ليبيا – جمعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي 22 مشرعًا وخبيرًا قانونيًا وفاعلين في المجتمع المدني للعمل على صياغة مشروع قانون المصالحة الوطنية في البلاد.

المشاركون جمعوا خلال ورشة العمل التي استمرت يومين في تونس بين مشروعي قانونين تمت صياغتهما بشكل منفصل، أحدهما من قبل لجنة قانونية شكلها المجلس الرئاسي كجزء من ولايته، والآخر أعده مجلس النواب.

وقامت المجموعة، التي ضمت ممثلين عن هذين المجلسين بالإضافة إلى مجلس الدولة والهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، بمراجعة مواد مشروع القانون الموحد بالتفصيل، ومناقشة النقاط الخلافية واقتراح الحلول لها، مع التأكد من أن القانون يعكس أفضل الممارسات الدولية في مجال العدالة الانتقالية والمصالحة.

وناقش المشاركون دور العفو وأهمية حفظ الذاكرة في عملية المصالحة في ليبيا، وما إذا كان ينبغي لبرنامج التعويضات أن يستهدف الأفراد أم الجماعات،كما نظرت المجموعة في نوع الانتهاكات التي سيغطيها القانون وآلية اختيار أعضاء لجنة الحقيقة والمصالحة المستقبلية.

وفي نهاية الورشة، اتفق المشاركون على مشروع قانون واحد شامل، على أن يُعرض على لجنة العدالة والمصالحة بمجلس النواب قبل التوجه إلى مجلس النواب للتصويت عليه في جلسة علنية.

وأشارت البعثة إلى أن هذه المرة هي الأولى التي يجتمع فيها ممثلون عن اللجنة القانونية التابعة للمجلس الرئاسي، وأعضاء من مجلس النواب ومجلس الدولة لمناقشة تفاصيل قانون المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية.

من جانبها، قالت انتصار مصطفى أثناء مشاركتها في الورشة ممثلة عن مجلس النواب:” إن عمل مختلف الأطراف المعنية بمعزل عن بعضها البعض أدى إلى تعقيد العملية”،مضيفة أنها تأمل أن يسفر الاجتماع عن إطار يضمن الحد الأدنى من المعايير التي يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة.

بدوره، أعرب عادل  كرموس، رئيس لجنة الشؤون القانونية بمجلس الدولة، عن إحباطه من عرقلة الانقسام السياسي لجهود المصالحة الوطنية، قائلا “إن صياغة واعتماد المعايير من منظور قانوني ونظري أمر قابل للتحقيق، لكن العائق الحقيقي سيكون في التنفيذ.”

وذكرت البعثة ادأنه سبق لليبيا أن اعتمدت قانونين للعدالة الانتقالية، وهما القانون رقم 17 لعام 2012 والقانون رقم 29 لعام 2013،لكن الخبراء انتقدوا القانونين، الذين لم يدخلا حيز التنفيذ، لعدم ضمانهما مساءلة جميع الأطراف.

وأشار إلى أن المؤتمر الوطني العام،و مجلس النواب،أحجموا عن اتخاذ الخطوات القانونية اللازمة لتفعيل الأحكام الأساسية في القانونين، مثل إنشاء لجنة لتقصي الحقائق والمصالحةمنذ ذلك الحين، أدى الصراع المسلح والانقسام السياسي وتآكل الشرعية المؤسسية وقضايا أخرى إلى تعقيد التقدم المرجو.

بدوره،أوضح أستاذ القانون بجامعة بنغازي، سليمان إبراهيم، أن المسودة الجديدة تحاول معالجة أوجه القصور في القانون 17 والقانون 29،حيث جاءت المسودة التي أعدها المجلس الرئاسي كنتيجة لمشاورات شاملة، بما في ذلك من خلال اجتماع عُقد في طرابلس بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في فبراير 2024،وضم أكثر من 100 من ممثلي للضحايا.

وأضاف إبراهيم:”يجب إنهاء الانقسام السياسي وتوحيد الحكومة، لكن هذا وحده لا يكفي،فهناك أسباب جذرية للانقسام يجب معالجتها. وما نقوم به هنا اليوم هو إرساء الأساس لذلك.”

