اشتبك العشرات من المحتجين المناهضين لحلف شمال الأطلسي والنشطاء المؤيدين للفلسطينيين، مع الشرطة الإيطالية في نابولي يوم الاثنين، قبل حفل موسيقي لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف.

وحاول المتظاهرون كسر الطوق الأمني الذي أحاط بدار الأوبرا في سان كارلو، حيث أُقيم الحفل الموسيقي، ورفعوا لافتات مكتوب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية للفلسطينيين" و"لا لحلف الناتو".

العيد فى غزة صبر وعزة أمريكا: نعمل مع إسرائيل ومصر وقطر لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

وحاولت الشرطة تفريق الحشود بالعصي والرصاص المطاطي، ما أدى إلى إصابة ثمانية متظاهرين.

وخرجت المزيد من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في مدن إيطالية مختلفة اليوم الثلاثاء، للتنديد بالاتفاقيات الثنائية بين الجامعات الإيطالية والإسرائيلية في مجال الأبحاث والتبادل الطلابي.

مجاعة في غزة

قالت منظمة الأمم المتحدة إن العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام توصيل المواد الغذائية إلى قطاع غزة، هي الأكبر مقارنة بما تفرضه من إجراءات أخرى لعرقلة وصول المساعدات بشكل عام.

جاء ذلك في تصريح أدلى به ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الثلاثاء، حسبما ذكرت وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية.

وأكد ليركه أن تعطيل وصول المواد الغذائية لقطاع غزة يتزامن مع مجاعة تلوح في أفق القطاع، مشيرا إلى أن معدل رفض المواد الغذائية المتجهة إلى شمال القطاع يساوي 3 أضعاف معدلات الرفض التي تواجهها المساعدات الإنسانية الأخرى.

وقال المتحدث الأممي إن 70 في المئة من سكان شمال قطاع غزة يواجهون ظروفا شبيهة بالمجاعة.

ولفت إلى أنه لا معنى للإحصائيات التي تتحدث عنها هيئة "كوغات" التابعة للجيش الإسرائيلي حول المساعدات، مشيرا إلى أن الشاحنات التي يتم الحديث عنها لا تحمل أكثر من نصف سعتها وهو ما يعني أن عدد الشاحنات لا يعكس حجم المساعدات التي تصل إلى القطاع فعليا.

وأوضح ينس ليركه أن إسرائيل رفضت دخول نصف القوافل التي كانت تحمل الطعام إلى شمال قطاع غزة.

وتشير إحصائيات حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة حتى الآن إلى أن عدد القتلى الفلسطينيين تجاوز 33 ألف قتيل، إضافة إلى نحو 76 ألف مصاب.

أكد ممثل حركة حماس في لبنان، أحمد عبد الهادي، أن مرجعية المفاوضات هي المطالب الأربعة التي ذكرتها في رؤيتها مؤخرا، وهي وقف العدوان بشكل كامل، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وعودة النازحين الفلسطينيين من القطاع إلى منازلهم، إضافة إلى معالجة آثار القصف الإسرائيلي وهي حل مشكلة الإيواء وإدخال المساعدات بشكل كبير إلى القطاع ثم إعادة الإعمار.

وأشار ممثل حركة حماس في حديث لراديو "سبوتنيك"، إلى أن "ما قُدّم في الورقة الإسرائيلية لم يلبِي رؤية حماس، حيث لم تتطرق الورقة إلى وقف القصف الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه تحدثوا عن انسحابات جزئية، بالتالي تراجعت عمّا قُدّم في السابق".

وأوضح عبد الهادي" أنه غير صحيح أن إسرائيل سمحت للمدنيين بالعودة إلى غزة، فهم عادوا إلى مخيمات وليس إلى بيوتهم، وأبقى الجيش الإسرائيلي معابر لضبط حركة الفلسطينين وعدم السماح لهم بحرية الحركة وإدخال المواد الأساسية بخلاف ما جرى الإتفاق عليه مع حماس، إضافة إلى عدم وضوح في الرؤية في مختلف القضايا الأخرى التي جرى البحث فيها، لا سيما على مستوى المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار والايواء".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نابولي الشرطة الإيطالية فلسطين أوقفوا الإبادة الجماعية للفلسطينيين الناتو قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد نهاية المواجهات بين إسرائيل وإيران.. "حماس" إلى أين؟

 

د. أحمد يوسف **

مع تراجع التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، تعود الأنظار مجددًا إلى قطاع غزة، والسؤال الأبرز الآن: ما مصير حركة حماس؟ وإلى أين تتجه خياراتها في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية؟ فبعد سنوات من السيطرة على القطاع، وتصدّر مشهد المقاومة المسلحة، تقف الحركة أمام منعطف تاريخي قد يفرض عليها مراجعة كبرى لمسارها السياسي والعسكري.

أولًا: خيارات حماس بشأن حكم غزة

منذ عام 2007، تفرض حماس سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، لكن التحديات المتراكمة من حصار خانق، وحروب مدمرة، وضغوط داخلية وإقليمية، تجعل من استمرار هذا الوضع أمرًا مكلفًا.

