عززت الإمارات حضورها ودورها خلال العقود الأخيرة داعمة عالمية رئيسية لقضايا العمل المناخي وإيجاد الحلول المستدامة والمبتكرة. وبفضل رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها، باتت أول دولة في المنطقة تعلن مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. ورسخت الإمارات مكانتها الرائدة في استثمارات الطاقة النظيفة، على الصعيدين المحلي والدولي، وتحتضن اليوم أكبر محطات الطاقة الشمسية وأكثرها كفاءة من حيث الكلفة في العالم، وغدت أول دولة في المنطقة تضيف الطاقة النووية السلمية إلى شبكتها الكهربائية، إلى جانب دورها الريادي في استكشاف تقنيات جديدة لتوليد الطاقة مثل الهيدروجين الأخضر وغيره.

ودعماً لنهج دولة الإمارات في الاستدامة والعمل المناخي والابتكار ونشر حلول الطاقة النظيفة، أسست شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» قبل 17 عاماً للمساهمة في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للأجيال القادمة.

وأسهمت «مصدر» بدور بارز في مكافحة آثار التغيّر المناخي، والحدّ من الانبعاثات الكربونية، بمحفظتها الواسعة والمتنوعة من مشاريع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة التي تتوزع على نحو 40 دولة، واستثماراتها التي تفوق 30 مليار دولار، وقدرتها الإجمالية لتوليد 20 غيغاواط من الطاقة النظيفة.

واليوم تستضيف «مصدر» دورة جديدة من القمة العالمية لطاقة المستقبل تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» بين 16 و18 إبريل. وتعدّ القمة الملتقى العالمي الأبرز في الطاقة المستقبلية والتكنولوجيا النظيفة والاستدامة، وتهدف إلى دعم تطوير طاقة المستقبل، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وابتكار التقنيات النظيفة وصياغة الرؤى والسياسات اللازمة لمواصلة تطوير قطاع الطاقة المتجددة.

وتمثل منصة عالمية تجمع الأطراف الفاعلة في قطاع الطاقة المتجددة، وتوفر فرصاً استثمارية مهمة. كما تستقطب أبرز قادة القطاعات وروّاد الابتكار والفكر وأصحاب الرؤى في العالم، من أجل مناقشة خطط تهدف إلى بناء مستقبل مستدام.

وتنظم «مصدر» خلال القمة برنامجاً حافلاً بالأنشطة والجلسات النقاشية والمنتديات، وسيكون جناحها خلال القمة مركزاً لاستعراض الحلول المبتكرة وتعزيز التعاون وتبادل المعارف؛ حيث سيستضيف ضمن مسرحه برنامجاً حافلاً يركز على دعم تحقيق أهداف «اتفاق الإمارات» التاريخي للعمل المناخي الذي توصل إليه «مؤتمر COP28». ويشمل البرنامج فعاليات تنظمها مبادرات «مصدر» الاستراتيجية، مثل منصتي «شباب من أجل الاستدامة»، و«السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة».

وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي ل«مصدر»: «تمثّل القمة حدثاً بارزاً يدعم تطوير الحلول المستدامة، ومنصة مهمة للحوار وتبادل الآراء في مستقبل الطاقة واستعراض أحدث التقنيات في هذا القطاع، وتعكس استضافة «مصدر» لهذا الملتقى العالمي الجهود الرائدة للشركة في النهوض بقطاع الطاقة النظيفة ودورها كمساهم في دعم تحقيق أهداف دولة الإمارات في هذا المجال، وترسيخ مكانتها دولة رائدة عالمياً في مجال الاستدامة والعمل المناخي».

وتستضيف «مصدر» أيضاً «قمة الهيدروجين الأخضر» السنوية في 16 إبريل/نيسان، وتهدف إلى تسريع وتيرة تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر العالمي لدعم عملية التحول في قطاع الطاقة، وتحقيق الطموحات العالمية للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050. وتقام قمة هذا العام تحت شعار «بناء اقتصاد الهيدروجين.. من الحوار إلى الواقع»، حيث ستستعرض أحدث التوجهات والتطورات في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتحويله ونقله واستخدامه.

وسوف تستضيف منصة الابتكار ضمن جناح «مصدر» سلسلة من الجلسات الحوارية الخاصة. وخلال القمة سيطلق رسمياً يوم الشركات الصغيرة والمتوسطة في 18 إبريل؛ لدعم جهود منصة «COP28» ومركز الشركات الصغيرة والمتوسطة للمناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتأتي استضافة القمة لتكرّس جهود «مصدر» وريادتها في الطاقة النظيفة والهيدروجين، بالتوازي مع سجلها الحافل بالنجاحات والإنجازات. (وام)

