البوابة - نحن نعلم أن النوم مهم للصحة الجيدة والعافية العقلية، ولكن ماذا يمكنك أن تفعلي عندما تمرين بمرحلة انتقالية في الحياة تهدد جودة النوم بطبيعتها؟ تزداد اضطرابات النوم في كمية ونوعية النوم خلال فترة ما بعد الولادة، والإطار الزمني طوال فترة الحمل وبعد الولادة.

طبيب البوابة: نصائح لإدارة اضطرابات النوم بعد الولادة 

تعاني واحدة من كل 5 نساء من مضاعفات الصحة العقلية خلال فترة ما حول الولادة، وتواجه ثلاث من كل أربع مشاكل في النوم مثل الأرق أو سوء نوعية النوم أو النوم المتقطع.

ولتحقيق هذه الغاية، هناك علاقة قوية ثنائية الاتجاه بين الصحة العقلية والنوم. وهذا يعني أنه طوال فترة الحمل وبعد الولادة، فإن الأمهات اللاتي يعانين من أعراض صحية عقلية أكثر خطورة يبلغن عن اضطرابات أكبر في النوم، والأمهات اللاتي يعانين من سوء النوم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الصحة العقلية.
 

الحمل والنوم
في حين أن هناك علاقة طويلة بين النوم قبل الولادة وخطر اضطرابات الصحة العقلية في الفترة المحيطة بالولادة، فقد اكتشف الباحثون مؤخرًا أن النساء اللاتي يعانين من اضطراب النوم في الثلث الثاني والثالث من الحمل لديهن زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في خطر الإصابة بأعراض اكتئاب ما بعد الولادة. 
ما بعد الولادة والنوم
ارتبط النوم بعد الولادة أيضًا بالعديد من العوامل الصحية المهمة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية بعد الولادة، وانخفاض جودة الحياة، وتدهور الصحة العامة للأم والطفل والأسرة بعد الولادة. أظهرت مراجعة الأدبيات على وجه التحديد وجود علاقة قوية بين اضطرابات النوم بعد الولادة واكتئاب ما بعد الولادة.

الدعم والتدخل

الفحص: على الرغم من أنه تم إثبات أن سوء نوعية النوم أثناء الحمل يرتبط بزيادة خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، إلا أن مشاكل النوم قبل الولادة غالبًا ما لا يتم اكتشافها لأن اضطرابات النوم قد تعتبر نموذجية، ويمكن أن تكون مواعيد ما قبل الولادة قصيرة. ومع ذلك، لا ينبغي تجاهل الأبحاث التي تثبت زيادة خطر إصابة الأمهات بمضاعفات الصحة العقلية عندما يعانين من اضطرابات النوم أثناء الحمل. يمكن لتدابير الفحص التي يتم إجراؤها بشكل روتيني والتي تسأل عن النوم أن تحدد الأفراد الحوامل الأقل خطورة والذين قد يستفيدون من جهود الوقاية. إذا كنتِ حاملًا وتواجهين صعوبة في النوم، سواء طلب منك مقدم الخدمة أم لا، اطرحي هذا الموضوع للمناقشة أثناء زياراتك السابقة للولادة.

خطة النوم: يجب على الوالدين الجدد وضع خطة ما بعد الولادة لحماية نومهن. يبدو هذا عادةً مثل تقسيم الليل إلى نوبات. على سبيل المثال، قد يأخذ أحد الوالدين المناوبة الأولى (على سبيل المثال، من 8 مساءً إلى 2 صباحًا) بينما يأخذ الآخر المناوبة الثانية (من 2 صباحًا إلى 8 صباحًا). سيتطلب ذلك من الوالدين في الوردية الثانية الذهاب إلى السرير في أقرب وقت ممكن لتحسين نافذة النوم المحمية الخاصة بهم. إذا كانوا مرضعين، فيجب عليهم محاولة ضخ الحليب أو الرضاعة الطبيعية قبل النوم والاستيقاظ فقط إذا كانوا بحاجة إلى ضخ الحليب أو الرضاعة مرة أخرى خلال فترة نومهم. قد تتطلب هذه الخطة أيضًا ترتيبات نوم مؤقتة لتقليل مخاطر اضطرابات النوم (على سبيل المثال، النوم في غرفة مختلفة والنوم باستخدام سدادات الأذن أو آلة الصوت). لن يؤدي ذلك إلى تعزيز الشفاء الجسدي لدى الأم التي أنجبت فحسب، بل سيمنع أيضًا أو يقلل من أعراض اضطرابات الصحة العقلية لدى كلا الوالدين.

العلاج: هناك دعم بحثي لفعالية طريقة محددة من العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) في الحد من مشاكل النوم وكذلك تقليل خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. العلاج السلوكي المعرفي (CBT-I) هو نهج علاجي قصير المدى يجمع بين التدخلات السلوكية لتعزيز النظافة الجيدة للنوم (على سبيل المثال، تنفيذ عادات النوم الصحية وخلق بيئة نوم مثالية) والتدريب على الاسترخاء، والتدخلات المعرفية لتعديل الأفكار والمخاوف السلبية المتعلقة بالنوم، و التثقيف النفسي حول صحة النوم.

الخلاصة: قد يكون النوم أحد عوامل الخطر القليلة القابلة للتعديل للاكتئاب في الفترة المحيطة بالولادة والتي يسهل اكتشافها وعلاجها نسبيًا. تعتبر التدخلات المتعلقة بالنوم استراتيجية منخفضة التكلفة وفعالة وغير دوائية للوقاية من اضطرابات الصحة العقلية وعلاجها أثناء الحمل وبعد الولادة.

المصدر: psychologytoday.com

اقرأ أيضاً:

طبيب البوابة: 7 خيارات غير طبية لتخفيف أوجاع الولادة

طبيب البوابة: 11 استراتيجية لاستعادة التوازن الهرموني

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: النوم الصحة العقلية الصحة النفسية الرضاعة الولادة التعب الارهاق النوم بعد الولادة على سبیل المثال اضطرابات النوم ما بعد الولادة خطر الإصابة یعانین من

إقرأ أيضاً:

مقترح أميركي لإدارة ممر زنغزور.. ما موقف الدول المعنية؟

طهران/أنقرة/موسكو- بعد مرور نحو 40 يوما على إعلان طهران إفشال مشروع "ممر زنغزور" ردا على مطالبة تركيا لها بدعم إنشائه، عاد الملف إلى الواجهة بإعلان السفير الأميركي لدى أنقرة توم باراك، عن مقترح جديد تقوده بلاده يقضي بأن تتولى شركة لوجستية أميركية إدارة الممر، وهو ما أثار جملة من التساؤلات حول المواقف الإقليمية من هذا الطرح وتداعياته على توازنات جنوب القوقاز.

تتعامل إيران مع المقترح الأميركي باعتباره تصعيدا يستهدف إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية في جنوب القوقاز، ويهدد بإشعال مواجهة مباشرة بينها وبين المحور الأميركي الإسرائيلي في منطقة لطالما اعتبرتها عمقها الإستراتيجي.

ورغم عدم صدور رد رسمي مباشر على المقترح، شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي عقده الاثنين الماضي، على أن موقف طهران من هذا الملف "واضح وثابت"، مؤكدا أن "أي إنشاء لممرات يجب ألا يمس بسيادة الدول وسلامتها الإقليمية أو يخرق الحدود المعترف بها دوليا".

وتتقاطع تصريحات بقائي مع مواقف سابقة للمرشد الأعلى علي خامنئي، الذي عبّر عن معارضته الصريحة للممر خلال استقباله رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في يوليو/تموز 2024، وأكد خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في صيف 2022 أن "الجمهورية الإسلامية ترفض أي سياسة تستهدف إغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا"، واصفا هذه الحدود بأنها "طريق تواصل يمتد لآلاف السنين".

بين واشنطن وطهران

من جانبها، ترى الباحثة في العلاقات الدولية برستو بهرامي راد أن امتناع طهران عن التعليق العلني على المقترح الأميركي يعود لانشغالها بملفات أكثر أولوية، لكنها أكدت في حديثها للجزيرة نت أن موقف إيران الرافض لمد ممر زنغزور على حدودها لم يتغير، وتراه خطا أحمر لا يمكن تجاوزه.

وفسرت بهرامي راد الطرح الأميركي بأنه "نتاج فشل بعض الأطراف الإقليمية في فرض رؤيتها منفردة، فلجأت إلى دعم واشنطن لإضفاء شرعية دولية على المشروع"، مشيرة إلى أن أذربيجان لطالما تمكنت من الوصول إلى إقليم نخجوان عبر الأراضي الإيرانية دون عوائق.

إعلان

وحذرت الباحثة الإيرانية من أن دخول واشنطن على خط إدارة الممر هدفه تطويق النفوذ الإيراني والروسي في القوقاز، والتصدي لشبكة الممرات الدولية التي تربط طهران وبكين وموسكو، مضيفة أن "هذا الطرح قد يؤدي إلى توتر إقليمي يبرر استخدام القوة من قِبل بعض الأطراف، بما فيها إيران، لضمان أمنها القومي".

واعتبرت أن الممر "يشكل تهديدا إستراتيجيا" لإيران، إذ يقطع تواصلها المباشر مع أرمينيا، التي تُعد منفذها الوحيد نحو أوروبا الشرقية، ويعزز الوجود الإسرائيلي على حدودها عبر أذربيجان.

ركيزة تركيا

أما في أنقرة، فتتقاطع المواقف التركية والأذربيجانية حول رفض أي إشراف خارجي على الممر، رغم اختلاف الخطاب السياسي بين الجانبين. ففي حين تؤكد أذربيجان على سيادتها الكاملة على الممر باعتباره طريقا يربط أراضيها الرئيسية بجمهورية نخجوان، تصفه تركيا بأنه أحد أعمدة "الممر الأوسط" الذي يربط الشرق بالغرب ويمر عبر آسيا الوسطى.

ويتمسك الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف برفض تقديم أي "تنازلات متبادلة" لأرمينيا، مؤكدا أن مرور البضائع يجب أن يتم بحرية، دون رقابة أو جمارك، وتحت سيادة أذربيجانية خالصة.

ورغم أن المقترح الأميركي مستلهم من نماذج أوروبية تهدف إلى تقديم آليات إدارة محايدة لتقليل التوتر، رفضته باكو واعتبرته انتقاصا من السيادة، واشترطت للمضي قدما في اتفاق السلام مع أرمينيا تنازلات جوهرية، من أبرزها تعديل الدستور الأرميني والتخلي عن مواقف مجموعة مينسك.

من جهتها، ترى أنقرة أن نجاح مشروع الممر مرهون بتحقيق التطبيع الكامل بين باكو ويريفان، وتبدي استعدادها للعب دور الوسيط والمساهمة في تطوير البنية التحتية الأرمينية، لكنها ترفض توسيع صلاحيات أي شركة دولية لتشمل أراضي نخجوان أو انتزاع السيادة من أذربيجان.

من جهته، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ممر زنغزور بأنه "تغيير في قواعد اللعبة"، مشيرا إلى أن نجاحه لا يقتصر على أذربيجان وتركيا فقط، بل سيعود بالنفع على أرمينيا وإيران وبقية دول المنطقة، داعيا إلى تحويل الممر إلى منصة تعاون إقليمي بدلا من جعله محور نزاع جيوسياسي.

وفي حديثه للجزيرة نت، رأى المحلل السياسي عمر أفشار أن مستقبل المشروع يتوقف على قدرة تركيا على لعب دور توازني بين دعمها الثابت لحليفتها أذربيجان، وبين مراعاة الهواجس الإقليمية لأطراف أخرى كإيران وأرمينيا وروسيا.

وأضاف أن نجاح تركيا في هذا التوازن قد يمكّنها من ترسيخ الممر كبنية تحتية إستراتيجية، تتجاوز مجرد كونه طريق عبور، ليصبح أداة لإعادة تشكيل خريطة الطاقة والتجارة والنفوذ في القوقاز.

شروط أرمينيا

في المقابل، ترفض يريفان مصطلح "ممر زنغزور"، وتصر على تسميته بـ"مفترق طرق العالم"، معتبرة أن المشروع لا ينبغي أن يخرق سيادتها أو يفرض ترتيبات خارجية على أراضيها.

وتؤيد أرمينيا مشروعا لربط شبكات النقل بين الأطراف عبر خط السكك الحديدية "يراسخ-جلفا-أوردوباد-ميغري-هوراديز"، الذي يربطها بكل من روسيا وإيران، ويتيح لأذربيجان الوصول إلى نخجوان.

وأكدت السلطات الأرمينية أنها مستعدة لضمان مرور البضائع والركاب الأذريين عبر أراضيها، بشرط أن تخضع كافة العمليات لرقابة وسيطرة المؤسسات الأرمينية دون منح أي امتيازات سيادية لأذربيجان.

إعلان

واعتبر الخبير الأرميني هاكوب كارابيتيان في حديثه للجزيرة نت أن المقترح الأميركي يهدف إلى خلق مزيد من الضغط على روسيا، وتحويل عزلتها في جنوب القوقاز إلى "ورقة تفاوضية" في المحادثات الأميركية الروسية المستقبلية بشأن الحرب الأوكرانية.

وقال إن واشنطن وأنقرة وباكو تتقاطع مصالحها في المشروع، ما قد يفضي إلى إقصاء موسكو من معادلة الأمن الإقليمي في المنطقة وإغلاق الحدود الإيرانية.

وأشار إلى أن الرئيس الأذربيجاني علييف ورئيس الوزراء الأرميني باشينيان كانا على اطلاع مسبق على المقترح الأميركي، مرجحا أن يكون قد طرح خلال لقاءاتهما الأخيرة في أبوظبي.

ويرى كارابيتيان أن توجه باشينيان نحو الغرب وتوتير العلاقات مع موسكو يعكس إدراكه لمحدودية خيارات أرمينيا، مؤكدا أن التقارب مع أنقرة وباكو هو جزء من إعادة تموضع إستراتيجي للقيادة الأرمينية، قد يفضي إلى تقليص الاعتماد على روسيا مستقبلا.

وختم بالقول إن باشينيان يمهد لإعادة إنتاج سلطته من خلال انتخابات مقبلة، وسيواصل على الأرجح مسار الانفتاح على الغرب، حتى وإن تطلب الأمر إعادة النظر في تحالفات أرمينيا التاريخية.

مقالات مشابهة

  • وفاة طبيب قاد الحملة الأممية لمكافحة إيبولا وكوفيد
  • 50 ألف طبيب يشلون بريطانيا.. إضراب لـ 5 أيام يهز الخدمات الصحية
  • تدخل طبي نادر في العراق.. استخراج 24 أداة حادة من معدة شاب
  • دراسة عالمية: الهواتف الذكية قبل سن 13 تُهدد الصحة العقلية للأطفال
  • العثور على رضيعة بالقرب من مسجد القنائى بمدينة قنا
  • مقترح أميركي لإدارة ممر زنغزور.. ما موقف الدول المعنية؟
  • يعاني من اضطرابات نفسية.. شاب ينهي حياة والده بالمنيا
  • تساعدك على النوم.. الكشف عن ميزة جديدة بساعة آبل
  • الأولمبية العراقية تتسلم تفويضاً من الاتحاد الدولي للسلة لإدارة شؤونه والتحضير للانتخابات
  • بعد الانسحاب من السوبر.. طلب عاجل من إنزاجي لإدارة الهلال