فيضانات دبي تثير أسئلة حول تلقيح السحاب.. ما هو وهل يعمل؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
(CNN)-- غمرت الأمطار الغزيرة، الثلاثاء، أجزاء من دبي وحولت الشوارع إلى أنهار وأغلقت ثاني أكثر المطارات ازدحاما في العالم لبعض الوقت، ليبرز السؤال التالي: هل كانت هذه الكارثة ناجمة عن برنامج الاستمطار السحابي في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
نقل عن مسؤولين في المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات قولهم إن الأمطار لم تكن ناجمة عن تلقيح السحب، وتواصلت CNN مع المركز للتعليق.
ولكن حتى لو حلق البرنامج بطائراته في السماء قبل حدوث العاصفة، فمن غير المرجح أن تنتج هذه الجهود أمطارًا أكثر مما كان سيهطل بشكل طبيعي.
ما هو التلقيح السحابي؟إن تلقيح السحب هو مفهوم لتعديل الطقس يحاول سحب المزيد من الأمطار أو الثلوج من السحابة أكثر مما يحدث بشكل طبيعي.
لا تتشكل قطرات السحابة تلقائيًا، بل تحتاج الرطوبة إلى شيء تتكاثف عليه، مثل الماء الذي يتشكل على جانب الكوب البارد في يوم حار. في السحابة، ما يسمى بنوى التكثيف عبارة عن جزيئات صغيرة جدًا في الهواء يمكن للرطوبة أن تلتصق بها.
ويضيف التلقيح السحابي المزيد من تلك الجزيئات إلى الهواء. تطير الطائرات عبر السحب الموجودة وتحقن جزيئات صغيرة، مثل يوديد الفضة، بهدف خلق المزيد من قطرات الماء أو الجليد.
ما هي الأضرار التي يمكن أن يسببها التلقيح السحابي؟مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الجو بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، أصبحت أجزاء معينة من العالم أكثر سخونة وجفافًا. ويمكن النظر إلى تلقيح السحب على أنه حل لجلب المزيد من المياه إلى المناطق التي تحتاج إليها، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى جعل مناطق أخرى أكثر جفافًا في هذه العملية.
الماء - مثل أي مادة أخرى - لا يمكن خلقه أو تدميره. ولا يمكن تحويله إلا عبر التحرك بالحلقة المغلقة لدورة الماء.
عاصفة شديدة هي ما أدى لهطول أمطار غزيرة:لم تظهر الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات غير مسبوقة في الإمارات العربية المتحدة وعمان وإيران من العدم. كما أنه لم تؤثر فقط على المناطق التي تشارك في تلقيح السحب.
وكانت الأمطار الغزيرة ناجمة عن عاصفة كبيرة بطيئة الحركة اجتازت شبه الجزيرة العربية وتتبعت خليج عمان على مدار عدة أيام. كانت هذه العاصفة قادرة على امتصاص الرطوبة الاستوائية العميقة والوفيرة الواقعة بالقرب من خط الاستواء وتفريغها مثل خرطوم إطفاء الحرائق فوق المنطقة.
وبصرف النظر عما إذا كانت عملية تلقيح السحب قد حدثت أم لا، فإن العاصفة كانت جزءًا من تحضيرات شديدة ظهرت في نماذج التنبؤ قبل أيام من وقوعها.
وستصبح أحداث هطول الأمطار الغزيرة مثل هذه أكثر تكرارًا مع استمرار دفء الغلاف الجوي، مما يسمح له بامتصاص المزيد من الرطوبة مثل الاسفنج وإطلاقها على شكل أمطار فيضانات.
الإماراتأحوال الطقسالتغيرات المناخيةتقنية وعلومكوارث طبيعيةنشر الخميس، 18 ابريل / نيسان 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أحوال الطقس التغيرات المناخية كوارث طبيعية الأمطار الغزیرة تلقیح السحب المزید من
إقرأ أيضاً:
عقود من إزالة الغابات حولت فيضانات آسيا إلى أحد أكثر الظواهر الجوية فتكا في ٢٠٢٥
مع تجدد هطول الأمطار وتهديده بمزيد من الدمار في أجزاء واسعة من آسيا، تتصاعد الدعوات إلى مكافحة **إزالة الغابات** ووضع حد لها.
تسببت عواصف استوائية متداخلة وأنظمة موسمية "مكثفة" في دمار واسع النطاق عبر آسيا، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تسابق الزمن للوصول إلى ناجين معزولين.
تسببت أيام من أمطار قياسية وعواصف عاتية في حدوث فيضانات كارثية وانهيارات أرضية في سريلانكا وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا وفيتنام الأسبوع الماضي. ومع تدمير آلاف المنازل وتحول الطرق بسرعة إلى أنهار طينية جارفة، عُثر على أشخاص يتشبثون بأسطح المنازل أو الأشجار للبقاء على قيد الحياة.
تجاوز عدد القتلى الآن 1.600، لكن المئات لا يزالون في عداد المفقودين عبر المنطقة. وبحسب الأمم المتحدة، تُعد هذه الكارثة من أكثر أنماط الطقس فتكاً في جنوب آسيا وجنوب شرقها منذ سنوات.
رغم أن تصادم ثلاثة أنظمة طقس استوائية، بما في ذلك إعصارا "ديتواه" و"سينيار"، كان على الأرجح مُغذّى بتغير المناخ، يحذر ناشطون بيئيون من أن إزالة الغابات "الجامحة" فاقمت المأساة.
