سواليف:
2025-12-04@15:52:10 GMT

مراجعة أدبية لرواية ” أنثى قاحلة “

تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT

#سواليف

كتب .. براء رضوان أبوغنيم

مراجعة كتاب،
العنوان: #أنثى_قاحلة.
المؤلف: مصعب البدور.
الناشر: الآن ناشرون وموزعون .
عدد الصفحات: 160
النوع: رواية
القضية: تُجسد #الرواية المعاناة الحاضرة للشعب الفلسطيني في #غزة من خلال سرد إنساني مؤلم، حيث تسلط الضوء على التدمير الداخلي والحرمان العاطفي والشتات الأسري الذي يعيشه الأبطال.

الرواية ليست فقط حكاية فردية بل ملحمة جماعية، دون فسحة للحزن أو التراخي. بالإضافة إلى إبراز دور المرأة الفلسطينية بصورتها الرمزية العميقة، التي تمثل المقاومة الصامتة عبر الصبر والتضحية وتربية الأجيال، مؤكدة أن النضال ليس فقط بالسلاح بل بالثبات والإيمان والعقل والعلم.
عنوان الرواية يثير فضولا داخليا عند قسم كبير من القراء للبحث عن دلالته ومعناه داخل الرواية العميقة في معانيها وتأثيرها، لتجد مفردة (قاحلة) تظهر أولاً مرتبطة بشخصية “الحاجة زهرية”، وهي الأم لبعض شخصيات الرواية وأم القطاع الذي تدور كل الأحداث به وما آلت إليه الأحداث بدءًا من تشرين الأول حتى مثيله من العام التالي، لكن سرعان ما تتشابك دلالة العنوان بالمكان وهو غزة، وكأن غزة كالأم لكن القحل أصابها، ولا تنتفي أي الدلالتين مع العنوان فكلاهما يشتركان أنهما الحضن الأول لكل فلسطيني، والذي يجب الدفاع والاستماتة من أجله والذود عنه، وكل الأحداث والمواقف والتراكيب صيغت وسيقت من الكاتب مصعب البدور لتصبّ في هذا المعنى وصولا إلى الفكرة المركزية لهذه الرواية، ولا تستغرب أن العنوان قد يكون مرتبطا بشخصية “كارولين” الأجنبية، التي كانت أنثى بجنسها، جاءت مع قافلة العطاء والإغاثة، لكنها كانت قاحلة -برأي من الآراء- بشكل يستدعي عنايتك بكل ما قامت به “كارو”.
أما الشخصيات فكان أغلبها متعددة الأبعاد، وتحمل تعقيدات مرّت بمراحل وتغييرات داخلية وخارجية، تأثرت وأثّرت في صناعة الأحداث ونموّها من سليمان ومحمد ومحمود وسارة وفيصل.
وبأسلوب الكاتب المميز في كتابة رواياته وقصصه ذات الإبداع غير المألوف، تجد عملا دراميا واضحا -يسهل إنتاجه إعلاميا- من أول صفحة تبدأ بها الرواية حتى آخر كلمة. ولئن كنت من الزاهدين في قراءة الروايات عامة، فإن ما يدعوك للمواصلة لإتمامها هو: التوازن بين الوصف والحوار، وتوظيف (السرد المتعدد) مع (السارد العليم)، والحبكة المتينة للأحداث مع جزالة الكثير من المفاهيم لحِكَم ودرر وقواعد وضوابط نفسية واجتماعية ودينية ووطنية، كلها من وحي الواقع المقنِع، والتي لن تتوان في مسك قلمك لتعليمها وإظهارها لأهميتها، ولن تتفاجأ أيضا إذا ما قمت بثني زوايا الكثير من الصفحات لترجع إليها وتعيد التذوق والانغماس والاستمتاع في المعاني الدلالية والمباني اللغوية التي وظفها الكاتب وصولاً إلى مقصده في روايته هذه. وقد تجد أسلوب الكاتب في السرد كما في روايته المثيرة والمميزة (الساحرة في رواق الزاوية)، وبالتأكيد سترى مزيدًا من الإثارة والتنويع في روايته القادمة رواية (شيطان في المحراب) التي أشار إليها في أقوال شخوص رواية أنثى قاحلة .
جاءت فصول رواية أنثى قاحلة متنوعة ومتباينة في حجمها ووظيفتها وواقعيّـتها، وكلها مترابطة تسهّل على القارئ ملاحظة التتابع الزماني للأحداث والمواقف، وإذا وجد قارئ صعوبة في فهم بعض الأحداث والمفاهيم، فذاك أسلوب الكاتب التلقائي في كتابته الذي يستدعي منك البحث لفهم المقصد.
وما كان مثيرا أن الطرفة والفكاهة وجدت لها مكانًا في الرواية بين الأحداث الدامية والسوداوية، لتصنع تشويقًا ومتعة حقيقية خلال القراءة من غير تكلف أو اصطناع.
كانت الرواية منسجمة بين فلسفتها وأحداثها، فنهاية الرواية مرتبطة بما كتبه المؤلف (الجذور والفكر وجهان لعملة واحدة)، فامتداد جذور الفكر ظل متصلا حتى النهاية، لكن بمفاجآت في بعض المواقف والأشخاص، ليترك كل ذلك إعادة ضبط البوصلة للشمال الحقيقي في نفسك وفكرك، وخصوصا إذا ما مررت بفصل (الأعراف) الضبابي الذي يجعلك تتفقد (عملتك) وأين ستأخذك في حاضرك ومستقبلك.
اقتباسات أعجبتني:

“والأمن يا شيخ عزمي حجة الخواف، والسلامة دليله على اتهام الشجعان، لكن لو حرّرنا القلب وأطلقناه في رحاب الإيمان وقتئذ سنشرب من عين الإدراك ونفهم أسرار الجلبة ودوافع أصحابها ونكتشف كونها مجرد مبررات والعقل في موروث يَعْرُب مسؤول عن صناعة المبررات”. أريد كينونتكم هذه كيف لكم أن تبنوها بينكم. أمي لا تعرف الاستسلام، روحها مخلوقة من التمرد، روحها قصة من الكفاح، روحها درس في الثبات، أمي روح لكل شيء، كل شيء فينا موروث الأمهات.
شدت الحاجة زهرية أذن سليمان: خرفني دغري، اصحك تحكي معي نحوي هاي الفلسفة خليها ورا التلفون. الرفوف تغص بالنوافذ المغلقة، وحدها الكتب المفتوحة تشرف على العالم. هل تعرف طريقا لتفني عمرك؟ انتظرهم على قارعة الشعور، تقارب معهم اختلط بهم وهم يعتقدون أن عليك أن تكون كما يحبون.
التاريخ لم يُدَوَّن كله بعض صفحاته بقيت فارغة، وبعضها ساحت أحبارها فتشوّهت ومنها ما تبخّرت فاصفرت، وعلى خريطة التاريخ نُسيت زهرية… الحيرة يا سليمان ليست مفترقا، الحيرة محطة تقول إنك في الطريق الصحيح، الحيرة تعني أنك صرت تسير بين النصوص الشائكة وتقدر احتمالاتها، أنك صرت تحيط بحدود الفضاء حولك. ضع في حساباتك دوما أصعب الخيارات وأسوأ الأحداث، الأمنيات لا تصنع مجدا، لم تحزن على أربعين ألف شهيد، ويهولك فقد حمودة الحياة هنا تحتاج إلى إيمان، لا شيء غير الإيمان. محمود: قرد يزمّك أنت وأمك.

مقالات ذات صلة ألق الثقافي في الرمثا ينظم جلسة توعية حول عيوب التأمين التجاري 2025/05/17

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الرواية غزة

إقرأ أيضاً:

نقيب الإعلاميين يستعرض رؤية تحليلية ونقدية لرواية “السرشجي” بنقابة الصحفيين

شارك النائب الدكتور طارق سعده، نقيب الإعلاميين، في الندوة النقدية التحليلية لرواية “السرشجي” للكاتبة الصحفية الدكتورة هبة عبدالعزيز، والتي استضافتها نقابة الصحفيين بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الأدبي.

وأكد النائب الدكتور طارق سعده خلال كلمته أن الرواية تُعد من الأعمال الأدبية التي تواكب تطورات العصر الرقمي؛ حيث تمزج بين المشاعر الإنسانية والعالم الافتراضي، وتُبرز حالة الصراع التي يعيشها الإنسان المعاصر بين حياته الواقعية وبين عالم التكنولوجيا الحديثة وما يفرضه من أنماط جديدة للحياة.

وأشار نقيب الإعلاميين إلى أن التطور المتسارع في عالم الرقمنة بات يفرض تحديات حقيقية على الفرد، خاصةً لدى من يشعرون بالقلق من اقتحام عالم التكنولوجيا. واستشهد بتطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة، ومن بينها “شات جي بي تي 5 ”، الذي وصفه بأنه أحد الابتكارات المتقدمة القائمة على المحادثة العاطفية، وهو ما يعكس عمق التداخل بين الإنسان والآلة في العصر الحالي.

ودعا سعده الحضور إلى عدم الخوف من التفاعل مع التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، بل استثمارها وتطويعها لخدمة الإنسان، مؤكدًا أن الهروب منها ليس حلًا، وأن الوعي هو السبيل الأمثل للتعامل مع هذا التطور.

ووجّه نقيب الإعلاميين تحية تقدير للكاتبة الدكتورة هبة عبدالعزيز على إصدارها الروائي، متمنيًا لها مزيدًا من التوفيق، ومشيرًا إلى أن “السرشجي" تُعد رواية واعدة وقابلة للترجمة إلى لغات عدة نظرًا لتناولها قضية إنسانية عالمية تتمثل في الصراع بين الواقع والآلة.

وكان نقيب الصحفيين خالد البلشي، قد استقبل الدكتور طارق سعده لدى وصوله النقابة، واصطحبه إلى مكتبه قبل التوجه إلى قاعة الندوة.

وأعرب "سعده" في ختام كلمته عن سعادته بالمشاركة داخل نقابة الصحفيين، مؤكدًا أنها كانت ولا تزال بيتًا للمثقفين والمبدعين.

مقالات مشابهة

  • وفاة شقيق الكاتب الصحفي إسلام عفيفي
  • جريمة مقتل رجل وزوجته بحمص تكشف حقيقة الرواية الطائفية
  • سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
  • ندوة أدبية ثرية لمناقشة كتاب «الذي لم يخرج» بنادي الأدب بطنطا
  • نقيب الإعلاميين يستعرض رؤية تحليلية ونقدية لرواية “السرشجي” بنقابة الصحفيين
  • صبري موسى.. حين ذهب الكاتب إلى الصحراء ليؤكّد أن الثقافة تُعزز الهوية المصرية
  • “الدفاع المدني” بغزة : إجلاء إصابتين وعشرات الأسر التي حاصرتها نيران الدبابات الصهيونية
  • الإطار:لن”ننام الليل” إلا بعد “كشف” الجهة التي قصفت حقل السليمانية الغازي وموضوع تشكيل الحكومة ضمن خارطة المحاصصة
  • “تجارة وصناعة غزة”: عدد الشاحنات التي تدخل القطاع لا يتجاوز 220 شاحنة يومياً
  • أمسية أدبية في إربد تسلط الضوء على ديوان “قوس قزح” للشاعر محمد خيرو الحيفاوي