احتفظت بلقب أغنى امرأة في العالم لسنوات عديدة، امتلكت شركة لوريال لمستحضرات التجميل، ولدت عام 1922 في العاصمة الفرنسية باريس. اشتهرت بعد فضيحة التسجيلات التي كشفت علاقتها بسياسيين في فرنسا، ومحاولة مستشارها المالي حثها على التهرب الضريبي. توفيت عام 2017.

المولد والنشأة

ولدت ليليان أوجين شولر يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول عام 1922 في بلدة فرانكونفيل قرب العاصمة الفرنسية باريس، وهي الابنة الوحيدة لأبيها مؤسس إمبراطورية لوريال لمستحضرات التجميل.

توفيت والدتها وهي في الخامسة من عمرها، وانفرد والدها بتربيتها، وكان يوقظها فجرا ليمشيا معا ساعة كل يوم. وبعد 10 سنوات من وفاة والدتها تزوج والدها من مربيتها الإنجليزية التي أحسنت معاملتها.

التجربة المهنية

لم تكمل بيتنكور دراستها الثانوية، ولم تحصل على شهادة أكاديمية، وبدأت مسارها المهني حين انضمت لما بلغت سن الـ15 إلى شركة والدها لوريال متدربة، وأضافت الملصقات التعريفية على زجاجات الشامبو.

عام 1950 تزوجت من السياسي الفرنسي أندريه بيتنكور وحملت اسمه، وقد شغل زوجها عدة مناصب وزارية في الحكومة الفرنسية، وكاد الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران يعينه رئيسا للوزراء في عهده، إلا أنه عدل عن ذلك خوفا من تأثير انتساب بيتنكور ووالد زوجته شولر لحركة لاكجوال الداعمة للنازية الألمانية.

ليليان بيتنكور وابنتها فرانسواز بيتنكور مايرز خلال أسبوع الموضة في باريس صيف 2012 (صور واير) التجربة العملية

بعد وفاة والدها تولت بيتنكور عام 1957 إدارة شركة لوريال، وعام 1963 طرحت الشركة للاكتتاب العام، ولكنها احتفظت بالنصيب الأكبر من رأس المال.

وفي العام 1974 -وفي إطار الحفاظ على الشركة من التأميم بعد الانتخابات الفرنسية- قايضت بيتنكور نصف حصتها في شركة لوريال مقابل 3% من أسهم شركة نستله.

وفي عام 1987 ساهمت بيتنكور مع زوجها وابنتها الوحيدة فرانسواز بتأسيس مجموعة بيتنكور شولر لدعم المشاريع الثقافية والإنسانية بميزانية تبلغ 15 مليون يورو، وخصصت نسبة 55% من ميزانية المؤسسة لدعم التعليم والبحث العلمي و33% للمشاريع الإنسانية و12% للثقافة والفنون.

باتريس دي ميستر مدير الثروات السابق لليليان بيتنكور (رويترز) دعوى قضائية

يوم 19 ديسمبر/كانون الأول عام 2007 رفعت الابنة فرانسواز دعوى قضائية ضد المصور الفوتوغرافي فرانسوا ماري بانييه بتهمة استغلال صداقة والدتها والحصول على مبالغ مالية ضخمة تفوق مليار يورو.

وقد كشفت القضية عن إمضاء ليليان بيتنكور عدة عقود للتأمين على الحياة من بينها بوليصة تأمين على الحياة عام 2003 بقيمة 253 مليون دولار، وأخرى عام 2006 بقيمة 262 مليون دولار، أما الهدايا فضمت جزيرة في سيشيل وعددا من التحف واللوحات الفنية لمونيه وبيكاسو، واتهم بانييه بالتخطيط لإقناع السيدة بيتنكور بتبنيه.

وحين أحسّت السيدة بيتنكور بالخطر، قررت التخلي عن عدد من معاونيها ممن بدأت تتوجس أنهم قد يعاونون ابنتها عليها أو يتجسسون لصالحها.

جائزة ليليان بيتنكور

كانت مؤسسة بيتنكورشولر من أبرز المؤسسات الداعمة للأبحاث والمشاريع الطبية وتطوير المجالات الثقافية.

وللتعبير عن التزامها تجاه المجتمع، قررت المؤسسة منح جوائز للمبدعين في كل المجالات، وصدرت عنها جائزة سنوية باسم "جائزة ليليان بيتنكور لعلوم الأحياء".

