واشنطن تسحب قواتها من النيجر.. رفضت صفقة بين نيامي وطهران لشراء اليورانيوم
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
أبلغ كورت كامبل، نائب وزير الخارجية الأمريكي، رئيس وزراء النيجر رفض واشنطن عقد نيامي صفقة مع طهران بشأن اليورانيوم، وذلك بالتزامن مع عقد اتفاق لسحب القوات الأمريكية من البلد الواقع في غرب أفريقيا.
وقال مسؤولون في إدارة الرئيس جو بايدن الجمعة، إن أكثر من 1000 جندي أمريكي سيغادرون النيجر في الأشهر المقبلة، مما سيقلب السياسة الأمريكية لمكافحة الإرهاب والسياسة الأمنية في منطقة الساحل المضطربة بأفريقيا.
في الاجتماع الثاني من اجتماعين هذا الأسبوع في واشنطن، أخبر نائب وزير الخارجية كيرت كامبل رئيس وزراء النيجر، علي لامين زين، أن الولايات المتحدة لا توافق على تحول البلاد نحو روسيا من أجل الأمن وإيران من أجل صفقة محتملة بشأن اليورانيوم.
وقالت النيجر الشهر الماضي إنها ستلغي اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بعد سلسلة من الاجتماعات المثيرة للجدل في عاصمة النيجر نيامي مع وفد دبلوماسي وعسكري أمريكي رفيع المستوى.
وتتماشى هذه الخطوة مع النمط الأخير الذي اتبعته دول منطقة الساحل، المتمثل في قطع العلاقات مع الدول الغربية. وعلى نحو متزايد، فإنهم يعقدون شراكة مع روسيا بدلاً من ذلك.
وقال مسؤولون أمريكيون، إن الدبلوماسيين الأمريكيين سعوا في الأسابيع القليلة الماضية إلى إنقاذ اتفاق التعاون العسكري المتجدد مع الحكومة العسكرية في النيجر، لكنهم فشلوا في النهاية في التوصل إلى حل وسط.
وانهارت المحادثات وسط موجة متزايدة من المشاعر السيئة تجاه الوجود الأمريكي في النيجر، ودعا آلاف المتظاهرين في العاصمة يوم السبت الماضي إلى انسحاب أفراد القوات المسلحة الأمريكية بعد أيام فقط من تسليم روسيا معدات عسكرية ومدربين للجيش في النيجر.
ويأتي رفض النيجر لإقامة علاقات عسكرية مع الولايات المتحدة بعد انسحاب قواتها من فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي قادت على مدى العقد الماضي جهود مكافحة الإرهاب الأجنبية ضد الجماعات الجهادية في غرب أفريقيا، ولكن تم النظر إليها مؤخرًا على أنها منبوذة في المنطقة. .
ويتمركز الجيش الأمريكي في النيجر في القاعدة الجوية 201 ، وهي منشأة عمرها ست سنوات أنشأت بتكلفة 110 ملايين دولار في صحراء شمال البلاد. ولكن منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم وقام بتثبيت المجلس العسكري في يوليو/تموز الماضي، ظلت القوات هناك غير نشطة، حيث تم إيقاف معظم طائراتها بدون طيار، باستثناء تلك التي تقوم بمهام المراقبة لحماية القوات الأمريكية.
ولوح المتظاهرون في نيامي يوم السبت بالأعلام الروسية وكذلك أعلام بوركينا فاسو ومالي، وهما دولتان مجاورتان حيث طلبت حكومتاهما بقيادة الجيش أيضًا مساعدة روسية للمساعدة في محاربة المتمردين المرتبطين بتنظيم الدولة والقاعدة.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم حاولوا منذ أشهر منع حدوث قطيعة رسمية في العلاقات مع المجلس العسكري في النيجر.
وقال مسؤولون أمنيون ودبلوماسيون حاليون وسابقون إن موقع النيجر المهم استراتيجيا واستعدادها للدخول في شراكة مع واشنطن سيكون من الصعب استبداله.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية النيجر طهران اليورانيوم القوات الأمريكية انسحاب النيجر طهران اليورانيوم انسحاب القوات الأمريكية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی النیجر
إقرأ أيضاً:
هذه هي خلاصة 43 سنة... الآتي أفضل من الماضي
في بدايات عملي الصحافي انتدبتني إدارة جريدة "العمل"، حيث كنت أعمل، لتغطية المسار التفاوضي المباشر بين لبنان وإسرائيل في كريات وشمونة ونتانيا وخلده، ولاحقًا في الضبية. يومها قاد رئيس الوفد اللبناني السفير أنطوان فتال معركة شرسة مع الإسرائيليين، الذين كانوا قد وصلوا في احتلالهم إلى بيروت، أول عاصمة عربية تُحتل من قبل الجيش الإسرائيلي. وهذه المعركة الشرسة، التي قادها لبنان أفضت إلى اتفاق سُمّي بـ "اتفاق 17 أيار"، وهو في الحقيقة التاريخية كان اتفاقًا لجلاء الجيش الإسرائيلي عن كل شبر من الأراضي اللبنانية. إلاّ أن الظروف القاسية، التي كان يعيشها لبنان في ظل احتلاليين لأراضيه، الجيش الإسرائيلي من جهة والجيش السوري من جهة أخرى، أملت على الرئيس