ريف دمشق-سانا

“عندما يكون رفيقك الرسم… تنضج باكراً بحياة مختلفة وبعينٍ فنية” .. هي كلمات الشابين أمير ومرام الطرشة اللذين فُطرا على حب الرسم وتميزا بلوحاتهما اللطيفة المحببة والقريبة إلى قلوب أبناء مدينتهما الرحيبة بريف دمشق.

يتحدث الشاب أمير مواليد 2004 لنشرة سانا الشبابية كيف أمسك القلم وعمره سنة وخمسة أشهر فقط ليرسم فتاة، ما أثار إعجاب والدته ومع الوقت كبر وهو يرسم كل شيء حوله ويحوله إلى قصصٍ مرسومة بشغفٍ وبدعمٍ كبير من عائلته ومحيطه.

رغم طموحاته بدخول كلية هندسة العمارة لتنمية موهبته إلا أن ظروفه اضطرته لأن يكون طالباً في المعهد التقاني الهندسي اختصاص مساحة، لكن ذلك لم يقف عائقاً في وجهه، إذ فاز بعدة مسابقات فنية تجري على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مسابقات مدرسية وبعدة فعاليات فنية محلية بحسب ما ذكر.

الرسم فتح لأمير الباب لإتقان الخط العربي أيضاً والمشاركة بمسابقة “أجمل خط عربي” في الرحيبة، كما تعلم العزف على البيانو والأورغ وتميز بعزف ألحان من أغان لفيروز وعبد الحليم حافظ، إضافة إلى معزوفات شعبية تراثية.

أما ابنة خالته مرام مواليد 2005 فرغم أنها تحب الرياضيات والعلوم وهي طالبة الآن في الثانوية العامة الفرع العلمي، إلا أن أصابعها راحت ترسم وتلون لوحدها منذ طفولتها بلوحات أكبر من عمرها، وأصبحت شيئاً فشيئاً تدقق النظر في الخطوط لتصل إلى مرحلة الاحتراف.

مرام نالت تشجيعاً كبيراً من عائلتها ومدرسيها دفعها للمضي قدماً، وخاصة الفنان النحات علي الطرشة، وأستاذ اللغة الانكليزية حسين تركمان، والأستاذ ماهر الخالد مدير المركز الثقافي في الرحيبة، ومعتز زكريا مدير صفحة محلية على الفيسبوك.

مرام عانت قليلاً في رسم تفاصيل الوجوه لكنها لم تستسلم، بل حاولت وأخطأت ومحت رسومات، وسعت كثيراً لإتقان ماعشقته مستفيدةً من برامج تعلم الرسم عبر الإنترنت، وبذلك باتت تطور ذاتها تدريجياً، حتى وصلت لمجال الماندالا والخط العربي أيضاً بحسب ما ذكرت.

لم تبق موهبة مرام حبيسة غرفتها بل اتسعت لتشارك في العديد من المسابقات المدرسية والمعارض المحلية والثقافية بمدينتها وآخرها معرض زهرة نيسان بالمحطة الثقافية في مدينة الرحيبة.

الفن لدى عائلتي أمير ومرام متوارث، وله قيمة جمالية كبيرة في الحياة، فالشابان يطمحان لتأسيس مشروع صغير لتعليم الرسم للأطفال واليافعين بمدينتهما، والمساهمة في بناء مجتمعهما.

دارين عرفة

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

في العالم الرقمي.. لماذا يبقى تعلّم أطفالنا الكتابة اليدوية خطوة لا غنى عنها؟

أبوطبي (وكالات)

رغم انتشار الأجهزة الرقمية في حياة الأطفال اليومية، لا تزال الكتابة اليدوية تلعب دوراً محورياً في تطوير مهاراتهم الإدراكية والحركية. فالكتابة بالقلم والورقة تعزز الذاكرة، وتنمّي القدرة على التركيز، وتساعد في بناء التفكير المنطقي والقدرة على التعبير. وبينما تزداد بدائل الكتابة الرقمية، يبقى تعلّم الكتابة اليدوية أساساً لترسيخ التعلم وتنمية مهارات لا يمكن للتقنيات الحديثة تعويضها بالكامل.

