سودانايل:
2024-05-19@00:33:54 GMT

حرب الخنازير !

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

مناظير
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
• ما يحدث في السودان ليس سوى حرب عصابات، ولا اقصد بذلك ما يعرف ب (حرب الغوريللا) أو (حرب العصابات) التي تُستخدم فيها مجموعات صغيرة من المقاتلين، مثل الأفراد شبه العسكريين والمدنيين المسلحين أو غير النظاميين للقيام ببعض الاعمال العسكرية مثل الكمائن والغارات السريعة وتكتيكات الكر والفر والتنقل لمحاربة جيش تقليدي أكبر ولكن أقل قدرة على الحركة، وهو مصطلح اسباني في الأصل صيغ خلال حرب الاستقلال الاسبانية في القرن التاسع عشر الميلادي من كلمة (غويراــ Guerra) التي تعني (حرب)، إلا أن الاساليب التكتيكية لحرب العصابات معروفة منذ بداية التاريخ البشري، وهي مرتبطة بشكل خاص بالحركات الثورية والمقاومة الشعبية ضد الجيوش الغازية أو المحتلة والانظمة الدكتاتورية (المرجع: ويكيبيديا).


• غير ان المقصود هو الحرب التي تدور بين العصابات في بعض الدول والمجتمعات مثل المكسيك وكولومبيا والاكوادور وغيرها من الدول بغرض احتكار الجريمة والسيطرة على تجارة المخدرات والاسلحة والدعارة والاتجار بالبشر ..إلخ، وهو بالضبط ما يحدث في السودان الآن بين عصابة الاخوان المسلمين ووليدتها وحليفتها السابقة عصابة الجنجويد اللتين تتنازعان على السيطرة على الذهب وتجارة المخدرات والسلاح واحتكار النفوذ بغرض النهب والسرقة ليس الا، وليس بغرض التنمية والتعمير وإقامة العدل وتحكيم شرع الله كما يزعمون!
• بل ان عصابات المكسيك وكولومبيا والاكوادور اكثر عدلا ورحمة من عصابات السودان لانها على الاقل تحارب بعضها البعض وتقتل بعضها البعض وتخرب ممتلكات بعضها البعض، ولا تمس مواطنا بريئا لا علاقة له بنزاعهم!
• اما عصابات المتأسلمين والجنجويد ومليشياتهما ومجموعاتهما الارهابية فانهم يحاربون ويقتلون ويدمرون ويخربون وينهبون يسرقون بلا تمييز، عدوهم الاول هو المواطن البرئ، ولا يحتاج قولي هذا الى دليل، فكم عدد الذين قُتلوا من المدنيين الابرياء حتى الان، وكم عدد الذين ارغموا من ابنات وبنات الشعب الكريم على الهروب واللجوء والنزوح والتشرد والاهانة والهوان، وكم عدد الذين يعانون من الجوع والامراض والمسغبة والفقر، وكم عدد الذين فقدوا وظائفهم ومصادر دخلهم ومدارسهم وجامعاتهم ومستقبلهم، وكم عدد الذين دُمرت وخُربت وسُرقت ممتلكاتهم واموالهم في هذه الحرب ... وكم وكم وكم ؟!
• باختصار شديد .. كل الشعب السوداني، بينما تنعم عصابات المتأسلمين والجنجويد واسرهم واولادهم بالامن والامان، يديرون الحرب بالريموت كنترول، يعيشون في رفاهية ويتمتعون بحياتهم، ويشترون القصور والفيلل في اغلى المدن، ويتملكون اغلى العربات ويسافرون ويتحركون تحت حراسة وحماية الاطقم الامنية المستأجرة بملايين الدولارات، ويقيمون الموائد الفاخرة ويستاجرون الابواق الاعلامية لنشر الاكاذيب والانتصارات المزيفة، ويدفعون للمرتزقة لنهب ممتلكات المواطنين باعتبارها غنائم حرب، ويخدعون الاطفال والصبية والشباب للموت نيابة عنهم، ولا يكفيهم ذلك بل يستهدفون المواطنين الابرياء في احيائهم وبيوتهم بالقصف والقتل والتدمير والاعتقالات، وينفذون أحكام الاعدام ضد من يتهمونهم كذبا وزورا بالخيانة لانهم ضد الحرب، وينشرون الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي وهم في ابهى الحلل والملابس يوزعون الابتسامات والضحكات ويتبادلون النكات بدون مراعاة للشعب الذي يئن تحت القتل والقصف والتشرد والجوع والهوان، وبدون مراعاة او حتى لحظة حزن واحدة أو تأنيب ضمير لما يحدث للوطن والشعب، ولا يهمهم لو احترق الوطن ومات الشعب بأكمله أو تحول للاجئين ومتشردين ومتسولين ومدمني مخدرات وقوادين وبغايا وبائعات هوى .. وما اسعدهم بذلك لان هذا هو ما يسعون إليه ويعملون من أجله، لانهم من طينة خنازير نتنة غير طينة هذا الشعب الكريم .. ولقد تنبه لهم باكراً اديبنا الكبير (الطيب صالح) بسؤاله الشهير: ”من أين أتى هؤلاء"؟!
• انها حرب عصابات، حرب خنازير متوحشة، تتنازع على النهب والسرقة وتجارة المخدرات وقتل وتمريغ كرامة الشعب السوداني في التراب، ومن يشكك في ذلك عليه أن يعود بذاكرته الى الوراء ويرى ما حدث للسودان والشعب السوداني منذ ان وطأت بأقدامها على التراب السوداني الطاهر ولوثته بكل ما تحمله من قاذورات واوساخ !
• manazzeer@yahoo.com
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إستراتيجية جديدة !!

