الحردلو صائد الجمال (9)..النسيم سارقني ورَكَن..!!
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
امرؤ القيس (عند عادل بابكر) مثله مثل الحردلو يزهو ويباهي بمقدرته على كسب قلوب النساء؛ ولكن يبدو أن امرؤ القيس أكثر جرأة وتوسعاً في وصف لحظاته الحميمة كما ورد في وصفه لواقعة اقتحامه خدر محبوبته (عنيزة)..!
هذا ينسجم مع شخصية شاعر يجاهر بإظهار نفسه كعاشق حميم لا يتحسّب لأي عوائق أو عواقب في غزواته النسائية.
والحردلو بهذا لا يختلف عن امرؤ القيس في هذا المجال..فهو لا يتكتّم على هوية معشوقاته بل يبوح بأسمائهن..وربما في ذات الوقت ينشئ صورة قوية لنفسه وهو يتحدث ويتضاحك طوال الليل مع امرأة مجهولة لا تجود له بالكامل ولكنها لا تبخل عليه (بلحيل)..!
**
حكاية النعام الذي يتشقلب على ظهور الخيل تجد لها مشابهاً أو توازياً في وصف النجوم لشاعر آخر من شعراء العرب الكبار وهو "ذو الرُمّة" (696-735م):
وأرمي بعينيّ النجوم كأنني
على الرحل طاوٍ من عناق الأجادِل
وقد مالت الجوزاء حتى كأنها
صِوار تدلّى من أميل مقابل
قال الشرّاح إن الشاعر يصف تشكيلة نجوم الجوزاء بالصوار؛ وهو قطيع من البقر تقدم منحدراً من ناحية جبل (أميل)..!!
**
فصاحة الحردلو وجاذبية شخصه ومظهره ومركزه الاجتماعي تُحببه للنساء..بمعنى أن هذه الخصائص تجعله مرغوباً لديهن..وكما يبين من أشعاره..لا يبدو أن لديه أي معيقات تكبحه عن هذا الولع بالنساء..! ومع انه استغرق في علاقات عديدة..فإن الخط و(التيمة الثابتة) في شعره الرومانسي هي الشكوى من ألم الفراق...وهذه التيمة هي التي تهيمن على شعره الأخير الذي تم نظم معظمه في المنفى بعيداً عن البطانة:
الخبر اللكيد الليله احمد جابو
قال الوادي سال واتقرنن تبابو
ان سعلونا نحن قعادنا شن اسبابو..؟
لا مصروف ولا زولاً بنتسلابو...!
(حالة صعبة)..!
With no money to spend,
or a soulmate to drive boredom away..!
**
حالة القلب الكسير و(الخاطر المحزون) لا تنسجم مع رجل عُرف بمهارته الخاصة في غزو قلوب النساء..وخلافاً للشاعرين الشهيرين (قيس وجميل) الذيَن منحا حبهما الخالد الأبدي لحبيبتي الروح (ليلى وبثينة)؛ فإن الحردلو يبدو أكثر انفتاحاً واستعدادا لاستضافة عشيقات كثيرات في قلبه..! واللافت أن الحردلو يتميّز بالإفصاح عن أسماء معشوقاته وذكر أسمائهن وامتداح جمالهن..والحديث عن دقائق شؤونه معهن؛ في حين أن السمة الغالبة السائدة بين معاصريه..وحتى الشعراء الحاليين عدم ذكر أسماء الحبيبات في قصائدهم وإخفاء الأسماء تحت بعض الرموز مثل ذكر الحرف الأول من الاسم. ..!
في ما يتصل بهذا الأمر يقول "عادل بابكر" انه أحصى ثلاثة عشر اسماً على أقل تقدير من النساء الذين ذكرهن الحردلو في أشعاره منهن: (التاية وزينب وحامديه وخديجة)..وذكر بعضهن بألقابهن أو أوصافهن مثل (أم رشيم وأم نعيم وأم قرين)..
