوضات" للتوصل إلى حل "دائم ومقبول من الطرفين".
لكن الجزائر تعارض استئناف المفاوضات على شكل موائد مستديرة على غرار تلك التي نظمها في سويسرا المبعوث الأممي السابق الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر الذي استقال من منصبه في منتصف عام 2019 بسبب عدم إحرازه نتائج تذكر.
ونددت البوليساريو "بشدة بما تضمنه ذلك التصريح من لغة الرفض والتعنت"، مطالبة مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤوليته، وفق البيان الذي نقلته وكالة الأنباء التابعة للجبهة.
وهددت البوليساريو بأنها ستواصل " الكفاح بكل الوسائل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلح، حتى بلوغ الهدف".
تأجيج للنزاعوقالت وزارة الخارجية المغربية في بيانها إن لقاءات بوريطة بالمبعوث الأممي "تندرج في إطار جولة إقليمية لدى الأطراف الواردة في قرار مجلس الأمن 2703، من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا و"البوليساريو"، باعتبارها الإطار الوحيد الذي حددته قرارات مجلس الأمن للتوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق.
الناشط الصحراوي من البوليساريو، محمد ميارة، يرى أن بيان الجبهة يدين محاولات التملص المغربية من كل الالتزامات وخرق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنص على الدخول في مفاوضات بدون شروط مسبقة.
ويقول ميارة في حديث لموقع "الحرة" إن لاءات المغرب تعبر عن عمق الأزمة التي تعانيها الرباط مع المبعوث الشخصي الذي زار جنوب أفريقيا ما دفعها إلى التهديد بوقف التعامل معه.
وكان دي ميستورا أثار غضب الرباط فبراير الماضي بعد زيارة قام بها إلى جنوب أفريقيا التي لا تعتبرها المملكة طرفا في النزاع و "لا تملك التأثير والفاعلية لتغيير الحقيقة"، وفق تعبير وزير الخارجية المغربي.
واعتبر ميارة أن لاءات الرباط مجرد "فقاعة إعلامية من المغرب للهروب إلى الأمام وفرض الأمر الواقع."
لكن المحلل السياسي المغربي، عباس الوردي يرى أن شروط المغرب ليس تملصا من الالتزامات ولكنها تحدد المعالم الكبرى لمواصلة النقاش حول القضية.
ويقول الوردي في حديث لموقع "الحرة" إن المغرب لا يتملص من قرارات مجلس الأمن أو من الحوار، مشيرا إلى أن "مقترح الحكم الذاتي حظي بدعم وإجماع من مجموعة من دول العالم".
وهذه لاءات، يقول الودري، تشير إلى أن المغرب لا يفاوض على صحرائه وأن تقرير المصير الذي تطالب به البوليساريو "لم يعد أحد يتحدث عنه حتى بالأمم المتحدة".
ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب والبوليساريو بشأن الصحراء الغربية التي تعتبرها الأمم المتحدة من بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".
وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من الصحراء الغربية، خطة للحكم الذاتي تحت سيادتها، في حين تطالب جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير أقرته الأمم المتحدة في اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991 لكن لم يتم تنفيذه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الصحراء الغربیة مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
إيران تهدد بالتصعيد قبيل اجتماع "مجلس محافظي الطاقة الذرية"
حذّرت إيران، الجمعة، على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي، الدول الأوروبية من مغبة ارتكاب "خطأ استراتيجي" في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، غداة تأكيد مصادر دبلوماسية أن الغربيين سيطرحون قرارا ضد طهران.
وكتب عراقجي على "إكس": "بدلا من التفاعل بحسن نية، يختار الثلاثي الأوروبي (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) التصرف الخبيث ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف: "احفظوا كلامي بينما تفكر الدول الأوروبية بخطأ استراتيجي كبير آخر: إيران ستردّ بقوة على أي انتهاك لحقوقها".
وكانت مصادر دبلوماسية أفادت وكالة فرانس برس الخميس بأن الدول الأوروبية الثلاث، وهي أطراف في اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، إضافة الى الولايات المتحدة، تعتزم أن تطرح على مجلس المحافظين قرارا ضد إيران، مع تهديد بإحالة ملفها على الأمم المتحدة.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع إنه بعد نشر الوكالة التابعة للمنظمة الدولية تقريرا يؤكد "عدم تعاون كاملا من جانب طهران، سيتم تقديم قرار لعدم احترامها التزاماتها النووية". وأكد دبلوماسيان آخران المبادرة الهادفة إلى "تشديد الضغط" على إيران.
وشدد عراقجي على أن طهران التزمت "على مدى أعوام بتعاون جيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أثمر قرارا طوى صفحة المزاعم المغرضة بشأن +بعد عسكري محتمل+ للبرنامج النووي السلمي لإيران".
وأشار إلى أن "بلادي متهمة مرة أخرى بعدم التعاون"، عازيا ذلك إلى "تقارير واهية ومسيّسة".
وكانت الوكالة التابعة للأمم المتحدة نددت في تقرير الأسبوع الماضي بتعاون إيران "الأقل من مرض" بشأن برنامجها النووي، مشيرة في الوقت عينه إلى أن الجمهورية سرّعت من وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب.
واتهمت طهران إسرائيل بتقديم "معلومات غير موثوقة ومضللة" إلى الوكالة الدولية، وتوعدت بالرد في حال "استغل" الأوروبيون التقرير "لأغراض سياسية".