ومنحت هذه الجائزة لأفضل باحث في العلوم الطبية والحيوية في أوروبا تحت سن 45 عاما، وبلغت قيمتها 250 ألف يورو.

فرانسواز بيتنكور مايرز مع أبيها (وسط) والممثل المصري عمر الشريف (غيتي) فضيحة التسجيلات

أثناء القضية قدّم مدبر المنزل "باسكال بي" أشرطة تسجيلات لمحادثات ليليان بيتنكور مع ابنتها فرانسواز، وذلك في سبيل مساعدتها في قضيتها، وانتقاما مما لحق بزملائه الذين استغنت عنهم بيتنكور.

وقررت الابنة فرانسواز بدورها تسليم ما يقدر بـ20 ساعة من التسجيلات للسلطات، وفي هذه الأثناء نشر موقع ميديا بارت االفرنسي التسجيلات، وبدأ تحليل محتواها والتعليق عليها.

وأظهرت التسجيلات أن باتريس دي ميستر، وهو مدير شركة "كليمن"، التي تدير ثروة بيتنكور، قد خطط للتهرب الضريبي، وعرض عليها خطة لنقل حساباتها من سويسرا إلى سنغافورة.

كما اتهم وزير المالية إيريك فورت بغض الطرف عن معاملات بيتنكور المالية، إضافة لعمل زوجته "فلورنس فورت" لصالح بيتنكور.

وبعد نشر التسجيلات وتداولها بين العامة قررت المحاسبة السابقة لبيتنكور "كلير تيبو" التحدث للصحافة لتؤكد بعض ما جاء في التسجيلات، وتعلن عن بعض الحقائق أثناء عملها بين عامي 1996 و2008.

قايضت بيتنكور نصف حصتها بلوريال مقابل 3% من أسهم نستله للحفاظ على شركتها من التأميم (الجزيرة)

فأعلنت المحاسبة أن وزير العمل فورت قد تلقى في العام 2007 مبلغ 150 ألف يورو لدعم الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وأن ساركوزي نفسه اعتاد على تلقي أموال من بيتنكور عندما كان عمدة لضاحية نويي سيرسين، وأن هذه المنح المالية كانت توهب للكثير من السياسيين مثل "إدوارد بالادور" المرشح الرئاسي السابق عام 1995.

خضع ساركوزي لاستجواب وكان مهددا بالسجن، ووجّهت له تهمة استغلال شخص ضعيف، إلا أنه بُرّئ منها لعدم كفاية الأدلة قبل أن يخسر الانتخابات أمام منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند في مايو/أيار 2012.

وحكم على المصور بانييه ودي ميستر المدير المالي بالسجن ودفع غرامة كبيرة، لكنه استأنف القرار لاحقا وتم تخفيض محكوميته، ثم خرج من السجن وألغي مبلغ التعويضات الذي كان يفترض أن يدفعه إلى ابنتها فرانسواز (158 مليون يورو)، واكتفى بدفع غرامة بقيمة 375 ألف يورو.

فرانسواز بيتنكور مايرز ووالدتها ليليان بيتنكور أعلنتا صلحهما عام 2010 (صور جي سي) المصالحة

عام 2010 تصالحت الأم مع ابنتها وأعلنتا أنهما تجاوزتا الخلاف بينهما، ثم أصدرت قاضية في محكمة "كوربوفوا"، شمال باريس، قرارا بوضع أغنى امرأة في فرنسا تحت وصاية حفيدها البكر جان فيكتور ميير، على أن توضع أموالها وعقاراتها تحت وصاية مشتركة من ابنتها الوحيدة فرانسواز وولديها جان فيكتور ونيكولا.

واستندت القاضية في حكمها إلى تقرير للجنة من الأطباء، يشير إلى أن بيتنكور تعاني خليطا من خرف ودرجة متوسطة من مرض ألزهايمر وتراجعا تدريجيا بطيئا في قدراتها العقلية.

الوفاة

يوم 21 من سبتمبر/أيلول عام 2017 أعلن عن وفاة ليليان بيتنكور في منزلها بباريس عن عمر ناهز 94 عاما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفرنسية تصف جرائم المستوطنين في الضفة بالأعمال الإرهابية

أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن أعمال العنف والجرائم التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة هي أعمال إرهابية، بعد عملية قتل ناشط مناهض للاحتلال نسبت إلى مستوطنين.

وقال ناطق باسم الوزارة "تشجب فرنسا جريمة القتل هذه بأشد العبارات فضلا عن كل أعمال العنف المتعمدة التي يرتكبها مستوطنون متطرفون بحق الفلسطينيين والتي تكثر في أرجاء الضفة الغربية".

وأضاف أضاف أن "أعمال العنف هذه هي أعمال إرهابية"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

والاثنين، أعلنت السلطة الفلسطينية استشهاد ناشط مناهض للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية برصاص مستوطنين، بينما أشارت شرطة الاحتلال من جهتها إلى تحقيق جارٍ، لكن من دون تأكيد وقوع "جريمة قتل".

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في منشور، إنّها "تنعى والأسرة التربوية الشهيد المربّي عودة محمد الهذالين، المعلّم في مدرسة الصرايعة الثانوية في تربية يطا". 


وأضافت أنّ المعلّم البالغ من العمر 31 عاماً ارتقى برصاص مستوطنين اليوم (الاثنين)، أثناء اعتدائهم على قرية أم الخير، قرب الخليل جنوب الضفة الغربية.

وكانت شرطة الاحتلال أعلنت في وقت سابق، أنها فتحت تحقيقاً في أعقاب "حادثة وقعت بالقرب من الكرمل"، المستوطنة المجاورة لقرية أم الخير.

وقالت الشرطة في بيانها: "أُلقي القبض على إسرائيلي في مكان الحادث، ثم احتجزته الشرطة لاستجوابه (...). وفي أعقاب الحادث، أُبلغ عن مقتل فلسطيني. ويجري حالياً التحقّق من مدى تورطّه (الموقوف الإسرائيلي) في الحادثة".

ويأتي القرار الفرنسي، بعدما أعلنت الحكومة الهولندية حظر دخول وزيري ما يعرف بـالأمن القومي" للاحتلال والمالية، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لتحريضهما على العنف والانتهاكات بحق الفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الهولندي، هانك فالدفامب، إن حكومته قررت اعتبار الوزيرين "شخصين غير مرغوب فيهما"، موضحا أنه تم تسجيل اسميهما في نظام منطقة شنغن كـ"أجانب غير مرحب بهم".


وأوضح أن القرار اتخذ بسبب "تحريضهما المتكرر على عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وتأييدهما المستمر لتوسيع المستوطنات غير القانونية، ودعوتهما لتطهير عرقي في قطاع غزة" في إطار حرب الإبادة على القطاع.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يستدعى السفير الإسرائيلي في لاهاي، مودي أفرايم، إلى جلسة توبيخ رسمية في وزارة الخارجية الهولندية، حيث سيتم، "مطالبة إسرائيل مجددا بتغيير اتجاه سياساتها"، مشيرا إلى أن "الوضع الحالي غير محتمل ولا يمكن الدفاع عنه، مع التأكيد على مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة".

وكان رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، صرح بأن بلاده ستدعم فكرة تعليق مشاركة الاحتلال في برنامج أبحاث "هورايزون" التابع للاتحاد الأوروبي إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي مثل هذا القرار.

ولفتت صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن الاتحاد الأوروبي سيناقش مقترحا لتعليق مشاركة الاحتلال في برنامج تمويل الأبحاث "هورايزون".

مقالات مشابهة

  • شهيرة دغاعا عن ابنتها رانيا محمود ياسين: «احنا ناس محترمة وشبعانة»
  • مدير الشؤون القانونية في الهيئة العامة للطيران المدني السوري هادي قسام لـ سانا: توقيع اتفاقية استثمار الإعلانات في مطار دمشق الدولي مع شركة “فليك” الإماراتية، جاء بعد فوزها في المزايدة التي أُجريت وفق الأصول واستيفائها لكامل الشروط الفنية والق
  • أرادت أن تكافئ ابنتها ولم تدري أنه شبحا سيعثوا بحياتها
  • الخارجية الفرنسية تصف جرائم المستوطنين في الضفة بالأعمال الإرهابية
  • النيابة العامة الفرنسية تطلب إصدار مذكرة توقيف جديدة بحق بشار الأسد
  • إفتتاح التسجيلات الأولية للالتحاق بصفوف الجيش الوطني
  • إفتتاح التسجيلات الأولية للإلتحاق بصفوف الجيش الوطني
  • تدخل رئاسي لإنتشال شركة الخطوط الجوية اليمنية يفضي للكشف عن الجهة التي تسببت في تدهورها الكبير
  • بالصور.. أسرة آل جابر تعفو عن دم ابنتها وتعتق رقبة الجاني لوجه الله
  • الرئاسي يبحث التحديات التي تواجه شركة الخطوط الجوية اليمنية