خطبتا الجمعة بالحرمين: مَن استغفر بلسانه وعزمه أن يرجع للمعاصي بعد رمضان حري أن يكون صومه عليه مردودًا
تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT
ألقى الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه، وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال فضيلته: أطيعوا الله تعالى فيما أمر، واجتنبوا ما نهى عنه وزجر، واشكروا نعمة الله عليكم، وما ساقه من فيض جوده إليكم؛ إذ وفقكم لصيام رمضان وقيامه، وبلغكم المنى بكمال عدته وختامه، وهنيئاً لمن صام وقام رمضان إيماناً واحتساباً، وهنيئاً لمن أتحفهم المولى بكرامة الأنس وحلاوة مناجاته، وهنيئاً لمن تخلى عن الأوزار، وتطهر من السيئات، واجتنب القيل والقال والإثم المبين، وهنيئاً للذين أطاعوا ربهم وعظموا شهرهم، وأخلصوا العمل لخالقهم.
وأضاف: استقيموا على طاعته في كل زمان ومكان، ولا تكدروا بعد رمضان ما صفي لكم من أعمال صالحة في رمضان من الخير والإحسان، وتعودوا من بعد إلى الإساءة وطاعة الشيطان، وملابسة الفسوق والعصيان، فإفساد الأعمال بعد إصلاحها دليل على مفسدها بالطرد والحرمان والرد والخذلان، فإن رب رمضان هو رب شوال وسائر الشهور، وهو يكره أن يعصى في أي زمان كان، فاستحيوا من الله وراقبوه، فإنه يراكم ويعلم سركم وجهركم.
وأشار الشيخ الجهني إلى أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة، فعن أمّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة“. رواه مسلم. وعن مسروق قال: سُئِلت السيدة عائشة رضي الله عنها: أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ قالت: “الدائم”. وكانت أمّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تصلي الضحى 8 ركعات ثم تقول “لو نشر لي أبواي ما تركتهن”. مبيناً أنه بذلك ينال العبد محبة الله تعالى وولايته. قال الله تبارك وتعالى {إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ}. وبيّن العلامة السعدي -رحمه الله- أن الله يحب التوابين من ذنوبهم على الدوام، ويحب المتطهرين أي المتنزهين عن الآثام.
وأكد فضيلته على أن هذه الليالي والأيام والشهور والأعوام كلها مقادير للآجال، ومواقيت للأعمال، تسير بكم إلى الآجال سيراً حثيثاً، وتستودع من أعمالكم ما كان طيباً وخبيثاً، فهي خزائن ومستودعات أعمالكم، فأودعوها ما يشهد لكم.
وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام بأن من عظيم فضل الله على هذه الأمة ورفع درجاتهم وتعظيم شأنهم بين الأمم أن منّ عليهم بتتابع الخيرات والحسنات، ومن ذلك أن شرع لهم صيام ست من شوال، قال صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر”.
* وفي المدينة المنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور أحمد بن طالب بن حميد المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، ومداومة الإخلاص في عبادته، طمعاً في مرضاته وثوابه، وخشية عقابه.
اقرأ أيضاًالمملكةوصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 20 التي تحمل مساعدات للشعب الأوكراني
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم إن الصائمين إذا خرجوا يوم فطرهم من صلاة عيدهم وُفّوا أجورهم قبل أن يتيمنوا دورهم، فمن وفّى وفّي له، ومن نقص نُقّص منه، ومن طفّف فقد علمتم ما قيل في المطففين.
وبيّن الشيخ الدكتور أحمد بن طالب أن المؤمن وإن عمل من الصالحات ما عمل فهو من عمله في خجل، ومن ردّه عليه في وجلّ، قال الله تعالى {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّه مِنَ الْمُتَّقِينَ}، وهم الذين يعملون في طاعة الله، على نور من الله، يرجون ثواب الله، ويتقون محارم الله، ويخافون عقاب الله، ولقبول مثقال حبة من خردل أحبّ إليهم من الدنيا وما فيها.
وحذّر فضيلته من أن يكون العمل ليس خالصاً لوجه الله، والخوف ألا يكون متقبلاً، فمنهم من حظه القبول والغفران، ومن نصيبه الخيبة والخسران، ومن أعتقه الله من النار. وإياك أن تعود بعد أن صرت حراً إلى رقّ الأوزار، يبعدك الله عن النار وتقترب منها، وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها.
وأضاف: إن الاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها، فتختم به الصلاة، والحج، وقيام الليل، والمجالس، فإن كانت ذكرًا كان كالطابع عليها، وإن كانت لغواً كان كفارة لها. وكما أن صدقة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث فالاستغفار يرقع ما تخرق من الصيام باللغو والرفث، وصيامنا يحتاج إلى استغفار نافع، وعمل صالح له شافع.
وبيّن الشيخ الدكتور أحمد بن طالب أن أنفع الاستغفار ما قارنته التوبة، فمن استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود، حري أن يكون صومه عليه مردودًا، وباب القبول عنه مسدودًا.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الله علیه وسلم الشیخ الدکتور
إقرأ أيضاً:
كيف عادت تسجيلات الشيخ محمد رفعت إلى النور؟.. تفاصيل تُروى لأول مرة
أكدت الدكتورة هناء حسين محمد رفعت، حفيدة القارئ الشيخ محمد رفعت، أن اللقاء الأخير مع قيادات الأزهر كان «أكثر من رائع»، مشيرة إلى أنها لمست في فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر «كل الود والتواضع والتقدير العظيم لقيمة الشيخ رفعت»، وهو ما أسعدها بشكل كبير.
وأضافت حفيدة القارئ الشيخ محمد رفعت، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الثلاثاء، أن الجلسة اتسمت بالبساطة والاحترام، وأن أكثر ما أفرحها هو اهتمام الأزهر ليس فقط بترميم تراث الشيخ رفعت، بل بحمايته أيضًا، موضحة أن العمل الجاري يتضمن إنشاء موقع رسمي عبر الأزهر يضم جميع تلاوات الشيخ محمد رفعت، وهو حلم كانت تتمنى تحققه منذ سنوات حتى شاء الله أن يتحقق.
وكشفت الدكتورة هناء عن أن العثور على هذه الأسطوانات التاريخية جاء بمحض الصدفة أشبه بـ«معجزة». وأوضحت أن الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، خلال عمله على فيلم وثائقي عن الشيخ رفعت، كان يبحث في مصادر قديمة حتى وصل لأحفاد زكريا باشا مهران، وهو المصدر الأهم للتسجيلات المتاحة. وذكرت أن العائلة — ممثلة في الأستاذة زينب مبارك والأستاذ علاء أبو النجا — أظهرت كرمًا كبيرًا ولم يتأخروا لحظة، إذ سلّموا جميع الأسطوانات لوالدها وأشقائه، قائلة: «قالولي خدي الأسطوانات كلها، ولما تخلصي الترميم ادّيني نسخة.. كرم كبير من عيلة محترمة ربنا يكرمهم».
وأوضحت أن مشروع الترميم، إذا اكتمل بإذن الله، سيجعل مصر تمتلك نحو 70% من تسجيلات الشيخ محمد رفعت لتلاوة المصحف الشريف، مؤكدة أن بعض المواد تحتاج إلى معالجة فنية ومونتاج، وأن الجديد سيتكامل مع القديم ليكون تراث الشيخ رفعت متاحًا بشكل نفسي ومسموع عالي الجودة لأول مرة.
وفي رسالتها إلى محبي «قيثار السماء» الشيخ محمد رفعت، قالت الدكتورة هناء إن جمهور الشيخ ضخم ومخلص بشكل لافت، لدرجة أنها كانت تتوقع أنهم من كبار السن، لكن المفاجأة أن معظم محبيه اليوم من الشباب في سن 18 و20 عامًا، الذين يعيدون ترميم صوره القديمة بتقنيات حديثة ويرسلونها لها. وأضافت: «حب جميل، وبقول لهم يا رب يجمعني أنا وأنتم مع الشيخ رفعت في الجنة إن شاء الله».
ووجهت الشكر لجميع محبي الشيخ محمد رفعت، مؤكدة أن التراث الذي يتركه العظماء لا يموت، بل يتجدد مع كل جيل.