حذر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خطورة سوء اختيار الصحبة، مؤكداً أهمية اتباع الهدي النبوي الشريف في انتقاء الصالحين من الأصحاب.

تأثير الصحبة على سلوك الإنسان ومعتقداته

وأوضح علي جمعة خلال حديثه عن «الصحبة الصالحة»: عباد الله «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ»، وربنا سبحانه وتعالى أمر بالتقوى ورسولنا ﷺ أمرنا بالتقوى ومما أمر به حسن الصحبة ويقول النبي ﷺ: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، لافتا إلى أنه يجب التحري في اختيار الأصحاب لأن الصاحب يٌؤثر في الإنسان سلبًا وإيجابا فإن كان طيبا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ونصحك في نفسك وفي دينك، وإن كان غير ذلك أمر بالمنكر ونهى عن المعروف ولم ينصحك في دينك ولا دنياك.

فأشار الدكتور علي جمعة إلى أن الحديث النبوي الشريف «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» يُلقي الضوء على تأثير الصحبة على سلوك الإنسان ومعتقداته، فالصاحب الطيب يدفع صاحبه نحو الخير والفضيلة، بينما يدفعه الصاحب السييء نحو الشر والرذيلة.

وأوضح أن الصاحب يُشبه «حامل المسك»، الذي يُفوح منه العطر الطيب، أو «صاحب الكير» الذي تنبعث منه رائحة كريهة.

فكما أن حامل المسك يُضفي على صاحبه رائحة طيبة، كذلك يُؤثر الصاحب الصالح على صاحبه بشكل إيجابي، فيُنصحه ويرشده إلى الخير، ويُحذره من المنكر، أما صاحب الكير، فيُشبه الصاحب السييء الذي يُفسد صاحبه ويُضله عن الطريق الصحيح، فيُغريه بالمعاصي والرذائل، ويُبعده عن الدين والأخلاق.

أهم أسس النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة

وشدد دكتور علي جمعة على أهمية دور الوالدين في تربية أبنائهم واختيار صحبتهم، لافتا إلى أن «المرء على دين خليله»، وأن النبي ﷺ جعل من حق الأم على الولد ثلاث مرات قبل حق الأب، مُوضحاً بذلك عظم قدر الأم وواجبها في تربية أبنائها وحمايتهم من رفقاء السوء.

ودعا مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إلى ضرورة الاهتمام باختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفقاء السوء، مُؤكداً أن ذلك من أهم أسس النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: علي جمعة الصديق المرء على دين خليله علی جمعة

إقرأ أيضاً:

محكمة بريطانية تلغي حكما على رجل أحرق نسخة من المصحف الشريف

ألغت محكمة ساوثوارك كراون البريطانية حكما ضد "حميد جوشكون" بتهمة تتعلق بالنظام العام بعد إحراقه نسخة من المصحف الشريف أمام القنصلية التركية في لندن في حزيران/ يونيو الماضي. وبرر القاضي جويل بيناثان الحكم قائلا: "لا توجد جريمة تجديف في قانوننا"، بحسب وكالة رويترز.

ونفّذ جوشكون فعلته علنًا في شباط/فبراير الماضي، مرددًا عبارات مهينة ضد الإسلام، بينما كان يرفع المصحف فوق رأسه، ما أثار غضب المارة وتعرض لاحقًا لاعتداء عنيف من أحدهم أثناء الاحتجاج، وانطلقت محاكمته بتهمة الإخلال بالنظام العام بدافع عدائي تجاه أتباع ديانة معينة، وهي الإسلام، وقد أكدت المحكمة أن سلوكه تجاوز حدود حرية التعبير وتحول إلى تحريض وكراهية، بحسب صحيفة التلغراف.


