زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* بينما تمارس مليشيا الجنجويد ابشع انواع الجرائم وتقصف المناطق السكنية لقتل المواطنين الابرياء وترويعهم وارغامهم على مغادرة مساكنهم حتى تمارس جرائمها وهوايتها المحببة في السرقة والنهب وارتكاب كافة انواع الجرائم الوحشية الاخرى التي تمرست عليها، يستمر نهب منازل المواطنين في ام درمان بواسطة العصابات وبعض جنود الجيش وبيع المسروقات في سوق الحرامية في محطة ( صابرين) تحت سمع وبصر سلطات ولاية الخرطوم وهى في غاية السعادة بعمليات النهب ونقل المسروقات وبيعها بالسوق لتجار المال المسروق الذين يتولون عرضها وبيعها للراغبين من منعدمي الضمير والاخلاق الذين يعلمون علم اليقين بانها مسروقات يحرم الدين والاخلاق والقانون شراءها والتعامل فيها ولكنهم لا يتورعون عن شرائها وهم فرحون بحصولهم عليها بابخس الاثمان.
* يحدث ذلك للاسف بدون ان يسعى من يسمي نفسه والي الخرطوم ( وهو في الحقيقة والي كرري) لغلق السوق ومنع الاتجار في المسروقات او حتى مجرد التحذير من هذا الفعل المشين مما يعد رسالة واضحة للصوص والمتاجرين في المسروقات بالاستمرار في ارتكاب جرائمهم والاستيلاء على ممتلكات المواطنين الذين شقوا العمر كله للحصول عليها، وكأنه قد كتب على المواطن البرئ ان يعاني ويلات الحرب والنهب والسرقة على يد المليشيا الوحشية وجنود الجيش وجشع المتاجرين في المعاناة والمال الحرام، فانطبق عليه المثل (كالمستجير من الرمضاء بالنار).
* اذا كنا لا نستغرب ان تمارس عصابات اللصوص النهب والسرقة، او ان ترتكب مليشيا الجنجويد الفظائع والجرائم الوحشية ضد المواطنين الابرياء باعتبار انها طبيعة متاصلة فيهم وفواحش اعتادوا عليها، وليست لدى السلطات القدرة في الوقت الحالي للتصدي لهم ولجمهم وتأديبهم ومعاقبتهم، فما بالها تظل ساكتة عن جرائم من يفترض ان يقوموا بحماية البلاد والناس وتخليصهم من الجنجويد واللصوص وجرائمهم وموبقاتهم، ونهب وسرقة ممتلكات واموال المواطنين الابرياء، بل وتشجيعهم على ذلك بغض النظر عن السوق المفتوح على مصراعيه عيانا بيانا، لاستلام وبيع المسروقات؟!
* ما الفائدة اذن من محاربة الجنجويد واسترداد الدولة التي اغتصبوها وحماية المواطنين من جرائمهم اذا كان الغرض هو استبدالهم بمجرمين ولصوص آخرين يعتدون على حرمات وبيوت المواطنين وينهبون ما فيها ويبيعونها تحت بصر ونظر المسؤولين وقيادة الجيش بدون ان يتصدى لهم احد او حتى يحذرهم او ينبههم الى ما يرتكبونه من جرائم، وكل الخوف ان يكون صحيحا ما قاله البعض بان بعض المسؤولين والضباط سمحوا لهم بالاستيلاء على ممتلكات المواطنين باعتبارها غنائم حرب بعد انتصارهم على مليشيا الجنجويد!
* وما يحز في النفس ويجعل الانسان يتحسر ان السوق صار مقصدا للكثيرين لشراء الممتلكات المنهوبة باعتبارها فرصة ثمينة للحصول على اشياء رخيصة الثمن، ولا ادري كيف يقبل الانسان على نفسه واسرته واولاده حيازة اشياء يعلم انها مسروقة ومال حرام، وهو ما يدل على الانهيار الاخلاقي الكبير الذي اصاب المجتمع خلال الثلاثين عاما التي حكم فيها الاخوان المتأسلمون السودان باسم الدين فكان اول ضحايهم الدين والاخلاق.
* ورغم ذلك لا يزال الذين اضاعوا الدين والاخلاق وكل القيم النبيلة واستبدلوها بالمليشيات واللصوص والمجرمين يرفعون شعارات الجهاد ويجيشون المليشيات الارهابية ويريدون العودة مرة اخرى لحكم البلاد باسم الدين، ولا ادري اى دين يقصدون، والى يريدون قيادة بلاد نهبوها ودمروها واغرقوها في الدماء واحالوها الى جمهورية لسرقة وبيع المال المسروق.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
محمود زيدان يكتب.. الذين يبلغون رسالات الله.. الشعراوي نموذجًا
لقد مَنَّ الله على مصرَ علماءَ أجلاءَ، كانوا مصابيحَ منيرةً في دامس الظلام، ومن بين هؤلاء العلماء فضيلة العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، وأشهر من حملوا لواء الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة على علم وهدي وبصيرة.
ولم يكن الشيخ الشعراوي مجرد عالم عادي، بل كان عالمًا ربانيًا آتاه الله من العلوم والمعرفة والثقافة الإسلامية والدنيوية ما جعله يصل إلى قلوب كل من سمعه؛ لأنه كما يقولون: "مَن يخاطب القلوبَ تُنصِت إليه الأفئدة"، فأحدث فارقًا كبيرًا في تاريخ الدعوة الإسلامية.
تميز الإمام الراحل بفهمه العميق، وعلمه الغزير، وأسلوبه الرشيق البسيط الذي كان يفهمه العامل والعالم على حد سواء، ما أسهم بجهده وعلمه وفكره المستنير في إحياء الفكر الديني المعاصر، وفتح آفاقًا جديدة في فهم الدين والتدبر في آيات الله البينات، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار غير الصحيحة.
وتحل علينا اليوم الذكرى السابعة والعشرون لرحيل إمام الدعاة الذي لقي ربه في السابع عشر من شهر يونيو عام 1998م، تاركًا إرثًا كبيرًا خلفه من العلم والدعوة والمؤلفات القيمة التي أثرت المكتبة الإسلامية والعربية.
رحم الله فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد متولي الشعراوي وجزاه خير الجزاء عما قدمه للأمة الإسلامية، فنحسبه والله حسيبه من الذين قال فيهم الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾.