تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رداً على القيود التي فرضتها دولة الإمارات على الضربات الجوية، أجرى البنتاجون تغييرات كبيرة في أصوله العسكرية في الشرق الأوسط، حيث أعاد تمركز طائراته في قطر. وتأتي هذه الخطوة وسط توترات متزايدة بين الولايات المتحدة وبعض دول الخليج، مما يسلط الضوء على المخاوف بشأن الانجرار إلى صراعات إقليمية، خاصة مع دخول الحرب في غزة شهرها الثامن.

وفقا لوول ستريت جورنال، أبلغت الإمارات الولايات المتحدة في فبرايرالماضي أن الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار الأمريكية المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي لن يُسمح لها بشن ضربات في اليمن والعراق. ونتيجة لذلك، أعادت الولايات المتحدة توجيه طائرات إضافية إلى قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي خطوة تهدف إلى التحايل على القيود التي تفرضها الإمارات العربية المتحدة.

ويؤكد هذا التحول على التوازن الدقيق بين الحفاظ على الشراكات العسكرية في المنطقة مع احترام مخاوف البلدان المضيفة بشأن مشاركتها في الصراعات المحتملة.  

وفي حين تتمتع الولايات المتحدة بإمكانية الوصول إلى العديد من القواعد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك في الأردن ودول أخرى، فإن إعادة توجيه الأصول إلى قطر يعكس الحاجة إلى ضمان القدرات التشغيلية في ضوء التحديات الأمنية المتطورة. يشير قرار إرسال مقاتلات نفاثة وطائرات استطلاع وطائرات بدون طيار مسلحة إضافية إلى قاعدة العديد إلى تعديل استراتيجي استجابة للديناميكيات المتغيرة في المنطقة.

وأدت هجمات الحوثيين المستمرة على السفن التجارية والقوات البحرية في البحر الأحمر إلى تفاقم التوترات الإقليمية، مما دفع الولايات المتحدة إلى شن غارات جوية في اليمن في محاولة للحد من هذه الضربات. يضيف الصراع في غزة طبقة أخرى من التعقيد، حيث تضغط الولايات المتحدة من أجل وقف إطلاق النار كجزء من الجهود الأوسع لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

ومع تطور الوضع، يدرس البنتاجون خيارات بديلة، بما في ذلك شن ضربات من جيبوتي في شرق أفريقيا. وتعكس هذه التعديلات مرونة البيئة الأمنية في الشرق الأوسط والحاجة إلى استراتيجيات عسكرية قابلة للتكيف لمعالجة التهديدات الناشئة.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشرق الأوسط الولايات المتحدة الولایات المتحدة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

التكنولوجيا والسياسة: من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط

في عالم يتغير بسرعة، لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات تقنية أو وسائل اتصال، بل أصبحت لاعبًا أساسيًا في الحياة السياسية والصراعات الدولية. فالتقدم التكنولوجي لم يؤثر فقط في الاقتصاد أو الحياة اليومية، بل أعاد رسم ملامح الحروب، وحدد اتجاهات النفوذ والسيادة، وفتح أبوابًا جديدة للسيطرة أو المقاومة. لقد فرضت التكنولوجيا مفاهيم جديدة للسلطة، فلم تعد السيادة تعني فقط امتلاك السلاح أو السيطرة على الأرض، بل أصبحت تعني أيضًا السيطرة على المعلومات، وتدفق البيانات، والعقول والوعي. من هنا، صار من الضروري فهم التكنولوجيا كعنصر سياسي، وليس مجرد تطور علمي محايد.

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أدوات فعالة في إدارة الرأي العام وتشكيل توجهات الشعوب. تحولت إلى ساحات افتراضية للمعارك السياسية، تُستخدم فيها الحسابات المزيفة، والروبوتات الإلكترونية، ونشر الشائعات. لم تعد الحملات الانتخابية تقف عند حدود الميدان أو الشارع، بل باتت تُخاض في العالم الرقمي، حيث تُستغل البيانات الشخصية في توجيه الخطاب السياسي والتأثير على اختيارات الناخبين.

قدّمت الحرب الروسية الأوكرانية نموذجًا صارخًا للصراعات الحديثة، حيث أصبحت التكنولوجيا في صميم المعركة. استُخدمت الطائرات المسيّرة لضرب أهداف بدقة، وساعدت تقنيات التحليل اللحظي للصور والخرائط على اتخاذ قرارات عسكرية مباشرة. كما شهدت الحرب مواجهة شرسة في الفضاء الإلكتروني، عبر هجمات سيبرانية استهدفت شبكات الكهرباء والبنوك والمواقع الحكومية، مقابل دفاعات إلكترونية منسقة وموجهة. وفي الوقت نفسه، استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في حشد الدعم الغربي لأوكرانيا، حيث تمكنت الحكومة الأوكرانية من تقديم روايتها للعالم بسرعة وفعالية، مستفيدة من أدوات الاتصال المباشر والتصوير الحي، بينما خاضت روسيا معركتها الإعلامية على الجبهة الرقمية في محاولة للسيطرة على السرد.

في منطقتنا، شكّلت التكنولوجيا عنصرًا حاسمًا في التحولات السياسية والعسكرية. من اليمن إلى غزة، برزت الطائرات المسيّرة كسلاح فعّال تستخدمه دول وجماعات مسلحة. وقد مكّنت هذه الطائرات من توجيه ضربات دقيقة ومنخفضة التكلفة، ما ساهم في تغيير موازين القوى في بعض الجبهات. وفي الوقت ذاته، استخدمت بعض الأنظمة برامج مراقبة وتجسس متطورة لتعقب المعارضين ومنع الحراك الشعبي، ما جعل التكنولوجيا أداة بيد السلطة لتعزيز قبضتها الأمنية. وعلى الجانب الآخر، لعبت وسائل التواصل دورًا كبيرًا في إيصال أصوات الشعوب وتنظيم الحملات، وإن كانت أيضًا ساحة للبلبلة ونشر الفوضى. حتى الحروب النفسية تغيّرت، فلم تعد محصورة في الإعلام التقليدي، بل أصبحت تُدار من خلال "الترندات" على المنصات الرقمية، ومن خلال الفيديوهات القصيرة التي تنتشر كالنار في الهشيم، وتحمل رسائل سياسية أو دعائية أو حتى تحريضية.

المنافسة بين الولايات المتحدة والصين لم تعد اقتصادية فقط، بل تحوّلت إلى سباق تكنولوجي من أجل السيطرة على المستقبل. تسعى الصين إلى الهيمنة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وشبكات الاتصالات، بينما تحاول واشنطن كبح جماح هذا الصعود من خلال فرض قيود على الشركات الصينية، ومقاطعة منتجاتها، ومحاولة احتواء نفوذها عالميًا. أما روسيا، فقد طوّرت قدراتها في الهجمات السيبرانية، ونجحت في التدخل في المسارات السياسية لدول غربية عبر حملات تضليل رقمية وهجمات على البنى التحتية، ما جعلها قوة هجومية إلكترونية فاعلة. وفي المقابل، تدرك أوروبا أهمية الاستقلال الرقمي، لكنها لا تزال تعاني من ضعف في التكامل والقدرة التنافسية. وتسعى إلى حماية بيانات مواطنيها وبناء بنية تحتية رقمية مستقلة، لكنها تبقى في موقع دفاعي أكثر من كونها لاعبًا رئيسيًا في هذا السباق.

أخيرًا، لم يعد فهم السياسة في عالم اليوم ممكنًا دون تحليل دور التكنولوجيا. فالعالم الذي نعيش فيه يُعاد تشكيله يوميًا من خلال الشاشات، والكاميرات، والبيانات، والخوارزميات. تُخاض المعارك اليوم في الخفاء، داخل شبكات الحواسيب، ومنصات البث، وغرف التحكم، وليس فقط على الأرض. من أوكرانيا إلى غزة، ومن واشنطن إلى بكين، تعيد التكنولوجيا رسم خريطة العالم، وحدوده، وصراعاته. ولم يعد السؤال: من يملك القوة؟ بل أصبح: من يملك المعرفة؟ ومن يسيطر على المعلومة؟ ومن يتحكم في العقول؟

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية

[email protected]

مقالات مشابهة

  • مدير مركز نيويورك للسياسات: الوضع في الشرق الأوسط خطير خاصة ما يحدث بـ غزة
  • خامنئي يهدّد بتكرار "صفعة العديد": إيران قادرة على ضرب العمق الأميركي في المنطقة
  • البنتاجون يعترف بإصابة قاعدة العديد بصاروخ إيراني .. وخامنئي: حدث كبير
  • الأقمار الصناعية تظهر آثار الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر
  • البنتاغون يقر بإصابة قاعدة العديد بصاروخ باليستي خلال الهجوم الإيراني
  • البنتاغون يقر بإصابة قاعدة العديد بصاروخ إيراني بهجوم يونيو
  • البنتاغون يقر بإصابة قاعدة العديد بصاروخ إيراني خلال هجوم يو
  • المرشد الإيراني: الهجوم على قاعدة العديد الأمريكية يمكن تكراره
  • صور أقمار صناعية تكشف: الهجوم الإيران على قاعدة العديد بقطر أصاب منشأة اتصالات أميركية
  • التكنولوجيا والسياسة: من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط