خارطة استيراد العراق في 2023.. تحوّل نحو البرازيل واليابان وانخفاض من السعودية والمانيا
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
بغداد اليوم- بغداد
كشفت خارطة استيراد العراق في العام الماضي 2023، عن تحوّل ضخم نحو البرازيل واليابان وانخفاض من السعودية وإلمانيا.
واظهرت البيانات التي نشرها رئيس مركز عراق المستقبل، عن ارتفاع الاستيرادات من البرازيل بنسبة 110% فيما ارتفعت من اليابان بنسبة 48% ومن الهند بنسبة 41%، وانخفضت من السعودية بنسبة 15% ومن المانيا بنحو 13%.
ويقول ارئيس المركز منار العبيدي في بيان، تلقته "بغداد اليوم"، "بحسب بيانات هيئات الكمارك الرسمية والصادرة من أهم الدول المصدرة لمختلف السلع الى العراق وهي 11 دولة فقد بلغ مجمل استيرادات العراق الرسمية من هذه الدول فقط في 2023 ما قيمته 67.25 مليار دولار بارتفاع بلغت نسبته 6% مقارنة مع 2022 حيث كانت قيمة صادرات تلك الدول الى العراق ما قيمته 63.5 مليار دولار".
وأضاف "بلغت صادرات الدول الى العراق ماعدا ايران ما قيمته 58 مليار دولار مرتفعه بنسبة 2.8% مقارنة مع 2022 والتي كانت 56 مليار دولار".
ولفت العبيدي الى، ان "من المتوقع ان صادرات الدول الاخرى غير المذكورة الى العراق تبلغ ما قيمته 3-5 مليار دولار وعليه يكون مجمل صادرات الدول الى العراق في 2023 ماقيمته 71 مليار دولار".
وأوضح ان "هذه الاستيرادات - باستثناء استيرادات ايران- تحتاج الى معدل شراء يومي من العملة الصعبة يبلغ بحدود 206 ملايين دولار، واذا ما اضيف لها استيرادات الخدمات التي تشمل (شراء البرمجيات، شراء الرخص، خدمات الكترونية، وغيرها) التي لا توجد احصائية واضحة عن قيمتها فمن المتوقع ان الاحتياج اليوم للدولار للتحويل الخارجي (ماعدا استيرادات ايران) يصل الى 225 مليون دولار، لتغطية كافة احتياجات العراق من الدولار لاغراض التجارة فقط".
وتابع "أما في ما يخص ايران فأنه على الرغم من ان استيراد العراق من ايران بلغ 9.3 مليار دولار في 2023 وبحسب البيانات الايرانية الرسمية الا ان اكثر من 65% من هذه الصادرات هي عبارة عن غاز لتشغيل محطات الكهرباء وايضا شراء كهرباء وبالتالي فأن حجم السلع المصدرة من ايران لا تتجاوز حاجز 3.7 مليار دولار وعليه فأن قيمة الاحتياج الاموال لتغطية الاستيرادات السلعية من ايران ماعدا الغاز والكهرباء تبلغ يوميا 10.8 مليون دولار فقط".
ونوه العبيدي الى ان "هذه الارقام هي أرقام رسمية صادرة من الكمارك الخاصة لتلك الدول ولا علاقة لها بالبيانات العراقية وليس لها علاقة بتغيير قيمة الفواتير او تغيير نوع البضائع وكما قد يحصل في بعض المنافذ الحدودية في العراق وبالتالي فأن نسبة دقة هذه البيانات عالية جداً ان لم تكن دقيقة 100%، وان اغلب الدول المذكورة في الدراسة تستخدم انظمة الكترونية لمراقبة الصادرات وتسجيلها ومن الصعب ان يتم التلاعب بها".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: ملیار دولار الى العراق ما قیمته
إقرأ أيضاً:
الدول القوية تملك كل الخيارات.. ما هي خيارات العراق؟
آخر تحديث: 25 يونيو 2025 - 9:14 ص بقلم: سعد الكناني الدول القوية هي التي تملك الخيارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخبارية والعلمية والجيو استراتيجية ولها القدرة على صنع التحالفات الدولية وتستخدم كل الأدوات الناعمة والخشنة لتثبيت نفوذها لضمان مصالحها، اما الدول الضعيفة ليس أمامها سوى خيار واحد هو الإذعان. في هذا المقال نسلط الضوء على إيران من باب ” أعرف عدوك” كدولة قوية إقليمياً خياراتها من منظور فكري. فهي ليست فقط لاعباً سياسياً أو طائفياً، بل مشروع فكري- تاريخي