صحيفة التغيير السودانية:
2024-06-11@20:02:44 GMT

الكلمة الطيبة جواز سفر

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

الكلمة الطيبة جواز سفر

 

تحفة الكامل

(١)

في نهاية ليلة الأمس كنت في انتظار سيارة الأجرة (الأوبر) حتى أعود للمنزل، والانتظار من المفاهيم التي اعتملت في دواخلي الكثير من النظريات حولها، هذه النظريات أو التكتيكات تحمل في داخلها قدرا كبيرا من التعقيد وأحيانا التناقض، ذلك أن علاقتي بالانتظار علاقة تتفاعل معاها صفات مجموعها مركب ومتباين النزعات والمآلات، الصفات الأكثر تعريفا لهذه النظريات هما صفتا الملل والصبر، فأنا أستطيع أن أصف نفسي أني صبورة لكن أنا في ذات الوقت سريعة الاشتعال بالملل دوماً.

لذلك الانتظار كموضوع يشتبك دوما بالتحديد مع هاتين الصفتين، مما يجعل أدواتي لمكافحة الملل بذات الاتساع بين الصفتين، فأنا ملتزمة بأن أقضي ساعات الانتظار بالاستغفار ومن ثم مثلا الانبهار كأداء واجبي في مهمة خلق إبداع صاحبه.

لم يكن أمامي في دقائق الانتظار تلك سوى أسرة سودانية صغيرة مكونة من أم وأب وطفلة، كانت الأم بداخل مطعم “جاد” تشتري وجبة لأسرتها، أول ما لفت نظري في هذه الأسرة هو هالة من الاستسلام تسيطر على كل حركاتهم، لم أكن في البدء أحمل تفسيرا لهذا الشعور.

خارج المطعم بقربي  تقف الطفلة ووالدها في انتظار الأم لتحضر العشاء، كانت الطفلة مليئة بإيقاع حيوي لا يجتهد الأبوان في مجاراته أو استيعابه، كانت الطفلة تصر على طلب لم أفهمه، لكن سمعت  صيغة الرفض من الوالد، الذي كان يكرر: “ليس الآن، نحن الآن ذاهبون للمنزل”.

وكما يمكن التوقع، متابعة الأب والطفلة سببت لي حالة من الملل، وفضاء الرؤية حولي كان خاليا من أي شخصيات آخرى مثيرة للاهتمام.

(٢)

في العادة الشعور بالملل إيقاعه سريع، أولى إشاراته التي يطلقها لدي هو الإحساس بالعطش، وبالتأكيد يستطيع الإنسان أن يروي عطشه بأشياء متعددة، في تلك اللحظة قمت أنا باختيار الماء، توجهت نحو المطعم لأشتري قارورة ماء، كنت أتابع الأم الشابة وهي تنتظر طلباتها لم نتبادل أي نظرات أو ابتسامة السودانيين التي يدور الجدل حول ضرورة حدوثها كواجب أو عرف اجتماعي يعبر عن التحية بين المغتربين الذين يشكون أنهم من نفس المكان!

هذه السيدة كانت خاوية النظرات، تهرب من الاندماج مع كل ما حولها، تريد أن تاخذ وجبة العشاء وتجري دون تبادل كلمات أو تحيات ولا حتى مزحات من عامل المطعم، مزحات صممها خصيصا من أجلها.

وقفت بالخارج استمتع بشرب الماء بما أن ما حولي منخفض الجودة لهذه الدرجة، خرجت الأسرة أمامي واتجهوا بسرعة بعيداً.

بدأت افكر لماذا أصابني هؤلاء الناس بشعور مخيف، ربما لأنهم تحديداً يشبهون الفئة التي يقال أنها تمارس “المشي جنب الحيط” وربما أيضاً يؤمنون بأن “الخواف ربى عيالو” المهم تلك الأسرة نجحت في أن تنقل لي إحساسهم بالخوف.

وفي ظرفهم مفهوم هو شعورهم بالخوف، تلك الأسرة كانت تتعامل مع وضعنا كبشر فروا من حرب السودان بجدية من النادر رؤيتها في السودانيين الذين يقابلونني في القاهرة، ربما لأنهم يعيشون حالة من الإنكار  فالذين أصادفهم في الشوارع إما أنهم يتعاملون مع وجودهم هنا على أنه إجازة أو سياحة أو رحلة علاج أو مرحلة انتقالية لحياة مجهولة جديدة ربما أفضل من القاهرة، أيضا هنالك فئة يتعاملون مع وجودهم هنا كبداية جديدة هم فيها يشعرون بالانتماء بوعي وبدونه للمدينة الجديدة ويكافحون الغربة بفهم وممارسة لغة البداهة في القاهرة.

تلك الأسرة بالفعل عالقة تريد أن تشعر أن هنالك شيئا مألوفا لكنهم يخافون حتى رؤيته بصورته الكاملة، يتجنبون كل ما حولهم لكن يفتقدون أن يشعروا أن كل شيء عادي، يشترون عشائهم من مطعم “جاد” ربما حتى يشعروا أنهم بشارع المطار بالخرطوم.

كنت اتأملهم وهم يبتعدون عن بصري وازاداد تعمقا في تبصرهم، لم يقطع هذا الاستبصار أثناء الانتظار، سوى رؤيتي لجواز السفر الأزرق الذي أعرفه جيدا مكفيا على وجهه في الأرض، رفعته من الأرض وأنا أحاول التقاطهم بنظراتي، كنت متأكدة إنه يخصهم.

فتحت الجواز لثوان ورأيت صورة الأب، مختلف عن الحقيقة قليلا، لكنها نفس نظرة القلق التي رأيتها في عينيه.

(٣)

حملت جواز السفر وانطلقت راكضة خلف الأسرة اليائسة، من زمن طويل لم أجر هكذا، تذكرت هنا مفهوم كانط عن الخير- مفهومه الذي لدي حوله الكثير من الجمل الاعتراضية –  الذي يعرف الخير باعتباره يتحرك من الإرادة الخيرة وينطلق تحت اسم الواجب للوصول لغاية احترام القانون، المفهوم الذي يعزل الإرادة الخيرة عن الميول و الدوافع الإنسانية. كنت أركض اتجاههم بواجب كانطي واصرار ورغبة قوية لا يمكن وصفها.

أنا من الذين يؤمنون بعبثية الحياة مع الجميع وأقاوم العبث بالعبث والبحث عن العدل في ذات السياق، أنا متأكدة أن الحياة عبثية مع الجميع، ولكنها أحيانا تبالغ في توضيح هذه الصفة، فتنقلب حياة الناس فجأة وخارج السياق الدرامي المتوقع، تعبث الحياة أحيانا ليكون النتاج رحلة شقاء أو رحلة تجل أو رحلة بلا اسم، لست متأكدة.

ولأني أكره هذه الخاصية في الحياة وأعتقد أنها أصابتني بها في حياتي، كنت لا أريد أن تقوم بها اتجاه هذه الأسرة، التي تشعر بالأساس بالضياع وغارقة في هول فقدان الوطن كمكان وربما أكثر من ذلك، أظن تعلقهم بالوثيقة التي تعرفهم بالسودان هو تعلق جذري في رحلة التفكير حول مأساتهم، هؤلاء الناس خائفون ويشعرون بالغربة، يهربون للمنزل لأنه البيت والبيت هو الوطن الآن.

هم أيضا كما رأيتهم، يستسلمون للخيارات المتاحة، شعرت بثقل مصيبة جديدة، كضياع وثيقة الهوية الوحيدة لرب هذه الأسرة وكيف سيغير هذا حياتهم بالكامل ويضيق خياراتهم، لا أستطيع أن أغير من واقع الحرب الذي يفقد الناس حق الاختيار، لكن هذا الجواز الأزرق يجعل أمامهم الحد الأدنى من الاختيار ويفتح أمامهم نسمة حرية هي في نظري جذرية لعمل الخير بأي مفهوم له.