الشيخ أمين الجميل عدم التوقيع النهائي على هذا الاتفاق على رغم موافقة مجلسي النواب والحكومة برئاستي الرئيسين كامل الأسعد وشفيق الوزان. فظروف الأمس هي غير ظروف اليوم، مع أن المشكلة الأساسية هي ذاتها لم تتغيّر وقائعها منذ 43 سنة، وهي أن إسرائيل هي هي اليوم وأمس وغدا. ففي تاريخ المواجهة الطويلة بين لبنان وإسرائيل، شكّلت محطات التفاوض الكبرى علامات فارقة عكست في كل مرة ميزان القوى في لحظتها، والاصطفافات الإقليمية والدولية التي كانت تتحكّم بمسار الحرب والسلم. واليوم، مع انطلاق عمل لجنة “الميكانيزم” برئاسة السفير سيمون كرم لبنانيًا، يعود النقاش إلى الواجهة، ونسأل: هل يمكن للبنان أن يبني على تجارب الماضي، من اتفاق 17 أيار إلى تفاهم نيسان، مرورًا بالقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار الأخير، ليشقّ طريقه نحو تثبيت حدٍّ أدنى من الاستقرار، أم أن الظروف الجديدة مختلفة جذريًا ولا تسمح بإسقاط مقاربات الأمس على مشهد اليوم؟لم يكن اتفاق 17 أيار أكثر من محاولة لفرض واقع سياسي مختلف على رغم الضغط الاحتلالي. فإسرائيل كانت في قلب لبنان، من بيروت إلى الجنوب، فيما كانت السلطة الشرعية الخارجة من عمق الحروب الخارجية والداخلية ضعيفة وممزقة. أمّا اليوم فالوضع مختلف، شكلًا ومضمونًا. وهذا ما يسمح للسلطة بالإمساك بالقرار التفاوضي، ولو جزئيًا، بوضع المسار التفاوضي "الميكانيزمي" في موقع مختلف تمامًا. وما واجهه لبنان في اتفاق 17 أيار لم تكن ظروفه مختلفة حين توصّل إلى "تفاهم نيسان" على إثر حرب "عناقيد الغضب"، في لحظة تقاطعت فيها المصالح الإقليمية بين واشنطن وباريس ودمشق وتل أبيب. لم يكن هذا التفاهم، في نظر الخبراء، لتثبيت سلام، بقدر ما كان تفاهمًا لتنظيم الحرب وضبط حدودها تحت عنوان واحد: "المدنيون خارج اللعبة العسكرية". وهذا ما يعيدنا إلى معادلة "قواعد الاشتباك". فبعد حرب تموز، فرض القرار 1701 توازنًا جديدًا، قضى بتعزيز الجيش جنوب الليطاني للمرة الأولى منذ عقود، وتعزيز دور قوات "اليونيفيل"، ووقف العمليات الحربية. هذا القرار كان حصيلة حرب واضحة، وكرّس نوعًا من الردع المتبادل الذي صمد لسنوات طويلة، إلى أن جاء قرار "توحيد الساحات" ومساندة فلسطيني قطاع غزة، والحرب الشاملة التي أدّت في نهاية المطاف على موافقة "حزب الله" على اتفاق لوقف النار، الذي لم يكن كنتيجة لحسابات لبنانية – إسرائيلية فقط، بل جاء نتيجة مسار الحرب في غزة. وهو لم يؤدِ سوى إلى هدنة هشة، بلا ضمانات واضحة، وهي مرتبطة بمجريات الميدان الفلسطيني أكثر مما هي مرتبطة بواقع الجنوب اللبناني. إلاّ أن هذا الواقع، على رغم مرارته، فرض على لبنان خيار التفاوض مع إسرائيل بثلاثة شروط، فيما تربط إسرائيل أي خطوة في هذا الاتجاه بملف السلاح جنوب الليطاني.
فعلى خلاف كل المحطات السابقة، لا تحمل لجنة "الميكانيزم" صفة اتفاق سلام، ولا تشبه تفاهم نيسان، ولا تتمتع بثقل 1701. إنها أقرب إلى منصة تقنية – سياسية لإدارة النزاع وتدويل الخروق ومحاولة ضبط الهدنة الهشة، أكثر مما هي مسار حل نهائي. وللمرة الأولى منذ عقود، يدخل لبنان هذا المسار بوفد رسمي واضح، تقوده الدولة لا القوى العسكرية ولا الوسطاء الإقليميون. وفي هذا التحوّل تكمن أهمية هذه الخطوة. لكن الرهان يبقى محاطًا بأسئلة كثيرة، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر: هل يمكن لهذه اللجنة أن تُنتج قواعد اشتباك جديدة، وهل يمكن أن تُشكل ضغطًا دوليًا على إسرائيل لوقف خروقها اليومية، وهل يتحمّل الداخل اللبناني تبعات التفاوض وسط الانقسام الحاد حول خطوة تعيين السفير كرم رئيسًا للوفد اللبناني، وهل تملك واشنطن، التي تمسك بمفاتيح التهدئة، إرادة الذهاب بعيدًا في تسوية جنوبية مستقلة عن مصير غزة؟ ينظر البعض إلى لجنة "الميكانيزم" كنافذة ضيقة في جدار الأزمة. وينظر إليها آخرون كمرحلة جديدة من مراحل إدارة النزاع لا حله. لكن المؤكد أن لبنان يدخل هذه التجربة بوعي أكبر لمخاطر الماضي، وبإصرار على أن يكون شريكًا في القرار لا مجرد ساحة تتلقى نتائج صراع الآخرين. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة سلام عن العلاقة مع سوريا: طوينا صفحة من الماضي ونسعى لتطوير هذه العلاقة في مختلف المجالات Lebanon 24 سلام عن العلاقة مع سوريا: طوينا صفحة من الماضي ونسعى لتطوير هذه العلاقة في مختلف المجالات