سودانايل:
2024-06-12@19:20:14 GMT

حصار الفاشر يضغط على الجيش للعودة إلى منبر جدة

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

هناك توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مشاورات داخل الدعم السريع وأخرى بالجيش للتوافق على خطوط عريضة بشأن انطلاق المباحثات

من يفقد الفاشر سيكون الطرف الأضعف في المفاوضات
الخرطوم- يواجه الجيش السوداني مأزقًا بشأن التعامل مع تعقيدات الوضع العسكري والسياسي عقب احتدام الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، وتزايد الضغوط الدولية عليه لدفعه نحو الاتجاه إلى طاولة المفاوضات عبر منبر جدة الأيام المقبلة.



وتشهد قرى ومناطق محيطة بالفاشر اشتباكات بين فريقي الجيش والدعم السريع وسط ترجيحات بإمكانية انتقالها إلى وسط المدينة قريبا، ما يشكل ضغطًا على قيادة الجيش التي تدرك أن فقدان الفاشر يعني أنها ستكون الطرف الأضعف في المفاوضات.

وبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان أخيرا ملف استئناف مفاوضات جدة لإنهاء الصراع في السودان، بالتزامن مع ضغوط يمارسها مبعوث الولايات المتحدة إلى السودان توم بيرييلو عبر التواصل مع أطراف عدة، لأجل التجهيز للمفاوضات المقبلة بين وفدي الجيش والدعم السريع.

وتكمن مشكلة مفاوضات منبر جدة في أن معالمها الرئيسية غير واضحة حتى الآن، ولم يتم تحديد موعد جديد لها بعد إرجاء الموعد المبدئي الذي كان مقررا في الثامن عشر من أبريل الماضي.

رفض قيادات الجيش للحلول السياسية يخفي حالة ارتباك تساعد الضغوط على الجيش للعودة إلى المفاوضات

ورغم الحديث عن إمكانية عقد مباحثات في الأسبوع الأول من مايو الجاري، وهو ما يبدو مستبعدا، إلا أن هناك توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مشاورات داخل الدعم السريع وأخرى بالجيش للتوافق على خطوط عريضة بشأن انطلاق المباحثات.

وشارك توم بيرييلو في اجتماعات الآلية الموسعة للاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد بشأن السودان في أديس أبابا، الأربعاء، كما قدّم شهادته في اليوم نفسه حول الوضع في السودان أمام لجنة شؤون العلاقات الدولية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي.

وتشير المواقف المتشددة التي تتبناها قيادات في الجيش بشأن رفض الحلول السياسية إلى حالة ارتباك قد تدفع جهات دولية لممارسة ضغوط كبيرة على الجيش لحثه على العودة إلى المفاوضات، وما يدعم ذلك شعوره بالخطر المستمر من خسارة تموضعه في الفاشر التي ظلت بمعزل عن المعارك فترة طويلة.

وقد تكون العودة إلى طاولة المفاوضات حبل إنقاذ يساهم في أن تحافظ المؤسسة العسكرية السودانية على قدر من تماسكها، وتؤسس لحل سياسي يتوافق عليه الجميع للخروج من مأزق الحرب المستمرة، والاتجاه نحو بدء عملية جديدة واعدة.

ولم تستغرب دوائر سودانية لجوء قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان للتأكيد على رفض أيّ عملية سياسية إلا بعد انتهاء الحرب، وهو خطاب يهدف إلى كسب المزيد من الوقت وتجنب إلحاق المزيد من الخسائر بقواته.

وقال الجنرال البرهان أمام حشد من جنود الجيش في مدينة مروي، الثلاثاء، إنه “لن تكون هناك أيّ عملية سياسية إلا بعد أن تنتهي الحرب، ولن يكون هناك سلام إلا بعد خروج قوات الدعم السريع من المناطق التي احتلتها”.

وأشار عضو هيئة محامي دارفور نصرالدين يوسف إلى أن معارك الفاشر “سيكون لها أثر كارثي على المدنيين في السودان، لأنها تؤوي أكبر عدد من النازحين في دارفور، ما سيترك أضرارا جسيمة على الأوضاع الإنسانية، وسط حالة من الحشد والحشد المضاد، فالدعم السريع تعد العدة بشكل كبير وغير مسبوق لاقتحام المدينة، فيما يصر الجيش وحلفاؤه من الحركات المسلحة الدفاع عنها والتموضع داخلها بشكل له رمزيته ودلالاته المرتبطة بالتعامل مع المعركة كونها حاسمة للطرفين”.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدسنة يضغط بقوة على الجيش للذهاب إلى مفاوضات جدة، وبقراءة عسكرية بسيطة فإن غالبية المعارك التي ارتكنت على التحشيدات تحقق فيها الدعم السريع تقدمًا عسكريًا، ومن هذا الواقع تبقى إمكانية الذهاب إلى المفاوضات قوية، تزامنًا مع ضغط قوي تمارسه الولايات المتحدة، لم يكن بتلك الصورة خلال الفترة الماضية.

وشدد نصرالدين يوسف على أن دخول روسيا على الخط والإيحاء بالاصطفاف إلى جانب البرهان يضاعف من تعقيدات الوضع الراهن في السودان، حيث تبدو “كمن يصطاد في الماء العكر”، وهو ما يدفع واشنطن لتعظيم ضغوطها لتصبح أكثر قوة للعودة إلى المفاوضات وتفويت الفرصة على موسكو لإيجاد نفوذ لها في منطقة شرق السودان المطلة على البحر الأحمر، أو تحقيق مكاسب سياسية إذا قامت بدعم الجيش.

مشكلة مفاوضات منبر جدة تكمن في أن معالمها الرئيسية غير واضحة حتى الآن، ولم يتم تحديد موعد جديد لها بعد إرجاء الموعد المبدئي الذي كان مقررا في الثامن عشر من أبريل الماضي

ولدى العديد من الخبراء العسكريين في السودان قناعة بأن عجز الجيش عن استرداد المناطق التي وعد بطرد قوات الدعم السريع منها في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة ومناطق عديدة في الخرطوم، تجعله يضع في الحسبان عملية المكسب والخسارة عند الذهاب إلى طاولة المفاوضات.

كما أن ضعف الحركات المسلحة المختلفة التي يتحالف معها الجيش في الفاشر، مع انقساماتها وتشظي مكاتبها السياسية وقياداتها العسكرية، يؤكد أن الجيش قد يخسر معركة الفاشر، وسوف يكون مجبرا للتفكير في البحث عن مخرج آمن له.

وعبّرت الأمم المتحدة قبل أيام عن قلقها من هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على عمق مدينة الفاشر، والتي تشكل مركزًا للمساعدات الإنسانية في إقليم دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة بها.

وأعلنت قوات الدعم السريع أنها تصدت لأكثر من 22 هجومًا من الجيش في الفاشر الفترة الماضية، مشيرة في حسابها على منصة إكس إلى أنها لم تهاجم وظلت في حالة دفاع عن النفس للتصدي لهجمات الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه.

وذكرت الأمم المتحدة أن الصراع بين قوات الجيش والدعم السريع أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وأجبر حوالي 7 ملايين على الفرار من منازلهم، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى تشاد ومصر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع إلى المفاوضات فی السودان على الجیش الجیش فی منبر جدة

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع تعلن التوغل في الفاشر... ومستشفى المدينة يتوقف

 

 في الوقت الذي أعلنت فيه «قوات الدعم السريع» السودانية، عن توغلها في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد)، أفاد ناطق باسم الجيش السوداني بأن قواته والقوة المشتركة دحرتا الهجوم.

وتحاصر «الدعم السريع» الفاشر في مسعى للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور.

وبموازاة اشتداد المعارك حول المدينة، قالت «منظمة أطباء بلا حدود» (الأحد) إن المستشفى الرئيسي في الفاشر الذي تدعمه تعرض للهجوم، وخرج عن الخدمة.

وأعلن مكتب المتحدث الرسمي للجيش السوداني، نبيل عبد الله (الأحد) أن قواته والقوة المشتركة (الداعمة له) دحرتا هجوماً لـ«قوات الدعم السريع» التي يقودها محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتي)، على الفاشر، وكبّدتاها «خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وتسلمتا مركبات قتالية».

وقال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الذي تحارب قواته دعماً للجيش (الأحد) إن الفاشر «لن تسقط في أيدي (الدعم السريع) التي تسعى للسيطرة على المدينة».

