بعد عشر سنوات من الاحتلال السعودي الاماراتي أو ما أطلق عليه مرتزقة الاحتلال آنذاك بـ”التحرير”، تقف اليوم مدينة عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة على حافة انفجار شعبي غير مسبوق، حيث يغلي الشارع الجنوبي بـ”بركان الغضب العارم” ضد قوى النهب المحلية المرتبطة بالاحتلال .. ويؤكد مراقبون أن عقدًا كاملاً من الخداع والوعود الوهمية قد كشف الوجه الحقيقي للاحتلال الجديد، محولاً الجنوب اليمني إلى كارثة إنسانية وإدارية بامتياز.

الثورة/ مصطفى المنتصر

وبعد مضي قرابة عشرة أعوام على الاحتلال الأجنبي للمحافظات المحتلة، بات الانهيار الكارثي للخدمات، وخاصة الكهرباء والمياه وصرف المرتبات، دليلاً قاطعاً على فشل الأدوات المحلية الموالية للاحتلال والوصاية الخارجية حيث أصبح لا ينظر إلى هذا الواقع كإرث حرب” عابر، بل كسياسة ممنهجة” تهدف إلى إضعاف الشعب وإبقائه تحت ضغط الحاجة، وهو ما تسبب بكارثة معيشية، في الوقت الذي تحولت فيه عدن إلى مدينة غارقة في المستنقعات ومتردية الخدمات، في تناقض صارخ مع الوعود البراقة التي أُطلقت بتحويلها إلى “دبي جديدة”، بالإضافة إلى استمرار مسلسل نهب الثروات وتقاسم الإيرادات والثروات النفطية والغازية بين أطراف الوصاية وأدواتها، بينما يحرم المواطن من أبسط حقوقه الاقتصادية.

أرخبيل سقطرى احتلال جديد تحت غطاء الشراكة

تُشكل الأهمية الاستراتيجية للجنوب غاية الأطماع الخارجية، حيث يتم استغلال الموانئ والجزر، مثل أرخبيل سقطرى وجزيرة ميون ومنشأة بلحاف الغازية، وتحويلها إلى قواعد ونقاط نفوذ عسكرية أجنبية تحت غطاء “الشراكة والدعم”. هذا التغلغل، يعكس واقع “الاحتلال الجديد” الذي يتجاوز كل أشكال السيادة الوطنية، ويؤكد أن القرار في المحافظات المحتلة بات مصادراً ويدار من الخارج لتنفيذ أجندات لا تخدم المصالح اليمنية.

وفي ظل صراع الأدوات المحلية على “فتات موائد الكفيل”، تتصاعد دلائل تشير إلى استعدادات بعض أدوات الاحتلال إن لم تكن جميعها لـ”التطبيع مع الكيان الصهيوني”، تماشياً مع التوجه الإماراتي والسعودي، كما يستخدم تنظيم القاعدة وداعش كأدوات لزرع الفوضى والنفوذ في أبين وشبوة وحضرموت، ضمن مشهد معقد ومفخخ تدار خيوطه من غرف عمليات خارجية لضمان بقاء الجنوب ساحة مفتوحة للمشاريع الدولية المتصارعة.

كما حذر مراقبون من مخطط التحالف الرامي إلى تفتيت المناطق الجنوبية والشرقية، محولاً إياها إلى “كانتونات صغيرة متناحرة” أشبه بالسلطنات التي كانت قائمة قبل ثورة أكتوبر المجيدة هذه المؤامرة الواضحة للاحتلال الجديد تهدف إلى إضعاف اليمن ككل وإعادة المحافظات الجنوبية المحتلة إلى عهد التشرذم والصراعات المناطقية التي عادت بقوة خلال السنوات الماضية.

الجنوب بين احتلالين والوعد المؤجل بـ”أكتوبر الجديد”

بالمقابل يرى مراقبون أن الذكرى الـ 62 لثورة 14 أكتوبر مثلت “جرس إنذار مرعباً” لقوى الاحتلال وأدواته، مؤكدين أن أبناء وأحفاد الثوار الذين أطاحوا بالإمبراطورية البريطانية، لديهم القدرة الكاملة اليوم على “كسر القيود الإقليمية والدولية” وتحرير أنفسهم من هذا الاحتلال الجديد والمتعدد الأشكال، وأكدوا على ضرورة استعادة الوعي الشعبي والتحرك لـ”تصحيح المسار” والتخلص من الأدوات التي ارتهنت للخارج، وأن “بركان الأحرار في عدن يغلي ولكنه لن يظل خامدا إلى الأبد.”

ويؤكد هذا الحراك المتصاعد أن الصوت الشعبي بات أقوى من القمع أو الإغراءات، وأن زمن الخنوع قد ولى، الجنوب المحتل اليوم ينادي بـالسيادة الكاملة واستعادة القرار الوطني، في تأكيد واضح على أن الأرض والقرار يخصان الشعب وحده وأن على المحتل أن يعي حقيقة أن اليمن اليوم لم يعد يمن الأمس وأن الشعوب الحرة وإن تغاضت بعض الوقت، إلا أنها لن تنسى أو تسامح من كان سببا في ضياعها وتدمير أوطانها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أمين البحوث الإسلاميةَّ يشارك في ندوة الدفاع الشعبي بمناسبة الذكرى الـ 52 لانتصارات أكتوبر

شارك الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لـ مجمع البحوث الإسلامية، صباح اليوم، في فعاليَّات الندوة التثقيفيَّة التاسعة والثمانين التي نظَّمتها قوات الدِّفاع الشعبي والعسكري بالتعاون مع الأزهر الشريف، في مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، تحت عنوان: (ويثبِّت أقدامكم)؛ بمناسبة الاحتفال بالذِّكرى الثانية والخمسين لانتصار حرب أكتوبر المجيد، وذلك بحضور فضيلةِ أ.د. محمد الضويني، وكيلِ الأزهرِ الشريف، واللواء أركان حرب هشام حسني حسن، قائد قوات الدِّفاع الشعبي والعسكري، وفضيلة أ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهريَّة، والدكتور محمود الهوَّاري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الدِّيني بالمجمع.

كيف تبدأ الدعاء؟.. كلمات لا تفوّتها من أهم أسباب الاستجابةدعاء الرزق في جوف الليل.. لا تفوت وقت الإجابة من الثلث الأخير

وفي تصريحٍ له على هامش النَّدوة، أكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ احتفالات أكتوبر تجديدٌ للعهد على مواصلة البناء وحماية الوطن، مشيرًا إلى أنَّ التعاون بين الأزهر الشريف ومؤسَّسات الدولة الوطنيَّة، وفي مقدِّمتها القوات المسلَّحة، يُجسِّد وَحدة الهدف في بناء الإنسان المصري الواعي بأمور دِينه وقضايا وطنه، وترسيخ قِيَم التضحية والانتماء التي خاض بها أبطالُ الجيش معاركَ النَّصرِ والكرامة.

طباعة شارك الدكتور محمد الجندي الأمين العام لـ مجمع البحوث الإسلامية ندوة الدفاع الشعبي بمناسبة الذكرى 52 لاتتصار اكتوبر

مقالات مشابهة

  • المنتخب الوطني الأول لكرة القدم يتقدّم مركزين في تصنيف “فيفا” لشهر أكتوبر 2025
  • إصابة مواطن برصاص الاحتلال في بلدة الرام شمال القدس المحتلة
  • محمد صلاح في خطر بسبب قرار الدوري الإنجليزي الجديد.. ماذا حدث؟
  • عون: إسرائيل تريد استهداف الاستقرار الوطني
  • أمين البحوث الإسلاميةَّ يشارك في ندوة (الدِّفاع الشعبي) بمناسبة الذِّكرى الـ52 لانتصار أكتوبر
  • أمين البحوث الإسلاميةَّ يشارك في ندوة الدفاع الشعبي بمناسبة الذكرى الـ 52 لانتصارات أكتوبر
  • “السنوسي إسماعيل” يؤكد أن البعثة الأممية تربط توحيد الحكومة بتجنّب الانهيار المالي واستعادة الثقة الدولية
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • إنذار كاذب يتسبب في دوي صافرات التحذير في إيلات