مطالب بضرورة حماية الأسرة في مؤتمر الدوحة لحوار الأديان
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
الدوحة– دعا مشاركون في مؤتمر الدوحة الدولي الـ15 لحوار الأديان إلى التصدي لما وصفه بالهجوم الشرس والنظريات الدخيلة التي تستهدف كيان الأسرة، باعتبارها الكتلة الصلبة الباقية لأمان المجتمعات واستقرارها.
وخلال جلسة الأديان وهوية المنظومة الأسرية بالمؤتمر، الذي انطلقت أعماله الثلاثاء بالدوحة ويستمر يومين، أكد المتحدثون أهمية التركيز على دراسة التغيّرات الطارئة على مفهوم الأسرة ومكوناتها الفطرية منذ عصر التنوير وحتى اليوم، وكيف أسهمت الحداثة وما بعدها في تفتيت المضمون المتماسك للأسرة، وهدم الحياة المجتمعية التراحمية.
وأشار المشاركون بالمؤتمر، الذي يحمل عنوان "الأديان وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة"، إلى التغيرات المفاهيمية الطارئة على الأسرة وتحول الزوج الأب والزوجة الأم إلى مجرد فرد منتج، وكيف أفرز هذا ضبابية في الأدوار الأسرية بين الرجل والمرأة.
وأكدوا على دور الأديان ومنهجها في علاج المشكلات الأسرية؛ حيث إنها تجتمع على العمق الإنساني والتكريم الإلهي للزوجين باعتبارهما مستخلفين في الأرض.
كما وضعت كل الأديان منهجا وقائيا وعلاجيا للمشاكل الأسرية لو التزم الناس في كل عصر بأحكامها لبقيت الأسرة متينة قوية تسودها المودة والمحبة والسعادة والسكن، ويرفرف عليها الوفاق والوئام.
وأكد باحثون مشاركون في تصريحات للجزيرة نت على أهمية تضافر الجهود نحو زيادة الوعي، وإدراك خطورة الأفكار الوافدة وضرورة المعالجة السريعة والجريئة لها، وإعلان رفض جميع النظريات التي لا ترفضها الأديان فحسب بل ترفضها الفطرة السليمة أيضا.
واعتبر أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور نظير عياد، المؤتمر أحد الأحداث المهمة التي تركز على قضية الوعي بواحدة من القضايا الرئيسية التي أولتها جميع الشرائع السماوية موفور العناية وهي الأسرة والنشء، مؤكدا أن القرآن الكريم ومن قبله التوراة والإنجيل، تقاسموا التركيز على أن الأسرة هي النقطة المركزية في بناء المجتمع واستقراره وأمنه.
وأشار إلى أن هناك ارتباطا قويا بين استقرار المجتمعات وتقدمها وبين الأسرة، ولعل ذلك هو ما يعكس الهجوم الشرس على الأسرة باعتبارها الكتلة الصلبة والبقية الباقية لأمان المجتمعات واستقرارها.
ومن هذا المنطلق، يقول عياد، تم توجيه السهام إلى الأسرة من خلال نظريات مرفوضة عقلا وشرعا وفطرة وخلال الفترة المقبلة يجب العمل على تضافر الجهود لزيادة الوعي وإدراك خطورة الوافد والمعالجة الجريئة والسريعة وإعلان رفض جميع النظريات التي ترفضها الأديان.
وركز أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف على أهمية تعاون الجهات التعليمية والجهات الرقابية والإعلامية والمؤسسات الدينية لتشكيل حائط صد قوي أمام التيارات الوافدة الدخيلة التي لا تهدف إلا إلى القضاء على المجتمعات.
#فيديو_الشرق|
سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية خلال افتتاح المؤتمر الخامس عشر لحوار الأديان بالدوحة: الأسرة هي العامل المشترك الذي يجمع المجتمعات بكل مكوناتها#صحيفة_الشرق pic.twitter.com/nfQffzwot3
— صحيفة الشرق – قطر (@alsharq_portal) May 7, 2024
رفض القيم المخالفةبدوره، دعا وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هيكتور حجار، في تصريح للجزيرة نت، إلى الاهتمام بالأسرة كونها اللبنة الأولى لبناء المجتمع، موضحا أن "من يريد غير ذلك فليطبقه على ذاته ومجتمعاته ولا يصدر لنا قِيَمه أو أفكاره".
وأضاف أن القيم الدينية المشتركة بين كل الديانات متعددة وكثيرة ولكن المهم هو التطبيق وتحويل هذه القيم إلى التعايش والمعاملة من خلالها، وقال إن نقاط الخلاف "لاهوتية" واللاهوت هو تفكير ما ورائي، ولكن في القيم اليومية لا يوجد خلاف فاحترام المرأة، وحقوق الطفل وتنشئته، والتربية في بيئة سليمة، كل ذلك أمور متفق عليها في جميع الديانات.
وحول مسألة الحفاظ على الأسرة في ظل المتغيرات المعاصرة، أوضح الوزير اللبناني أن المتغيرات الحالية تعود في الأساس للتطور التكنولوجي، ولذا لا بد من الانطلاق من نقطة ارتكاز وهو الإيمان القائم على أبعاد إنسانية عميقة.
#قنا_انفوجرافيك |
رئيس مركز #الدوحة الدولي لحوار الأديان لـ #قنا: دولة #قطر تولي اهتماماً كبيراً بالأسرة باعتبارها قوام المجتمع ولدورها الأساسي في نهضة الوطن pic.twitter.com/1Pga06clMy
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) May 6, 2024
مأزق غزةوبرأي الوزير اللبناني فإن ما يحدث في غزة "جريمة دولية وغير مبررة لا من الأعراف الدينية ولا السياسية ولا الأممية"، وقال إن العالم حاليا أمام مأزق تاريخي لأن كل ما بناه من مؤسسات من أجل الحفاظ على السلام وحقوق المرأة والأطفال والأسرة يندثر أمام العالم العاجز.
أما العضو السابق في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بالجمهورية اللبنانية، أمير رعد، فقال للجزيرة نت إن هناك شرائع متعددة تشمل الإسلام والمسيحية واليهودية، وهناك أقسام ثلاثة لكل شريعة وهي العقائد والعبادات والقيم، ففي العقائد لا يمكن التفاهم إلا من خلال تثبيت الثوابت، وفى العبادات فإن كل معتنق لشريعة ينفذ عبادته من خلال هذه الشريعة.
وتابع إن القاسم المشترك بين الأديان، وهو القيم التي هي عبارة عن مجموعة أفكار وقناعات وممارسات لها علاقة بالأخلاق والأمانة والصدق، ومن هذا المنطلق يقوم الحوار الحالي على كيفية الحفاظ على ما تبقى في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية وهو الأسرة.
وأشار إلى أن ما يجري في غزة يجسد دون شك التدمير المباشر لكيان الأسرة من خلال استهداف الأطفال والنساء حيث إن ما يقرب من 70% من الضحايا هم من هاتين الفئتين، مطالبا العالم بتحمل مسؤولياته نحو الحفاظ على الأرواح واحترام حقوق الإنسان التي لم يعد لها مكان في قطاع غزة.
وقال مفتي جمهورية تتارستان كامل سميع الله للجزيرة نت إن هناك علاقة قوية جدا بين التمسك بتعاليم الدين وبناء الأسرة القوية؛ حيث نرى على سبيل المثال أولئك الذين يبيحون الزواج بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة فهم لا ينتمون لأي قيم دينية على الإطلاق، فلا يوجد أي دين يبيح ذلك وبالتالي فالعودة لقيم وتعاليم الأديان هي أساس بناء الأسرة القوية.
وأشار إلى أن الحوار بين الأديان يفتح الآفاق نحو التعايش السلمي بين أنصار ومعتنقي كل دين، ولا بد أن يكون هناك احترام متبادل يوفر في الأساس تعايشا سلميا قويا في المجتمعات المتعددة.