وفي بيان على «فيسبوك»، وجّه مناوي التحية إلى القوات التي تدافع عن المدينة، وقال: «أطمئن الشعب السوداني، وشعب دارفور بصورة خاصة، أنه ما دام هؤلاء الشباب يدافعون عن الفاشر، فلن تسقط حتى لو تحالفت كل الدول، بل ستكون مقبرة لهم في القريب العاجل».

وكان مناوي قد اتهم في مؤتمر صحافي، السبت، عقده بمدينة بورتسودان شرق البلاد، «الدعم السريع» بأنها تسعى لإسقاط الفاشر لصالح دولة لم يسمّها، تعهدت، وفق قوله، بأن «تواجه أي مقاومة بعد الاستيلاء على المدينة»، وعدّ مناوي أن «ما يجري في الفاشر محاولة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية للمواطنين، وليس حرباً».

بدورها، قالت «كتلة النازحين واللاجئين» بدارفور، إن مجموعة من «الدعم السريع» مدججة بالسلاح اعتدت بالأسلحة الثقيلة والخفيفة على المستشفى، ما أدى إلى إصابات متفاوتة وسط المرضى والكوادر الطبية. ووفق مصادر محلية، فقد «تسللت قوة من (الدعم السريع)، واقتحمت المستشفى الجنوبي وسط الفاشر، واعتدت على المرضى والكوادر الطبية».

ويعد ذلك «أول تقدم كبير» تحققه «الدعم» منذ اندلاع القتال في الفاشر، الذي دخل شهره الثاني دون توقف، وبالتالي يهدد بالوصول إلى الفرقة العسكرية التابعة للجيش السوداني. ونشر نشطاء على منصات التواصل صوراً من داخل المستشفى الجنوبي، وهو الوحيد الذي كان لا يزال يعمل في المدينة، ويظهر فيها تناثر الدماء بممراته. مستشفى مدينة الفاشر بعد هجوم لـ«قوات الدعم السريع» (نشطاء سودانيون على «فيسبوك») ووفق مصادر طبية ونشطاء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن «المستشفى خرج كلياً عن الخدمة بعد الهجوم».

ونشرت منصات محسوبة على «الدعم السريع» أن قواتها تتقدم في الفاشر، وتقترب من «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش. غارة أم درمان في غضون ذلك، اتهمت «الدعم السريع» في بيان (الأحد) على منصة «إكس» الطيران التابع للجيش السوداني بتنفيذ غارة في العاصمة الخرطوم أسفرت، وفق «الدعم»، عن «مقتل أكثر من 50 مدنياً».

وقال البيان إن الطيران التابع للجيش «قصف بالبراميل المتفجرة سوق (قندهار) بمدينة أم درمان، التي تعد واحدة من كبرى مدن العاصمة الخرطوم، وأدى إلى مقتل أكثر من 50 مدنياً، وجرح العشرات، وأن غالبية الضحايا من النساء بائعات الأطعمة». كما اتهمت «الدعم» الجيش بشن غارات مماثلة على بلدة الكومة في شمال دارفور، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، وعبّر «المرصد الوطني لحقوق الإنسان» في السودان عن «حزنه الشديد» إزاء الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات الجيش في محلية الكومة.

وقال «المرصد» في بيان إن «المعلومات الأولية تشير إلى استهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة التي تسببت في سقوط العشرات من الضحايا المواطنين»

مقالات مشابهة

  • إجبار الدعم السريع أسرى على تقليد الحيوانات يغضب السودانيين
  • مشاهد تظهر معارك ضارية بالفاشر ومعاناة النازحين تتفاقم
  • معارك في الخرطوم والفاشر والجنائية الدولية تجمع معلومات عن جرائم دارفور
  • مدعي الجنائية يطلق حملة لتقديم المعلومات بشأن مزاعم ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور
  • السودان: إطلاق حملة تطالب بإعادة الاتصالات للجزيرة
  • قصف متواصل على مدينة الفاشر غربي السودان.. وعدد النازحين يتجاوز 10 ملايين
  • الأمم المتحدة تعبر عن استيائها من الهجوم على مستشفى بالسودان
  • قوات الدعم السريع تعلن التوغل في الفاشر... ومستشفى المدينة يتوقف
  • السودان.. خروج مستشفى الفاشر الرئيسي عن الخدمة
  • بعد معارك عنيفة.. خروج المستشفى الرئيسي في الفاشر السودانية عن الخدمة