وزعم محامو الدفاع أن الملاحقة القضائية التي تعرض لها موكلهم تمثل محاولة غير مباشرة من النيابة العامة لإعادة إحياء قوانين التجديف التي أُلغيت رسميًا في المملكة المتحدة منذ 17 عامًا، مؤكدين أن جوشكون لم يُحاكم بسبب حرقه لكتاب مقدس، بل بسبب تصريحاته المصاحبة للفعل. وأقرت النيابة العامة أن المشكلة لا تكمن في حرق المصحف وحده، بل في إرفاق هذا الفعل بتصريحات تحريضية وعلنية، تمثل ازدراءً دينيًا صريحًا.

وكانت التهمة الأصلية تشير إلى "مضايقة مؤسسة دينية"، غير أن الحملة التي قادها نشطاء حرية التعبير أجبرت النيابة على تعديل التهمة لتصبح انتهاكًا للنظام العام مشددًا بدافع الكراهية الدينية، ورفض القاضي جون مكغارفا آنذاك الادعاء بأن القضية تهدف إلى إعادة فرض قوانين التجديف، لكنه شدد على أن تصرفات جوشكون تجاوزت حق الاحتجاج المشروع وتحولت إلى سلوك جنائي.

????????رسميًا.. محكمة الاستئناف تبطل قرار محكمة الجنايات وترفض إدانة حارق القرآن المهاجر التركي حميد جوشكون بتهمة ازدراء الأديان.. واتحاد حرية التعبير يعبر عن سعادته بقبول الاسئتناف ويؤكد: إنه انتصار لحرية الرأي .. وسط حالة من الغضب في أوساط المسلمين

ما رأيك بقرار المحكمة؟! https://t.co/cOGAK2Slqn pic.twitter.com/FCE4kGvZwv — بريطانيا بالعربي???????? (@TheUKAr) October 10, 2025
وأوضح القاضي في حيثيات الحكم أن جوشكون يكنّ "كراهية عميقة للإسلام وأتباعه"، مشيرًا إلى أن هذه الكراهية تعود إلى خلفيته الشخصية وتجربته في تركيا، مضيفًا: "تصريحاتك تدل على أنك لا تفرّق بين الإسلام كديانة وأتباعه، وتعتبرهم مشجعين على العنف والبيدوفيليا". ووصف القاضي تصرفات جوشكون بـ"الاستفزازية للغاية"، وعلى هذا الأساس قضى بتغريمه 240 جنيهًا إسترلينيًا.


وكان جوشكون البالغ من العمر (51 عاما)، المولود لأب كردي وأم أرمنية، وهو ملحد، قد فر من تركيا قبل عامين ونصف، ويعيش حاليًا في الخفاء ويطالب باللجوء السياسي في بريطانيا، قد أنكر التهمة مؤكدا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه كان يحتج على الحكومة التركية فقط، وأوضحت المحكمة في حيثيات قرارها أن ممثلي الادعاء لم يقدموا أدلة كافية تثبت أن تصرفاته كانت فوضوية أو وقعت على مرأى ومسمع أشخاص قد يتسبب لهم فعلها بضيق.

مقالات مشابهة

  • آبل تواجه تحدي اختيار خليفة تيم كوك وسط تغييرات واسعة
  • انطلاق البرنامج التدريبي القراءة التأسيسية القرآنية بمعاهد الأزهر الشريف
  • محكمة بريطانية تلغي حكما على رجل أحرق نسخة من المصحف الشريف
  • معنى التفضيل بين الأنبياء وعدم التفريق بين الرسل
  • نصائح ذهبية لتجنب ركود مسيرتك المهنية أثناء العمل أونلاين.. احرص عليها
  • يسري جبر يوضح معنى التفضيل بين الأنبياء وعدم التفريق بين الرسل
  • حكم تعزية أهل الميت في الشرع الشريف
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.. والمؤمن لا يزال يبحث عن النجاة من أوحال الذنوب والمعاصي حتى يلقى الله
  • إمام الحرم: كمال عقل المرء ودينه في ترك ما لا يعنيه
  • الأوقاف تخصص موضوع خطبة الجمعة اليوم حول “خطورة التنمّر”