وهنا مثال لغزله في التاية التي يتكرر ذكرها كثيراً في شعره:
غي (التايه) دسيتو وأبى يندسْ
أول كان ملاسعني ودحين بان بَس
تحت العُقله وكت اتلامع الكَسكس
قدر النمله من غي أم نعيم ما خَس
ومثال آخر:
الفرّه البلا المزري أب سحابتن جاره
درّعني العيا ولفح السواجه الحاره
شبه (التايه) في شاة القنانه الفارهً
وهناك أمثلة أخرى لنساء مجهولات يذكر فيهن الصفة ويخفي الاسم:
ما بتشوفني هسع كيف بقيت "مي ياي" (أصبحت أنا ليس أنا)
يوماً تب أغيب ويوماً أطش بي خلاي
فرق النيّة بلحيل قل عليا حياي
فيها شبه خلق بُريبة الباسياي
ثم:
غيها فيّا ظاهر لي البِدور معرفتو
في الباين عليّ دمي العزيز أنا خُفتو
عَرقاً في المناكب كان كِتِب كارفتو
داك لومك عليّ ما تقول عُقُب فارقتو
غاص "عادل بابكر" بين قطرات العَرَق المعطّر بين الأعطاف:
If I ever get to have a deep inhale from her elbows,
Nothing will ever put us apart again..!
يقول شاعر الحقيبة ود الرضي:
النسيم سارقني وركن ... لي تسرّب (نيد العُكن)
انعشاني وهاج مَنْ سكن .. والعيون لا اشعر بكن..!!
"النيد" نسيم خفيف من عطور الدلكة يأتي من جهة الإبط والملاين...!
**
..فرحان وعاجبو خلاهو..!
تحتل (تيمة) الحنين مجالاً فسيحاً في الشعر البدوي عامةً..وذلك بسبب طبيعة الترحال المستمر والانتقال المتكرر بحثاً عن الماء والكلأ والمراعي.. وفي حالة الحردلو فإنها أيضاً تتفق مع طبيعة روحه القلقة ومسعاه الذي لا يفتر بحثاً عن الجمال:
كم شويم لهن وكتاً بفاقق وريّس
كم وديت لهن من عندي واحد كيّس
بسرق دغمتن نعمني فيهن سيّس
داك وكت الزمان بلحيل معانا كويّس...!
هل كسب الحردلو قصب السبق بمضاهاة أمرؤ القيس وعمر بين ربيعة..؟!! المسعى المتلهف للنساء في وقت الفاقة والدعة (الفوقيق)..وهو الهزار والثرثرة في الوقت الخلي، كما انه كان سيد نفسه وكان ذا سطوة متبوع بين رباعته وأخدانه (ريّس).. وانظر للمرسال الذي يبعثه لهن..حيث لا بد أن يكون رسوله ذا فطنة (كيّس)..! ثم إنه خبير بشؤون النساء (فيهن سيّس)...وكان في ذلك الزمان الجميل يعرف كيف يختلس القبلة من الشفاه اللعساء الدكناء من أثر التثميد..!
To their lips I was expert at finding my way..!!
منظر الظبية أو المهاة التي تلهو بمرح في الدغل بين الحشائش والأعشاب يحرّك في الحردلو مشاعر مضطرمة وأمنيات طليقة:
قوز ناس ود ضياب يا الليل ترى بي شياهو (يالليل..بمعنى لا يزال)
بهماً بطرّد فرحان وعاجبوخلاهو
زولاً في (أم قدود) المولى كان أداهو
بقعد عندهن يترك لهن مأواهو..!
هكذا جمع الحردلو كل ما يمكن أن يكون خلاصة شعر الغزل والتشوّق المنبعث من استشعار جمال الطبيعة ورونقها وموجوداتها وحيواناتها..انه يستشف حتى مشاعر الشياه والظباء المعجبة بواديها...!
Mount Wad Diyab is still inhabited with oryxes,
their young jubilantly playing around
Should I with the means be endowed,
I would forsake my own home..
And choose theirs as my abode..!