يستغرق تعلم الكتابة بالورقة والقلم قدراً من الوقت، سواء كان ذلك من خلال الإمساك بالقلم بشكل صحيح أو التأكد من أن جميع الحروف مكتوبة بشكل مستقيم على سطر الكتابة نفسه. وفي هذه الأيام، يتعجب بعض الأطفال من الضرورة وراء تعلمهم الكتابة يدوياً، في حين أن كل شيء يكتب عادة على لوحة المفاتيح أو يملى على الهاتف. كما أن البالغين لديهم آراء مختلفة بشأن هذه المسألة في ظل استمرار العالم الرقمي في التطور.
أداة تشخيصية داعمة للإملاء

أخبار ذات صلة رقعة ذكية مرنة تُحوِّل اللمس مباشرةً إلى نصوص رقمية الدوحة تستضيف القمة العالمية للذكاء الاصطناعي

 البروفيسور الفخري فريدريش شونفايس، قام بتطوير أداة تشخيصية وداعمة للإملاء في جامعة مونستر في ألمانيا. ويشرح الباحث التربوي والمعلم الإعلامي، سبب استمراره في اعتبار الكتابة اليدوية أمرا شديد الأهمية، ويقدم للآباء نصائح محددة بشأن كيفية دعم أطفالهم. وعما إذا كان تعلم الأطفال الكتابة بالورقة والقلم لا يزال ضرورة، يقول فريدريش شونفايس: "بالتأكيد، بل يجب أن يكون الأمر اعتياديا. كما أنه أمر لا غنى عنه حتى في عصر التكنولوجيا المتطورة. ومن السذاجة تجاهل الإمكانيات الجديدة الكثيرة التي توفرها لوحات المفاتيح والأجهزة اللوحية والإدخال الصوتي. ومع ذلك، لا يجب اعتبارها مجرد خيارات حديثة أو قديمة ويمكن الاستغناء عنها، ولكن هي مجرد خيارات إضافية جديدة".
ويؤكد: "يعد تعلم الكتابة بالقلم بشكل صحيح، شرطا أساسيا لا غنى عنه، من أجل التمكن من استخدام لوحة المفاتيح. وتظهر الدراسات مرارا أن ذلك يجب أن يتم يدويا، باستخدام الورقة والقلم. لا يمكن استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح إلا من خلال تعلم الأحرف الفردية، وتطوير إدراك الفروق والتفاصيل الدقيقة، والتجميع السريع لمجموعات الحروف أو فك رموزها".
هل من الضروري تعلم الأطفال طريقة كتابة الحروف؟
أما عن ضرورة تعلم الأطفال طريقة كتابة الحروف المتصلة، يقول شونفايس: "نعم، يعد الانتقال إلى كتابة الحروف المتصلة ضروريا، لأن عنده فقط تكتمل عملية تعلم الكتابة... بمجرد أن يتقن الأطفال طريقة كتابة الحروف المتصلة، يمكنهم التركيز بشكل أفضل على محتوى عملية الكتابة أو نتائجها.نرى أن هذا ينعكس في مواد أخرى، مثل المسائل الكلامية في الرياضيات".
 متى تكون الكتابة اليدوية "جيدة"؟
يقول شونفايس ردا على  السؤال، "إن المعايير واضحة تماما: يجب على من يكتب ومن يقرأ أن يكون قادرا على تحديد النتيجة بوضوح في وقت لاحق. ويتطلب ذلك حركات آلية ومريحة وغير مصطنعة، وحروفا متكررة بشكل منتظم، وتمييزا واضحا بين الأحرف الكبيرة والصغيرة، وعدم الخلط بين الأحرف المتشابهة أو التي يسهل الخلط بينها... وبالطبع، يكون للثقة في تهجئة الكلمات، دور حاسم في سهولة القراءة".
وبشأن كيفية دعم الآباء لأطفالهم من أجل تعلم الكتابة، يقول شونفايس: "أولا، من المهم ألا يكتفي الأهل بمجرد ترك الأبناء يقومون بذلك بأنفسهم، بل يجب أن يدعموهم. كما أنه من المستحب أن يقوموا بذلك بالتشاور مع المعلم. ولكن يجب أن يمنحوا أنفسهم وأطفالهم وقتا كافيا".
نصائح لاتقان الكتابة اليدوية

