لجريدة عمان:
2024-06-12@02:54:33 GMT

التغيرات المناخية ومتطلبات المرحلة التنموية

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

التغيرات المناخية ومتطلبات المرحلة التنموية

عبر المنخفض الجوي «المطير» الذي أثرّ على معظم محافظات سلطنة عمان خلال هذا الأسبوع بأمطار شديدة الغزارة وسيول جارفة تسببت في عدد من الوفيات تركت في نفوس الجميع ألما وحزنا عميقا. وهذه ليست المرة الأولى التي تتأثر فيها سلطنة عمان بمنخفضات جوية أو أخاديد من منخفضات جوية أو حتى أعاصير مدارية وتتسبب في جريان الأودية بشكل جارف، لكن الملاحظ أن وتيرة هذه الحالات تتصاعد بشكل مستمر، وتزداد حدتها ويزداد تأثيرها على البنية الأساسية وعلى الممتلكات الخاصة والعامة.

والواضح أن سلطنة عمان متأثرة جدا بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم.. ورغم أن العمانيين من محبي المطر ولو كان قاسيا أحيانا إلا أن هذه المتغيرات تدعونا إلى بناء رؤية استراتيجية متكاملة تتماشى والمتغيرات المناخية الجديدة وفي مقدمة ذلك ما يتعلق بالتخطيط العمراني وبناء مواصفات جديدة للمباني الحكومية والخاصة لتستطيع تحمل المتغيرات القادمة، فلا يعقل أن تعيد الحكومة بناء الطرق في كل عام، فلم تنتهِ بعد من إصلاح الطرق المتضررة من الأنواء المناخية التي حدثت في أكتوبر2021 وأثرت على بعض ولايات شمال الباطنة حتى جاء المنخفض الجوي «المطير» وحطم الكثير من الطرق والسدود والمرافق العامة والخاصة. والواضح جدا أن وتيرة حدوث الحالات المدارية في تصاعد وكذلك حدة المنخفضات الجوية ما يعني أن مثل هذا المشهد قد يتكرر كثيرا في المرحلة القادمة. وأمام كل هذا لا بد أن يعاد تخطيط الكثير من المخططات السكنية التي باتت عرضة للأودية ولا بأس من إحداث تغييرات جذرية تتوافق وتحديات هذه المرحلة، كما لا بد من أن تكون مواصفات بناء البنية الأساسية مختلفة عن الوضع الحالي بحيث تكون قادرة على الصمود أمام مستوى متقدم من الأمطار والرياح والسيول حتى لا تبقى الدولة في دائرة إعادة البناء كل عام.

كما تحتاج المرحلة إلى النظر في مواقع الكثير من المؤسسات الخدمية مثل المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية لتكون في أماكن أكثر أمانا مما هي عليه الآن.

إن المرحلة ليست سهلة وتحتاج إلى جهود كبيرة كما تحتاج إلى بناء وعي مجتمعي جديد بمعطياتها وبتحدياتها القادمة.. فالتغيرات المناخية لم تعد كلاما نظريا بل تحولت إلى حقيقة واقعة نعيش تأثيراتها جميعا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خطط التنمية والتطوير في مدينة مطرح

 

 

أنور الخنجري

 

تصريحات سعادة رئيس بلدية مسقط مؤخرًا كسرت الجليد فيما يتعلَّق بالخطط التطويرية لمدينة مطرح؛ إذ إنَّ خططًا تنموية وخدمية طال انتظارها كشف عنها سعادته، وقد جاءت بكل تأكيد في وقتها بعد أن سئمت الأجيال الحالية وهرمت الأجيال المُتبقية المحبة لهذه المدينة العريقة، مرتع صباهم ومنبع دراستهم وحياتهم، والذين كانوا يأملون منذ زمن طويل أن يروا مدينتهم وقد ارتقت لمصاف المدن السياحية العالمية، لكن بنكهة عُمانية تعكس حقيقة التباين الديموغرافي في المدينة وما تحويه من فسيفساء متعددة الأجناس والأعراق.

مطرح مدينة عاشت وتعايشت مع الآخر في وئام قرونًا عديدة، خلف من بعده خلف، إلّا أنَّ ذلك الآخر لم يقتنع بما حباه الله من رغد العيش وكرم العمل في هذه المدينة الجميلة؛ بل طغى مُؤخرا وتمكَّن وجوده حتى أصبح المُسيطر على سوق المدينة وتجارتها وحاراتها وأزقتها وبيوتها على حساب المُواطن.

تصريحات سعادة رئيس بلدية مسقط تدعو حقيقة إلى التَّفاؤل، خاصة عندما صرح بأنَّ أغلب الخطط التنموية والخدمية المزمع إقامتها، بما فيها الواجهة البحرية، وميدان مطرح، والشارع البحري، وإنشاء مواقف متعددة الطوابق، وغيرها من المشاريع التنموية النوعية التي تتماشى مع رؤية "عمان 2040" واستراتيجية عمان للسياحة، سيتم البدء فيها خلال هذا العام 2024، وسوف تتبعها مشاريع نوعية أخرى خلال الأعوام المُقبلة، وكلها مشاريع مبشرة بالخير وتدعو إلى التفاؤل.

إننا كمواطنين نثمن هذه الجهود التي تقوم بها الحكومة الرشيدة ونتطلع بكل شغف إلى أن نرى هذه المشاريع التنموية والخدمية على أرض الواقع في القريب العاجل، وما نأمل فيه أكثر هو أن يكون للعمالة الوطنية والأسر المُنتجة وأولئك المواطنين الباحثين عن عمل نصيب وافر من فرص العمل والتجارة في هذه المشروعات التنموية المستدامة في أم المدن العُمانية مطرح الواعدة، التي كانت دوما الواجهة المشرقة لعُماننا الحبيبة، كما نأمل أن لا يقتصر وجود هذه الخطط على الجوانب التجميلية فقط دون الأخذ في الاعتبار المتطلبات الحياتية للمواطن العماني، فهو عنصر التنمية الأول والأخير وعليه توضع الآمال الكبار للمضي قدمًا بهذا البلد الطيب المعطاء نحو الآفاق العليا بإذن الله.

وأخيرًا.. نفهم من تصريحات سعادة رئيس بلدية مسقط أن هناك كمًّا هائلًا من الخطط والمشاريع التنموية في مدينة مطرح وهذا ما يدفعنا أيضًا للتساؤل حول جدية التنفيذ، ونأمل أن يكون التنفيذ هذه المرة جديًا وسريعًا.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يصف التزامات المغرب في مجال الطوارئ المناخية بـ "النموذجية"
  • مع دخول عيد الأضحى… أضرار الفتة على الصحة
  • خطط التنمية والتطوير في مدينة مطرح
  • اكتشاف فيروسات عملاقة كامنة على الطبقة الجليدية في غرينلاند
  • تجمع الرياض الصحي يوضّح أعراض الإصابة بسرطان الدماغ
  • نظرة جديدة على الزواج في السعودية: إحصائيات جديدة تكشف التغيرات في المجتمع
  • البيئة.. وتحديات الحياة
  • المركز الثقافي القبطي و«تأثير» يطلقان ندوة «أرضنا مستقبلنا» لمواجهة التصحر
  • للتصدي لارتفاع الأسعار.. مبادرة لإعادة تدوير الملابس القديمة لحقائب قماش
  • وزارة العمل تنظم ورش حول عمل التغيرات المناخية على العمال والمنشآت بالشرقية