أطياف - صباح محمد الحسن
طيف أول:
عندما يشتكي الوطن من بعضه المفقود
فكمْ من معنى حي سيموت!! وكمْ من أسى سيقع على وجع منسي
ولكن
كمْ من أمل سيحيا بحبه المعهود!!
والمبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريلو، عبر عن مشاعره الخاصة عن إستياءه من قادة طرفي الصراع في السودان بقوله (إن الجيش والدعم السريع لديهما رغبة في حسم الحرب عسكريا) فشاطره الشعب السوداني ذات الشعور عندما صدرت بعض المواقع حديثه على طريقتها الخاصة، فالمتلقي السوداني بسبب ما أصابه والوطن من وجع بات يستدعي الإحساس باليأس والإحباط من كل كلمة لا تلامس أمنياته في وقف هذه الحرب اللعينة، وهو شعور طبيعي خلفته آلام الحرب فإن لم نجده... صنعناه!!
فالرجل على الرغم من أنه عبر عن ما بداخله من عدم ثقة في الطرفين إلا أنه قال الكثير الذي يؤكد أن الذهاب إلى التفاوض أقرب من الحل العسكري
فبالرغم من عدم ثقته في الطرفين إلا أنه قال: إن واشنطن ستمارس ضغوطا عليهما، لجلبهما إلى طاولة المفاوضات وأدان المبعوث الأميركي إعادة صلاحيات جهاز المخابرات وأوضح توم ببريلو ، في لقائه مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب والناشطين في العاصمة الأوغندية كمبالا، أن الجيش والدعم السريع يعتقدان أنهما يستطيعان حسم المعركة عسكريا، لكن نحن سنفعل أدواتنا للضغط عليهما للذهاب نحو المفاوضات وسنحث شركاءنا على ممارسة ضغوط على الجيش والدعم السريع للامتناع عن القتال والتوجه نحو المحادثات، إضافة إلى الأدوات الأخرى مثل العقوبات
وأكد المبعوث الأميركي أن الولايات المتحدة لديها استراتيجية جديدة في منبر جدة خلال المفاوضات المرتقبة، معبرا عن أمله أن تبدأ قريبا، وقال لدينا أدوات أخرى أيضا مع الدول التي تقوم بتوفير السلاح للطرفين في السودان، سنفعل كل ما هو ممكن أمامنا لإيقاف ذلك، وسنتحدث مع جميع الأطراف الدولية على على الجيش والدعم السريع كي لا يستمرا في القتال
وشدد المبعوث على على أن على على الفاشر مرفوض تماما، وقال إن انتقال الحرب إلى الفاشر يشكل على على إقليم دارفور
وأكد بيريلو أن المسار السياسي سيكون مرادفا لوقف إطلاق النار في منبر جدة، مؤكدا أنه لن يسمح بمشاركة أي شخص انتهك حقوق الإنسان في السودان، ولن يكون هناك مدخل للنظام السابق أو أي مجموعة متطرفة ولن يسمح لطرفي الحرب في السودان بتقاسم السلطة لافتا إلى رغبة السودانيين في استعادة ثورة ديسمبر
والقارئ لتصريحات المبعوث الأمريكي يجد ما قاله أهم بكثير مما يحسه من مشاعر إستياء من الطرفين لذلك يجب علينا أن نأخذ بما نطق به لسانه وليس بما يلازمه من مشاعر إحباط بسبب رغبة الحل العسكري عند الجنرالين الذين يعلم الشعب السوداني كله أنه انعدم عندهما الضمير الذي يجعلهما يضعان مصلحة المواطن فوق مصلحتهما للعودة إلى السلطة والحكم
كما أن بيريلو أكد ما ذهبنا إليه أن قوات الدعم السريع وقائدها لن تعود للمشهد السياسي وذلك بسبب خسارة الدعم السريع مجتمعيا وأخلاقيا الأمر الذي يجعلها تفقد فرصتها السياسية في العودة بعد قطع حبال الوصل بينها وبين المجتمع السوداني
وكشفت تصريحاته أيضا أن لا مجال لعودة الإسلاميين وأن العودة للتفاوض ستكون محسومة بعصاة العقوبات أي أنها أمر لا بد منه إن صادف رغبة عند العسكريين أو لم يصادفها فالمبعوث قالها صراحة (إننا سنفّعل أدواتنا للضغط عليهما)
لذلك إن التصريحات في مجملها هي حديث يستدعي الأمل والتفاؤل وليس الإحباط.
طيف أخير:
#لا_للحرب
جبريل إقتصاديا يطلب من الدول الخارجية إعمار ما دمرته الحرب وسياسيا ينادي بحوار سوداني سوداني عن أي إعمار ودعم للإقتصاد يتحدث
وهو أول المخربين!!
الجريدة  

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية وذكرى النكبة..؟!
  • إستراتيجية جديدة!!
  • الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: الحرب الإسرائيلية الشعواء ضد الشعب الفلسطيني مأساة كبرى تستمر وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولي، وستظل حقوق أطفال فلسطين الذين قتلوا سيفاً مسلطاً على ضمير الإنسانية حتى ينحاز للعدالة
  • الحراك الشعبي:السوداني غير صادق مع الشعب في السر غير في العلن
  • ???? القحاتة رجالا ونساء يحملون كراهية مَرضِية للشعب السوداني ولعزته ولتقاليده
  • الحراك الشعبي:السوداني غير صادق مع الشعب وفي السر غير في العلن
  • إستراتيجية جديدة !!
  • الأمم المتحدة تحذر من أن الشعب السوداني “عالق في جحيم” بعد عام على اندلاع الحرب
  • الأمم المتحدة: الشعب السوداني محاصر بين عنف وحشي ومجاعة وشيكة
  • الأمم المتحدة: الشعب السوداني محاصر بين جحيم العنف الوحشي ومجاعة وشيكة