القى الرئيس/ عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية؛ كلمة خلال إفطار الأسرة المصرية بفندق الماسة بمدينة نصر – السبت الموافق 6 أبريل 2024م.

نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة.. الحضور الكريم،
الشعب المصرى العظيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود فى بداية حديثى.. أن أعبر عن عظيم امتنانى، بهذا الحضور الكريم.

. وسعادتى البالغة، بأن أتواجد فى وسط الأسرة المصرية.. التى أعتز بها وبالانتماء إليها .. تلك الأسرة التى تجمعنا فى وطننا الغالى مصر.. وتعبر عن أمتنا العظيمة.. الأمة المصرية العريقة.. التى بدأت التاريخ وصنعت الحضارة.. وبقيت رمزا للخير والسلام والقوة وإننى أغتنم هذه الفرصة الطيبة.. كى أجدد معكم الوعد.. فى مستهل فترة رئاسية جديدة بعد أن جددتم الثقة والعهد بيننا.. فى استحقاق انتخابى، شهد العالم بنزاهته، ومظهره المشرف.
السيدات والسادة،
إن الميثاق والعهد بيننا.. قائم على الصدق والتجرد فى النوايا، والعمل بتفان.. والاجتهاد لأقصى قدر ممكن..نبتغى وجه الله سبحانه وتعالى.. ونسعى لأن تكون مصر فى صدارة الأمم لا نلتفت لمن يسعى لتشويه الحقائق.. ولا لمتربصى إراقة الدماء والقتل وعلى الرغم من جسامة التحديات.. 
التى واجهناها على مدار عقد من الزمان.. إلا أن إرادة المصريين علت عما سواها.. ونفذت إرادتهم وأحلامهم المشروعة.. فى بناء دولة ديمقراطية، أساسها العلم والعمل.. وتسعى نحو السلام والتنمية وفى سبيل تحقيق ذلك.. دفعت أمتنا ضريبة الدم وقدمت التضحيات الغالية.
وبينما كنا نواجه الإرهاب وغدره، بصدور رجالنا فى الجيش والشرطة.. كانت سواعد أبناء مصر تشق الصخر.. كى يعلو البنيان فى كل ربوع الوطن.. وتوحدت القلوب تحت ظل راية مصر.. ولم تفرق بين رجل وامرأة.. أو مسلم ومسيحى.. أو عامل وفلاح وخلصت النوايا من أجل تحقيق النصر المبين.. فى معركتى البقاء والبناء.
ولقد كان الشعب المصرى هو البطل والمعلم.. الذى تحمل الصعاب وواجه التحديات لذا، فإننى أوجه كل تقدير وامتنان.. لكل أم مصرية، وزوجة وابنة.. قدمت الأب والأخ والزوج والابن شهيدا.. كى تهب لنا الأمان والوطن وتحية اعتزاز لرجال القوات المسلحة المصرية، والشرطة المدنية، الذين وهبوا لمصر الأمن والأمان وتحية لكل علماء مصر ومعلميها، وعمالها وفلاحيها، ومثقفيها وإعلامييها.. كل فى موقعه كان بطلا.. من أبطال هذا العقد الفريد من عمر الوطن.
شعب مصر العظيم،
بالأمس القريب، أديت اليمين الدستورية.. معاهدا الكل على رعاية مصالح الشعب، ومحافظا على سلامة أراضيه واليوم أعاهد الله.. بأن أستمر فى السعى والاجتهاد.. من أجل رفعة وعزة مصر.. وتوفير الحياة الكريمة لشعبها.. والحفاظ على أمنها القومى واستقلالها.. وريادتها الإقليمية ودورها الدولى.. 
مؤكدا لكم على ما يلى:
أولا - الاستمرار فى تنفيذ إجراءات لإصلاح المسار الاقتصادى قائمة على توطين الصناعة والتوسع فى الرقعة الزراعية.. وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة.. ودعم القطاع الخاص مع توفير إجراءات الحماية الاجتماعية اللازمة.. للطبقات الأولى بالرعاية.
ثانيا - دعم حالة الانفتاح والإصلاح السياسى  التى بدأت منذ إطلاق دعوتى للحوار الوطنى فى أبريل 2022.. والتى دعمت مخرجاتها الأولى..
ووجهت الحكومة ومؤسسات الدولة برعايتها وتنفيذها مع الاستمرار فى دعم الشباب وتمكين المرأة، على كافة الأصعدة: السياسية والاقتصادية والمجتمعية.
ثالثا - وضع قضية بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات العمل الوطنى وفى الصدارة منها: توفير الحياة الكريمة اللازمة له.. وسبل جودة 
الحياة بشكل عام من خلال توفير بيئة التعليم الجيد.. والخدمات الصحية اللائقة.. والسكن الكريم.
رابعا - الاستمرار فى سياسات الاتزان الاستراتيجى.. التى تنتهجها الدولة المصرية، تجاه القضايا الدولية والإقليمية والتى تحددها محددات وطنية واضحة.. فى مقدمتها: مراعاة أبعاد الأمن القومى المصرى.. والسعى لإقرار السلام الشامل القائم على العدل.. ودعم مؤسسات الدول الوطنية.. واحترام إرادة الشعوب.
شعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبى الكريم،
إن قصة أمتنا على مدار عشر سنوات مضت.. ستكتب بحروف المجد والفخر، فى سجلنا الوطنى وتظل أحلام المصريين فى وطن يليق بتضحياتهم وتاريخهم.. هى البوصلة التى توجهها إلى السبيل.. نحو تحقيق الهدف المنشود وستبقى مصر بإذن الله عزيزة أبية..وطنا عظيما، يتسع لكل المصريين .. فمصر الوطن الذى يسكن فينا.. 
قبل أن نسكن فيه ومن أجله نردد معا وبالله العظيم:
تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.
شكرا لكم، 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