هل إزالة الغابات مسؤولة عن الفيضانات القاتلة في آسيا؟من المتوقع هطول مزيد من الأمطار عبرإندونيسيا، وهي من المناطق الأكثر تضرراً، في الأيام المقبلة، ما يُرجح أن يؤثر على مناطق سومطرة الشمالية وسومطرة الغربية وآتشيه. هنا لا يزال السكان يترنحون تحت وطأة الفيضانات، ويتعاملون مع نقص حاد في الغذاء وصعوبة الوصول إلى مياه نظيفة.
تقول منظمة "WALHI"، أكبر وأقدم منظمة للدفاع البيئي في إندونيسيا، إن الكارثة ناجمة عن "تزايد الهشاشة البيئية" بسبب تغييرات في النظم البيئية المهمة، وقد تفاقمت بسبب أزمة المناخ.
"هذه الكارثة ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل كارثة بيئية ناتجة عن سياسات حكومية مهملة ومتساهلة"، يقول أحمد سويلهين من "WALHI" في آتشيه.
"هذه الفيضانات المتكررة هي نتيجة تراكمات إزالة الغابات، وتوسع صناعة زيت النخيلوالتعدين غير القانوني عن الذهب الذي تُرك ليتمادى".
إزالة الغابات في إندونيسيامن 2016 إلى 2025، تمت إزالة الغابات على نحو لافت في مساحة 1.4 مليون هكتار في آتشيه وسومطرة الشمالية وسومطرة الغربية، جراء أنشطة أكثر من 600 شركة.
هُدمت هذه الغابات لأسباب عدة، منها تصاريح التعدين ومزارع زيت النخيل، فضلاً عن تصاريح مشاريع الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية والطاقة الكهرومائية الصغيرة.
في آتشيه، هناك 954 أحواض مائية (وهي منطقة أو حافة أرض تفصل المياه المتدفقة نحو أنهار أو أحواض أو بحار مختلفة). تقول "WALHI" إن 60 في المئة من هذه الأحواض تقع في مناطق غابية، وإن 20 منها في حالة حرجة.
ومع ذلك، فإن معظمها شهد إزالة كبيرة للغابات. فعلى سبيل المثال، يغطي حوض "كروينغ ترومون" المائي مساحة تزيد على 50.000 هكتار، لكن خلال السنوات الأخيرة شهد نحو نصفها (43 في المئة) فقداناً للغطاء الحرجي. ولم يتبقّ الآن سوى أقل من 31.000 هكتار.
كيف تساعد الغابات في حماية الدول من الفيضانات؟الغابات ضرورية لـ إدارة الفيضانات، فهي تعمل كالإسفنج العملاق الذي يبطئ تدفق المياه ويقلل حجم الجريان السطحي.
الأشجار قادرة على تبخير كميات من المياه تفوق أي نوع آخر من الغطاء النباتي، وتُعد من أفضل الدفاعات الطبيعية ضد الفيضانات. يقول باحثون من جامعة "بريتيش كولومبيا" إن قطع الغابات الجائر (حيث تُزال كل شجرة) لا يرفع مخاطر الفيضانات فحسب، بل يمكن أن "يفاقمها بشدة".
في دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام، وجد العلماء أنه في بعض الأحواض المائية أصبحت الفيضانات أكثر تكراراً بما يصل إلى 18 مرة وأكثر من ضعفي الحدة بعد القطع الجائر. ويمكن أن تستمر هذه التأثيرات لأكثر من أربعة عقود.
إندونيسيا تُحثّ على "إصلاح إدارة الغابات"أدت الفيضانات القاتلة في آسيا إلى تصاعد الدعوات للحكومة الإندونيسية للتصدي بحزم لـإزالة الغابات.
رَنْغا أديبوترا، مدرّس يبلغ من العمر 31 عاما، جُرف منزله في سومطرة الغربية، وكان يعيش على أطراف مدينة بادانغ. لقد كانت التلال فوق قريته مثخنة بجراح قطع الأخشاب غير القانوني.
"نحتاج إلى أن تحقق الحكومة وتُصلح إدارة الغابات"، قال أديبوترا لوكالة "أسوشيتد برس". "لا نريد أن تتكرر هذه الكارثة المكلفة مجدداً".
يقول الناشطون البيئيون إن مشهد جذوع الأشجار وهي تجرفها الأنهار "يعزز الشكوك" بأن ممارسات استغلال الغابات مستمرة.
Related نفوق جماعي لبطاريق أفريقية بسبب نقص الغذاء جراء تغير المناخ والصيد الجائر"من هذه الحقائق، يمكننا أن نرى بوضوح أن الكارثة البيئية الحالية سببها مسؤولو الدولة والشركات"، تقول أولي أرتا سياجيان من قسم الغابات والمزارع الوطنية في "WALHI".
"لذا تقع على عاتق مسؤولي الدولة مسؤولية تقييم جميع تصاريح الشركات في إندونيسيا، ولا سيما تلك المتعلقة بالنظم البيئية المهمة والحرجة. وإذا كان لا بد من إلغاء تصاريح، فيجب القيام بذلك".
تتعرض الدولة الآن لضغوط لمحاسبة المسؤولين عن هذه الإزالة للغابات، فيما يرى الناشطون البيئيون أن دافعي الضرائب لا ينبغي أن يتحملوا تكاليف استعادة الغابات في الأحواض المائية.
"لقد جَنوا أرباحاً هائلة من استغلال الطبيعة، وحان الوقت لتحميلهم مسؤولية استعادتها أيضاً"، تضيف سياجيان.
رفضت السلطات مزاعم قطع الأخشاب غير القانوني.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة