قال مراسل الجزيرة -اليوم الخميس- إن أوامر صدرت بفض مخيم الاعتصام المؤيد للفلسطينيين في حرم جامعة كاليفورنيا شرق الولايات الأميركية، في حين اعتقلت الشرطة 32 شخصا في جامعتين بتكساس ونيويورك وسط توسع الحراك الطلابي بجامعات جديدة. وذلك بعد يوم من فض اعتصام في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك.

ومع تواصل الحراك الطلابي في عشرات الجامعات رفضا للحرب على غزة ولمطالبة الجامعات بمقاطعة إسرائيل أكاديميا واقتصاديا، أكد المراسل أن شرطة لوس أنجلوس كثفت انتشارها في حرم جامعة كاليفورنيا غداة صدور أوامر بفض مخيم الاعتصام في حرمها.

وتعقيبا على ذلك، قال رئيس جامعة كاليفورنيا إن "الهجوم على طلابنا وأعضاء هيئة التدريس أمر غير مقبول على الإطلاق".

وفي تطور لاحق، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المئات من طلاب جامعة كاليفورنيا رفضوا فض الاعتصام رغم مغادرة البعض عقب تحذيرات من الشرطة.

واضاف المراسل أن جامعة كاليفورنيا أبلغت الطلبة وأعضاء هيئة التدريس أن الدراسة يومي الخميس والجمعة ستكون عن بعد.

وفي جنوب البلاد، أفادت جامعة تكساس في مدينة دالاس باعتقال 17 شخصا بتهمة التعدي على ممتلكات الغير بسبب نصبهم خياما في حرم الجامعة.

كما قالت جامعة أريزونا إن الشرطة استخدمت الرصاص المطاطي وكرات الفلفل ضد المتظاهرين في الجامعة.

وفي نيويورك شمالا، نقلت "سي إن إن" عن شرطة الولاية أن ما لا يقل عن 15 شخصا اعتقلوا بعد تفريق مخيم في مركز لينكولن بجامعة فوردهام.

إخلاء واعتقالات

وكانت شرطة نيويورك اقتحمت أمس حرم جامعة كولومبيا وفرقت المحتجين، وأخلت قاعة هاميلتون واعتقلت عددا من الطلاب المعتصمين.

وأعربت رئاسة جامعة كولومبيا عن أسفها لأن المتظاهرين اختاروا تصعيد الوضع، معتبرة أنه لم يكن أمامها خيار آخر بعد أن اقتحم أفراد قالت إنهم لا ينتسبون للجامعة قاعة هاميلتون وخربوها.

من جهتها، حملت هيئة التدريس في الجامعة قيادة الجامعة مسؤولية ما وصفتها بالهفوات الكارثية التي أوصلتهم إلى هذه النقطة. وأعلنت القيادات الطلابية في جامعة كولومبيا أنها واثقة من استمرار الاحتجاجات رغم حضور الأمن.

وفي السياق، قال عمدة نيويورك إريك آدامز إن الشرطة ألقت القبض على نحو 300 من المشاركين في الاعتصامات في جامعة كولومبيا، مشيرا إلى عدم وقوع اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمحتجين خلال فض الاعتصام.

ماساتشوستس وبورتلاند

وفي مدينة كمبريدج بولاية ماساتشوستس شمال نيويورك، نظّم طلاب في جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا مظاهرة احتجاجية أمام أحد المباني الإدارية للجامعة بمشاركة موظفين وأعضاء من الهيئة التدريسية الرافضة للحرب على غزة.

ووسّع المحتجون ساحة اعتصامهم المفتوح في حرم الجامعة ونصبوا خيمة باسم الشهيد حمزة الدحدوح الصحفي في شبكة الجزيرة الذي استشهد بقصف إسرائيلي في غزة.

يأتي ذلك في سياق خطوات تصعيدية من جانب المحتجين بعد فشل اجتماع بين رئيسة الجامعة ووفد الطلاب، حيث أعلن المتظاهرون الاستمرار في اعتصامهم السلمي المفتوح حتى تحقيق مطالبهم وعلى رأسها وقف ما وصفوه بحرب الإبادة في غزة ووقف تطوير برنامج الطائرات المسيرة الإسرائيلية في معامل الجامعة.

وفي بورتلاند بأقصى الشمال الغربي، أعلنت جامعة بورتلاند فشل المفاوضات مع الطلاب المحتجين داخل مكتبتها، ومغادرة نحو 50 طالبا المبنى طواعية.

وفي وقت سابق، قالت شرطة بورتلاند إن ما بين 50 إلى 75 متظاهرا اقتحموا مكتبة الجامعة، الاثنين الماضي، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن".

يعقد الكاتب سعيد السني مقارنات تاريخية خاطفة بين تعامل السادات، وعبد الناصر من جهة ورئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك، من جهة أخرى ليبرز تعامل كل منهم مع الاحتجاجات الشعبية أو الطلابية مستخلصا استنتاجات تتعلق بشفيق والإدارة الأميركية، وأبرز ما جاء فيه: pic.twitter.com/dAgBmzOVY0

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) May 1, 2024

حصيلة المعتقلين

وفي حصيلة وصفت بغير المسبوقة، أفادت صحيفة واشنطن بوست باعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات الطلابية التي تشهدها الجامعات الأميركية.

في المقابل، أكد البيت الأبيض أنه يدعم حق الأميركيين في الاحتجاج مشددا على أن "نسبة صغيرة من الطلاب تتسبب بهذا التعطيل" في حرم الجامعات.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار لصحفيين "نرى أن عددا صغيرا من الطلاب يتسببون بهذا التعطيل وإذا أرادوا الاحتجاج فيحق للأميركيين القيام بذلك بطريقة سلمية وفي إطار القانون".

وشددت على أن البيت الأبيض "سيواصل التنديد بخطاب الكراهية كما يفعل" وأقرت الناطقة بأن الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر "مؤلمة" وأن للأميركيين الحق بـ"التظاهر بطريقة سلمية"، لكنها رأت أن سيطرة الطلاب على مبنى، كما حصل في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، لا يعد احتجاجا "سلميا".

موقف بايدن

وحتى الآن، لزم الرئيس الأميركي جو بايدن الصمت بشكل كبير بشأن الحراك الطلابي، إلا إنه أدان الشهر الماضي التحركات "المعادية للسامية" في الجامعات، مع بداية الاحتجاجات في جامعة كولومبيا.

وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب مناصرون لفلسطين اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.

ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی جامعة کولومبیا جامعة کالیفورنیا الحراک الطلابی فی حرم

إقرأ أيضاً:

جامعات إيطاليا تلتحق بركب الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.. فيديو

نظم العشرات من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين مخيمًا يوم الاثنين في جامعة تورينو الإيطالية للفنون التطبيقية احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية على غزة.

وشهدت الجامعات الإيطالية في روما وبولونيا ونابولي وميلانو احتجاجات مماثلة، حيث يطالب الطلاب بمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، خاصة إذا كان التعاون البحثي يتعلق بالتقنيات المدنية والعسكرية.

الإمام الأكبر يوجه باستقبال طلاب الثانوية بمعاهد غزة ببيت شباب 15 مايو طلاب جامعة UM الأمريكية ينهون اعتصامهم مقابل وقف الاستثمارات بالشركات الداعمة لإسرائيل

وفي جامعة أمستردام، نظم طلاب وموظفون إضرابًا يوم الاثنين احتجاجًا على تعامل الجامعة مع الاعتصامات المؤيدة للفلسطينيين.

بدأت موجات التظاهرات الطلابية فى الجامعات الأمريكية تأخذ منحى خطير فى إضراب بعض طلاب الجامعات عن الطعام والشراب لليوم الثانى على التوالى فى جامعات بنسيلفانيا وبرينستون ونيوجيرسى ودريكسل وبراون وتيمبل وغيرهم، كمحاولة للضغوط على إدارات جامعاتهم ومعاهدهم؛ للتوقف عن تلقى الدعم المالي من الجمعيات ورجال الأعمال الإسرائيليين أو الشركات والكيانات الاقتصادية التى تدعم جيش الاحتلال، والتى أطلق عليها الطلاب “محور أخلاق الشيطان”.

 وفى المقابل أرسل مجلس الشؤون الأمريكية الإسرائيلية فرع فيلادلفيا الذى يموّل جامعة بنسلفانيا خطابا الى مكتب الرئيس المؤقت “لارى جيمسون” يطالبها بفتح قضايا وتحويل الطلاب الى المجالس التأديبية، طبقا لما وضعه مركز معايير المجتمع.

وقد أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية ان الشرطة قد ألقت القبض على  أكثر من 2،600 طالب وطالبة من مختلف الجامعات فى أنحاء الولايات المتحدة، حتى وصل الأمر الى رفض رؤساء أقسام الشرطة تنفيذ أوامر اعتقال الطلاب كما حدث فى العاصمة دى سى و نورث ويسترن التى قام 3 من الطلاب اليهود برفع دعاوى قضائية ضد جامعة نورث ويسترن؛ لمخالفتها القيام بالمهام التعليمية والاجتماعية والمالية المنوط القيام بها فى مقابل المصروفات. 

وانعكست الإضطرابات التى يشهدها الشارع الأمريكى والانقسامات بين أجيال الديمقراطيين تارة وبينهم والجمهوريين تارة أخرى بشكل سلبى على الاقتصاد والسوق الأمريكى، حيث أكدت صحيفة واشنطن بوست أن طلاب جامعة كولومبيا طالبوا الشعب الأمريكى والعالم بمقاطعة عمالقة التكنولوجيا والمعلومات مثل شركات "جوجل، امازون وميكروسوفت وأبل" الذين يوفرون الخدمات السحابية للحكومة والجيش الإسرائيلي، والتى يستخدمونها فى اتصالهم وتشغيلهم للأسلحة التى تستهدف الفلسطينيين.