فهل تختار الحركة الحفاظ على سيطرتها المنفردة، أم تتجه نحو شراكة وطنية تُعيد الاعتبار للمرجعية الفلسطينية الموحدة؟

ثانيًا: المقاومة والميل نحو السياسة

بعد سنوات من العمل العسكري، تظهر دعوات داخلية وخارجية تطالب حماس بتحول تدريجي نحو العمل السياسي، ضمن مشروع وطني جامع. خيار المقاومة لم يُلغَ، لكنه لم يعد وحده كافيًا في ظل متطلبات إدارة الحكم، وإعادة إعمار القطاع، والبحث عن اعتراف سياسي إقليمي ودولي. وقد يكون الوقت قد حان لأن تعيد الحركة صياغة خطابها لتوازن بين المقاومة والبراغماتية السياسية.

ثالثًا: الانسحاب الإسرائيلي.. جزئي أم شامل؟

في ضوء الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل، تظهر سيناريوهات تتحدث عن انسحاب جزئي أو كامل من غزة، ليس على طريقة "فك الارتباط" فقط، بل ضمن اتفاق سياسي يضمن التهدئة طويلة الأمد. وهنا يبرز دور حماس في رسم شكل المرحلة التالية: هل ستدخل في تفاهمات هدنة أم في ترتيبات حكم جديدة؟

رابعًا: إشراف عربي ودولي ومشاريع إعادة الإعمار

مع تصاعد الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب، تطرح أطراف إقليمية ودولية فكرة إشراف عربي-دولي على القطاع، لإعادة الإعمار وتوفير ضمانات الاستقرار، وهو ما قد يفتح الباب أمام نموذج جديد في إدارة القطاع، شبيه بتجارب دول ما بعد النزاع. غير أن نجاح هذه الفكرة مرهون بوجود طرف فلسطيني مُوحّد يحظى بشرعية وطنية وشعبية.

خامسًا: حكومة تكنوقراط انتقالية ومرجعية وطنية موحّدة

من السيناريوهات المطروحة تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية، تتولى إدارة الشأن العام في غزة، بإجماع وطني، وبالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية شرعية ووطنية. هذه الخطوة قد تفتح الباب لمرحلة جديدة من التفاهم الداخلي، وتساهم في تخفيف الحصار وتسهيل جهود الإعمار.

سادسًا: نحو شراكة وطنية عادلة

تدرك كافة القوى الفلسطينية أن الانقسام أضعف المشروع الوطني وأضر بالقضية الفلسطينية. لذلك، فإن أفضل شكل للشراكة الوطنية يجب أن يُبنى على قواسم استراتيجية، وليس مجرد تفاهمات إجرائية. المطلوب هو مشروع وطني مشترك يعيد بناء منظمة التحرير، ويضمن تمثيل الجميع ضمن رؤية موحدة.

سابعًا: خطاب سياسي جديد تحت عباءة منظمة التحرير

لكي تكون لحماس ولغيرها من الفصائل دور فاعل في النظام السياسي الفلسطيني، لا بد من خطاب سياسي موحد، يتكئ على الشرعية التاريخية والدولية التي تمثلها منظمة التحرير. وهو خطاب يُراعي ثوابت القضية، لكنه في ذات الوقت مقبول عربيًا ويحظى بدعم دولي، ويُشكّل مظلة للعمل السياسي والمقاومة الشعبية والدبلوماسية.

ختامًا.. حماس أمام مفترق طرق، وأيًّا كانت الخيارات، فإن اللحظة الراهنة تفرض مراجعة شاملة، ما بعد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية ليس كما قبلها، والمنطقة تدخل مرحلة إعادة تشكيل قواعد اللعبة، وعلى حماس أن تختار: إما العزلة أو الشراكة، إما الاستمرار في إدارة أزمات القطاع، أو المساهمة في صناعة مستقبل وطني جامع.

والفرصة لا تزال قائمة، ولكنها لن تنتظر طويلًا!

** المستشار السابق لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية

مقالات مشابهة

  • “الأغذية العالمي”: المساعدات التي وصلت غزة منذ أيار أقل من احتياجات يوم واحد للسكان
  • بالفيديو والصور: مواطنون في غزة يستلمون مساعدات غذائية عبر المؤسسات الدولية
  • مدير شبكة المنظمات الأهلية بغزة: إسرائيل تكرس الفوضى بمنع دخول المساعدات
  • غزة: مقتل العشرات قصف على مدرسة تؤوي نازحين شمال القطاع
  • بعد نهاية المواجهات بين إسرائيل وإيران.. "حماس" إلى أين؟
  • إسرائيل تقتل 50 فلسطينيا بغزة بينهم 12 من منتظري المساعدات
  • “الأغذية العالمي”: المساعدات التي ادخلت أقل من حاجة غزة وتكفي ليوم واحد
  • هدنة بين إيران وإسرائيل.. أين مجازر غزة من حسابات ترامب؟
  • حماس: نقاط توزيع المساعدات في غزة مصائد للموت
  • حماس تعلق علي مجـ.ازر الاحتلال بحق الفلسطينين في نقاط توزيع المساعدات