**
ذات الصدى الذي نشأ عن مشاعر وأحاسيس مشابهة عبّر عنها الشاعر الكبير (زهير ابن أبي سلمى في القرن السادس)...ّ! عندما مرّ بما اعتقده أطلال مساكن زوجته السابقة (أم أوفى) بعد عشرين عاماً من انفصاله عنها..وحرّك في نفسه دفقة قوية من المشاعر الجيّاشة..
أمن أم اوفى دمـنة لم تكلّمِ.. ...بحومانة الدرّاج فالمتثلمِ
ودارٌ لهـا بالـرقـمتين كـأنها مراجيع وشمٍ في نواشر معصمِ
ها العين والأرام يمشين خِلفةً وأطلاؤها ينهضن من كل مجثمِ
وقفت بها من بعد عشرين حجةٍ فلأياً عرفت الدار بعد توهّمِ
هذه هي مساءلة واستنطاق الإطلال في الشعر القديم:
**
يستدعي الحردلو الحنين وحالة المنخوليا (الشجن المختلط بالحزن) عندما يكون في ذروة الحنين للبطانة بعيداً من أحبابه فتصدر ألواناً زاهية المقاطع من الفن المُبهر:
كبس الهم عليّ ليلي ونهاري مسرّح
بطني اشيمطت قلبي الـ ِبفِر مجرّح
الصايدني كان صاد الحُجار بِتمرّح
لكن رحمة المولى الوسيعه تفرّح
Heavy worries landed on me
Distracted and distant all day and night,
A gaunt tummy with a bruised heart I turned,
Even solid stones won’t stand such pain,
Yet I never lose hope in the Lord’s blessing
ومقطع آخر:
اتلموا الجماعة وقالو ليا تتوب
من العُنقو زي الشمعدان مصبوب
فات فيّا الفوات وبقيتا زي مجذوب
الحاس بيهو ما ظنيتو مَس (ايوب)..!
ثم آخر:
البارح حديث الناس بدور يفرِقنا
كلو مرق كِضِب عُقبان صفينا ورُقنا
الدِرعه أم شلوخاً سته مالكه عِشقنا
تتمايح متل قصبة مدالق الحُقنه
Dancing like a cane on the stream mouth..
**
الحنين للموطن سمة أساسية عبر كل أشكال وصور الشعر السوداني، والشعراء في كل الأجيال يعبرون عن هذا الحنين في أبيات ومقاطع تفطر القلب...وصلاح احمد إبراهيم في تجاربه الباكرة مع الاغتراب يجسّد صورة الوحدة والعزلة (مثل هندي منبوذ)..!
secluded like an Indian outcast
في يوم احتفالي بهيج في الغربة خرج الناس..الجميع في كامل الأبهة..و"صلاح" حزين كسيف في غربته الموحشة:
أنا جوعان..
جوعان ولا قلب يأبه
عطشان وضنّوا بالشربه
والنيل بعيد..النيل بعيد
الناس عليهم كل جديد ..
وأنا وحدي.. منكسر الخاطر يوم العيد
تستهزئ بي أنوار الزينة والضوضاء
تستهزئ بي أفكاري المضطربه
وأنا وحدي..
في عزلة منبوذ هندي..!
أتمثّل أمي ..أخواتي
والتالي نصف الليل طِوال القرآن
في بلدي
في بلد أصيحابي النائي
الأعصم خلف البحر وخلف الصحراء
في بلدي..
حيث يُعزّ غريب الدار...يُحب الضيف..
ويُخص بآخر جرعة ماء عز الصيف
بعشا الأطفال..
ببليل البِشر.. وبالإيناس..إذا ما رقّ الحال..!
دنيا...!!!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
دانيال دي لويس.. النجم الذي صنع مجده من الصمت
يصعب الإمساك بخيط واحد يختزل مسيرة دانيال دي لويس، فهو ممثل يعيش الفن كحياة كاملة لا كحرفة. هو الفارس الهادئ الذي كرّمته الملكة بلقب "السير"، والناسِك السينمائي الذي ينسحب من الأضواء ليعيش في عزلته الإبداعية، والعبقري المتحوّل الذي يذوب في شخصياته حتى يكاد يختفي وراءها.
بين الموهبة والانضباط، بين الصمت والعمق، صنع دي لويس أسطورته الخاصة، أسطورة ممثل يختار أدواره كما يختار الناسك طريقه في الجبل، نادر الظهور، لكن كل عودة له حدث فني يترك بصمة لا تُمحى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تألق في "آر آند بي" وأعاد إحياء "سول".. وفاة المغني الأميركي دي أنجلو عن 51 عاماlist 2 of 2جماهير تايلور سويفت تتدفق إلى متحف فيسبادن بحثا عن "أوفيليا" الأصليةend of listهو السير دانيال مايكل بليك دي لويس، المولود في 29 أبريل/نيسان 1957، ويُعد من أهم الممثلين في تاريخ السينما العالمية. حصد خلال مسيرته عددا كبيرا من الجوائز، من بينها 3 جوائز أوسكار، و4 جوائز بافتا، و3 جوائز من نقابة ممثلي الشاشة، وجائزتان غولدن غلوب. غير أن قيمته لا تُقاس بتعداد الجوائز، بل بإخلاصه العميق لكل ما يؤديه، سواء على الشاشة أو في حياته الشخصية كأبٍ وإنسان.
View this post on InstagramA post shared by Anemone (@anemonemovie)
النجارة والتمثيل خلاصا من الفوضىوُلد دانيال في لندن داخل بيت يعبق بسحر الفنون، فوالده سيسيل دي لويس كان شاعرا بارزا، ووالدته جيل بالكون ممثلة تنتمي إلى عائلة فنية عريقة. من جهة الأم، يعود نسبه إلى مايكل بالكون، أحد أبرز منتجي السينما البريطانية وأحد أعمدة أستوديو "إيلينغ" (Ealing) الشهير.
بيد أن ابن هذه العائلة المثقفة الراقية عاش طفولة صعبة في حي غرينتش بلندن، حيث واجه تنمر زملائه بسبب خلفيته الدينية وطريقته الراقية في الكلام والتصرف. هذا ما دفعه لتعلّم لهجة الحي وحركاته حتى يندمج معهم، وقد وصف لاحقا تلك التجربة بأنها كانت "أول دور تمثيلي حقيقي" له.
وفي سنوات المراهقة، تحول دي لويس إلى فتى متمرد، كثير المشاكل، تورط أحيانا في سرقات بسيطة وسلوكيات متهورة، كأنه كان يبحث عن ذاته وسط ضياع البدايات. وبسبب هذا السلوك أرسله والداه إلى مدرسة داخلية في مقاطعة كنت، حيث تعرف لأول مرة على 3 أمور ستتحول إلى شغفه الدائم: النجارة، والتمثيل، وصيد السمك. لكن الأجواء الصارمة في المدرسة لم تناسبه، فانتقل بعد عامين إلى مدرسة أخرى أكثر حرية وإبداعا في هامبشاير، حيث كانت شقيقته تدرس. وهناك ازدهرت موهبته في التعبير والأداء.
إعلانوفي سن الـ14، شارك لأول مرة في السينما بدور صغير جدا في فيلم "أحدٌ دامٍ" (Sunday Bloody Sunday)، إذ جسد شخصية مراهق يعبث بالسيارات في مشهد عابر دون أن يُذكر اسمه في التترات، كانت تلك التجربة البسيطة بداية شغفه الحقيقي بالتمثيل.
وفي عام 1972، عاش تجربة إنسانية قاسية حين توفي والده بعد صراع مع السرطان أثناء إقامتهما في منزل الكاتبين كينغسلي أميس وإليزابيث هوارد، وهي خسارة تركت أثرا بالغا في نفسه.
وبعد تخرجه من المدرسة عام 1975، بدأ يبحث عن طريقه بين الفن وحرفة النجارة، فتقدم لتدريب مهني في صناعة الأثاث لكنه رُفض لعدم امتلاكه الخبرة الكافية. لاحقا التحق بمدرسة "بريستول أولد فيك" (Bristol Old Vic) المسرحية، حيث صقل موهبته، وبدأ أولى خطواته الجادة على خشبة المسرح، في رحلة ستقوده لاحقا إلى القمة كأحد أهم الممثلين في العالم.
