عربي21:
2025-11-04@03:40:03 GMT

المنطقة تغيرت بالكامل

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

الضربة الإيرانية لإسرائيل هي أول مواجهة عسكرية مباشرة بين طهران وتل أبيب على الإطلاق، على الرغم من وجود حرب باردة بين الطرفين مستمرة منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ولذلك فإن الأبعاد الاستراتيجية لهذه المواجهة الأخيرة أهم بكثير من نتائجها المباشرة والفورية، كما أنها تشكل تطوراً بالغ الأهمية على مستوى المنطقة.



الأبعاد الاستراتيجية لهذه المواجهة الأخيرة أهم بكثير من نتائجها المباشرة والفورية

ما حدث فجر الأحد الرابع عشر من أبريل/نيسان هو أن إيران أطلقت من أراضيها بشكل مباشر أكثر من 300 قذيفة، تنوعت بين طائرات مسيرة وصواريخ موجهة نحو إسرائيل، وهو أول هجوم من نوعه، رداً على قصف إسرائيلي استهدف يوم الأول من أبريل مبنى ملحقا بالسفارة الإيرانية في دمشق، وهو المبنى الذي يبدو أنه كان يشهد اجتماعاً رفيع المستوى، حيث أسفر القصف عن مقتل قائد كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهو العميد محمد رضا زاهدي إضافة إلى سبعة ضباط آخرين في الحرس الثوري الإيراني.

في السابق كانت إيران ترد على الاعتداءات الإسرائيلية بشكل غير مباشر، وأحيانا كان يدور الحديث عن هجمات إلكترونية تقوم بتعطيل بعد الخدمات داخل إسرائيل، أو تقوم بتكبيد الاحتلال بعض التكاليف المالية والاقتصادية، لكن هذه المرة أعلنت طهران أن «عصر الصبر الاستراتيجي قد انتهى»، وهو ما يعني أنها اعتبرت استهداف سفارتها في دمشق تجاوزاً للخطوط الحمر، وأن الرد على هذا الاعتداء يجب أن لا يكون ضمن القواعد المعتادة.



وواقع الحال أن القانون الدبلوماسي الدولي يعتبر السفارات في كل العالم جزءا من أرض الدولة التي تتبع لها السفارة، وعليه فإن للسفارات أحكام خاصة، وهو ما يعني أن القصف الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، لم يكن استهدافاً للأراضي السورية، وإنما هو ـ وفقاً لهذه القاعدةـ استهداف مباشر للأراضي الايرانية، وعليه فإن الإيرانيين قرروا الرد بالمثل، وهذا ما يُفسر إعلانهم بأن ما فعلوه كان منسجماً مع القانون الدولي، وكان على قاعدة الدفاع عن النفس التي تقرها الشرائع والقوانين الدولية.

الرد الإيراني على الاعتداء الإسرائيلي، بغض النظر عن نتائجه الفورية والتكتيكية، فإنه يعني أن المنطقة تشهد تحولاً استراتيجياً بالغ الأهمية، وفي ما يلي أبرز ملامح هذا التحول ومعاني الرد الإيراني:

إسرائيل ستحسب ألف حساب من الآن فصاعداً لأي ضربة تستهدف إيران

أولاً: ثمة رسالة إيرانية واضحة لإسرائيل والعالم مفادها، رفع مستوى الرد على أي اعتداء يستهدف المصالح الإيرانية، وهذا يعني أن إسرائيل ستحسب ألف حساب من الآن فصاعداً لأي ضربة تستهدف إيران، والدليل على أن إسرائيل فهمت هذه الرسالة، هو أن مجلس الحرب الإسرائيلي ظل طيلة يومين مجتمعاً للبحث في الرد الممكن على القصف الإيراني، وشهد خلافات حادة، بينما كان قرار مثل هذا يحتاج لساعات، وربما لدقائق من أجل اتخاذه في إسرائيل، ما يعني أن حسابات الإسرائيليين أيضاً تغيرت، بعد أن أصبحت لدى طهران قابلية لأن ترد بضربة عسكرية مباشرة.

توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإسرائيل يعني أن لدى إيران القابلية لشن مغامرة عسكرية مع أي دولة في المنطقة

ثانياً: الرد بهذه الطريقة نقل النفوذ الإيراني في المنطقة إلى مستوى آخر مختلف، حيث أن توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإسرائيل يعني أن لدى إيران القابلية لشن مغامرة عسكرية مع أي دولة في المنطقة، ما يعني أن حسابات المنطقة بأكملها تغيرت، وأن أي تهديد للمصالح الإيرانية من قبل أي دولة حليفة لإسرائيل قد يعني أن هذه الدولة قد تتعرض لهجوم إيراني بشكل أو بآخر.



ثالثاً: هذه المواجهة بين إيران وإسرائيل جعلت المنطقة أكثر وضوحاً في انقسامها بين محور مؤيد لإيران ومقاوم للمشروع الأمريكي، ومحور آخر مؤيد لإسرائيل ومتماه مع المشروع الصهيوني.

وقد بدا ذلك واضحاً في البيان الإسرائيلي الذي تحدث عن أن ثلاث دول غربية ودولتين عربيتين شاركت في التصدي للهجوم الإيراني، بينما انطلقت بعض المسيرات والصواريخ من لبنان والعراق واليمن، وهو ما يعني أن المواجهة كانت بين المعسكرين ولم تكن محصورة بين إيران وإسرائيل.

هذه المواجهة كشفت مجدداً الانكفاء الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط

رابعاً: هذه المواجهة كشفت مجدداً الانكفاء الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وتراجع دور واشنطن، ما يؤكد أن المنطقة اليوم ليست كما كانت في نهاية القرن الماضي، عندما دفع العراق ثمناً باهظاً ثمناً لقصفه إسرائيل بصواريخ «كروز»، وهذا الانكفاء الأمريكي قرأته إيران جيداً ومن خلفها روسيا، وتحركت على أساسه.

أما ما يؤكد هذا الانكفاء، فهو أن الولايات المتحدة أبلغت تل أبيب فور الهجوم بأنها لن تشارك في أي عملية عسكرية إسرائيلية مضادة، وفي الوقت نفسه حذرت الإيرانيين من التعرض للقواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة، وهنا كانت الرسالة واضحة، وهي أن واشنطن لن تحارب بالنيابة عن إسرائيل، ولن تخوض أية معارك لصالحها، وأن عدم استهداف الأمريكيين من قبل إيران يعني إبقاء الولايات المتحدة على الحياد من هذا الصراع.



بقيت الإشارة إلى أن ثمة الكثير من الأسئلة بلا شك التي تولدت لدى الجمهور، وهي أسئلة منطقية في كثير من الأحيان، من بينها سبب انكشاف موعد الضربة مسبقاً، والسبب في أنها لم تحدث أضراراً كبيرة ولم تسبب خسائر بشرية، والجواب على ذلك في أمرين، الأول أن إيران أبلغت جيرانها وحلفاءها مسبقاً من أجل التنسيق وضبط الموقف وضمان عدم خروج المشهد عن السيطرة، والثاني أن إيران كانت حريصة – كما هو واضح – على عدم الدخول في حرب، وأن تقتصر عمليتها على رد عسكري محدود، كما أن من المهم الإشارة إلى أن السبب الرئيس في عدم وقوع خسائر كبيرة لدى الإسرائيليين هو أن التصدي للصواريخ والمسيرات تم قبل وصولها بمئات الكيلومترات، ما جعل عدداً قليلاً جداً يصل إلى الهدف المقرر له.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال الولايات المتحدة الولايات المتحدة الاحتلال التصعيد الهجوم الايراني مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عسکریة مباشرة هذه المواجهة فی المنطقة ما یعنی أن

إقرأ أيضاً:

عراقجي: إيران ستُكبد إسرائيل الهزيمة في أي مُواجهة مُستقبلية

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده مُستعدة على جميع المستويات لأي عِدوان مٌحتمل.