كنت أنادي عليهم، بكل النداءات التي خطرت ببالي: (يا زول/

يا زولة/يا أخ يا أخت/ يا سوداني/لو سمحتي لو سمحتا).

لم يستجيبو لندائي وهم يعبرون الجانب الآخر من الطريق، وأنا أتفاوض مع السيارات المسرعة حتى أصل إليهم.

تأكدت أن تلك الأسرة تتعامل على أنها غير مرئية لا  احتمال في بالهم أن أحدهم يمكن أن ينادي عليهم أصلا وهم لا يريدون.

كنت مصرة على اللحاق بهم  يدفعني إحساسي في كل اللحظات التي تغيرت فيها حياتي بقسوة وبلا هدف، اللحظات التي تمنيت أن يظهر فيها شخص لينقذني، أن يتصدى أحدهم لرغبة الحياة العبثية في زيادة شقائي،  تحركني حالة من العطف الإنساني العميق اتجاه آلامهم من قبل وآلامهم إذا ضاع جواز السفر! متعاطفة مع حيرتهم المستقبلية بوحدة وجدانية عميقة، وهنا ألاحظ تعريفاً حديثاً للألم يواكب تأثيرات كالحروب في حياة الناس.

(4)

تعبت من الركض والنداء ولا أستطيع إيقافهم، شعرت بالغيظ منهم كأنهم مثلا يريدونني أن أستستلم وأجعل حياتهم أكثر تعقيدا، وهنا يظهر تعلقي بإنقاذهم بإصرار يشبه إصرار الوصاية،  ضحك عقلي  مباشرة من سلوكي، لحظتها تذكرت المتطوعين الذي يركضون بإصرار نحو السيارات لحظة الإفطار لتقديم البلح وكسب أجر إفطار الصائم، الإصرار الذي يحمل شبهة ذاتية ليس لدي اعتراض عليها سوى سماجة المشهد، حاول عقلي تشتيتي وجعلي أفقد الرغبة عن طريق هذه الذكرى وهذا الربط الماكر.

يا سودانيين اقيفوا!

عبرت الطريق للمرة الثانية خلفهم وصرخت فيهم: يا سودانيين اقيفوا

واخيرا التفتوا، ربما شعروا أن هذه هي طريقة النداء التي يعرفون بها نفسهم وربما كان صوتي عاليا أكثر وفيه نبرة غضب قليلا، لا أدري.

اقتربت مني السيدة بحذر، لأقول لها لقد وقع جواز السفر هذا منكم.

عبرت السيدة كأول رد فعل بالإنكار، فهي تعلم أهمية هذا المستند في حياتهم لدرجة أنها لا تصدق أنه ضاع ببساطة.

قلت لها: لا تخافي، كنت أعني الجملة بكل السياقات، وكنت أرغب في أن أقول لا بأس جواز السفر في يدي وأيضا الكلمة الطيبة جواز سفر فلا تخافي.

نظرت إليّ نظرة خوف تشبهها لكن يزاحم خوفها أمل أزعم أني خلقته داخلها، سألتني بارتباك بمن اسم جواز السفر؟

كنت  حينها مشغولة بالتفكير حول شعوري، كان شعورا في غاية الغموض لكن شعرت بالسعادة مجردة فعرفت أن هذه فضيلة.

أجبت على سؤال السيدة: جواز السفر باسم “جمال”!

بعدها غرقت السيدة في حالة من الأمان والامتنان للعالم وغرقت معها، حاولت الهرب بجمل تخفف عاطفية المشهد في نظري لكنها زادت عاطفية اللحظة عندها “أهم ما نملك الآن  في هذه الأزمة هو هذا المستند.. حافظوا عليه.. لكن لا تخافي {مجدداً].

(5)

تساءلت لماذا لم أقرأ الاسم وأنادي به، كان ربما كان وصولي لهم أسهل، لكني قرأت اسم صاحب الجواز في اللحظة التي كنت أحاول أن أفهم فيها شعوري وكنت أردد:

ما اسم هذا الشيء

ما اسم هذا الشيء في شعرية اللاشيء؟

وكانت الإجابة ببساطة في اسم صاحب الجواز.

