أكد مجمع اللغة العربية، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي المشترك الأول “الكفاءة في تعليم اللغة العربية” الذي نظمته “دار العربية” في مدينة إسطنبول بتركيا، مؤخراً، أن العالم المعاصر يشهد تنافساً كبيراً بين اللغات العالمية، وهذا يضع المسؤولين عن نشر وتعليم اللغة العربية أمام تحديات كبيرة تتطلب التركيز على التدرج في تعليمها، والعناية بتطوير المعلمين المهرة الذين يزرعون حب العربية في نفوس طلابهم، وإثراء مهارات الطلاب بالفهم العميق لجماليات اللغة العربية ونصوصها الأدبية الواضحة لكبار الأدباء والكتّاب، والابتعاد عن التعقيدات اللغوية خاصة في بدايات رحلة الطالب.


وفي حديثه خلال المؤتمر الدولي الذي جمع أكثر من 40 أكاديمياً وباحثاً وممثلين لمجامع وجامعات عربية وأجنبية، ألقى الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، كلمة افتتاحية رئيسية تحت عنوان “صناعة الملكة اللغوية عند الطالب غير العربي”، وقدَّم في اليوم الثاني من المؤتمر ورقة علمية تناولت “تكوين الرصيد اللغوي وصناعة الملكة اللغوية للناطقين بغير العربية”، حيث أكد أن تعلم أي اللغة لا يقتصر على معرفة معاني الكلمات وقواعدها، بل يجب أن يكتسب المتعلم آليات تعلم اللغة، بدءاً من معرفة الكلمات ومعانيها، وصولاً إلى استخدامها بشكل صحيح في صياغة الجمل والعبارات اللغوية.

ممارسة العربية لغة وثقافة
وشدد الدكتور المستغانمي على أهمية أن يعيش دارس العربية في بيئة تستخدم اللغة بشكل صحيح، وهو ما يُطلق عليه مصطلح “الانغماس اللغوي”، الذي يساعد كثيراً في تعلم العربية، خاصة الذين لا يتحدثونها كلغة أولى؛ إذ يشارك في زيادة مخزون الكلمات والتعبيرات لدى الطالب، ويعوِّده على النطق الصحيح، ويجعله قادراً على تكوين جمل عربية فصيحة صحيحة، كما أنه يعرِّف الطالب على الثقافة العربية، بما يعزز الاستفادة الكاملة من التجربة التعليمية.

القراءة والأدب روافد اتقان اللغة
وأكد المستغانمي ضرورة تشجيع الشباب على قراءة كتب المبدعين من الكتاب، لافتاً إلى أهمية الحفظ في تعلم اللغة العربية؛ فيبدأ الطالب بحفظ أجزاء من القرآن الكريم والحديث الشريف، ويبتعد عن استخدام كلمات أجنبية أثناء الكلام، بحيث يكون واثقاً أن الفصحى تكفي للتعبير عن أفكاره ومشاعره بشكل واضح”.

المعلم يزرع حب العربية في الطلاب
وحول أهمية المعلم البارع في حياة طلاب العربية، قال المستغانمي: “لكي يكون تعلّم اللغة العربية مثمراً من المهم وجود معلّم ماهر ومحب للغة، وأن يكون على دراية بقواعدها وجمالياتها، وقادراً على تعليمها بشكل فعّال، ولا يمكن أن تكون دروس العربية مثمرة إلا إذا كان المعلّم شغوفاً باللغة، مُلهماً لطلابه بجمالها وأناقة تعبيرها، فهو من يزرع حبها في قلوب طلابه، ويعتني بهم كما يعتني بنبتة جميلة؛ يسقيها وينميها حتى تنمو وتزهر”.

أفضل استراتيجيات تعليم العربية
وتحدث أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة حول أفضل الاستراتيجيات التي تعين طالب العربية على إتقانها، قائلاً: “عند تعلم اللغة العربية، يجب البدء بالأساسيات، وبعد فهمها جيداً، يمكن الانتقال لمرحلة أعمق، حيث يتعرّف الطالب إلى المزيد من الكتب المتقدمة ويتعمق في فهم مختلف المواضيع. وفي المرحلة التالية، يبدأ الطالب بالتوسع في البحث والنقاش والتحليل. ومن المهم تجنب حفظ القواعد المعقدة والكتب الغامضة التي تُصعّب اللغة، إذ ينبغي تعليم الطالب الجماليات اللغوية من خلال أمثلة جميلة واضحة تُسهّل الفهم وتُمتّع الطالب”


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: م اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

المقاومة تحذر: التأخر في إدخال المساعدات يهدد مستقبل “مفاوضات التبادل”

 

 

الجديد برس|

 

حذّرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الخميس، من أن تأخر إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر، قد يؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لاستكمال مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

 

وأوضحت الحركة، في بيان صحفي، أن مبادرة الإفراج عن الأسير الأميركي – الإسرائيلي جاءت كبادرة حسن نية، وانطلقت من حرصها على تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وتزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، في محاولة لتهيئة مناخ إيجابي لدفع جهود التهدئة.

 

وأكدت “حماس” أنها كانت تتوقع – بناءً على تفاهمات تمت مع الجانب الأميركي وبعلم الوسطاء – بدء إدخال فوري للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلى جانب الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، والشروع في مفاوضات شاملة حول كافة القضايا المرتبطة بالعدوان.

 

وشددت الحركة على أن استمرار تعنت الاحتلال وتأخير إدخال الإغاثة إلى القطاع المحاصر، لا ينسجم مع الجهود الإنسانية والسياسية المبذولة، محذّرة من أن ذلك “سيلقي بظلال سلبية على أي جهود لاستكمال مفاوضات صفقة التبادل”، في إشارة إلى تعثر المباحثات الرامية إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الجنود الإسرائيليين المحتجزين.

 

وكانت “حماس” قد أعلنت مطلع الأسبوع الجاري عن إطلاق سراح الجندي الأسير عيدان ألكسندر، الحامل للجنسية الأميركية، في خطوة وصفتها بالأخلاقية والإنسانية، تهدف إلى دعم المساعي الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية التي يحتاجها السكان بشدة.

 

وتشهد مفاوضات التهدئة بين حماس والاحتلال، برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة، حالة من الجمود منذ أسابيع، في ظل إصرار حكومة الاحتلال على استئناف عدوانها على قطاع غزة، ورفضها تقديم التزامات واضحة بشأن وقف الحرب أو الانسحاب الكامل من القطاع.

مقالات مشابهة

  • إقرار 65 كتابًا مدرسيًا جديدًا في مختلف المباحث الدراسية
  • مركز تطوير المناهج يقر 65 كتابا مدرسيا جديدا في مختلف المباحث
  • رفعت فياض: لا يعقل أن يجهل الطالب المصري معنى نصر أكتوبر
  • مجمع اللغة العربية يستعرض مبادرات الشارقة في دعم «الضاد»
  • تعليم سوهاج: أنطوني يحصد جائزة الدولة للمبدع الصغير 2025
  • وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مؤتمر صحفي بختام أعمال القمة العربية الـ34 في بغداد: “إعلان بغداد” يؤكد أهمية دعم سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها
  • “تعليم جازان” يحصد المركز الثاني عالميًا وجائزة خاصة في “آيسف 2025”
  • كيم يشرف على تدريبات جوية ويدعو لرفع حالة التأهب القتالي للجيش “بشكل جذري”
  • “أبوظبي للغة العربية”: 31 عملاً إلى القوائم الطويلة لبرنامج المنح البحثية
  • المقاومة تحذر: التأخر في إدخال المساعدات يهدد مستقبل “مفاوضات التبادل”