وتوعد عراقجي جيش الاحتلال بالهزيمة قائلاً :"إسرائيل ستتلقى هزيمة أخرى في أي حرب مقبلة".

وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم السبت، إنهم جاهزون لاستخراج جثث كل المحتجزين داخل الخط الأصفر.

وأضافت :"عرضنا بالأمس على إسرائيل استلام 3 عينات لجثث مجهولة لكنها رفضت وأصرت على استلام الجثث لفحصها".

وطالبت حماس الوسطاء والصليب الأحمر بتوفير المعدات والطواقم اللازمة للعمل على انتشال جثث المحتجزين كافة في وقت متزامن.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم السبت، إن هناك 3 فلسطينيين تعرضوا للإصابة برصاص مستوطنين في بيت لحم بالضفة الغربية.

ويأتي ذلك في إطار التنكيل بأهالي الضفة الغربية بهدف إجبارهم على ترك أراضيهم إرضاءً لليمين المُتطرف.

وهاجم مستوطنون يهود، امس الجمعة، عدة منازل في بلدة بيتا جنوب نابلس.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن مجموعة من المستعمرين هاجمت منازل المواطنين في منطقة الظهرة ببلدة بيتا، واستهدفتها بالحجارة، ما أدى لتحطيم زجاج إحدى المركبات، في حيث تصدى لهم الأهالي.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، امس الجمعة، إنه تم تسجيل 60 هجوماً نفذها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية الأسبوع الماضي.

وأضاف المكتب: "موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية هذا العام شهد أعلى مستوى من الأضرار".

وتابع قائلاً: "هجمات المستوطنين على مزارعي الزيتون في الضفة أسفرت عن إصابة 17 فلسطينياً".

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية، امس الجمعة، بياناً قالت فيه إن إقرار قانون لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية يُعد تصعيداً خطيراً. 

وأضافت الوزارة الروسية: "هذا القانون من شأنه زيادة التوتر، ونأمل ألا يتم اعتماده بشكلٍ نهائي".

وقال قائد لواء جولاني في الجيش الإسرائيلي إن 127 جندياً من أفراد اللواء قتلا منذ بداية الحرب على قطاع غزة. 

وجاء ذلك بعد المعارك الضارية التي جرت بين الاحتلال والمقاومة أثناء العدوان السافر على غزة. 

وقال مصدر فلسطيني في مستشفى الشفاء، امس الجمعة، إن هناك شهيد فلسطيني ارتقى بنيران جيش الاحتلال في جباليا البلد شمالي قطاع غزة.

وسرق مستعمرون، امس الجمعة، ثمار الزيتون من أراضي بلدة قريوت جنوب نابلس، في اعتداء جديد يستهدف المزارعين الفلسطينيين وممتلكاتهم.

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: "إسرائيل تعلم يعني إيه مصر كويس أوي"
  • إسرائيل تستعد لهجوم ضد حزب الله في لبنان
  • الخارجية الإيرانية: برنامج إيران النووي كان ولا يزال سلميا
  • عراقجي: إيران منعت حرب العدو الإسرائيلي من التوسع في المنطقة
  • سلطنة عُمان: إسرائيل هي مصدر انعدام الأمن في المنطقة وليس إيران
  • مسؤول أمريكي يزور الشرق الأوسط لبحث خطوات الضغط على إيران
  • عراقجي: إيران ستُكبد إسرائيل الهزيمة في أي مُواجهة مُستقبلية
  • إيران تنشر هويات وتسجيلات مصورة لموظفي شركة عسكرية إسرائيلية
  • المقاومة الوطنية: إيران تتعامل مع اليمن كقاعدة عسكرية لتعويض نفوذها المتراجع
  • ترامب يتراجع عن تهديداته بتوجيه ضربة عسكرية لفنزويلا