حيث من أبسط تعريفات هذا المفهوم المعقد هو الجمال.

رجعت بخطوات سعيدة والسعادة هو الأمر الوحيد المرغوب به هنا دوماً، وارتباطه  ذاتي وموضوعي بمفهوم الخير.. لحقت بسائق الأجرة الذي جعلته  أيضا ينتظرني وأنا أقضي ساعات الانتظار بعمل الخير!

 

الوسومالجواز السوداني اللاجئون السودانيون حرب السودان مصر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجواز السوداني اللاجئون السودانيون حرب السودان مصر

إقرأ أيضاً:

أهم ما أعلنت عنه آبل في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر المطورين السنوي 2024

بعد طول انتظار لما ستفعله آبل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكيف ستدخل المنافسة، أعلنت الشركة عن بداية دخولها هذا السباق في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر المطورين السنوي.

وبالطبع جاء هذا مع الإعلانات المتوقعة عن تحديثات جديدة لأنظمة التشغيل الخاصة بأجهزة الشركة المختلفة. وهذا أهم ما أعلنت عنه آبل في الكلمة الافتتاحية من مؤتمر المطورين 2024.

ذكاء آبل

ذكاء اصطناعي خاص بك ويفهم احتياجاتك، هكذا وصف تيم كوك نهج آبل نحو سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي وأطلقت عليه "ذكاء آبل". بعد أن كانت آبل تتجنب في السابق مصطلح "الذكاء الاصطناعي"، دخلت الآن رسميًا تلك المنافسة وبدأت تقدم بعض الميزات في أنظمة تشغيلها تضاهي الميزات التي تقدمها غوغل ومايكروسوفت، لكن تلك التحديثات الجديدة ستتوفر في الخريف القادم مع إصدار النسخ القادمة من أنظمة تشغيل الشركة.

ستعمل ميزات الذكاء الاصطناعي من آبل على معالجة الإشعارات وكتابة النصوص وتلخيصها وتنفيذ عمليات مشتركة بين التطبيقات.

وذكرت الشركة أن عمليات معالجة الذكاء الاصطناعي ستحدث داخل الجهاز نفسه لضمان الحفاظ على خصوصية المستخدم، مما يتطلب شريحة معالجة "إيه 17 برو" أو شريحة من سلسلة معالجات "إم". وعند الحاجة إلى الوصول إلى الحوسبة السحابية، ستنتقل البيانات إلى "سحابة خاصة"، مما يضمن عدم تخزينها على خوادم الشركة وستحدث عمليات تحقق مستقلة من خبراء للتأكد من ادعاءات الشركة المتعلقة بخصوصية البيانات.

كما سيصبح المساعد الرقمي "سيري" طبيعيا أكثر في نظام التشغيل "آي أو إس 18″، إذ سيتيح إدخال الكلام والنصوص معا. وسيتعامل مع مهام مثل النصوص المجدولة والمهام التي تظهر على الشاشة، مثل تحسين الصور والتعبئة التلقائية للنماذج بتفاصيل المستخدم الشخصية.

كما ستصبح اقتراحات كتابة الرسائل الإلكترونية وملخصات النصوص على نطاق كامل النظام، وستقدم ميزات جديدة لتوليد الصور، مثل ميزة "جينموجي" (Genmoji) و"ملعب الصور" (Image Playground). وستضيف الشركة إمكانيات بحث محسّنة عن الصور وميزات مشابهة لميزة "ماجيك إيريزر" (Magic Eraser) التي توفرها غوغل.

وكما أشارت التسريبات مؤخرًا، جاء الإعلان عن صفقة آبل مع شركة أوبن إيه آي، إذ سيتوفر روبوت المحادثة شات جي بي تي، المعتمد على نموذج "جي بي تي 4 أو"، إلى أنظمة التشغيل "آي أو إس" و"ماك أو إس" و"آيباد أو إس" لاحقا هذا العام، إذ يمكن للمساعد الرقمي "سيري" اللجوء إليه عندما لا يتمكن من تنفيذ ما يطلبه المستخدم.

وعندما يفعل هذا، تذكر آبل أنه سيطلب إذن المستخدم أولاً. كما أكدت الشركة أنها ستبدأ بأفضل روبوت محادثة الآن، لكنها ستدعم نماذج أخرى من الذكاء الاصطناعي في المستقبل.

very happy to be partnering with apple to integrate chatgpt into their devices later this year!

think you will really like it.

— Sam Altman (@sama) June 10, 2024

 

أي أو إس 18

وفي الكلمة الافتتاحية لمؤتمر المطورين السنوي، كشفت آبل عن التحديث الجديد لنظام تشغيل هواتف آيفون "أي أو إس 18″، إذ عرضت الشركة بعض التحسينات الجديدة التي ستأتي لتطبيقات آبل ولنظام التشغيل نفسه.

أول تلك التحديثات هو إمكانية تخصيص الشاشة الرئيسية للهاتف التي تتيح للمستخدم أخيرًا وضع أيقونات التطبيقات بحرية أينما يرغب. وفي الوضع المظلم، ستصبح أيقونات التطبيقات أكثر قتامةً لتصبح رؤيتها أسهل على عيني المستخدم. وسيسمح محرك القوالب الجديد للمستخدم بتطبيق لون يختاره عبر شبكة تطبيقاته لزيادة مستوى التخصيص.

كما يزداد مركز التحكم تطوراً؛ إذ سيتمكن المستخدم من التمرير بين صفحات متعددة من عناصر التحكم والتبديل لأهم الميزات، مع حصول عناصر التحكم في الوسائط والمنزل الذكي على موضع مميز داخل مركز التحكم. كما ستتمكن التطبيقات الخارجية من الاندماج داخل مركز التحكم للمرة الأولى. وسيتيح نظام "آي أو إس 18" أخيرًا استبدال أيقونات الكاميرا والكشاف على شاشة قفل الهاتف بأي أيقونات يفضلها المستخدم في مركز التحكم.

كما يعمل نظام "آي أو إس 18" على زيادة الخصوصية عبر إتاحة إمكانية إغلاق أحد التطبيقات وطلب التحقق من الهوية لفتح التطبيق، أو إخفائه تماما حتى يعرف الهاتف أن المستخدم هو من يمسك بالهاتف فعلا. ويمكن للمستخدم الآن التحكم في جهات الاتصال التي يمكن للتطبيقات الخارجية الوصول إليها.

وسيصبح تطبيق الرسائل أكثر قدرة على التعبير، إذ سيتمكن المستخدم من وضع أي رمز تعبيري في الرد على الرسائل عبر النقر الخلفي، وسيتوفر تنسيق جديد للكتابة بالخط العريض والخط المائل وغيرها. كما تعمل آبل على توسيع اتصالات هاتف الآيفون عبر الأقمار الاصطناعية للسماح بإرسال الرسائل عبر تلك الأقمار. بالإضافة إلى إمكانية جدولة الرسائل، وهو ما توفره رسائل جوجل فعلا.

كما تلقى تطبيق البريد المدمج مع النظام تحسينات جديدة تتضمن تصنيفاً أفضل للرسائل، مع فرز تلقائي شبيه بما يقدمه تطبيق جيميل للرسائل والتحديثات والعروض الترويجية.

وأضافت آبل لنظام التشغيل الجديد "أي أو إس 18" وضع الألعاب الذي يقلل من نشاط الهاتف في الخلفية ليحصل المستخدم على أفضل أداء وأقل زمن تأخير عند استخدام وحدات الألعاب المتصلة بالهاتف أو سماعات "إير بودز".

كما وعدت آبل بإجراء أكبر عملية تجديد على الإطلاق لتطبيق الصور مع نظام آي أو إس 18، إذ تنافس الشركة تطبيق صور غوغل على نظام أندرويد. وحسنت الشركة التطبيق الآن للتعامل مع مكتبات الصور المتزايدة باستمرار التي راكمها الكثير من المستخدمين على مر السنين.

يتضمن التطبيق فرزاً للوجوه والقدرة على تثبيت مجموعات الصور في الأعلى للوصول إليها بسرعة أكبر. كما سيؤدي تطبيق الصور مهمة أفضل في تجميع الأشخاص والحيوانات الأليفة تلقائياً في مجموعات صور يمكن للمستخدم الوصول إليها عبر ميزة العرض الدوّار الجديدة بالتطبيق.

سام ألتمان الرئيس التنفيذي أوبن إيه آي كان من الحاضرين خلال المؤتمر. (أسوشيتد برس) آيباد أو إس 18

عرضت آبل نسخة نظام التشغيل آيباد أو إس 18، الخاص بأجهزة الشركة اللوحية آيباد.  وكما هو الحال في السنوات السابقة، سيصل التحديث الجديد في فصل الخريف، مع توفر نسخة تجريبية للمطورين اليوم ونسخة تجريبية عامة متاحة الشهر المقبل.

الأهم في التحديث الجديد أنه يضيف أخيراً آلة حاسبة مدمجة إلى أجهزة الآيباد. وهو ما يعني أن مستخدمي آيباد لن يحتاجوا بعد الآن إلى تحميل تطبيقات خارجية للآلة الحاسبة التي غالباً ما تكون مليئة بالإعلانات ونادراً ما تتناسب مع حجم الآيباد الأكبر. وتعمل الآلة الحاسبة الجديدة أيضاً مع قلم آبل، حتى يتمكن المستخدم من حل المسائل الرياضية بعد كتابتها باستخدام القلم.

كما تقدم آبل ميزة "سمارت سكريبت" (Smart Script)، التي تعمل على تحسين مظهر النص أثناء الكتابة باستخدام تقنيات تعلم الآلة. وهي قادرة أيضاً على إعادة إنشاء نمط الكتابة بخط يد المستخدم، بجانب التدقيق الإملائي، وتحويل النص المكتوب إلى أسلوبك المستخدم الخاص.

سيقدم التحديث الجديد بعض الميزات أيضًا مثل أساليب جديدة لتخصيص شاشة الآيباد الرئيسية وتخصيص مركز التحكم، كما يمكن للتطبيقات الخارجية الاندماج في مركز التحكم لأول مرة مثل تحديث نظام "آي أو إس 18".

وتش أو إس 11

كذلك أعلنت آبل للتو عن نظام ساعتها الذكية "ووتش أو إس 11″، سيتمكن المطورون من البدء في العمل عليه ابتداءً من اليوم، بينما سيصل الإصدار التجريبي العام خلال الشهر المقبل أيضًا. وكما هو الحال في السنوات الماضية، من المتوقع أن يصدر الإصدار النهائي في وقت ما هذا الخريف إلى جانب ساعات آبل الجديدة.

وكما هو الحال دائماً، يأتي كل إصدار من نظام تشغيل الساعات الذكية بميزات صحية جديدة. هذا العام، سيأتي النظام بوضع التدريب الذي يسجل البيانات والمقاييس الشخصية ليعرف مدى تأثير كثافة ومدة التدريبات على جسم المستخدم بمرور الزمن. ويمكن أيضًا تضمين وضع "تصنيف الجهد" للتدريبات، الذي يمنح أيضًا معلومات حول ما إذا كان يجب بذل المزيد من الجهد أو ربما التراجع قليلا والراحة.

وسيوفر التحديث أيضًا ميزات جديدة للأمان، فإذا كان المستخدم يجري في وقت متأخر من الليل، سيتمكن أصدقاؤه من متابعته. وهو مشابه لميزات الأمان التي قدمتها ساعة “بيكسل وتش 2″ العام الماضي.

الحضور في مؤتمر آبل يترقبون ما ستعلن عنه الشركة الأميركية.(أسوشيتد برس) ماك أو إس 15 سيكويا

كما أعلنت آبل رسميًا عن نظام "ماك أو إس 15 سيكويا" في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر المطورين، وسيحصل جهاز ماك على ميزة "انعكاس الآيفون"، التي تتيح التحكم بالهاتف بواسطة جهاز ماك مباشرة. وسيتلقى المستخدم إشعارات الهاتف على جهاز ماك، بالإضافة إلى خاصية تمرير الصوت.

كما حدّثت آبل متصفحها "سفاري" بمجموعة من الميزات الجديدة، ومنها خاصية "النقاط البارزة" (highlights) التي تستخدم تقنيات تعلم الآلة لاكتشاف الأمور المثيرة للاهتمام على الصفحة، بجانب إضافات جديدة إلى وضع القراءة (Reader) ومنها الملخصات وجداول المحتويات التي يُفترض أن تنتجها أيضا تقنيات تعلم الآلة.

وستحصل ميزة "سلسلة المفاتيح" (Keychain) على تحديث كبير، مع تطبيق كلمات مرور جديد متعدد المنصات بإمكانه تخزين العديد من أنواع جديدة من بيانات اعتماد الحسابات، مثل كلمات مرور الواي فاي، ومفاتيح المرور، ورموز التحقق، وكلمات المرور المشتركة. سيتوفر هذا التطبيق على أنظمة التشغيل آي أو إس، وآيباد أو إس، وماك أو إس، وفيجن أو إس، ونظام ويندوز.

فيجن أو إس 2

كذلك أعلنت شركة آبل عن الإصدار الثاني من نظام التشغيل فيجن أو إس 2، وهو النسخة الثانية من نظام تشغيل نظارات الواقع المختلط فيجن برو، ويهدف التحديث إلى توفير كثير من الميزات التي كان يطلبها المستخدمون منذ إطلاق النظارة في فبراير/شباط الماضي.

حدّثت آبل تطبيق الصور الخاص بالنظارة لتتيح إمكانية الضغط على زر لإنتاج صور مكانية باستخدام صور قديمة لم تكن صورًا مكانية أصلًا. كما سيدعم تطبيق فيجن أو إس 2 السفر في القطار، لذا لن يقتصر وضع السفر في النظارات على الطائرات فقط.

كما حدّثت الشركة ميزة شاشة ماك الافتراضية، التي تقدم ما يكافئ شاشتي عرض بدقة 4K مع خيار شاشة افتراضية جديدة عريضة. ومع تفعيل هذا الخيار، تمتد الشاشة أمام المستخدم كما لو كانت شاشة عريضة منحنية. كما ذكرت آبل أن شركة كانون ستطلق عدسة مكانية جديدة لكاميرا "إي أو إس أر 7" (EOS R7) والمصممة خصيصًا لصناعة المحتوى لنظارة فيجن برو.

كما أعلنت الشركة أنها ستطرح نظارتها فيجن برو خارج البلاد، وستبدأ في إتاحتها للمستخدمين في الصين وهونغ كونغ واليابان وسنغافورة في 28 يونيو/حزيران، وستتاح في أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في 12 يوليو/تموز القادم.

مقالات مشابهة

  • خلال عطلة عيد الأضحى… إيقاف خدمة منح جواز السفر بأولوية فوري مؤقتاً
  • «جواز السفر».. خطوات استخراجه والرسوم المقررة
  • مروان بن تركي يؤكد لمحافظ المهرة اليمنية عمق العلاقات الطيبة
  • أهم ما أعلنت عنه آبل في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر المطورين السنوي 2024
  • إرشادات وزارة الخارجية للإمارتيين من أجل حج آمن
  • نصائح الخارجية للإمارتيين من أجل حج آمن
  • رسوم استخراج «جواز السفر» 2024 والأوراق المطلوبة
  • جهود لتحسين العملية حول تأخيرات جواز السفر الثاني
  • فرنجية اصّر وتقصّد وهذا ما حصل
  • سكوت ريتر حول منعه من السفر إلى روسيا: أحتاج لمعرفة سبب ما حدث قبل اللجوء إلى المحكمة