هل يتذكر الليبيون يوم 15 إبريل قبل 38 عاما
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
قبل 38 عاما من اليوم، وبالتحديد يوم 15 إبريل 1986، نفذت أكثر من 100 طائرة أمريكية بين قاذفة وحاملة وقود وأخرى للتشويش، غارات جوية على أهداف في طرابلس وبنغازي، بما في ذلك منزل الزعيم الراحل معمر القذافي في باب العزيزية.
هذا التاريخ يذكره الليبيون جيدا، وخاصة من شهدوا العملية الأمريكية، وشاهدوا النيران و هي تندلع في أكثر من موقع في طرابلس وسرت وبنغازي، وبقي السؤال مطروحا منذ ذلك التاريخ، هل هذا السلوك يتناسب مع وضع أمريكا كدولة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وتزعم دائما أنها تدعم حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وإذا كانت كذلك فما هي مبررات محاولة اغتيال رئيس دولة كل ما فعله أنه حاول رسم حدود دولته و الحفاظ على سيادتها.
العملية العسكرية الأمريكية التي أطلق عليها الاسم الرمزي “حريق البراري”، استمرت حوالي الساعة، واستهدفت من المنشأت والمواقع، بما في ذلك منزل القذافي في معسكر باب العزيزية في طرابلس، وأكد المحللون و المصادر حينها أن الغارة الأمريكية في ذلك الوقت كانت تهدف لاغتيال القذافي.
أما خلفية الحادثة فإنها ترجع إلى يوم 24 مارس 1986 عندما عبر المريكيون “خط العرض الموازي 32°30 شمالا، الذي أعلنته طرابلس في عام 1983 كحدود للمياه الإقليمية الليبية، وأطلقت فرق الصواريخ الليبية صواريخ إس-200 إف، المتمركزة في منطقة سرت، النار على ثلاث طائرات تابعة للبحرية الأمريكية. وعلى الفور ضربت طائرات البحرية الأمريكية هذه المجموعة من قوات الدفاع الجوي. في الوقت نفسه، تعرضت قوارب للبحرية الليبية للهجوم”.
كان هذا الحادث مقدمة لعملية “حريق البراري”، التي جرى الاستعداد لها فعليا بمشاركة طائرات قاذفة من طراز “إف – 11” متمركزة في بريطانيا، وطائرات الاسطول السادس في البحر المتوسط، منذ 26 مارس 1986، فواشنطن لم تقبل يومها أن يكون لليبيا حدود محمية ولذلك قررت الانتقام.
الطائرات الأمريكية القاذفة التي انطلقت من بريطانيا يومها عادت إلى قواعدها في 15 أبريل باستثناء واحدة أسقطت قبالة سواحل طرابلس، وثانية تعرضت لأضرار، واضطرت إلى الهبوط في قاعدة أمريكية في إسبانيا.
قام طيران الأسطول الأمريكي السادس بعد ثلاثة ساعات من الضربة الأولى، التي استهدفت مواقع في مدينة بنغازي بمحاولة لشن غارات أخرى مرتين، إلا أن منظومات الدفاع الجوي الليبية في ذلك الوقت تمكنت من صدها ومنعت الطائرات الأمريكية من الاقتراب. بعد 25 عاما من هذه الحادثة، انتقم حلف الناتو من الدفاعات الجوية الليبية، وشن ضربات مكثفة عام 2011 أدت لخروج منظومة الدفاع الجوي الليبي من الخدمة وتدير معظم المطارات، ويومها أيضا قال الناتو إنه يدافع عن الديمقراطية و حقوق الأنسان في ليبيا، فهل يرى الليبيون اليوم نتائج دفاع الناتو عن الديمقراطية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المياه الإقليمية الليبية طائرات أمريكية معمر القذافي فی ذلک
إقرأ أيضاً:
العفو الدولية تدعو إلى التحقيق في الضربات الجوية الأمريكية باليمن التي خلفت عشرات القتلى من المهاجرين
قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن غارة جوية أمريكية على مركز احتجاز للمهاجرين في صعدة شمال غرب اليمن في 28 أبريل/نيسان أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المهاجرين، ويتعين التحقيق فيها باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، وسط تقارير تفيد بمقتل وإصابة مئات الأشخاص نتيجة الضربات الجوية الأمريكية على اليمن منذ مارس/آذار 2025.
ونقلت المنظمة عن ثلاثة أفراد يعملون مع مجتمعات المهاجرين واللاجئين الأفارقة في اليمن. وأكد اثنان منهم، كانا قد زارا مركز احتجاز المهاجرين ومستشفيين قريبين ومشارحهما في أعقاب الغارة الجوية، أنهما شهدا أدلة على وقوع عدد كبير من الضحايا.
وحسب بيان المنظمة فقد حللت صور الأقمار الصناعية ولقطات فيديو لمشاهد مروعة تظهر جثث المهاجرين متناثرة بين الردم ورجال الإنقاذ يحاولون انتشال الناجين المصابين بجروح بالغة من تحت الأنقاض.
وقالت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: “هاجمت الولايات المتحدة مركز احتجاز معروف يحتجز فيه الحوثيون المهاجرين الذين لم يكن لديهم وسيلة للاحتماء. وتثير الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين في هذا الهجوم مخاوف جدية بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد امتثلت لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قواعد الحيطة والتمييز.
وأضافت "يجب على الولايات المتحدة إجراء تحقيق فوري ومستقل وشفاف في هذه الضربة الجوية وفي أي غارات جوية أخرى أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، وكذلك في تلك التي ربما انتهكت فيها قواعد القانون الدولي الإنساني”.
وفق البيان فإن الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين في هذا الهجوم تثير مخاوف جدية بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد امتثلت لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قواعد الحيطة والتمييز.
وقال شاهدا العيان اللذان زارا المستشفى الجمهوري ومستشفى الطلح العام في صعدة، لمنظمة العفو الدولية إنهما رأيا ما يزيد عن العشرين من المهاجرين الإثيوبيين المصابين، وشملت الحالات إصابات بالغة من البتر والكسر.
وأفادوا أيضًا أن سعة مشارح المستشفيين لم تكفِ لاستقبال كل الجثث، فاضطروا إلى تكديس ضحايا الغارة الجوية خارجها. كما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي حضر موظفوها إلى الموقع مباشرة عقب الهجوم، في بيان لها سقوط عدد كبير من الضحايا، كثيرون منهم من المهاجرين.
وقالت "كان ينبغي للولايات المتحدة أن تعلم أن سجن صعدة هو مركز احتجاز يستخدمه الحوثيون منذ سنوات لاحتجاز المهاجرين وأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تزوره بانتظام. وكان ينبغي لها أن تعلم أيضًا أن أي هجوم جوي يمكن أن يؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين".
وختمت أنياس كالامار حديثها بالقول: “في الوقت الذي يبدو فيه أن الولايات المتحدة تقلص جهودها الرامية إلى الحد من الأضرار المدنية الناجمة عن الأعمال القتالية الأمريكية المميتة، على الكونغرس الأمريكي أن يمارس دوره الرقابي وأن يطلب معلومات حول التحقيقات المتوفرة حتى اليوم بشأن هذه الضربات.
وتابعت "كان يجب على الكونجرس ضمان أن تبقى جهود التخفيف من الأضرار المدنية مستمرة وآليات الاستجابة فاعلة، وأن يتصرف بشكل حازم في مواجهة هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة”.