بئر غرس بالمدينة المنورة.. ماء أحبه الرسول الكريم وأوصى بالغسل منه

على أطراف المدينة المنورة، وبين الأزقة الهادئة التي تشهد عبق التاريخ، تقف بئر قديمة، لم ينجح الزمن في طمس ملامحها ولا في إطفاء روحها.. إنها بئر غرس، المكان الذي شرب منه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأوصى أن يُغسَّل من مائها بعد وفاته. 

حين تقف أمام بئر غرس، لا ترى أمامك مجرد حفرة في الأرض، بل نافذة مفتوحة على زمن النبوة. ويُقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب ماءها، ويشرب منه بانتظام، بل أوصى أن يُغسل جسده الطاهر بمائها، وكأنّه يُشير إلى نقاء هذا المورد، وصفائه، وارتباطه العميق بذكريات لا يعرفها إلا من عايش المدينة المنورة في بداياتها.

وتقع البئر في حي العوالي، جنوب شرقي المسجد النبوي الشريف، ولا تزال محافظة على موقعها الأصلي، وإن غيّر الزمن ملامح ما حولها.

وما يجعل بئر غرس استثنائية ليس عمقها ولا هندستها، بل تلك اللحظة التي شرب فيها النبي من مائها، وقال عنها:“نِعْمَ البِئْرُ غَرْسٌ، هيَ مِن عُيُونِ الجَنَّةِ، وَمَاؤُهَا أَطْيَبُ المَاءِ”.

وبدأت مشاريع تطويرية لتأهيل الموقع، منها تنظيف البئر، وتزويدها بلوحات تعريفية، وتسهيل الوصول إليها للزائرين.

بئر غرس اليوم محاطة بأسوار بسيطة، ومبان حديثة تطوّقها من كل جانب، لكنها ما زالت تحتفظ بذلك الهدوء الذي يشبه السكون الذي يسبق الدعاء. 

وحين تزورها، تشعر بشيء داخلك يُهدهدك، كأنك تقف عند بوابة من الزمن، ويخطر ببالك: “هل شرب النبي من هنا؟ هل نظر إلى هذه المياه كما أنظر إليها الآن؟”.

ويقول الناس الذين يعرفونها إنك إذا تأملت البئر طويلاً، ستسمع حكاياتها، ستشعر أن الحجر يتحدث، وأن الماء يحمل رسائل لا تُقال بالكلمات إذ إنها بئر تنبض بالمعنى، بالبساطة، بالتواضع، وبالحبّ النبوي.

سنوات طويلة مرّت، كانت فيها بئر غرس منسية، مغطاة بالتراب، لا يزورها أحد إلا بعض المحبين أو الباحثين في السيرة. لكنها اليوم بدأت تستعيد بعضًا من اهتمامها، ضمن جهود المملكة العربية السعودية لإحياء المعالم النبوية إذ تم تنظيف البئر، وتزويدها بلوحات تعريفية، وتهيئة المنطقة المحيطة بها لتكون مزارًا روحانيًا لمن أراد أن يعيش لحظة قُرب من النبي صلى الله عليه وسلم، ولو من بعيد.

بئر غرس ليست معلمًا أثريًا فقط، إنها قلب صغير ما زال ينبض في أطراف المدينة، يشهد على حبّ النبي للحياة، وللطبيعة، وللماء..ومن يزورها لا يخرج منها كما دخل، بل يعود بشيء من النور النبوي.

طباعة شارك النبي بئر غرس المدينة

مقالات مشابهة

  • قرار عاجل من الرئيس السيسي بمناسبة عيد الأضحى
  • الشعب الجمهوري: الرئيس السيسي حارس أمين على الأمن القومي المصري
  • البشاري: الرئيس السيسي يوجه بفتح أسواق جديدة للصادرات المصرية
  • إبراهيم البشاري: الرئيس السيسي يوجه بفتح أسواق جديدة للصادرات المصرية
  • خالد عبد الغفار: مرفق الإسعاف المصري يشهد اهتمامًا غير مسبوق في عهد الرئيس السيسي
  • وزير الصحة: هيئة الإسعاف شهدت اهتماما وتطورا غير مسبوق في عهد الرئيس السيسي
  • مالك "أم چي هير الأمريكية": لبيت دعوة الرئيس السيسي للاستثمار في مصر
  • قيادي بفتح : صلابة موقف الرئيس السيسي أفشلت خطة نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • أول قرار من البيطريين بعد تصريحات الرئيس السيسي في موسم الحصاد
  • بئر غرس بالمدينة المنورة.. ماء أحبه الرسول الكريم وأوصى بالغسل منه