اطبع المقال المناخ التنمية المستدامة تابعوا حساب "الخليج" على منصة غوغل نيوز التقييمات Select ratingقيّم 1/5قيّم 2/5قيّم 3/5قيّم 4/5قيّم 5/5 Rate قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات https://tinyurl.com/3vyyem8u المزيد من الآراء مقالات علي توفيق الصادق التنمية المستدامة في ظل فيروس «كورونا» إشترك بالنشرة الدورية للاشتراك بالنشرة الدورية يرجى إدخال بريدك الإلكتروني لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج" اشترك قد يعجبك ايضا عادي أخبار من الإمارات دعم الإنتاج الزراعي الإماراتي وتسويقه مطلب وطني كلمات إضاءة في التربية عادي أخبار من الإمارات بين جيلين مقالات ترامب ومانديلا والتاريخ افتتاحية الخليج الإمارات وضبط النفس مقالات الاستهتار بالمحتوى الافتراضي لزوم ما يلزم شركات الإنتاج ومصير الهويّة شيء ما أكبر المُعمّرين قائمة السفلي خدماتنا أعلن معنا الاشتراكات دليل المدينة مواقع أخرى حوارات The Gulf Today مجلة كل الاسرة عن الخليج اتصل بنا إشترك بالنشرة الدورية للاشتراك بالنشرة الدورية يرجى إدخال بريدك الإلكتروني لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج" اشترك اقرأ الصحيفة على مواقيت الصلاة Social icons RSS Youtube Instagram Twitter Facebook Linkedin TikTok

Secondary footer menu سياسة الخصوصية فهرس الموقع وظائف أخبار خاصة © 2024. حقوق النشر محفوظة "لصحيفة الخليج"
شارع الخان، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، ص.ب. 30
هاتف 0097165777777

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المناخ التنمية المستدامة الهیدروجین الأخضر الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة

إقرأ أيضاً:

«الغرف النظيفة»..بيئة متقدمة لإنتاج الأقمار الاصطناعية

آمنة الكتبي (دبي) 

أخبار ذات صلة «معيار أبوظبي لاستمرارية الرعاية الصحية».. «نموذج عالمي» لتأمين الخدمات الحيوية خلال الطوارئ والأزمات %80 من خريجي «محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» يتوظفون خلال عامهم الأول

في عصر تتسارع فيه وتيرة الابتكار الفضائي، تبرز «الغرف النظيفة» كأحد أكثر المكونات حيوية في سلسلة إنتاج الأقمار الاصطناعية، كما تتبوأ موقعاً متقدماً ضمن منظومة التصنيع الفضائي في دولة الإمارات، حيث تمثل بيئة متقدمة عالية النقاء تستخدم في تصنيع وتجميع مكونات الأقمار الاصطناعية الدقيقة. ومع تسارع خطط الدولة في التوسع بالقطاع الفضائي، برزت هذه الغرف كعنصر تقني حاسم في مشاريع فضائية رائدة مثل «خليفة سات»، ومسبار الأمل وMBZ-SAT، وأخيراً القمر العربي الأول 813.
توفر الغرف النظيفة في مركز محمد بن راشد للفضاء، والمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، بيئة خالية من الشوائب المجهرية، وفقاً لأعلى المعايير الدولية المعتمدة، ما يسهم في ضمان دقة مكونات الأقمار الاصطناعية وسلامتها خلال عمليات الإطلاق والتشغيل في المدار، ويعد هذا التقدم جزءاً من التوجه الاستراتيجي لدولة الإمارات نحو توطين الصناعات الفضائية المتقدمة، وتعزيز الكوادر الوطنية في مجالات التكنولوجيا الدقيقة.
وتعد الغرف النظيفة بيئات معقمة ومتحكم فيها بدقة من حيث درجة الحرارة، والرطوبة، والضغط ونسبة الجزيئات الدقيقة مثل الغبار أو البكتيريا في الهواء، وتستخدم هذه الغرف في صناعات متقدمة تشمل الإلكترونيات الدقيقة، والصناعات الدوائية، وكذلك قطاع الفضاء، وعند تصنيع الأقمار الاصطناعية، يعد التحكم في الجزيئات الدقيقة أمراً بالغ الأهمية، حيث يمكن لأي ذرة غبار أن تعيق وظيفة بعض الأجهزة، أو تتلف مكوناً إلكترونياً بالغ الدقة، ما يهدد نجاح المهمة بالكامل.
وتم تصميم هذه الغرف وفقاً لمواصفات دولية صارمة، بما يتوافق مع معيارISO14644-1، وتصنف الغرفة حسب عدد الجزيئات المسموح بها في كل متر مكعب من الهواء، وعلى سبيل المثال، فغرفة التصنيع الخاصة بالقمر الاصطناعي MBZ-SAT تصنف ضمن ISO Class8 أو أفضل، مما يعني بيئة فائقة النقاء تقل فيها الجزيئات المجهرية عن 100.000 جزء في المتر المكعب.
 ويتمثل دور الغرف النظيفة في تصنيع الأقمار الاصطناعية من خلال تجميع المكونات الدقيقة، حيث يتم تجميع أجزاء القمر الاصطناعي داخل الغرفة النظيفة من قبل مهندسين وفنيين يرتدون ملابس واقية كاملة، لتفادي أي تلوث ناتج عن الجلد أو الشعر أو حتى التنفس. كما يتم إجراء اختبارات البيئة الفضائية، حيث إن، بعض الغرف النظيفة تحتوي على غرف فرعية مخصصة لاختبارات البيئة الفضائية، مثل الاهتزازات، وتغيرات الضغط ودرجة الحرارة.
 كما يتضمن دور الغرف النظيفة في تكامل الأنظمة البصرية والحساسات، حيث تعتبر الحساسات والكاميرات عالية الدقة من أكثر الأجزاء حساسية، وتتطلب بيئة خالية من أي جزيئات لضمان عدم التأثير على العدسات أو العدادات. كما يتم إجراء الفحص النهائي قبل الإطلاق، وذلك قبل تعبئة القمر الاصطناعي، وشحنه إلى موقع الإطلاق، حيث يتم إجراء الفحص النهائي في الغرفة النظيفة لضمان جاهزية كل الأنظمة.
ويعد القمر «خليفة سات»، الذي تم إطلاقه في عام 2018، أول قمر اصطناعي يتم تطويره بالكامل بأيادٍ إماراتية داخل الغرف النظيفة في الدولة، وتبعه مشروع MBZ-SAT، الذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة من حيث الدقة والتقنيات البصرية، وكلا المشروعين استندا إلى البنية التحتية المتقدمة للغرف النظيفة في مركز محمد بن راشد للفضاء، التي تضاهي مثيلاتها في وكالات فضاء عريقة.
ويتم حالياً إجراء الاختبارات التي تسبق عملية الإطلاق للقمر العربي 813 في الغرفة النظيفة التابعة للمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، والذي يهدف إلى تطوير برامج أبحاث وطنية في علوم وتكنولوجيا الفضاء لخدمة أجندة الابتكار الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإجراء أبحاث متطورة في علوم وتكنولوجيا الفضاء، بالإضافة إلى تعليم وتدريب كوادر وطنية متخصصة في علوم وتكنولوجيا الفضاء، وابتكار تقنيات ومعارف في هذا المجال ليتم تحويلها للقطاع الصناعي، وتعزيز ثقافة علوم وتكنولوجيا الفضاء من خلال برامج تعليمية ومعارض وأنشطة متنوعة.
دور جامعة الإمارات
يعزز المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء دور جامعة الإمارات بصفتها جهة أكاديمية بحثية تدعم الخطط الاستراتيجية للدولة في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، ليصبح أحد أهم مراكز الفضاء في المنطقة، ويختص المركز بمجالات الأبحاث والتطوير، والتعليم العالي، والتواصل المجتمعي، وتتمثل أولويات المركز في التميز في مجال علوم الفضاء، والريادة في مجال هندسة وتكنولوجيا الفضاء، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية.
كما تشكل الغرف النظيفة أيضاً ساحة تدريب حقيقية للكوادر الوطنية، حيث يخضع كل مهندس يعمل داخلها لتدريب متخصص يشمل العمل في بيئات خالية من التلوث، والتعامل مع المواد شديدة الحساسية، والتحكم بالاستاتيكية الكهربائية، بالإضافة إلى تحليل البيانات الدقيقة المرتبطة بالتصنيع الفضائي. ومع إطلاق مشاريع جديدة مثل المنصة الجيومكانية الوطنية وبرنامج استكشاف القمر، تتجه دولة الإمارات إلى تطوير غرف نظيفة أكثر تطوراً، تتيح تصنيع أقمار استشعار أصغر حجماً وأكثر دقة، وتحتضن برامج بحثية مشتركة مع وكالات عالمية، مثل وكالة الفضاء اليابانية، ووكالة الفضاء الأميركية «ناسا».

مقالات مشابهة

  • تعاون بين «الفنار للغاز» و«سيمنس للطاقة» بمجالات الطاقة النظيفة
  • “الفنار للغاز” و”سيمنس للطاقة” توقعان مذكرة تفاهم استراتيجية للتعاون في مجالات الطاقة النظيفة وإزالة الكربون
  • تعاون بين «الإمارات للطاقة النووية» و«جنرال إلكتريك فيرنوفا»
  • نيابة عن رئيس الدولة.. سعود بن صقر يشارك في أعمال قمة “الخليج – الآسيان – الصين” بماليزيا
  • سعود بن صقر: جسر من الإمكانات يربط القلوب والعقول عبر القارات
  • البقر بين الألواح الشمسية.. مستقبل الطاقة النظيفة في الحقول والمراعي
  • «الغرف النظيفة»..بيئة متقدمة لإنتاج الأقمار الاصطناعية
  • الإمارات تشارك في القمة العالمية للهيدروجين 2025
  • الإمارات تشارك في «القمة العالمية للهيدروجين 2025» بهولندا
  • الإمارات تشارك في القمة العالمية للهيدروجين 2025 بهولندا