السنوار والغماري.. استشهاد على طريق القدس وتعبير عن وحدة المصير
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
يشهد التاريخ المعاصر تقاربًا غير مسبوق في الخطاب والسلوك بين قوى المقاومة في العالم العربي والإسلامي، خاصة تلك المناهضة لمشاريع الهيمنة الغربية والصهيونية. وفي هذا السياق، يبرز حدث استشهاد القائد الفلسطيني يحيى السنوار والقائد اليمني أحمد الغماري أحد أبرز المؤشرات على هذا التلاقي البنيوي في الموقف والمصير بين حركات تقاوم العدوان الصهيوني من ميدان غزة إلى صنعاء، تحت عنوان جامع “تحرير القدس وفلسطين”.
يحيى السنوار، أحد أبرز القادة الفلسطينيين، خرج من رحم المعاناة في سجون الاحتلال ليقود مرحلة مفصلية من تاريخ حركة المقاومة الإسلامية حماس . تميز برؤية استراتيجية تمسكت بخيار المقاومة كمنهج وحيد للتحرير، ورفض الدخول في أي مشاريع تصفوية تتنازل عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. لم يكن السنوار قائدًا تقليديًا، بل مجسدًا لمفهوم القائد المقاوم، الذي يوجد في الميدان قبل أن يظهر على المنابر. وفي أصعب لحظات المواجهة، ظل داخل غزة، يعايش أهله ويقود الصفوف الأولى، متحملًا كل التهديدات الإسرائيلية المعلنة.
في المقابل، برز القائد اليمني محمد الغماري بوصفه واحدًا من أهم الشخصيات العسكرية في جبهة صنعاء خلال سنوات الحرب، وقد أسهم في بناء القدرات الدفاعية والهجومية في اليمن، وساهم في صناعة معادلة توازن ردع غير مسبوقة في مواجهة تحالف دولي واسع. الغماري كان يؤمن أن الصراع في اليمن لا ينفصل عن المشروع الصهيوني في فلسطين.
استشهاد القائدين، رغم بعد المسافة الجغرافية، يجسّد وحدة فكرية واستراتيجية حول مركزية القضية الفلسطينية في مشروع التحرر العربي والإسلامي. لقد تقاطعت مسارات السنوار والغماري في قناعة راسخة بأن الطريق إلى الكرامة لا يُعبّد إلا بالتضحيات، وأن مشروع المقاومة لا يمكن أن يتجزأ، مهما تنوعت الجبهات وتباينت الأدوات.
رحيل مثل هذه القيادات لا يُعد نهاية لدورها فقط، بل بداية لمرحلة جديدة تُبنى على تضحياتها. فالمقاومة كما أثبتت التجربة، لا تتوقف باستشهاد قائد، بل تزداد صلابة وعمقًا. وقد رأينا ذلك بعد اغتيال قادة كبار في غزة واليمن ولبنان وإيران، حيث كانت الشهادة دائمًا بداية لمسار تصعيدي يربك حسابات العدو.
إن ما يجمع بين السنوار والغماري ليس شخصيهما فقط، بل ما مثّله كلٌّ منهما من نموذج متقدم في القيادة، والثبات، والوعي بالمعركة الكبرى التي تخوضها شعوب الأمة. كلاهما كان يرى أن النصر لا يأتي عبر التسويات الهشة، بل عبر بناء القوة والإرادة وتجذير المقاومة في وعي الأجيال.
من غزة إلى صنعاء، يتكرس اليوم محور مقاومة يتجاوز الجغرافيا نحو مشروع استراتيجي واضح، عنوانه: تحرير القدس وإسقاط الهيمنة. وفي هذا السياق، فإن استشهاد السنوار والغماري – لن يكون نهاية مشوار، بل تأكيدًا على أن القدس هي وجهة الأحرار، والشهادة على دربها شرف لا يموت.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حماس تصدر بياناً في الذكرى السنوية الأولى استشهاد يحيى السنوار
أصدرت حركة حماس ، اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025، بياناً صحفياً في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس مكتبها السياسي السابق يحيى السنوار.
وفيما يلي نص البيان كما وصل "سوا":
بيانٌ صادر عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد المجاهد الشهيد البطل يحيى السنوار (أبو إبراهيم):
- جذوة الطوفان لن تخبو، ودماء القادة الشُّهداء تعزّز طريق المقاومة للأجيال، وعهد الثبات على نهجهم والوفاء لتضحياتهم ومسيرتهم حتى تحرير الأرض والمقدسات
- يمرُّ عامٌ كاملٌ على تلك الملحمة البطولية التي شاهدها العالم، كان بطلها قائد معركة طوفان الأقصى،
القائد الشهيد يحيى السنوار
- حين ختم حياته ومسيرته النضالية الحافلة بالجهاد والتضحيات، مقبلاً غير مُدبر، صامداً واقفاً في قلب المعركة، ملوِّحاً بعصاه، متحدّياً بطش الاحتلال وإجرامه.
- مضى عامٌ على استشهاد القائد الوطني الكبير، وقد أنجز شعبنا بصبره وصموده ورباطه، ومقاومتنا بقوَّتها وبسالتها، إنجازاً وطنياً واتفاقاً أفشل كل مخططات الاحتلال في عدوانه ضدّ أرضنا وشعبنا؛ يقضي بوقف العدوان وحرب الإبادة والتجويع والتهجير والتطهير العرقي، ويحقّق صفقة تبادل للأسرى عنوانها طوفان الأحرار، يتنسّم خلالها 1968 أسيراً فلسطينياً الحريَّة وتُكسر فيها غطرسة السجّان الصهيوني.
- في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد المجاهد البطل يحيى السنوار، نستذكر بكل فخر واعتزاز سيرته العطرة ومسيرته المباركة، حيث عاش حياته مجاهداً منذ شبابه، وصامداً ثابتاً قاهراً لسجّانيه خلال سنوات الأسر الـ 23، ومواصلاً مسيرة الإعداد والبناء والتخطيط بعد التحرّر من السجن، حتى ميلاد فجر السابع من أكتوبر عام 2023م؛ الذي قهر الاحتلال، وزلزل كيانه الراهن، وحطّم أسطورة جيشه، وصولاً إلى ارتقائه شهيداً على أرض المعركة مُلتحماً ومُشتبكاً.
- ونؤكّد أنَّ استشهاد الأخ القائد يحيى السنوار، ومن قبله كلّ قادة ورموز الحركة الذين سبقوه على درب ذات الشوكة ومسيرة النضال من أجل التحرير والعودة، لن يزيد الحركة وشعبنا ومقاومتنا إلاّ قوَّة وصلابة وإصراراً على التمسّك بمنهجهم، والمُضيّ على دربهم، والوفاء لدمائهم وتضحياتهم.
- إنَّ جذوةَ طوفانِ الأقصى ستبقى متَّقدةً تنبضُ بروح التمسّك بالحقوق والثوابت والوحدة الوطنية، ولن يخبو لهيبُها في نفوسِ أبناء شعبنا العظيم مهما بلغت التَّضحيات، ومهما علت قوَّة الاحتلال وإجرامه. وإنَّنا على عهد القادة الشهداء، فلن تسقط الرَّاية، وستبقى خفَّاقة عالية، يتوارث حملها والدفاع عنها كلّ أبناء شعبنا، حتى التحرير الشامل وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
- في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادك يا أبا إبراهيم، نَمْ قرير العين، فقد أدَّيت الأمانة، وجاهدت حقًّا في سبيل تنكيس راية العدو، وتكسير شوكته، وإذلال قادته، وزلزلة أركان كيانه المزعوم. وإنْ غاب جثمانك الطاهر عن أرض غزَّة، فإنَّ روحك التي تحلّق في السماء تملأ أرجاء الكون بأنَّ دماء الشهداء تكتب مجداً تليداً لفلسطين والأمَّة، وقد فشل العدو في تحقيق أهدافه العدوانية على أرض غزَّة العزَّة، وأرغم صاغراً على وقف إطلاق النار، ولم يحصل على أسراه إلا وفق إرادة المقاومة وشروطها.
- الرَّحمة والمجد والخلود لروح القائد الشهيد البطل يحيى السنوار (أبو إبراهيم) وكلّ قوافل الشهداء من قادة وأبناء شعبنا وأمّتنا، ونسأل الله تعالى أن يسكنهم الفردوس الأعلى من الجنَّة مع النّبيين والصديقين والشهداء والصَّالحين وحسن أولئك رفيقاً.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال ينصب حاجزا عسكريا في سلوان الاحتلال يعتقل طفلا وشابا ويداهم منازل وينكل بالأهالي في الخليل الاحتلال يعتقل شقيقين من كفر قدوم ويغلق مداخلها الأكثر قراءة قناة تكشف آخر مستجدات التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الجيش الإسرائيلي يستعد للانسحاب من قطاع غزة خلال الأيام المقبلة الشيخ يرحب بإعلان الرئيس ترامب بوقف الحرب على غزة خلال أقل من 5 ساعات: كشف ملابسات جريمة قتل في شقبا عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025