موقع النيلين:
2024-06-11@21:57:47 GMT

لا للحرب في السودان من ناحية شرعية

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT


_ الصلح خير و لا شك،وحقن الدماء و وجود الأمن و توفير سبل الحياة وجمع الكلمة،كل ذلك من المقاصد الشرعية المطلوبة و المرغب فيها.

_ لا أحد يحب الحرب و لا أحد يحب القتال ،وذلك أمر أقره الله عزوجل في القرآن(كتب عليكم القتال وهو كره لكم…).

_و القرآن حث على السلم و الصلح و المسالمة إن كانت المصلحة تستوجب ذلك قال تعالى : (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم).

_ هذه المقدمات كلها،نحن نراعيها ونقررها،لكن هل ينفع ذلك مع الجنجويد؟

و بتأمل بسيط في الواقع و المجريات يجد أن ذلك لا ينفع مع القوم و ذلك لعدة أسباب :
أولا : الجنجويد معتدون صائلون محاربون لا يرغبون في أحد إلا ولا ذمة.

ثانيا: حدث و أن وفدا من الجيش و فدا من الجنجويد اتفقا في جدة في شهر مايو من ٢٠٢٣م،واتفقوا على إيقاف الحرب بإيقاف إطلاق النار،وخروج الجنجويد من البيوت و المرافق العامة و المنشئات،واستبشر الناس بذلك خيرا،لكن ماذا حدث؟ استمر الجنجويد في نهبهم ومهاجمتهم للمواطنين و المقار العسكرية و دخلوا الجزيرة واقتحموها و نهبوها.
ثالثا : إلى لحظة كتابة هذا المنشور الجنجويد مستمرون في جرائمهم و فسادهم،بل يتوعدون الآمنين المطمئنين في الولايات الآمنة.

رابعا : من يقولون لا للحرب إن سألتهم ما هي رؤيتهم لإيقاف الحرب،لقدموا لك حلولا واهية و شعارات منمقة عامة،كحوار يسع الكل و جيش وطني واحد،وكلام لا يعدو أن يكون كسبا سياسيا لا أكثر.

خامسا: الذي يتأمل في حال أغلب القائلين لعبارة لا للحرب تجدهم يوجهونها للجيش و مناصريه من عامة الشعب،و لا يوجهونها للجنجويد، و لا لمناصري الجنجويد،بل حتى بعض الجنجويد يقولون لا للحرب و هم ينتهكون و يغتصبون و يقتلون.

هذه الأسباب وغيرها تبين لك أن عبارة لا للحرب ما هي إلا للكسب السياسي.
و النظرة الشرعية للواقع،أن الجنجويد يقاتلون حتى يرتدعوا و يخضعوا و يستسلمون و ذلك للآتي :
أولا : قال الله عزوجل ﴿ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ ﴾ [الحجرات – ۹] ، ذكر الله عزوجل أن لو طائفة بغت أي ظلمت واعتدت على طائفة فأصلحوا بينهما فإن استمرت في ظلمها و بغيها فقاتلوها حتى تفيء إلى الله أمر الله، و اعتداء الدعم السريع ظاهر واضح و بين لا يحتاج لكثير كلام؛و هذه الآية أثبت الله فيها أن المؤمن إذا بغى و ظلم وقاتل يقاتل.

ثانيا : قال الله عزوجل موضحا أسباب الجهاد و تشريعه ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (٧٥)﴾ سورة النساء
المتأمل لهذه الأسباب يجدها كلها متوافرة في وضعنا الراهن ،فقد استضعف الرجال و النساء و الولدان و أخرجوا من ديارهم بغير حق ووقع عليهم ظلم عظيم.

ثالثا: مما يجعل قتال هؤلاء مشروعا ما جاء في الحديث عند مسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أخْذَ مالِي؟ قالَ: فلا تُعْطِهِ مالَكَ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قاتَلَنِي؟ قالَ: قاتِلْهُ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلَنِي؟ قالَ: فأنْتَ شَهِيدٌ، قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قالَ: هو في النَّارِ.

رابعا : أن هؤلاء المتمردين يدخلون دخولا أوليا في آية الحرابة في سورة المائدة
﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٣٣)﴾

خامسا : أن بعض هؤلاء المتمردين يستحلون ما حرم الله تعالى بمعنى أنهم يبيحون لأنفسهم ما ما حرمه الله تعالى،و لا شك أن هذا كفر بالله عزوجل،فمنهم من يرى قتل الناس حلالا و نهب مال الناس حلالا ومنهم من يرى الاغتصاب حلالا بل هو حق لهم و لا حول و لا قوة إلا بالله.

سادسا : في آية المسالمة و المهادنة في سورة الأنفال والتي يستدل بها بعضهم (و إن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم )،هذه الآية لو تأمل المستدل بها في واقع اليوم لكانت عليه لا له،و ذلك أن الله اشترط شرطا و هو ( و إن جنحوا ) بمعنى تركوا القتال و مالوا للسلم و الآن الجنجويد لم يتركوا القتال و لم يميلوا للسلم،بل هم على جرائمهم مواظبون دائمون.

بهذه الأوجه و غيرها يتبين لنا أن قتال هؤلاء أمر مشروع مرغب فيه،و أن من يقتل من قواتنا المسلحة فهو شهيد نحسبه والله حسيبه.

و في خلاصة هذا المقال يتبين لنا أن لا للحرب شعار إما أن قائله لا يدري ماهيته و يقوله عاطفةً أو أن قائله يقوله للكسب السياسي و اللعب على حقوق الناس …

مصطفى ميرغني

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الله عزوجل لا للحرب أر أ ی ت

إقرأ أيضاً:

مسؤول كبير في “الموساد” سابقاً: لدى حزب الله استخبارات تكتيكية أفضل بكثير من “إسرائيل”

الجديد برس:

قال رئيس شعبة الاستخبارات في “الموساد” سابقاً، حاييم تومر، إن “على الجمهور أن يفهم أن الحرب الشاملة مع لبنان تمثل تهديداً للرؤية الصهيونية لإسرائيل”.

وأشار تومر إلى أن “حزب الله يمثّل تهديداً لم نتخيله، ولا يملك الجيش الإسرائيلي أي رد عليه”، متابعاً أنهم “يمتلكون صواريخ دقيقة يمكنها تفجير حقول الغاز الإسرائيلية في ثوانٍ”.

وكشف تومر أن “سلاح الجو الإسرائيلي لم يعد حراً في العمل فوق لبنان، بسبب نظام الكشف الذي يمتلكه حزب الله”.

وأضاف أنه “لا سبب للاستخفاف بالقدرات التكتيكية والعسكرية لحزب الله، وليس من المؤكد أن المنظومات الإسرائيلية التي تم تطويرها ستعرف كيفية تقديم الرد”.

ولفت إلى أن “لدى حزب الله استخبارات تكتيكية أفضل بكثير من إسرائيل أو على الأقل ليس أقل شأناً من إسرائيل”، متابعاً أن “حزب الله يمكنه إطلاق 1500 صاروخ يومياً في الأيام الأولى من القتال”.

وأكد تومر أن محاربة حزب الله تعني إطلاق آلاف الصواريخ على وسط “إسرائيل” مما سيشلها بالكامل،  كما سيُشلّ ميناء حيفا والمطارات العسكرية في الشمال أيضاً.

وتابع أن مصير “كريات شمونة” والجليل سيكون مصير مدن عكا وطبريا وربما حيفا أيضاً وربما أبعد من ذلك “تل أبيب” أيضاً؟

وتحدث أن “المشكلة هي القدرة على المناورة الملائمة في الميدان، فحزب الله قوي من حيث قدرته على الصد، وعلى مستوى جنوده ومستوى نوعية المعلومات الاستخباراتية التي لديه، وقد أثبت في الأسابيع الأخيرة أنه لديه قدرة استخباراتية دقيقة وعلى مستوى عالٍ”.

“إسرائيل” أمام خيارين!

وتابع تومر أن “إسرائيل تتخبط بين خيارين مهمين، كل خيار له معنى مصيري بالنسبة لها، ونحن على مفترق طرق تاريخي مصيري”.

والخيار الأول، وفق تومر، هو أن تقبل “إسرائيل” بمخطط بايدن الذي يتحدث عن تجميد القتال في غزة، على أمل أن يؤدي ذلك أيضاً إلى تجميد القتال على الجبهة الشمالية، وبذلك ستنخفض حدة القتال على الجبهتين بشكل كبير، وربما يتم إطلاق سراح بعض الأسرى وكسب الوقت.

والخيار الآخر هو الدخول في حرب واسعة النطاق، لافتاً إلى أنه “في هذه الحالة الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى وقت لتنظيم نفسه، وبعد ثمانية أشهر من القتال، أصبح الجيش الإسرائيلي مرهقاً”.

وفي الجانب السياسي، قال تومر إنه “يُنظر إلى إسرائيل اليوم على أنها ضعيفة في نظر خصومها في المنطقة وضعيفة في حد ذاتها، حيث لم تنجح في الـ7 من أكتوبر، ولن تنجح اليوم أيضاً”.

ولطالما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الأضرار الكبيرة التي تكبدها الاحتلال من جراء العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله، مشيرةً إلى التعتيم الذي تمارسه حكومة الاحتلال على المستوطنين بشأنها.

وشدّد الإعلام الإسرائيلي على أن “إسرائيل تعيش حالياً في العصر الحجري، لأن حزب الله يدمر بنيتها التحتية، بينما تدوي صفارات الإنذار كل يوم”، منذ اندلاع المواجهات عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية.

وأكد إعلام الاحتلال أن حزب الله يمتلك معلومات استخبارية دقيقة، ولا يحتاج إلى عملاء أجانب من أجل جمعها، كما دمر قبباً حديدية إسرائيلية، مؤكداً تدمير 4 منها على الأقل، وإصابة اثنتين أخريين على الأقل بأضرار.

مقالات مشابهة

  • معارك ضارية بين الجيش السودانى والدعم السريع في«الفاشر»
  • السودان..”تقارير مروّعة” على طاولة منظمة اليونيسف
  • راشد عبد الرحيم: اكذب خلق الله
  • هل سيحاول "حزب الله" شل القبة الحديدية؟ تقرير عبري يوضح تصوراته للحرب الشاملة
  • الأمم المتحدة: القتال والنهب والفظائع التي يشهدها السودان يجب أن تتوقف الآن
  • أطباء بلا حدود: القتال في السودان يغلق آخر مستشفى في مدينة دارفور
  • تقرير لـThe Telegraph: هذه هي خيارات إسرائيل للحرب مع حزب الله..
  • الوقائع الخفية لتفريغ السجون .. كيف قام الجنجويد بإطلاق سراح أخطر العناصر الإرهابية في السودان
  • عادل الباز: صهاينة الجنجويد
  • مسؤول كبير في “الموساد” سابقاً: لدى حزب الله استخبارات تكتيكية أفضل بكثير من “إسرائيل”