من جانبها، أكدت سوكي ناغرا، رئيس قسم حقوق الإنسان وسيادة القانون في البعثة وممثل المفوضية السامية لحقوق الإنسان في ليبيا، أن إطلاق عملية مصالحة وطنية شاملة هو أمر أساسي لتحقيق الاستقرار والسلام الدائمين في ليبيا، من خلال الاستجابة لمطالب الضحايا بالحقيقة والعدالة والتعويضات.

وأضافت ناغرا أن “ليبيا تحتاج إلى قانون قوي للعدالة الانتقالية كأساس للاستقرار الدائم. إن عدم الاعتراف بحقوق الضحايا والفشل في معالجة مظالم الماضي لا يزال يؤجج دورات العنف ويساهم في تعميق أزمة الشرعية في ليبيا. كما أن غياب سيادة القانون يغذي مظالم جديدة مع استمرار المطالبات بالمساءلة.”

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: المصالحة الوطنیة مجلس النواب فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

البعثة الأممية تطالب السلطات الليبية بضمان أمن المواطنين

حسن الورفلي (بنغازي)

أخبار ذات صلة الإمارات: ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا لمواجهة تغير المناخ ليبيا.. دعوات إلى هدنة في «الزاوية» لإخراج العالقين

أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها تتابع عن كثب الاشتباكات المتقطعة في الزاوية التي اندلعت السبت الماضي، والتي أفادت التقارير بأنها أسفرت عن سقوط بعض الضحايا، بمن فيهم مدنيون. وحثت البعثة الأممية في منشور عبر صفحتها على منصة «إكس» على الوقف الفوري للأعمال العدائية، داعية السلطات الليبية إلى ضمان حماية وسلامة المدنيين. وشهدت مدينة الزاوية في غرب ليبيا هدوءاً حذراً بعد اشتباكات مسلحة دامية عاشتها المدينة خلال الساعات الماضية، وسط انتشار لبعض العناصر الأمنية في مديرية أمن الزاوية في محاولة لطمأنة المواطنين. وفي السياق، تشهد مدن المنطقة الغربية في ليبيا حالة من الانفلات الأمني مع تزايد جرائم المجموعات المسلحة بمحاولة اختطاف عدد من وكلاء النيابة، واحتجاز عدد من الأكاديميين ولعل أبرزها واقعة اختطاف عضو هيئة التدريس بجامعة الزاوية محمد ساسي، بالإضافة إلى الصراعات المسلحة بين التشكيلات المسيطرة على غرب البلاد خلال الأسابيع الأخيرة. وأكد مصدر ليبي مسؤول لـ«الاتحاد» أن التشكيلات المسلحة التي تفرض نفوذها على المنطقة الغربية ترفض أي جهود ترمي لتوحيد المؤسستين الأمنية والعسكرية، مشيراً إلى أن حالة الخطف والاحتجاز التي زادت خلال الأسابيع الماضية تهدف لترهيب أي أصوات ليبية تدعو للقضاء على التشكيلات المسلحة أو التظاهر ضدها.

مقالات مشابهة

  • البعثة الأممية تطالب السلطات الليبية بضمان أمن المواطنين
  • بعد الموافقة عليه.. ما أهداف قانون المنشآت الصحية الذي أقره مجلس النواب؟
  • ليبيا.. البعثة الأممية تدعو إلى وقف الاشتباكات المسلحة في البلاد
  • مبدئيًا.. مجلس النواب يوافق على مشروع قانون المنشآت الصحية
  • مجلس النواب يوافق من حيث المبدأ على مشروع قانون المنشآت الصحية
  • البعثة الأممية: نتابع اشتباكات الزاوية.. وعلى السلطات إجراء تحقيق شامل في ملابسات اختفاء الدرسي
  • مجلس النواب يحيل 10 مشروعات قوانين للجان المختصة
  • «البعثة الأممية» تدين اشتباكات الزواية وتطالب بالتحقيق في خطف «الدرسي»
  • البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو مجلس النواب عن بنغازي
  • تفاصيل مشروع قانون امريكي يلزم بايدن بإرسال أسلحة لإسرائيل