موقع النيلين:
2025-12-10@20:09:05 GMT

لا للحرب في السودان من ناحية شرعية

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT


_ الصلح خير و لا شك،وحقن الدماء و وجود الأمن و توفير سبل الحياة وجمع الكلمة،كل ذلك من المقاصد الشرعية المطلوبة و المرغب فيها.

_ لا أحد يحب الحرب و لا أحد يحب القتال ،وذلك أمر أقره الله عزوجل في القرآن(كتب عليكم القتال وهو كره لكم…).

_و القرآن حث على السلم و الصلح و المسالمة إن كانت المصلحة تستوجب ذلك قال تعالى : (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم).

_ هذه المقدمات كلها،نحن نراعيها ونقررها،لكن هل ينفع ذلك مع الجنجويد؟

و بتأمل بسيط في الواقع و المجريات يجد أن ذلك لا ينفع مع القوم و ذلك لعدة أسباب :
أولا : الجنجويد معتدون صائلون محاربون لا يرغبون في أحد إلا ولا ذمة.

ثانيا: حدث و أن وفدا من الجيش و فدا من الجنجويد اتفقا في جدة في شهر مايو من ٢٠٢٣م،واتفقوا على إيقاف الحرب بإيقاف إطلاق النار،وخروج الجنجويد من البيوت و المرافق العامة و المنشئات،واستبشر الناس بذلك خيرا،لكن ماذا حدث؟ استمر الجنجويد في نهبهم ومهاجمتهم للمواطنين و المقار العسكرية و دخلوا الجزيرة واقتحموها و نهبوها.
ثالثا : إلى لحظة كتابة هذا المنشور الجنجويد مستمرون في جرائمهم و فسادهم،بل يتوعدون الآمنين المطمئنين في الولايات الآمنة.

رابعا : من يقولون لا للحرب إن سألتهم ما هي رؤيتهم لإيقاف الحرب،لقدموا لك حلولا واهية و شعارات منمقة عامة،كحوار يسع الكل و جيش وطني واحد،وكلام لا يعدو أن يكون كسبا سياسيا لا أكثر.

خامسا: الذي يتأمل في حال أغلب القائلين لعبارة لا للحرب تجدهم يوجهونها للجيش و مناصريه من عامة الشعب،و لا يوجهونها للجنجويد، و لا لمناصري الجنجويد،بل حتى بعض الجنجويد يقولون لا للحرب و هم ينتهكون و يغتصبون و يقتلون.

هذه الأسباب وغيرها تبين لك أن عبارة لا للحرب ما هي إلا للكسب السياسي.
و النظرة الشرعية للواقع،أن الجنجويد يقاتلون حتى يرتدعوا و يخضعوا و يستسلمون و ذلك للآتي :
أولا : قال الله عزوجل ﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ ﴾ [الحجرات – ۹] ، ذكر الله عزوجل أن لو طائفة بغت أي ظلمت واعتدت على طائفة فأصلحوا بينهما فإن استمرت في ظلمها و بغيها فقاتلوها حتى تفيء إلى الله أمر الله، و اعتداء الدعم السريع ظاهر واضح و بين لا يحتاج لكثير كلام؛و هذه الآية أثبت الله فيها أن المؤمن إذا بغى و ظلم وقاتل يقاتل.

ثانيا : قال الله عزوجل موضحا أسباب الجهاد و تشريعه ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (٧٥)﴾ سورة النساء
المتأمل لهذه الأسباب يجدها كلها متوافرة في وضعنا الراهن ،فقد استضعف الرجال و النساء و الولدان و أخرجوا من ديارهم بغير حق ووقع عليهم ظلم عظيم.

ثالثا: مما يجعل قتال هؤلاء مشروعا ما جاء في الحديث عند مسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أخْذَ مالِي؟ قالَ: فلا تُعْطِهِ مالَكَ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قاتَلَنِي؟ قالَ: قاتِلْهُ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلَنِي؟ قالَ: فأنْتَ شَهِيدٌ، قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قالَ: هو في النَّارِ.

رابعا : أن هؤلاء المتمردين يدخلون دخولا أوليا في آية الحرابة في سورة المائدة
﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٣٣)﴾

خامسا : أن بعض هؤلاء المتمردين يستحلون ما حرم الله تعالى بمعنى أنهم يبيحون لأنفسهم ما ما حرمه الله تعالى،و لا شك أن هذا كفر بالله عزوجل،فمنهم من يرى قتل الناس حلالا و نهب مال الناس حلالا ومنهم من يرى الاغتصاب حلالا بل هو حق لهم و لا حول و لا قوة إلا بالله.

سادسا : في آية المسالمة و المهادنة في سورة الأنفال والتي يستدل بها بعضهم (و إن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم )،هذه الآية لو تأمل المستدل بها في واقع اليوم لكانت عليه لا له،و ذلك أن الله اشترط شرطا و هو ( و إن جنحوا ) بمعنى تركوا القتال و مالوا للسلم و الآن الجنجويد لم يتركوا القتال و لم يميلوا للسلم،بل هم على جرائمهم مواظبون دائمون.

بهذه الأوجه و غيرها يتبين لنا أن قتال هؤلاء أمر مشروع مرغب فيه،و أن من يقتل من قواتنا المسلحة فهو شهيد نحسبه والله حسيبه.

و في خلاصة هذا المقال يتبين لنا أن لا للحرب شعار إما أن قائله لا يدري ماهيته و يقوله عاطفةً أو أن قائله يقوله للكسب السياسي و اللعب على حقوق الناس …

مصطفى ميرغني

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الله عزوجل لا للحرب أر أ ی ت

إقرأ أيضاً:

دبلوماسي روسي: أوروبا غير جاهزة للتسوية الدائمة للحرب الأوكرانية

أكد ألكسندر زاسبكين، الدبلوماسي الروسي السابق، أنّ الربط بين النزاع الحالي والمعادن النادرة لا يعكس حقيقة الموقف الروسي، موضحاً أن موسكو ترى أن هناك انطباعاً قديماً مفاده أن المعسكر الغربي يسعى إلى تفكيك روسيا ونهب مواردها، وهو ما يُعد أحد عناصر التوتر المتراكم بين الجانبين.

وأضاف في تصريحات مع الإعلامية مارينا المصري، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الحديث عن المعادن ليس مطروحاً في السياق الروسي عند تناول جذور الأزمة.

وأوضح زاسبكين أن السبب الجذري للتصعيد على الساحة الدولية يعود إلى توسع حلف الناتو والتوجهات العدوانية الغربية، واصفاً الدور الأوروبي في هذا السياق بأنه الأكثر حدّة.

وذكر، أن مشروع أوكرانيا خلال العقود الثلاثة الماضية بُني على عداء متواصل تجاه روسيا، مع تصوير أوكرانيا وكأنها عدو تاريخي دائم لبلاده، وهو ما اعتبره وضعاً غير طبيعي يستوجب تصحيحه.

وأشار الدبلوماسي الروسي السابق إلى أن روسيا تعتبر أن إنهاء هذه الحالة الشاذة في العلاقات مع أوكرانيا ضرورة، وأن ذلك يفرض معالجة جذرية تعيد العلاقات إلى وضع طبيعي، بعيداً عن التصعيد الذي غذّته السياسات الغربية المستمرة منذ سنوات طويلة.

وبشأن آفاق الحل، قال زاسبكين إن الأسلوب الأساسي المعمول به حالياً هو الحسم العسكري، لافتاً إلى أنه في حال توافر إمكانية للتوصل إلى تسوية من خلال مفاوضات دبلوماسية فسيكون ذلك أفضل بكثير.

وشدد في الوقت نفسه على أن نظام كييف والدول الأوروبية غير جاهزين حتى الآن للانخراط في حوار جدي يفضي إلى تسوية دائمة للنزاع القائم.

اقرأ أيضاًالكرملين: إذا رفضت أوروبا الغاز الروسى فإنها ستضطر لشراء غاز أغلى بكثير

مصر وتركيا توقعان على وثيقة لتسهيل حركة التجارة والاستثمار

أحمد موسى يعانق أحمد عبد القادر ميدو على الهواء: حمد الله على السلامة.. لا يمكن بلدنا تسيب ولادها أبدًا في الخارج

مقالات مشابهة

  • المحكمة الجنائية الدولية تصدر حكمًا مخففًا على “علي كوشيب” قائد الجنجويد في السودان بإرتكاب جرائم في دارفور
  • ناحية عراقية تشهد أعلى كمية أمطار وسط حالة استنفار
  • محامٍ لدى "الجنائية الدولية": قائد الجنجويد الأسبق علي كوشيب ارتكب جرائم وفظائع في السودان
  • محامٍ لدى «الجنائية الدولية»: قائد الجنجويد الأسبق علي كوشيب ارتكب جرائم وفظائع في السودان
  • كركوك.. إنقاذ 7 عائلات حاصرتها السيول في ناحية ليلان
  • الجنائية الدولية تحكم بالسجن 20 عاما على قائد الجنجويد"علي  كوشيب"
  • الجنائية الدولية تطالب بسجن قائد الجنجويد "علي كوشيب" مدى الحياة
  • مفوضية حقوق الإنسان لـ«الاتحاد»: تداعيات كارثية جراء استمرار الحرب في السودان
  • دبلوماسي روسي: أوروبا غير جاهزة للتسوية الدائمة للحرب الأوكرانية
  • رأي.. حبيب الملا يكتب: هل حكومة عبدالفتاح البرهان في السودان شرعية فى نظر القانون الدولي؟