له سرديته الخاصة مقابل السردية العربية. ترى نفسها منذ (1979) ثورة خميني، كدولة ليست وطنية، بل أممية شيعية. تستمد هذا الخيار من فكر الولي الفقيه، الذي يربط بين الدين والسياسة بشكل عضوي. ودولة إيران ليست فقط لحكم شعبها، بل لتمهيد الطريق لـ “ظهور الإمام المهدي الغائب ” محور المشروع الإيراني التوسعي، وتُبرر تدخلها في اليمن، العراق، لبنان، سوريا، بأنه جزء من “مهمة ربانية”!. إن الأفاعي وإن لانت ملامسها …عند التقلب في أنيابها العطبُ (عنترة بن شداد). إيران جمعت بين الدولة والميليشيات وهذا يجعلها تتجاوز منطق الدولة القومية الكلاسيكية إلى منطق “الدولة الرسالية”. وتُقدّم نفسها كقوة مناهِضة للهيمنة الغربية، خاصة الأمريكية والإسرائيلية. وهذا الموقف ليس سياسياً فقط، بل يقوم على فكر الثورة الدائمة على طريقة (لينين وغيفارا) لكنه بمرجعية دينية شيعية. وفق شعارها المزعوم ” كلا كلا أمريكا كلا كلا إسرائيل”. حتى حربها مع إسرائيل الذي انتهى بوقف إطلاق النار يوم (24/6/2025) بطلب منها جاء لحماية نظامها رغم الخسائر الذي تعرضت له، وستوافق على كل شروط ترامب من أجل المضي في مشروعها الطائفي وإدارة الفوضى في المنطقة إنطلاقاً من العراق القلب النابض لهذا المشروع الخبيث. إذن إيران تملك خيار الفوضى تدير أزمات لا تحلّها، وهي تتعامل مع جيرانها العرب بعضلاتها وليس بعقلها كجزء من استراتيجيتها للنفوذ كما في حالة العراق من خلال تشكيل ميليشيات وأحزاب وبرلمان وحكومات تابعة لها ولائيا وتنظيميا. و”إدارة الفوضى” التي تملكها إيران، تماماً كما تفعل القوى الغربية. وهو منبثق من فكر استراتيجي براغماتي مرتبط بـ “حماية المشروع العقائدي”. وهي لا تكتفي بالسلاح والميليشيات، بل تبني مؤسسات تعليمية، إعلامية، دينية في الدول التي تتواجد فيها. كما في العراق ولبنان وسوريا واليمن، تنشئ مدارس وحوزات وقنوات ومحطات فكرية. وتُصدّر “الهوية الشيعية الإيرانية” كبديل عن الهويات الوطنية العربية. اي بناء “أمة إيرانية عقائدية” داخل دول متعددة الجنسيات، على حساب الهويات الأصلية. إيران تقدم نفسها “المركز الشرعي الوحيد” للتشيّع في العالم. وهذا إلغاء ضمني للتشيع العربي، واستبداله بنموذج سياسي- ثوري مصدره قم. وتُوظف التاريخ الذي صنعته (كربلاء، الحسين، المهدي) في خطاب سياسي تعبوي دائم. وهذا ما يجعل مشروعها تصادمياً، طويل الأمد، وعقائدي بامتياز. الدولة القوية، ليست التي تملك جيشاً وسلاحاً، بل التي تحتكر استخدام القوة الشرعية داخل حدودها. وتمتلك قراراً سيادياً مستقلاً. وتفرض سيادة القانون على الجميع. وتبني مؤسسات قادرة على أداء وظائفها دون ارتهان للولاءات الفرعية (الطائفية، الحزبية، العشائرية). وتمتلك رؤية استراتيجية للمستقبل. السؤال: هل العراق حاليا يمتلك ذلك”؟، وهو يفقد السيطرة على جزء من أراضيه ويعاني من تفكك اجتماعي ومؤسساتي وقراراته مرتهنة بإيران وغيرها، ودوائر الدولة واقعة ضمن المحاصصة الطائفية والحزبية والفساد لا من خلال الكفاءة وإيرادات الدولة 90% من بيع النفط. علما ان العراق يملك موارد طبيعية هائلة وشعب حي مثقف، وطاقات بشرية عالية رغم الظروف. وجيش نظامي يتحسن تدريجياً. وحضور دولي مهم كعضو في منظمة أوبك، وله ثقل في ملفات المنطقة. لكن رغم ذلك يعتبر العراق حاليا من الدول الهشة رغم امتلاكه مقومات القوة، والخلل الرئيسي يكمن في النظام السياسي الطائفي التحاصصي، لذلك يعتبر العراق حاليا “دولة مع وقف التنفيذ” دولة بموارد عظيمة، لكن بإرادة سياسية مشلولة، ومؤسسات مخترقة. ولذلك العراق لا يمتلك خيارات الدولة القوية، وإذا يريد ان يصبح كذلك عليه تفكيك جذور الهشاشة.