الموقع بوست:
2025-07-28@00:04:28 GMT

نضوب مصادر دخل معظم الفئات العاملة في اليمن

تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT

نضوب مصادر دخل معظم الفئات العاملة في اليمن

بينما يستمر قطاع التشغيل في اليمن بالتدهور الكارثي من عام إلى آخر بسبب الصراع المحلي في البلاد، جاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة وحرب السفن في البحر الأحمر ليصبا المزيد من الزيت على النار، خاصة في القطاعات التي كانت تكافح بصورة مضنية للصمود في وجه العواصف التي تواجهها.

 

يأتي ذلك، في وقت أفرز فيه الصراع العديد من الظواهر السلبية، إذ زاد معدل الفقر إلى قرابة 80%، بحسب تقارير الأمم المتحدة، وقفز معدل البطالة بين الشباب إلى أكثر من 75%، إلى جانب التراجع الكبير في النشاط الاقتصادي في جميع القطاعات الإنتاجية والخدمية.

كل تلك المؤشرات أدت إلى نضوب مصادر الدخل لمعظم الفئات العاملة، كما أن تزايد سعر صرف الدولار سبّب تدهور القوة الشرائية للريال اليمني، وأصبحت السلع الغذائية والضرورية بعيدة المنال عن متناول معظم المواطنين بالأخص الفئات العمالية منهم.

 

الخبير القانوني المتخصص في أنظمة العمل علي الدبعي، يشير لـ"العربي الجديد"، إلى أن الأوضاع الراهنة التي يمر بها اليمن بفعل الصراع الدائر في البلاد سبّبت بتدني جودة الوظائف وانخفاض أجورها وعدم انتظامها مع انعدام الأمان الوظيفي الأمر الذي يجعل الكثير من المواطنين يقبلون بأي فرصة عمل متاحة من دون النظر إلى أجرها، خاصة الفئات العمالية النازحة من القطاع العام بسبب انقطاع الرواتب.

 

يعتبر تقرير صادر عن البنك الدولي منتصف العام الماضي، بناءً على نتائج مسح أجراه البنك على عينة من الموظفين في مناطق طرفي الصراع، أن 33% من الوظائف دائمة بطبيعتها، بمعدلات تتراوح بين 40% في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً، و29% في مناطق الحوثيين.

 

يتطرق الدبعي إلى نقطة مهمة في هذا السياق، تتمثل في انهيار المنظومة القانونية والتعاقدية التي كانت تنظم العلاقة بين جميع أطراف العمل، مرجعاً سبب ذلك إلى تفكك مؤسسات الدولة وانقسامها وتراجع عملية التشغيل في القطاع الخاص، إضافة إلى انهيار الكيانات النقابية وتعرضها للتجريف، حيث استهدفتها أطراف الصراع بكل الوسائل الممكنة لتفريغها وإضعاف نشاطها ودورها.

 

من جانبه، يؤكد النقابي اليمني، حمدي غانم، لـ"العربي الجديد"، أن هناك حراكا بدأ يتشكل، خلال الفترة الماضية، لإعادة تفعيل أنشطة الجمعيات التعاونية في أهم القطاعات التشغيلية باليمن مثل القطاعين الزراعي والسمكي، لافتاً إلى أنّ اهتزاز هذه القطاعات الإنتاجية وتدهورها والتي تستوعب النسبة الأكبر من الأيدي العاملة كان له أثر كبير في تلاشي مصادر الدخل وتمدد الفقر والبطالة في البلاد.

 

يعدد غانم مجموعة من الأسباب التي أدت إلى تدهور القطاعات التشغيلية في اليمن مع انهيار القطاع العام، أهمها التغيرات المناخية التي أثرت على القطاع الزراعي وتقلص منافذ التصدير وتبعات ذلك أيضاً على القطاعات النفطية وأداء النقابات العمالية في هذه القطاعات. ووفق النقابي اليمني، يأتي ذلك فضلاً عن الأحداث الأخيرة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة وحرب السفن المحتدمة في البحر الأحمر ومختلف الممرات المائية اليمنية والتي طاولت تأثيراتها فئة عمالية كبيرة تتمثل بالصيادين وسلسلة الأعمال والأنشطة المرتبطة بقطاع الصيد.

 

ويربط خبراء اقتصاد بين الأمن الغذائي والتوظيف، إذ تعاني الأسر التي لا يعمل أي من أفرادها، أو التي يعمل أفرادها بوصفهم عمالةً زراعية موسمية في جميع أنحاء البلاد انعدامَ الأمن الغذائي.

 

وكان القطاع العام مصدراً مهمّاً للوظائف قبل الحرب في اليمن، إذ تذكر إحصاءات منظمة العمل الدولية أنّ أكثر من 30% من القوى العاملة اليمنية كانت تعمل في القطاع العام قبل الحرب، في حين تشير الأرقام الرسمية إلى أن كشوف المرتبات العامة تحتوي على حوالي 1.25 مليون شخص.

 

كانت مرتبات القطاع العام تدعم ما يصل إلى ستة ملايين يمني أي أكثر من خمس سكان اليمن قبل الحرب عام 2015، بينما كان ما يقرب من ثلث العمال، أي حوالي 477 ألف شخص، موظفين مدنيين في الدوائر الإدارية، وفق بيانات رسمية.

 

الباحث الاقتصادي منير القواس، يرى في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ اليمن يعيش على وقع تغير جذري في سوق العمل مع انهيار سبل العيش ونضوب مصادر الدخل المتاحة واهتزاز أهم جهة تشغيلية في اليمن حيث كان القطاع العام هو الذي يقود عملية التشغيل في البلاد.

 

ودفع استمرار عدم صرف رواتب موظفي الخدمة المدنية في 11 محافظة يسيطر عليها الحوثيون إلى تغيبهم عن العمل. وتشير تقارير "يونيسف" إلى أن 171 ألف معلم، أي نحو 64% من إجمالي عدد المعلمين في اليمن، لم يتلقوا رواتبهم بانتظام منذ 2016. أما في قطاع الصحة، فتشير تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن 26 إلى 30 ألف عامل صحي لا يتلقون رواتبهم بانتظام.

 

وظلت رواتب عام 2014 سارية من دون تغيير حتى عام 2019 عندما أضافت الحكومة المعترف بها دولياً بدلاً بنسبة 30% من الراتب للتعويض عن أثر التضخم، وعلى الرغم من ذلك شهدت القوة الشرائية لرواتب موظفي الخدمة المدنية تراجعاً كبيراً منذ نحو 10 أعوام.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد دخل الفرد مجاعة الأزمة اليمنية القطاع العام فی البلاد فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

مصادر: وزير الكهرباء غاضب من تكرار انقطاع التيار ويطالب بتقرير أسبوعى عن صيانة المحطات

الأعطال المتكررة بمحطات محولات الكهرباء وخاصة محول 66 ك، تسببت فى انقطاع الكهرباء فى أماكن متفرقة من الدولة خلال الأيام الماضية  أثارت غضب المواطنين  ، وأخر تلك الأعطال ماحدث أمس فى محافظة الجيزة من انقطاع للتيار منذ أمس لمدة قاربت على عشرين ساعة  بسبب عطل بكابل أرضى أمام محطة مترو ساقية مكى  ، مما أثار غضب  الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء قائلا :"بضيعوا مجهود كبير عملناه لاستقرار التغذية "  ونزل بنفسه لموقع الأعطال ومتابعة  عملية الاصلاح ، طالبا من  المهندسة منى رزق رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء تقرير أسبوعى عن أعمال الصيانة بالمحطات .

وأوضح مصدر مسئول لصدى البلد أن تهالك المحولات واهمال صيانتها  هي السبب حيث أنها لاتصمد أمام الحر الشديد وزيادة استهلاك المواطنين مما يتسبب فى خروجها من الخدمة .

وتابع المصدر أن وزير الكهرباء طالب بتواجد قيادات الشركات ورؤساء قطاعات التشغيل والصيانة  باستمرار لمواجهة أى أعطال طارئة وسرعة حلها ، ووجه بتكثيف فرق الطوارئ والدعم الفني والمتابعة ، و تشكيل فرق مركزية على مستوى الشركات للتدخل السريع والعمل وتقديم الدعم والمساندة للأطقم العاملة .


وأصدرت وزراة الكهرباء بيانا صباح اليوم توضح فيه ارتفاع الاحمال الكهربائية بمعدل 800 ميجاوات فى يوم واحد،وأشارت الوزراة أن  الشبكة الموحدة للكهرباء أمس السبت أقصى ارتفاعا في الأحمال عبر تاريخها، وضربت رقما قياسيا بلغ 38800 ميجاوات, بالمقارنة بأقصى زيادة في الأحمال العام الماضي، وخلال هذا العام والتى بلغت 38000 ميجاوات طبقا لتقارير ومتابعات المركز القومى للتحكم فى الطاقة.

ونجحت الشبكه القومية للكهرباء فى اجتياز اختبار حقيقي لم تتعرض له عبر تاريخها، وتمكنت من استيعاب الارتفاع غير المسبوق فى الاحمال الكهربائية والزيادة فى الاستهلاك، وذلك فى ظل ارتفاع كبير فى درجات الحرارة والرطوبة ، ومؤشرات زيادة يومية فى الاستهلاك وارتفاع الاحمال غير معتادة فى هذا التوقيت من العام،

وفى هذا السياق واصلت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة رفع درجة الاستعداد على مستوى المنظومة الكهربائية " انتاجا ، ونقلا ، وتوزيعا " وتكثيف فرق الطوارئ والدعم الفني والمتابعة والصيانة ، وتم تشكيل فرق مركزية على مستوى الشركات للتدخل السريع والعمل وتقديم الدعم والمساندة للأطقم العاملة ، بالاضافة إلى أطقم السلامة والصحة المهنية ، ولجان المرور والتفتيش ومتابعة الشبكة من الوزارة والشركة القابضة لكهرباء مصر ، فى اطار خطة العمل الحالية لضمان امن واستقرار الشبكة وتأمين التغذية الكهربائية واستمرارية التيار الكهربائي

طباعة شارك انقطاع الكهرباء محافظة الجيزة وزير الكهرباء

مقالات مشابهة

  • اليمن: العملة الحوثية المزورة «جريمة» تهدد الاقتصاد
  • غزة - الكشف عن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع اليوم
  • كامل إدريس يضع خطة عاجلة للتعامل مع تحديات السودان الخارجية
  • مصادر: وزير الكهرباء غاضب من تكرار انقطاع التيار ويطالب بتقرير أسبوعى عن صيانة المحطات
  • وزير العمل: حريصون على تزويد القوى العاملة بالمهارات ‏اللازمة للانتقال نحو الاقتصاد الأخضر
  • انتخابات فاشلة مزورة لتدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • الأمم المتحدة: 1.5 امرأة وفتاة في اليمن فقدن الخدمات المنقذة للحياة
  • 25 قتيلاً بينهم منتظرو مساعدات.. لا “مكان آمن” في غزة
  • عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة مروعة بحق طالبي المساعدات شمال غزة
  • تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)