تحدثت فى مقال سابق المعنون (مطالب شعب مصر «1») عن احتياج مصر إلى خارطة طريق عاجلة لإصلاحها سياسيا واقتصاديا، وطالبت بأن تكون لدينا حكومة قوية شجاعة تقتحم المشكلات، وأشرت إلى ضرورة تغيير وزراء المجموعة الاقتصادية ومعظم المحافظين بعد أن ثبت فشلهم، وأن يكون لدينا برنامجاً واقعياً لإنقاذ البلاد من دوامة الاقتراض.
كما طالبت بإزالة معوقات التصنيع وتشغيل قلاع الإنتاج المتعثرة، وتعظيم التصدير، وتشجيع المصريين بالخارج وأسرهم على التعامل مباشرة مع البنوك ومنحهم بعض المميزات والتسهيلات سواء فى سعر الدولار والسيارات والخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها.
واليوم أتحدث عن بناء الدولة المدنية الحديثة، وتعزيز مشاركة الشباب فى العملية الديمقراطية، وهذا المحور أعتبره من وجهة نظرى مهما للغاية فى هذه الفترة العصيبة التى تمر بها البلاد، ووضعه الرئيس السيسى ثانى أولوياته بعد حماية الأمن القومى، فبدون حياة حزبية سليمة، يتبوأ فيها الشباب مكانتهم بالمشاركة وتحمل المسئولية لن نتقدم سياسيا، ولن ينجح أى إصلاح اقتصادى ما لم يسبقه إصلاحاً سياسياً متوازناً، وهو ما يؤكد عليه الرئيس السيسى حاليا بدعواته لإستكمال وتعميق الحوار الوطنى وترجمة مناقشاته ونتائج جلساته المختلفة إلى توصيات ومطالب قابلة للتنفيذ واقعيا.
من المهم جدا أن يشعر الأحزاب والمجتمع المدنى بأن هناك رغبة حقيقية لتجاوز مرحلة المهدئات والكبسولات السياسية، فالجمهورية الجديدة تحتاج أحزابا قوية يسمح لها بهامش من الحرية الوطنية المسئولة؛ يجعلها تبنى مع الدولة، وتساندها بالولاء والانتماء للوطن وحماية مصالحه وصون مكتسباته، تصاحبها حرية إعلامية تكشف بؤر الفساد وترصد المشكلات الحقيقية؛ لتضعها أمام أعين المسئولين ومن ثم الإسراع بطرق العلاج.
ليس من المنطقى أبدا أن تكون لدينا كل هذه التخمة من الأحزاب السياسية، ولا يوجد حزب واحد قادر على إقناع الشعب بأنه يستحق مصر.. نعم لدينا أحزاب مليونية على الورق فقط (مجرد كارنيهات مغلفة) لا وجود لها فى الشارع السياسى، ومعظمها انسلاخات وبواقى موائد الحزب الوطنى البائد، دخلت «الهوجة» بلافتة فوق مكتب أنيق من الخارج، خاو من الداخل، والآخر يحمل تاريخا و إرثا سياسيا قويا ولكنه للأسف ممزق بسكين الخلافات والصراعات.
وهكذا دواليك كل يدور فى فلك سياسى مجهول المصير، لأنه نتاج «عملية تخليق عشوائية» تحكمها المصالح والأهواء، لا تستطيع بكوادرها الضعيفة وبرامجها المتشابهة أن تكون لاعبا أساسيا لانتزاع حق تداول السلطة، الذى هو ثمرة أى حياة سياسية حقيقية.
الكرة الآن فى ملعب الأحزاب، وعليها إغتنام فرصة رغبة رئيس الدولة فى إحداث إصلاحا سياسيا متوازنا، بأن تعيد ترتيب أوضاعها وبرامجها، وتسعى للدمج بدلا من هذا (العدد فى الليمون)، وعندها تتقدم الحكومة بمشروع قانون لإعادة تنظيم الأحزاب ودعمها ماليا بتسهيل إجراءات حصولها على التبرعات ورصد مبالغ مالية مقطوعة لمن يثبت منها تواجده وقدرته على إثراء الحياة الديمقراطية.
بدون مجاملة.. من حق الأحزاب أن تحلم، ومن حقنا عليها أن نجد لها دورا فعالا وحقيقيا فى خدمة الوطن بتبنى مشكلاته وقضايا شعب ينشد العدالة والعيش بحرية وكرامة ومكانة عظيمة بين الأمم.
وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزراء المجموعة الاقتصادية حكومة قوية
إقرأ أيضاً:
المفوضية : سجلنا 39 تحالفا سياسيا وعدد المسجلين بايومتريا 21 مليون ناخب
28 مايو، 2025
بغداد/المسلة: أعلن رئيس الفريق الإعلامي للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات عماد جميل أن عدد المحدثين تجاوز لغاية اليوم مليون و625 ألف مواطن في عموم محافظات العراق، وقد وصل عدد المسجلين بايومتريا 21 مليون ناخب.
فيما بين جميل في تصريح أن تسجيل المواليد الجديدة وصل لنسبة جيدة حيث أن هناك إقبالا ملحوظا على التسجيل والتحديث، متوقعا تحديث ما يقارب المليوني ناخب بنهاية الفترة المحددة أي 10% من الناخبين قد حدثوا بياناتهم خلال الشهرين الماضيين.
وأضاف جميل أن تسجيل التحالفات قد انتهى في المكتب الوطني وتم تسجيل 39 تحالفا، وقد تم فتح باب التسجيل في مكاتب المحافظات لاستقبال قوائم المرشحين من الأحزاب أو التحالفات أو المنفردين.
وتابع أن الاستعدادات لخوض الانتخابات قد اكتملت ومستمرون بالعمل تحضيرا لإجرائها في تشرين الثاني المقبل، مشيرا إلى أن الحملة الإعلامية للمرشحين ستبدأ في تشرين الأول المقبل، كما أن المفوضية بدأت بورش التدريب لموظفيها، وقد حددت المفوضية 3 حزيران موعدا لاستقبال وتعيينات موظفي الاقتراع (من موظفي دوائر الدولة ما عدا القوات الأمنية، بالإضافة إلى طلبة الجامعات والخريجين) واختيارهم من قبل لجنة خاصة لإدارة عملية الاقتراع وسيتم تدريبهم بهرم تدريبي ينفذ من قبل شعب تدريب مكاتب المحافظات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts