الحادثة التي أدّت إلى مقتل الصرّاف اللبناني محمد سرور في لبنان لا يجب أن تمرّ مرور الكرام طالما أنها ارتطبت بـ"تورط الموساد الإسرائيلي". المسألة حسّاسة جداً لاسيما أنها كشفت عن نشاطٍ أوسع للموساد بات يمتد باتجاه مناطق قد لا يمكن أن يرِد في ذهن أحد أنها ستكون منصة لنشاط إستخباراتيّ بمستوى العملية التي حصلت.

أمورٌ مريبة لا تُخفي مصادر معنية بالشؤون العسكريّة "هواجسها" من إمكانية وجود تمدّد كبير للموساد الإسرائيلي في لبنان، خصوصاً من خلال تجنيدِ عملاء محترفين مُدربين، فجريمة قتل سرور أظهرت أن هناك مستويات "غير عادية" في الرصد والإستدراج وأيضاً في اختراق أشخاص معينين. في المقابل، تعتبرُ المصادر أن استهداف سرور جاء في منطقة "سهلة" بالنسبة للموساد لسببين: الأول وهو أنّ التغطية الإستخباراتية لـ"حزب الله" لا تشمل بيت مري – جبل لبنان حيثُ قتل سرور، في حين أن السبب الثاني يتمثل في بُعد تلك البلدة عن الضاحية الجنوبية لبيروت حيث يكون نشاط الحزب الميدانيّ المرتبط بـ"تحصين جماعته" أكثر متانة من أي منطقة أخرى. في مقابل ذلك، ما يتبين هو أنّ الوسائل التقنية هي التي باتت تدخل على خطّ الجواسيس وعملهم، وتلفت مصادر متخصصة بشؤون الإتصالات إن أغلب العملاء قد يتم تجنيدهم عبر إتصالات مشفرة وتطبيقات متداولة من دون حصول أي اتصال بينهم وبين المشغلين باستخدام الشبكة الأساسية للإتصالات. المسألة هذه تعتبر أمراً مريباً لا يمكن ضبطهُ بسهولة، فالتقنيات تبدلت فيما الأجهزة التجسسية أو تقنيات الإتصالات التي كانت تُعتمد سابقاً لدى العملاء، قد تكون اندثرت وغير حاضرة، وذلك وسط تحوّل كل شيء إلى الإنترنت من جهة وإلى تطبيقات لا تستطيع الدولة اللبنانية التحكّم بها. نشاط الموساد يتوسّع ما يظهر جلياً هو أن نشاط الموساد لم يعد محصوراً فقط بجوانب عسكرية ترتبط بـ"حزب الله" أو بنشاطه في جنوب لبنان، فالأمر تطوّر وبات يشملُ أي طرف مقرب منه أو لديه نشاط يُشتبه في أن يكون قائماً لصالح الحزب. إقتصاديون، عاملون في المجال المالي، تُجّار وغيرهم، قد يكونون على لائحة الإستهدافات. هذا الأمر أظهرته حادثة سرور، علماً أن ما يجري قد لا يقف عند حدود اللبنانيين، بل قد يشمل أيضاً أشخاصاً سوريين لديهم صلة بـ"حزب الله" وأنشطته المالية داخل لبنان. الأساس في كل ذلك ، بحسب مصادر معنية بالشؤون العسكرية، هو أن نشاط الموساد تعزّز كثيراً من خلال الثغرات التي استفاد منها طوال السنوات الماضية، وتقول إن "بنك الأهداف" الموسع الذي تم العمل عليها خلال الفترات الماضية، منح إسرائيل كماً هائلاً من المعلومات تقوم باستثماره داخل لبنان لتوجيه ضربات مختلفة من خلال عمل إستخباراتي مُحدد. ثغرة أكثر خطورة وفي السابق، كان يتم دائماً الإعلان عن إكتشاف شبكات تابعة للموساد الإسرائيليّ تنشط على رصد، مراقبة، استقصاء معلومات، وغيرها من الأنشطة الإستخباراتية. في مقابل ذلك، لم يجرِ الحديث أبداً عن خطوة قيام جهات إسرائيلية بتنفيذ عمليات خطف مثلما حصل مع سرور، الأمر الذي يستدعي قلقاً كبيراً من إمكانية تكرار هذا الأمر وسط التوتر الوضع الأمني حالياً. الأمر هذا يعتبر ثغرة خطيرة جداً من حيث الواقع القائم، وما يتبين هو أن النشاط الإستخباراتي الإسرائيلي بات يهدف أيضاً إلى تصفية مباشرة بعد محاولات للإستجواب، وهو أمرٌ لم يكن يحصل سابقاً إلا داخل المعتقلات الإسرائيلية في لبنان. حينها، كانت تتم علناً عملية الاعتقال قبل التحقيق، في حين أن أمر "الخطف" كان سائداً لأشخاص معينيين يتم إخفاؤهم قبل اكتشاف ذويهم ذلك عبر معلومات تفيد بأنهم باتوا بيد الإسرائيليين. في الواقع، الجنوبيون عاشوا تلك المرحلة ويعون هذا الأمر تماماً، إلا أن ذلك كان خلال حقبة الإحتلال.. أما اليوم.. فما الذي فرض مثل هذه الممارسات مُجدداً؟ بكل بساطة، الإجابة، كما تقول المصادر المعنية بالشؤون العسكرية، هو أن الساحة اللبنانية مخروقة تقنياً واستخباراتياً، في حين أن ما يجري من ممارسات أمنية يوضح أن الوضع الهشّ بات يفرض الحذر. كذلك، ما يظهر هو أن عمليات الخطف انتقلت من مرحلة الإستفادة المالية إلى مرتبة الإستفادة الإستخباراتية كما حصل مع سرور، ما يكشف عن خطورة كبرى لا يمكن المرور عليها مرور الكرام.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

قراءة خاصة لبيان المسيرات المليونية التي شهدتها صنعاء ومختلف المحافظات (تفاصيل هامة)

يمانيون / تقرير

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء ومختلف المحافظات، اليوم الجمعة، مسيرات مليونية حاشدة تنديدًا بالجرائم الصهيونية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وتأكيدًا على الموقف الشعبي والسياسي والعسكري الثابت والداعم للمقاومة الفلسطينية.
جاءت هذه الفعاليات تحت شعار: “ثباتاً مع غزة.. سنصعّد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع”، حيث غص ميدان السبعين وسط صنعاء بمئات الآلاف من المشاركين، في مشهد عكس وحدة الموقف الشعبي اليمني وارتباطه الوثيق بالقضية الفلسطينية.

 

بيان المسيرات: لا صمت بعد اليوم

وفي البيان الصادر عن المسيرات، أكدت الجماهير اليمنية أنها تقف بكل صلابة وإيمان في وجه ما وصفته بـ”أبشع جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث”، معلنة رفضها المطلق للصمت أو التخاذل، ومشددة على أنها ستواصل تحركاتها ودعمها للمقاومة حتى تحقيق النصر.

وأكد البيان الرفض القاطع للصمت أو التواطؤ تجاه جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة،.

مشدداً على أن الشعب اليمني لن يكون جزءًا من حالة العار والصمت التي تخيم على بعض الأنظمة.

وجدد البيان الصادر عن المسيرات المليونية التأكيد على أن اليمنيين يسجلون موقفهم أمام الله وأمام شعوب العالم بأنهم لن يصمتوا أو يتراجعوا، بل سيواصلون دعمهم لغزة والمقاومة بكل ثبات حتى يتحقق النصر.

ودعا البيان شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرّك الجاد وتسجيل مواقف عملية نصرة لغزة، ورفضاً لجرائم الاحتلال، والتخلص من حالة العجز والتخاذل.

تأييد كامل للعمليات العسكرية اليمنية ضد كيان العدو

كما جدد البيان دعم الجماهير اليمنية الكامل للعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني، والتي اعتبرها المشاركون رداً مشروعاً على الجرائم المرتكبة في غزة، ووسيلة فعالة في كسر الحصار والدفاع عن كرامة الأمة.
وأشاد البيان بما حققته الضربات اليمنية من خسائر اقتصادية وأمنية كبيرة لكيان الاحتلال، مؤكدًا أن هذه العمليات تمثل شرفاً للأمة وموقفاً مشرفاً سيسجله التاريخ.

الموقف اليمني: من الميدان إلى البحر والجو

جاءت المسيرات لتؤكد التلاحم بين الجبهة الشعبية والجبهة العسكرية اليمنية، حيث سبق أن نفذت القوات المسلحة اليمنية حظرًا بحريًا على السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، ما أدى إلى إغلاق ميناء “أم الرشراش” بشكل تام.
واليوم، تم توسيع هذا الحظر ليشمل ميناء حيفا، مع توجيه تحذير مباشر للشركات البحرية بمغادرته فوراً، في خطوة تصعيدية تهدف إلى شل حركة التجارة الصهيونية.

ولم تقتصر الردود اليمنية على الجبهة البحرية، بل امتدت إلى الحظر الجوي، حيث تم استهداف مطار اللد المسمى صهيونياً “بن غوريون” بعدة ضربات، ما تسبب في حالة من الذعر داخل الكيان، وأدى إلى فرار عدد من شركات الطيران الدولية وتحويل رحلاتها، مع توقعات بتمديد هذا الحظر لعدة أشهر قادمة.

خسائر الكيان الصهيوني نتيجة الضربات اليمنية

الضربات اليمنية سبّبت خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة للكيان، حيث تعطلت خطوط الإمداد، وتوقفت حركة الملاحة في موانئ ومطارات حيوية، ما أسهم في زيادة التكاليف التجارية والاستثمارية. كما ألحقت ضررًا كبيرًا بصورة “الأمن القومي” الإسرائيلي في نظر حلفائه وشركاته.

دعوة للاستلهام من صمود غزة

اختتم البيان بدعوة الشعوب العربية والإسلامية لاستلهام دروس الثبات والصبر من غزة، قائلاً:
“غزة اليوم، وهي في أصعب الظروف، ترفض الاستسلام وتُفشل العدو من تحقيق أي هدف، فما هو مبرر من يتخاذل ولديه من الإمكانات ما لا يُقارن مع غزة؟”

خلاصة

تؤكد هذه المسيرات المليونية أن اليمن، شعبًا ومقاومة، يواصل حمل راية الدفاع عن فلسطين، ليس فقط بالكلمات والمواقف، بل بالفعل العسكري والميداني، في رسالة واضحة بأن العدوان على غزة لن يمر دون رد، وأن الأمة ما زالت تنبض بالكرامة.

مقالات مشابهة

  • الأمير سعود بن جلوي يستقبل رئيس هيئة الأمر بالمعروف بجدة
  • توسّع خطير للعدوان الإسرائيلي شمال وجنوب غزة .. تفاصيل
  • هل تستيقظ قبل رنين المنبه؟.. قد يكون الأمر خطيراً
  • هل تستيقظ قبل رنين المنبه .. الأمر أخطر مما تعتقد
  • هل تستيقظ قبل رنين المنبه… الأمر أخطر مما تعتقد
  • تفاصيل التكوين الموسع والخدمة التي سيستفيد منها مجندو الخدمة العسكرية في 2025
  • المتحدث باسم الحكومة الألمانية يكشف تفاصيل خاصة عن المساعدات التي سمح العدو الصهيوني بإدخالها إلى قطاع غزة
  • حقيقة وفاة الفنانة السورية منى واصف | فيديو
  • قراءة خاصة لبيان المسيرات المليونية التي شهدتها صنعاء ومختلف المحافظات (تفاصيل هامة)
  • عزالدين تطالب بتحقيق فوري بعد حادثة تحرّش خلال نشاط مدرسي