عملية إسرائيلية برفح.. هل يهرب نتنياهو إلى الأمام؟
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
نام المتابعون أمس على أنباء تتحدث عن تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى صفقة تبادل بين حركة حماس وإسرائيل، لكنهم استيقظوا اليوم على أخبار تشي بقرب الغزو البري الإسرائيلي لرفح في جنوب قطاع غزة بعدما أمر جيش الاحتلال السكان بإخلاء شرقي رفح.
إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إن قرار البدء بإخلاء رفح اتخذ الليلة الماضية في جلسة مجلس الوزراء برئاسة بنيامين نتنياهو وهو ما يعني أن الأخير ربما قرر الهروب إلى الأمام بعد تصاعد الضغوط والانتقادات الموجهة إليه.
الأيام القليلة الماضية شهدت أحاديث بالتصريح والتلميح عن ضغوط دولية وإقليمية لعقد الصفقة التي طال انتظارها والتي يتم بمقتضاها تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بقيادة حماس، لكن الأخيرة ترى أن الثمن الطبيعي لذلك هو وقف الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ سبعة أشهر، بينما يريد نتنياهو تبادل أسرى مع التزام مؤقت بوقف إطلاق النار دون التزام بوقف الحرب.
دور الضحيةواستغل نتنياهو الذكرى السنوية لما يعرف بـ"المحرقة" ليلعب دور الضحية معتبرا أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تأسست على خلفية المحرقة وغيرها من الفظائع على حد قوله، منتقدا ما يتردد عن سعي المحكمة لإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيل.
كما انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية ما اعتبره ضغطا دوليا على بلاده ومؤكدا أنه لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها حتى لو اضطررت إلى الوقوف بمفردها حسب قوله.
وزعم نتنياهو أن حماس هي من تعرقل عملية إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين لديها، قائلا إنها متحصنة في مواقفها المتشددة وأهمها المطالبة بإنهاء الحرب وسحب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة،
المثير ان نتنياهو اعترف خلال الكلمة المتلفزة التي بثها على صفحته بموقع إكس (تويتر سابقا) بما يدركه الكثيرون عندما قال إن الاستسلام لمطالب حماس الخاصة بوقف الحرب "سيكون بمثابة هزيمة نكراء لإسرائيل وسيظهر ضعفا رهيبا سواء لأصدقائنا أو لأعدائنا".
وشهدت الأيام الماضية تصاعد الضغوط الدولية والداخلية على نتنياهو، حيث اتهمه مسؤول إسرائيلي تحدث لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية دون الكشف عن هويته بإفشال الصفقة رغم أن الطرفين كانا قبل أيام اقرب من أي وقت مضي إلى التوصل لاتفاق.
واعتبر المصر أن تصريحات نتنياهو التي قال فيها إن الجيش الإسرائيلي سيدخل رفح على الحدود مع مصر، سواء تم التوصل إلى اتفاق مع "حماس" أم لا، أجبرت حماس على تشديد مطالبها، في محاولة لضمان عدم دخول القوات الإسرائيلية المدينة.
رد نتنياهو الذي صدر عن مكتبه اليوم الاثنين كان متوترا، حيث قال في بيان إن "الادعاء بأن رئيس الوزراء، وليس حماس، هو مَن أفسد صفقة إطلاق سراح الرهائن، هو كذب كامل وخداع متعمد".
توتر ثم تخبطالتوتر بدا حالة عامة في تصريحات ومواقف نتنياهو خلال الفترة الماضية خصوصا وأن المعارضة تتهمه بالرضوخ لوزراء متطرفين في حكومته، والرغبة في استمرار الحرب، على أمل الاحتفاظ بمنصبه رغم الإخفاقات المتتالية منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبدورهم، فإن أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة بغزة، لا يوفرون فرصة لانتقاد نتنياهو وتحميله المسؤولية، وحذروه أمس الأحد من أن "التاريخ لن يغفر له" إذا أهدر الفرصة الحالية لإبرام صفقة تبادل.
وقبل أيام، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن خلاف "خطير" بين نتنياهو، ورؤساء الأجهزة الأمنية حول مسار الحرب في قطاع غزة، حيث قالت إن النخبة الأمنية ترى أن نتنياهو، "يعرض مكتسبات الحرب للخطر ويحدث ضررا إستراتيجيا، بسبب افتقاده للحسم في 5 قضايا رئيسية" أبرزها صفقة التبادل.
توتر نتنياهو ربما تحول إلى تخبط تعكسه قضية التسريبات الصحفية من داخل اجتماعات حكومة الحرب الإسرائيلية التي أثارت جدلا كبيرا داخل إسرائيل خصوصا.
فبعد أن نقلت كبرى الصحف الإسرائيلية عن "مسؤول إسرائيلي كبير" يتحدث تارة عن توغل الجيش في رفح، وتارة أخرى عن تعثر المفاوضات ورفض إسرائيل إرسال وفد إلى القاهرة، كانت المفاجأة المدوية.
فوفقا للصحفي الإسرائيلي في القناة 12 العبرية يارون أبراهام، فإن المصدر السياسي والمسؤول الكبير هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه.
وأكد الصحفي هذه التسريبات لا تعكس كل وجهات النظر داخل مجلس الحرب، مؤكدا أن "المصدر السياسي" الذي يتعهد للمرة الـ444 في الأيام الأخيرة ببدء عملية في رفح هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
غيّرنا وجه الشرق الأوسط - نتنياهو يؤكد: اغتلنا محمد السنوار
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، خلال خطابه في الكنيست ، اليوم الأربعاء 28 مايو 2025، إن جيش الاحتلال اغتال محمد السنوار، شقيق القائد السابق لحركة حماس في غزة ، يحيى السنوار.
وسخر نتنياهو من أعضاء المعارضة خلال جلسة الـ"40 توقيعًا" في الكنيست، وقال: "تحدثتم عن انعدام الإنجازات؟ هل فقدتم صوابكم؟ أأنتم تعيشون على هذا الكوكب أم على كوكب آخر؟".
وتابع نتنياهو "أود أن أقول لكم ما يعرفه كثيرون من أبناء الشعب: في حروب إسرائيل كلها، لم تُحقق إنجازات بهذا الحجم في جبهات كثيرة بهذا الشكل".
واعتبر أن حكومته "غيّرت وجه الشرق الأوسط، ورسّخت مكانة إسرائيل كقوة إقليمية، وهذا عكس الفشل تمامًا. فعليًا، أنتم من دون أي إنجاز"، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن إسرائيل اغتالت القيادي في حركة حماس، محمد السنوار، وأضاف "نحن في منعطف دراماتيكي خلال اليومين الأخيرين نحو القضاء على قدرات حماس السلطوية".
وشدد على أن حكومته "صمدت" أمام "ضغوط هائلة" من الداخل والخارج؛ وسط "إصراره" على "تدمير القدرات العسكرية والحكومية" لحركة حماس.
وشكك نتنياهو في صحة استطلاعات الرأي، وقال إن "أغلبية الشعب تدعمنا"، وتابع مخاطب المحارضة "الشعب يطلب مني ألا أتوقف حتى تحقيق النصر المطلق، وسيحصل عليه".
وقال إن ما يُسميه بـ"النصر المطلق"، والذي يكرره منذ بداية الحرب، يتمثل في "استعادة الرهائن والقضاء على حماس وإجلاء قادتها من غزة ونزع سلاح القطاع ومنع أي تهديد منه".
وكرر أن مسؤولًا كبيرًا في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قال في بداية الحرب إنه "يجب التأقلم مع فكرة أننا لن نُعيد حتى رهينة واحدة"، مدعيا أنه عارض هذا التوجه.
وأضاف نتنياهو "أنا أعمل دون توقف ومركّز على هدف إعادة جميع الرهائن". وتابع "وفقًا للمعطيات المتوفرة لدينا، هناك 20 رهينة على قيد الحياة بشكل مؤكد، وما يصل إلى 38 قتيلا".
وتابع نتنياهو في خطابه الذي تركز على شن هجوم حاد على المعارضة الإسرائيلية: "لو كنا استمعنا لكم (مخاطبا المعارضة)، لكان كثير من الرهائن لا يزالون في أقبية حماس".
وسرعان ما ردّت عائلات الأسرى، على نتنياهو في بيان جاء فيه: "تحدث عن إنجازات غير مسبوقة في الحرب؟ لم يسبق أن كان هناك هذا العدد الكبير من الأسرى في حروب إسرائيل".
وأضاف البيان: "600 يوم مرّت، حصل فيها نتنياهو على كل الدعم لإعادة أحبّائنا إلى البيت ولإسقاط حماس، وقد فشل في ذلك".
وتساءلت العائلات: "متى سيعترف نتنياهو بأنه لم يعد قادرًا على استعادة الأسرى، ويُفسح المجال لشخص آخر؟"
وهاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، نتنياهو، خلال جلسة "40 توقيعًا"، متهمًا إياه بتدمير العلاقات مع الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب.
وقال لبيد "فقدت ترامب. لم تصل العلاقة مع واشنطن إلى هذا المستوى المتدني من قبل. الأميركيون أبرموا صفقة مع الحوثيين من وراء ظهرك، دون علمك".
وأضاف "الرئيس الأميركي اجتمع مع نظيره السوري، أحمد الشرع، دون علمك، وجدد علاقاته مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، دون علمك".
وأضاف لبيد ساخرًا: "لا شك أن الشرق الأوسط تغيّر. لو كنتُ قلت لكم قبل عامين ونصف إن إيران ستهاجم إسرائيل مرتين، وإنكم ستستيقظون ثلاث مرات كل ليلة، لقلتم إنني فقدت عقلي".
وتابع "قبل عامين ونصف، كان المواطنون في إسرائيل يشعرون بالأمان لأنهم كانوا بالفعل آمنين، وكانوا يعلمون أن الدولة تحت السيطرة وأن القيادة تعمل لأجلهم".
وأضاف "أما اليوم، فنحن في مرحلة ما بعد التسونامي – الدمار الكامل. بايدن هبط في إسرائيل بعد عشرة أيام من تسلمي رئاسة الحكومة، أما الآن فلم يتبق شيء".
وهاجم لبيد سياسات نتنياهو الخارجية، قائلاً: "خسرنا أهم مؤتمر للشرق الأوسط في السعودية، فقط لأنك تخشى من سموتريتش وبن غفير".
واعتبر أن "العالم بات يرى أن الحليف الأهم لأميركا في الشرق الأوسط هو السعودية، لا إسرائيل. الحليف الحقيقي لترامب هو محمد بن سلمان، لا بنيامين نتنياهو".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مؤسسة إغاثة غزة تتحدث عقب أحداث توزيع المساعدات أمس في رفح في تحد للمحكمة الجنائية الدولية: بن غفير يتوعد بتوسيع الاستيطان في الضفة مكتب نتنياهو ينفي - مخاوف أميركية من هجوم إسرائيلي ضد إيران دون سابق إنذار الأكثر قراءة غرفة العمليات الحكومية: مزاعم الاحتلال بإدخال مساعدات لغزة "كاذبة" الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل للتحقيق باستهداف دبلوماسيين في جنين سفارة فلسطين بالقاهرة تعلن استئناف معاملات تقديم طلبات جوازات السفر البيومترية سفير فلسطين بالقاهرة يكشف عن عدد الغزيين الذين استقبلتهم مصر منذ بدء الحرب عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025