رام الله- ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها قرية المغير الواقعة إلى الشرق من مدينة رام الله بالضفة الغربية لهجوم من قبل المستوطنين، ولكنها الأصعب كما يقول رئيس مجلسها المحلي أمين أبو عليا، فمنذ الساعة الواحدة ظهر اليوم الجمعة والاعتداء متواصل من قبل ما يصل إلى ألف مستوطن.

الاعتداء كان على المنطقة الشرقية من القرية القريبة من الأراضي التي صودرت وبنيت عليها المستوطنات والطريق الالتفافي، حيث تجمع المستوطنون وأغلبيتهم مسلحون بحجة البحث عن مستوطن مفقود من البؤرة الاستيطانية القريبة، وقاموا بمهاجمة المنطقة في مجموعات حاصرت المنازل وأطلقت النار عليها وبدأت بإضرام النار بالمنازل.

الشاب جهاد عفيف أبو عليا كان من الشبان الذين تواجدوا في زيارة لأقاربه في أحد هذه المنازل وعندما بدأ الهجوم من قبل المستوطنين بإطلاق الرصاص على المنزل قام بمساعدة سكان المنزل في إجلاء كبار السن إلى سطح المنزل، مما أدى إلى إصابته برصاص أحد المستوطنين بالرأس واستشهد على إثرها على الفور.

تغطية صحفية: "مقطع يوثق إحراق مستوطنين للمركبات الفلسطينية في منطقة السهل بين بلدتي المغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله". pic.twitter.com/PlQMCaLPoP

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 12, 2024

وبحسب ما قاله شهود عيان للجزيرة نت فإن المستوطنين وبحماية قوات الاحتلال منعت الإسعاف من الوصول إلى الشاب وباقي المصابين مما أضطر الأهالي لسلوك طرق فرعية وجبلية لنقلهم إلى المستشفيات.

وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل للجزيرة نت إن قوات الاحتلال قامت بمنع مركبات الإسعاف من الدخول من مدخل القرية حيث نصبت حاجزا هناك، وعندما تمكنت المركبات من الدخول عبر طرق فرعية قام المستوطنين بالاعتداء على إحدى المركبات وتحطيمها، وعرقلة عمل الطواقم ما أدى إلى تأخير وصولها إلى الإصابات.

ولم يقتصر الأمر على منع الإسعاف، بل قامت قوات الاحتلال بتطويق القرية ومنع الدخول إليها أو الوصول إلى المنطقة المستهدفة لمساعدة المواطنين هناك وصد العدوان عليهم.

الهجوم الأخطر

وبعد ساعات من تواجد المستوطنين داخل القرية والاعتداء على الأهالي هناك قاموا بالانسحاب إلى أطراف القرية والتمركز على الشارع الواصل بينها وبين قرية أبو فلاح، ومواصلة الاعتداء على المركبات المتواجدة في المكان وحرق عدد منها، إلى جانب الاعتداء على الطواقم الصحفية والطبية وإطلاق الرصاص الحي باتجاههم بشكل مباشر.

هذه الاعتداءات بحسب أبو عليا كانت بحماية ومساندة من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أوقفت مركبات أهالي القرية والقرى المجاورة على الشارع الرئيسي ومنعت حركتها في ظل تواجد المستوطنين في المنطقة.

قوات الاحتلال تطلق قنابل إنارة بين بلدتي المغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله، تزامنا مع تواجد مكثف لجيش الاحتلال والمستوطنين في أطراف البلدتين. pic.twitter.com/MhrfVUehnL

— . (@khaberni) April 12, 2024

وحتى الآن، لا يوجد حصر دقيق لعدد المنازل التي تم حرقها أو المركبات، كما يقول أبو عليا، بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى المنطقة المستهدفة وإغلاقها من قبل الاحتلال، ولكن بشكل مبدأي فإن الحديث يدور عن حوالي 10 منازل و8 مركبات والعشرات من المنشآت الزراعية إلى جانب عدد من المركبات التي تم تحطيمها وتكسيرها، وسرقة قطيع كامل من الأغنام.

وقال أبو عليا إن هذا الهجوم هو الأخطر على القرية من حيث عدد المستوطنين المشاركين في الاعتداء وحملهم السلاح، فخلال السنوات السابقة تعرضت القرية لهجوم المستوطنين بشكل متكرر، ولكن أعدادهم لم تكن تتجاوز 100 مستوطن ولم يكونوا مسلحين بالكامل كما هذه المرة، على حد وصفه، إلى جانب طول المدة التي استمر خلالها العدوان والتي تجاوزت 8 ساعات، وسط مخاوف من أهالي القرية بعودة المستوطنين مرة أخرى إلى القرية.

ولم تتوقف اعتداءات المستوطنين عند هذا الحد، فبعد الانسحاب من قرية المغير تم الاعتداء على القرى المجاورة لها مثل قرية أبو فلاح حيث حرق عدد من المركبات وأصيب أحد سكانها، وترمسعيا ودوما، وسط مخاوف من هجوم مماثل.

تضاعف الاعتداءات

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة زادت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية ثماني مرات عما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إلى جانب تصاعد في مستوى العنف في هذه الاعتداءات بعد تسليح أكثر من 17 ألف مستوطن بعد الحرب وإطلاق يدهم بالكامل من قبل جيش الاحتلال.

رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان قال إن هذا الاعتداء وغيره من اعتداءات المستوطنين المستمرة في الضفة كانت متوقعة في ظل الحكومة الإسرائيلية التي تدعم المستوطنين وتقوم بتسليحهم.

مشاهد جديدة من هجوم المستوطنين المسلحين على بلدة المغير شمال شرق رام الله وتصدي الأهالي لهم pic.twitter.com/ZSJFN6rM3O

— . (@khaberni) April 12, 2024

وتابع شعبان للجزيرة نت "هذا ما حذرنا منه بعد تشكيل حكومة من المستوطنين المتطرفين، 16 من الحكومة تربوا في هذه المستوطنات وكانوا جزءا من شبيبة التلال التي تقوم بهذه الاعتداءات".

وطالب مؤيد المجتمع الدولي بإصدار قرارات حقيقية بمعاقبة دولة الاحتلال ومحاصرتها ومقاطعتها حتى ترضخ للقانون الدولي، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني حاليا يجد نفسه وحيدا في مواجهة هذا الإرهاب ولا يملك إلا الدفاع عن نفسه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الاحتلال الاعتداء على رام الله أبو علیا أبو فلاح إلى جانب من قبل

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يهدم قرية ومنزل شهيد بالخليل ويشدد إجراءاته بسفليت لليوم السابع

شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في هدم قرى وتجمعات سكنية بأكملها في الضفة الغربية المحتلة، رافقتها حملات تفتيش دقيقة للمنازل، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى تسليم إخطارات بهدم منازل المواطنين منذ فجر اليوم الأربعاء.

وهدمت قوات الاحتلال قرية خلة الضبع في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، بأكملها. وهي مكونة من 25 منشأة، بين منزل وكهف وحظيرة أغنام وبئر مياه. ويأتي هذا تزامنا مع قرار بتهجير وإخلاء 8 تجمعات سكنية في المنطقة.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدد كبير من الآليات العسكرية منطقة دائرة السير في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.

وشرعت قوات الاحتلال في هدم منزل الشهيد عبد القادر القواسمي الذي نفذ مع اثنين من رفاقه عملية إطلاق نار عند حاجز النفق قرب بيت لحم قبل عام ونصف وأسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 7 آخرين.

وتعد عملية الهدم الثانية لمنزل الشهيد القواسمي الذي تعرض للهدم من قبل قوات الاحتلال قبل عام ونصف. لتعود العائلة لبنائه من جديد قرب موقع المنزل المهدوم. وقد أخطرت قوات الاحتلال العائلة بقرار الهدم بزعم أن البناء الجديد تجاوز الحد المسموح به.

كما اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم الأربعاء، قرية سرطة غرب سلفيت. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية أن قوات الاحتلال داهمت منزل المواطن عصام محمد صلاح، إضافة إلى روضة أطفال تعود ملكيتها لنجله، حيث عبثت بمحتوياتها ودمرت أجزاء من جدرانها، من دون أن يبلغ عن وجود اعتقالات.

إعلان

ويأتي هذا الاقتحام في ظل استمرار عدوان الاحتلال على بلدتي كفر الديك وبروقين، والذي يدخل يومه السابع على التوالي، وسط حملات تفتيش دقيقة للمنازل، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى تسليم إخطارات بهدم منازل المواطنين.

وقال الناشط فارس قصول من بلدة كفر الديك "إن قوات الاحتلال تمعن في إجراءاتها التعسفية بحق الأهالي، من دون أي اعتبار لاحتياجات السكان الأساسية، خاصة الأطفال والمرضى، وخصوصا مرضى غسيل الكلى والمصابين بأمراض مزمنة، الذين يحرمون من التنقل والوصول إلى المرافق الصحية في ظل الحصار المتواصل.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم  بلدة سلواد شمال شرق رام الله، وداهمت عدة منازل خلال اقتحامها البلدة ونشر جنودا مشاة في شوارعها.

وواصلت قوات الاحتلال إغلاق بلدة ترمسعيا شرقي رام الله لليوم الثاني على التوالي. وأفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي خلال اقتحام البلدة، كما أجبرت مواطني ترمسعيا والبلدات المجاورة على سلوك طرق بديلة طويلة.

وفي منطقة وادي أريحا وسط الضفة الغربية أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها في أريحا تعاملت مع إصابة لشاب برصاص حي بيده في حي كتف الواد بأريحا ونقلته للمشفى.

وكان جيش الاحتلال قد اقتحم حي كتف الواد في أريحا، وداهم عمارة سكنية قبل انسحابه من المدينة.

 كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية جنوبي جنين، وفي مدينة قلقيلية اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد جمال الجزار، بعد أن داهمت منزله، وفتشته.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المدينة من مدخلها الشرقي، وسيرت آلياتها باتجاه الجهة الجنوبية وانتشرت في بعض الأحياء "حي القرعان، وشارع نابلس"، كما داهمت بناية سكنية بالقرب من مدرسة يوسف عود.

أعضاء من وفد الاتحاد الأوروبي يتفقدون آثار التخريب المتعمد من قبل جيش الاحتلال في مخيم طولكرم الذي يتعرض لاعتداءات إسرائيلية متواصلة منذ أكثر من 100 يوم (الأوروبية)  حواجز واعتقالات

وشددت قوات الاحتلال اليوم الأربعاء، إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا العسكري بالأغوار الشمالية. وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال أغلق البوابات الحديدية أمام المتوجهين إلى الأغوار، ما يعيق تنقلاتهم ووصولهم إلى أماكن عملهم.

إعلان

ويشهد الحاجز منذ عامين تشديدات عسكرية، وإغلاقات متكررة أمام حركة المواطنين الذين يحاولون الوصول من خلاله إلى الأغوار الفلسطينية بشكل عام.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، 10 مواطنين، بينهم والدة أسير، خلال اقتحامها بلدة بيتونيا غرب رام الله ومخيم الجلزون شمالا.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوة من جيش الاحتلال، اقتحمت بيتونيا واعتقلت والدة الأسير بدر عرموش، ونجله، ونجل شقيقه.

وأضافت المصادر، أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم الجلزون، وشنت حملة اعتقالات طالت 7 مواطنين، وهم، محمد صافي والد الشهيد أيسر صافي، وأيسر رائد صافي، وغسان رياض صافي، وثائر رمضان صافي، ورامي محمد عليان، وعبد الناصر محمد مقدادي، ومحمد ساهر دبور.

ولفتت، إلى أن جيش الاحتلال اعتدى بالضرب على عدد من الشبان خلال مداهمة منازل المواطنين في المخيم، كما منع المصلين من التوجه لصلاة الفجر، وقام بتفجير أبواب محل تجاري.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يهدم قرية ومنزل شهيد بالخليل ويشدد إجراءاته بسفليت لليوم السابع
  • أنباء عن مقتل جنود روس في هجوم مسلح استهدف قاعدة حميميم في سوريا
  • علاقة سامة تنتهي بوابل رصاص..  هجوم مسلح على مقهى في أضنة!
  • مستوطنون يعتدون على فلسطيني وزوجته جنوب الخليل.. والاحتلال يعتقل 15 مواطنًا بالضفة
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية أمنية مشددة (شاهد)
  • الاحتلال يواصل الاقتحامات والاعتقالات بالضفة والمستوطنون يخربون المزارع
  • ناد رياضي وحديقة للمستوطنين فوق أرض فلسطينية بالقدس
  • هجوم مسلح بحديقة في إسطنبول يودي بحياة شاب ويصيب آخرين!
  • روسيا تشن أعنف هجوم بطائرات مسيرة على أوكرانيا
  • مصابون واعتقالات باقتحامات للجيش الإسرائيلي بالضفة