View this post on InstagramA post shared by Focus Features (@focusfeatures)
كيف صنع دي لويس أسطورته؟المخرج بول توماس أندرسون قال عن أسلوبه: "إنه لا يؤدي الشخصية، بل يتحول إليها بالكامل. لا يقلدها أو يتقمصها فحسب، بل يعيشها حتى آخر خلية في جسده، مما يجعل عملي كمخرج أكثر سهولة، لأن الشخصية تكون حاضرة أمامي بكل تفاصيلها".
View this post on InstagramA post shared by Persistence Of Cinema (@persistence.of.cinema)
ذلك يختصر جوهر منهجية دي لويس التمثيلية التي ميزته عن غيره، ووضعته في صف الكبار إلى جانب مارلون براندو، اللذين يجمع بينهما اتباع أسلوب التمثيل المنهجي (Method Acting). كلاهما لا يكتفي بالأداء أمام الكاميرا، بل يعيش الشخصية خارجها أيضًا.
وقد يرى البعض في هذا النهج نوعا من المبالغة أو الاستعراض، لكن في حالة دي لويس هو إيمان حقيقي بضرورة الصدق الكامل في الأداء. ففي فيلم "قدمي اليسرى" (My Left Foot) مثلا، عاش تجربة الشخصية بالكامل، قضى فترة التصوير كلها على كرسي متحرك، وتعلم الرسم بقدمه اليسرى مثل بطله كريستي براون. لم يفعل ذلك من أجل جائزة أو شهرة، بل لأن الأصالة عنده واجب فني وأخلاقي.
وفي "عصابات نيويورك" (Gangs of New York) تحول إلى زعيم عصابة دموي بكل ما تحمله الكلمة من قسوة، بينما في "سيكون دم" (There Will Be Blood) جسد رجل النفط الجشع بعمق نفسي مذهل. في كل مرة يظهر بشكل مختلف تماما، سواء في نبرة صوته أو ملامحه أو حتى نظراته.
ما يميزه حقا هو حسه العالي بالتفاصيل، فكل حركة، كل وقفة، كل نفس محسوب بدقة ليعكس الحالة النفسية للشخصية. لهذا، كانت أدواره دائما غنية بالعاطفة والصدق، قادرة على إيصال الألم أو الهوس دون أي افتعال.
ربما كان هذا الانغماس الكامل في الأداء هو ما جعله يسعى للعزلة، أو يتوقف عن التمثيل لفترات طويلة. فالتوغل في حيوات الآخرين يرهق الموهبة ويستنزف الروح، ويجعل العودة إلى الذات رحلة صعبة في كل مرة. لذلك، لم تكن فترات انقطاعه عن السينما تمردا على المهنة، بل وسيلة للحفاظ على توازنه الداخلي. فهو يحتاج وقتا طويلا للتفكير والتحضير قبل أي دور جديد، لأن الانتقال السريع بين الشخصيات يُضعف "الموارد الداخلية" التي يستمد منها طاقته الإبداعية.
View this post on InstagramA post shared by Anemone (@anemonemovie)
إعلانوبعد إعلان اعتزاله عام 2017، ظن كثيرون أن رحلته مع التمثيل انتهت، لكنه فاجأ العالم في عام 2025 بإعلانه العودة من خلال فيلم جديد بعنوان "شقائق النعمان" (Anemone) من إخراج ابنه رونان.
وفي تصريح لاحق أوضح أن العودة إلى التمثيل لم تكن مجرد مشروع فني، بل فعل محبة وامتنان، وهدية روحية يرى فيها فرصة لإحياء علاقة الأبوة عبر الخلق المشترك. فبعدما اتجه رونان إلى الإخراج، وجد دانيال أن كسر عزلته كان ثمنا يسيرا أمام متعة العمل مع ابنه.