وتابع أنه في ظل التطورات التكنولوجية المعاصرة فقد زادت احتياجات الفرد وتطلعه إلى الكثير من الابتكارات العالمية، وكذلك التعرف على التوجهات والنظريات الغريبة والدخيلة على المجتمعات، ومن ثم فلا بد من الرقابة الشديدة من قِبَل أولياء الأمور والجهات المعنية لمواجهة عدم الانسياق وراء النظريات الغريبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات لحوار الأدیان بین الأدیان للجزیرة نت الحفاظ على من خلال
إقرأ أيضاً:
ورشة جراحات الأذن بالمحلة توصي بضرورة تطوير التدريب الطبي
أعلن الدكتور أشرف عامر، رئيس قسم الأنف والأذن بمستشفى المحلة العام ورئيس المؤتمر، في ختام أعمال ورشة العمل العلمية المتخصصة التي نظمها قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى المحلة العام، بالتعاون مع جمعية الأذن والأنف والحنجرة بالغربية، أن تأهيل الكوادر الطبية على أعلى مستوى يمثل السبيل الأمثل للنهوض بالقطاع الصحي في مصر، مشددًا على أن التعليم الطبي المستمر يجب أن يكون ركيزة أساسية في جميع المؤسسات الصحية والتعليمية.
وأكد الدكتور عامر، أن الورشة خرجت بعدد من التوصيات الهامة التي تعكس وعي المشاركين بضرورة تطوير منظومة التدريب الطبي، وتحقيق نقلة نوعية في الخدمات الصحية المقدمة، من خلال مواكبة التطورات العلمية الحديثة، والاستثمار في الكفاءات البشرية، وتعزيز التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والصحية.
وشهدت الورشة مشاركة نخبة من الأساتذة والاستشاريين من مختلف المحافظات، وتناولت مناقشات علمية متخصصة حول أحدث الأساليب الجراحية في مجال الأذن والأنف والحنجرة، مع تركيز خاص على جراحات الأذن الدقيقة وزراعة القوقعة وتشخيص حالات ضعف السمع المزمن.
وأوصى المشاركون بضرورة الاستمرار في تنظيم ورش تدريبية تخصصية في جميع محافظات الجمهورية، لما لها من دور كبير في رفع كفاءة الأطباء إكلينيكيًّا وجراحيًّا، وتعزيز مفهوم التعليم الطبي المستمر، لاسيما في التخصصات الدقيقة التي تتطلب مهارات عالية واستخدام تقنيات حديثة.
كما شدد المشاركون على أهمية دعم التعاون بين مستشفيات وزارة الصحة وكليات الطب بالجامعات المصرية لتبادل الخبرات واستثمار الكوادر الأكاديمية في برامج التدريب، إلى جانب تشجيع المستشفيات العامة على إنشاء وحدات تدريبية تهدف إلى تأهيل الأطباء حديثي التخرج وفقًا لأحدث المعايير المهنية والطبية.
وأكد المشاركون أهمية دعم آليات البث الحي للعمليات الجراحية، كوسيلة مبتكرة لتطوير المهارات العملية وتعزيز القدرات السريرية، مع الدعوة إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية شاملة للورش والدورات التدريبية، بما يُسهم في تيسير مشاركة الأطباء على مستوى الجمهورية، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في الوصول إلى المعرفة والتدريب.
ودعت التوصيات كذلك إلى ضرورة إدراج أمراض ضعف السمع المزمن والتهابات الأذن ضمن أولويات الخطط العلاجية القومية، والتوسع في برامج الكشف المبكر والتدخل الجراحي في المراحل الأولى، لتحسين نتائج العلاج وتقليل نسب الإعاقة السمعية.
ويؤكد انعقاد هذه الورشة العلمية حرص القائمين على القطاع الصحي على إرساء مفاهيم الجودة والتطوير، وبناء منظومة تدريب متقدمة تواكب التطورات العالمية، وتُسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطن المصري.
اقرأ أيضاً«علوم حلوان الأهلية» تنظم ورشة عمل لتدريب طلابها على أحدث الأجهزة العلمية
المعهد القومي للمعايرة يناقش تحديات تخزين الهيدروجين الأخضر في ورشة عمل علمية
« صيدلة حلوان » تنظم ورشة عمل عن أصول الكتابة العلمية وأخلاقياتها