 البروفيسور الفخري فريدريش شونفايس ناصحاً الآباء: "خصصوا وقتا كافيا لاتقان خطوات الكتابة في المرحة الأولى، ولممارسة تمارين الكتابة. ركزوا في البداية على الحروف الفردية وشكلها المثالي فقط، واسمحوا لأطفالكم بإتقان الحركات".
ويوضح شونفايس: "عند قيام أطفالكم بمسك القلم، تأكدوا من أنهم يستخدمونه من خلال طريقة "الإحكام الثلاثي"، بحيث يكون الإبهام والسبابة ممسكين بالقلم والإصبع الأوسط داعم لهما. ويجب الإصرار على إمساك القلم بهذه الطريقة باستمرار. ومع ذلك، بمجرد أن يبدأ الطفل في الشعور بالتوتر، يجب أخذ قسط من الراحة ثم الانتباه من جديد لطريقة مسكه للقلم".
وينصح الباحث التربوي الآباء قائلا: "قوموا بممارسة بعض الطقوس الصغيرة - فيمكنكم مثلا دق الجرس بين الحين والآخر أثناء وقت زداء الواجبات المنزلية، وذلك لحث طفلكم على مراجعة وضعيته".
وقال الباحث: "اجعلوا الكتابة اليدوية جزءا من ممارساتكم اليومية، من خلال كتابة البطاقات البريدية، وقوائم التسوق، والرسائل القصيرة، وتقارير الأبحاث، والوصفات، وتعليمات الألعاب، وتقارير السفر، وما إلى ذلك". وعن إمكانية قيام الأهل بتحفيز أطفالهم، يقول شونفايس: "يمكن لجميع الآباء افتراض أن أطفالهم متحمسون منذ البداية، أو أنهم يمكن تحفيزهم إذا استوعبوا بصورة جيدة أنهم يستطيعون إتقان الهدف من وراء الجهد والتحدي. ومع ذلك، فإنه من المعتاد أن يزول هذا الفضول الأولي والرغبة في التعلم والتطوير المستمر". ويضيف: "يتعين على الآباء حينئذ أن يشرحوا لأطفالهم أنهم في النهاية يقومون بذلك من أجل أنفسهم، وأن تعلمهم للكتابة سوف يزيد من استقلاليتهم، وسيمكنهم من تبادل الأفكار مع الآخرين".

مقالات مشابهة

  • منتخب تونس تعلم الدرس بعد خروجه المخيب من الدور الأول
  • مقتل 67 صحافيا خلال سنة
  • آليات سداد الودائع بحسب فئاتها
  • المخرج عصام نصار عن نجاح مسلسل 2 قهوة: كنا محتاجين عمل رومانسي.. ومرام علي ممثلة مميزة| خاص
  • إرثٌ ينبض في الدوحة.. متحف يجمع ستة عقود من أعمال بيكاسو الهند الإبداعية
  • حكم تعلم السحر وتعليمه
  • في العالم الرقمي.. لماذا يبقى تعلّم أطفالنا الكتابة اليدوية خطوة لا غنى عنها؟
  • الرسم بالمعجون.. ورشة رسم بمتحف سوهاج القومي
  • الشرع: دمشق باتت في مكانة رفيعة وعززت علاقاتها الدولية بعد التحرير
  • برج العذراء.. حظك اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025: تعلم خطوات جديدة