 وبالنظر الى حجم مشاركة الأربع شركات المذكورة فقط فى حجم الإقتصاد والسوق العالميين سنجده يتعدى 1،5 تريليون دولار بحسب إحصاءات 2021، كما وصل حجم هذه المشاركات فى الربع الأول من 2024 إلى أكثر من 2 ونصف تريليون دولار، كما تشارك شركة أبل وحدها بحجم أعمال على مستوى العالم يصل الى 2 ونصف تريليون دولار، وتشارك الشركات الأربع مجتمعين بأكثر من 25 مليار دولار فى حجم الدخل القومى للولايات المتحدة وحدها دون حجم مشاركتهم فى باقى الدول الغربية والشرق أوسطية دون باقى دول العالم.

ويوضح خبراء الاقتصاد أن جامعات الصفوة مثل كولومبيا وييل وهارفارد وجورج واشنطن وكاليفورنيا وغيرهم هى الجامعات التى تضخ أهم وأعلى عمالة فى الاقتصاد الأمريكى والعالم، والذين يعملون فى هذه الشركات، مما يعنى أن الخسارة مزدوجة؛ لأن سوق العمل سوف يتأثربتداعياتها، وكذلك الضرر الذى سوف يلحق بأسماء وسمعة هذه الشركات بعد هروب العمالة الماهرة وعالية الكفاءة منها، والتى كانت إحدى نقاط القوى التى تتمتع بها فى وجه ومنافسة المارد الصينى وسر من أسرار قيادة الولايات المتحدة للعالم، مما يضطرها إلى استيراد عمالة ماهرة من الخارج وغالبا ما ستأتى من الهند والصين والبلدان الأسيوية التى ستقع تحت تحكمها؛ نظرا لانتماء هذه العمالة الى بلدانها وستضاعف من تكاليفها، وبالتالى ترفع أسعار منتجاتها وضعف قدرتها على منافسة المنتج الصينى المماثل.

كما يطالب طلاب الجامعات بتوقف الشركات التى تنتج الأسلحة عن بيع وتصدير ألات قتل الفلسطينيين الى الإدارة الأمريكية التى تبيعها بدورها الى طرف ثالث فى الشرق الأوسط وغيرها من أماكن الصراع من بينها أوكرانيا.

وتأتى أكبر 6 شركات أمريكية منتجة للسلاح بأنواعه على رأس قائمة أشهر منتجى ألات الموت فى العالم، والتى بلغ حجم مبيعاتها فى عام 2022 الى 60 مليار دولار قبل اندلاع حرب السابع من أكتوبر فى غزة، والتى بلغ مؤخرا حجم وقيمة السلاح الممنوح لإسرائيل الشهر الماضى فقط أكثر من 26 مليار دولار بالإضافة الى تايوان وأوكرانيا ليبلغ مجموعه 92 مليار خلال الشهرين القادمين.

ويعانى الاقتصاد الأمريكى من الركود البطىء والذى يتسبب فيه التضخم الذى بلغ مؤخرا نسبة 7% مع ثبات الفائدة المتزايدة 3 مرات متتالية، وهو ما ينعكس بالسلب على عدم قدرة المقترضين على سداد خدمة ديونهم الى البنوك، والمتمثلة فى القروض العقارية والتعليمية، وهو ما ينذر بوقوع أزمة مالية مماثلة لما حدث بعد خوض الولايات المتحدة لحرب العراق فى 2003.

مقالات مشابهة

  • اعتقال أستاذة بجامعة كاليفورنيا لدعمها احتجاجات الطلبة المؤيدة لغزة
  • توقيف رئيس حرم جامعي في كاليفورنيا بسبب تضامنه مع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين
  • دُفعة 2024 في جامعات أميركا سوء حظ أم صنعٌ للتاريخ؟
  • الشرطة تدخل حرم جامعة كاليفورنيا وتخلي مناصرين لفلسطين.. واعتقالات (شاهد)
  • كيف حضرت فلسطين في حفلات تخرج طلبة جامعة كولومبيا؟
  • إثر سيطرة الطلاب عليه.. الشرطة تستعيد مبنى بجامعة كاليفورنيا
  • اعتصام طلابي داعم لغزة في اليابان والشرطة تقتحم جامعتين في سويسرا
  • بالفيديو.. احتجاجات مؤيدة لفلسطين داخل حرم كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية
  • جامعات إيطاليا تلتحق بركب الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.. فيديو
  • طلاب مؤيدون لفلسطين يرتدون الكوفية في مراسم التخرج بجامعة كولومبيا