خطيب جمعة الكوفة : الشهيد الصدر لم يعلمنا كيف نحيا فقط بل كيف نموت
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
الجمعة, 10 مايو 2024 4:13 م
بغداد/ المركز الخبري الوطني
أكد إمام وخطيب جمعة مسجد الكوفة المعظم السيد مهند الموسوي ،اليوم الجمعة ،أن الموت عبارة عن رأس مال كبير وسلاح إستراتيجي لتحقيق الأهداف والغايات التي ينشدها الإنسان في مسيرة وجوده نحو الكمال.
وقال الموسوي: لعلنا نتفق أن شخصية شهيدنا السيد الصدر (قدس سره) من الشخصيات التي تحتاج إلى تأمل ودراسة في كل جوانبه فضلاً عن نتاجه وكلماته ومن هذه الكلمات مقولته الشهيرة والعظيمة “سوف أذهب وضميري مرتاح ويكفي أن في موتي فرحاً وشفوة لإسرائيل وأمريكا وهذا غاية الفخر في الدنيا والآخرة”.
وأضاف: من هنا أيها الأحبة لنتأمل المقطع الأخير من الكلمة في قوله: “هذا غاية الفخر في الدنيا والآخرة”، ونسأل ما هو الفخر الحقيقي عنده (قدس سره)؟ هل هو الوصول إلى مقام المرجعية أو الامتيازات أو العناوين الدنيوية الأخرى؟ كلاً بل يقول: “موتي”، رصاصات غادرة في جسده الطاهر مع نجليه.
وتابع: وأن قوى الشر والباطل في أمريكا وإسرائيل تفرح وتتشفى به، هذه هي غاية الفخر التي ينشدها السيد الشهيد في الدنيا والآخرة، وهي أن تنتهي حياته في الدنيا وهو في قمة أداء تكليفه الشرعي والأخلاقي والإنساني، كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام في لحظة اغتياله “فزت ورب الكعبة”.
وأكمل: هذا هو الفوز الحقيقي عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وهذا هو الفخر الحقيقي عند محمد الصدر (قدس سره) وهذا هو المنهج الإلهي الذي سار عليه جميع المصلحون الإلهيون من الرسل والأنبياء والأولياء الصالحين، وهذا هو فخرنا وفخر مراجعنا الناطقين وقبلهم أئمتنا المعصومين (عليهم السلام).
وأشار الموسوي إلى أن الأمر المثير في هذه العبارة والذي يستحق الالتفات هو الحديث عن الموت في هذا الوقت، لماذا يتحدث السيد الشهيد (قدس سره) عن الموت وبهذه الصورة الاستثنائية والصياغة المثيرة التي يؤكد فيها أنه ذاهب إلى ربه لا محالة؟ مَن الذي سأله عن الموت لكي يتحدث عنه بهذه الصراحة أمام المصلين في خطبة الجمعة؟ وماهي علاقة الموت بموقفه الشرعي والسياسي والتاريخي الذي ينتظره الناس منه وهو في قمة عطائه المرجعي ومشروعه الإصلاحي؟
ورأى الموسوي أن السيد الشهيد (قدس سره) يشير إلى أطروحة في اختيار نوع الموت وكيفية وقوعه وتحديد وقته المناسب، فالموت حسب هذه العبارة هو نوع من الإمكانات والقدرة ورأس المال الثمين الذي لا ينبغي للإنسان أن يضيعه أو يفرط به في غير وقته ومحله المناسب.
وأوضح الموسوي: أي كما إن الحياة والعلم والقدرة يجب أن تستغل من أجل الوصول إلى الأهداف العليا في الحياة، فكذلك الموت في حسابات المعادلة التي يتحرك بها المصلحون الإلهيون يكون الموت عبارة عن رأس مال كبير وسلاحاً إستراتيجياً لتحقيق الأهداف والغايات التي ينشدها الإنسان في مسيرة وجوده نحو الكمال.
وبين أن الإنسان سيرتكب خطئاً فادحاً إذا حصل موته سدى وبدون مقابل يستحق أن يموت من أجله، مادام الموت أمراً حتمياً لا يفر منه أحد، وأنه مقدر على الإنسان ومخطوط عليه تكويناً مخط القلادة على جيد الفتاة؛ إذن ما على الإنسان إلا أن يختار نوع الموتة وليس أصل الموت، لإنه ميت لا محالة.
الموسوي أكد: إن الشهيد الصدر (قدس سره) لم يعلمنا هنا كيف نحيا فقط بل يعلمنا كيف نموت، وبقدر ما تكون طريقة حياتك مهمة فكذلك تكون طريقة موتك وكما تهتم بقيمة حياتك فلا ينبغي لك أن تغفل عن قيمة موتك “عش مؤثراً ومت مؤثراً”، إذ لا يخفى أن كثيراً منا يتردد في اتخاذ أعظم قراراته ومواقفه المصيرية بسبب تفكيره بالموت.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: فی الدنیا
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: من توكّل على الله كفاه كل ما أهمّه
تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ، في خطبة الجمعة اليوم، عن مكانة آية الكرسي وفضلها العظيم، مبينًا أنها أعظم آية في كتاب الله، وأن من يقرؤها يُحفظ من الشرور ويُحرس من أذى الشياطين.
آية الكرسي وتوحيد اللهوأوضح حسين آل الشيخ أن آية الكرسي فيها براهين التوحيد على أكمل الوجوه وأتمها، واشتملت على معان تدل على كمال الله وجلاله وجماله، فقول الله تعالى: «اللَّهُ لَا إِلَٰه إِلَّا هُو» هو إخبار عنه عز شأنه بأنه الإله الحق الذي يتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له سبحانه، وأن كل ما سوى الله فعبادته أبطل الباطل وأظلم الظلم.
معنى الحَيُّ الْقَيُّومُ
وأضاف أن الله سبحانه وصف نفسه فقال: «الحَيُّ الْقَيُّومُ»، فهو عز وجل الحي حياة كاملة دائمة، أزلية أبدية، لم يسبقها عدم، ولا يلحقها فناء أو زوال، وهو سبحانه القيوم ذو القيومية التامة، والغني عما سواه، والقيم لجميع الموجودات، والكامل في ذاته وصفاته وأفعاله، لا يلحقه نقص بأي وجه، فلا تعتريه سنة أي نعاس ولا يلحقه نوم ولا سهو ولا غفلة.
دعاء يوم الجمعة لهدية الأبناء وحفظهم .. ردده قبل غروب الشمس بساعة
ما الدعاء الذي لا يرد يوم الجمعة؟.. آية تقيك المصائب وتنصرك
وبيّن الدكتور آل الشيخ أن قوله سبحانه: «لهُ مَا فِي السَّمَاوَات وما في الأرض»: أي أن كل ما في السماوات والأرض هو ملك خالص لله سبحانه، خلقًا وملكًا وتدبيرًا، وأن جميع المخلوقات خاضعة لسلطانه وقهره، واقعة تحت جبروته وقدرته ومشيئته.
وأبان في تفسير قول الله تبارك وتعالى: «من ذا الذِي يَشفَعُ عِندَهُ إِلَّا بإذنهِ» أن من عظمة الله وجلاله وكبريائه، أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع عنده إلا بإذنه، ولمن ارتضاه سبحانه من أهل التوحيد والإيمان.
وأفاد بأن المراد بقوله تعالى: «يَعْلَمُ مَا بين أَيديهِم وما خلفَهم»، هو بيان علم الله سبحانه الكامل بكل شيء، بما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف سيكون، وعلمٌ محيطٌ بكل الأمور قبل الوجود وبعد الوجود وبعد العدم، وقوله تعالى: «وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيء مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ»، فكل الخلق لا يملكون من العلم إلا ما علمهم الله سبحانه، فلا معرفة لهم بالأمور الشرعية أو القدرية التي تقع في هذه الحياة إلا بما أطلعهم الله عليه وعلمهم إياه.
وشرح قوله سبحانه: «وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ» قائلًا: «ومن سعته وعظمته أن هذا الكرسي يسع السماوات والأرض وما فيها وما بينها من الأملاك والمخلوقات والعوالم، فقد روي عن أبي ذر الغفاري قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما السَّمواتُ السَّبعُ مع الكُرْسِيِّ إلَّا كحَلْقةٍ مُلْقاةٍ بأرضٍ فَلاةٍ، وفضلُ العرشِ على الكُرْسِيِّ كفضلِ الفَلاةِ على الحَلْقةِ».
وتابع: أما في قوله سبحانه: «وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا»، أوضح أن الله تعالى لا يثقله ولا يشق عليه حفظ السماوات والأرض وحفظ ما فيهما وما بينهما، بل ذلك عليه سهل ويسير، فهو سبحانه ذو القوة المتين لا يعجزه شيء وكل ما في السماوات والأرض تحت تدبيره وتصريفه.
وبيّن أن الله عز وجل يصف نفسه بالكمال المطلق والأقصى، فيقول: «وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ»، أي أن الله سبحانه هو العلي بذاته على جميع مخلوقاته، والعلي بعظمة صفاته وجمالها وجلالها، والعظيم في ذاته وصفاته وسلطانه الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء.
وقال: «عظموا الله حق تعظيمه وقدروه حق قدره وعظموا شرعه، والتزموا بأوامره، وأوامر رسوله تفلحوا وتسعدوا وتفوزوا»، مستشهدًا بقوله: «فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».
واختتم الخطبة داعيًا المسلمين إلى المحافظة على الأوراد الواردة في الكتاب والسنة، وتعليمها لأبنائهم وأهاليهم، والتوكل على الله حق التوكل، فإن من توكّل عليه كفاه كل ما أهمّه، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ».