المناطق_متابعات

ضربت الأرض مساء الجمعة عاصفة شمسية “شديدة” هي الأولى من نوعها منذ العام 2003، وأنارت بأضوائها القطبية الخلابة سماء العديد من دول العالم، لكنها أثارت كذلك خشية من تأثيرها المحتمل على الشبكات الالكترونية وأنظمة الاتصالات.

وأعلنت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن العاصفة الجيومغناطيسية هي من المستوى الخامس على مقياس من 5 درجات، والذي يوصف بأنه “شديد”.

أخبار قد تهمك أطلقها “إيلون ماسك” قبل أسبوع.. عاصفة شمسية تدمر 40 قمرا صناعيا 10 فبراير 2022 - 8:21 مساءً عاصفة شمسية تضرب الأرض غدا 28 نوفمبر 2021 - 3:34 صباحًا

وقالت “نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي اس) وشبكات الطاقة والمركبات الفضائية والملاحة عبر الأقمار الصناعية وسواها من التقنيات قد تتأثر”.

وأشارت الوكالة الى أن العاصفة ناجمة من وصول سلسلة انبعاثات كتلية إكليلية من الشمس إلى الأرض.

وأوضح جون دال من مركز التنبؤ بالمناخ الفضائي التابع للوكالة الأميركية خلال مؤتمر صحافي الجمعة، بأن ذلك عبارة عن “انفجارات في الجسيمات النشطة والمجالات المغناطيسية من الشمس”.

ويُتوقع استمرار العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع مع وصول مزيد من تلك الانبعاثات وفق الوكالة.

وآخر حدث من هذا النوع بلغ المستوى الخامس كان في تشرين الأول/أكتوبر 2003 وأطلق عليه اسم “عواصف الهالوين” الشمسية حسب الوكالة.

وسجّلت في ذاك العام انقطاعات للتيار الكهربائي في السويد، بينما تضررت محوّلات كهربائية في جنوب إفريقيا، بحسب ما أكدت الوكالة الأميركية.

وأوضح المصدر نفسه أن أولى الانبعاثات “الشديدة القوة” أصابت الأرض قرابة الساعة 16,30 بتوقيت غرينيتش الجمعة.
وتقترب الشمس حالياً من ذروة نشاطها وفقاً لدورة تتكرر كل 11 عاماً. ومصدر هذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية، والتي تتجه سبعة منها على الأقل نحو الأرض، مصدرها بقعة شمسية قطرها يفوق حجم قطر الأرض بـ17 مرة.

وعلى عكس التوهجات الشمسية التي تنتقل بسرعة الضوء وتصل الأرض في غضون نحو ثماني دقائق، تنتقل الانبعاثات الكتلية الإكليلية بشكل أبطأ، ويناهز معدّل سرعتها 800 كلم في الثانية.

– اضطرابات محتملة – وإضافة الى تأثيرها المحتمل على الأنظمة الالكترونية، تتسبّب هذه العواصف الشمسية الكبرى بأضواء قطبية لافتة، تبلغ أحياناً مناطق أبعد الى الجنوب من تلك التي عادة ما تشهدها خلال الفترات المعتادة سنويا.
وأوضح أستاذ فيزياء الفضاء في جامعة ريدينغ بإنكلترا ماثيو أوينز لوكالة فرانس برس أن المدى الجغرافي لظهور الأضواء القطبية، سيعتمد على قوة العاصفة الشمسية في نهاية المطاف.

وقال مساء الجمعة “نصيحتي ستكون اخرجوا الليلة وانظروا (الى السماء) لأنه اذا رأيتم الأضواء القطبية، سيكون ذلك أمرا مذهلاً”.

وأظهرت صور تمّ تداولها على منصات التواصل، أضواء قطبية في مناطق عدة من الولايات المتحدة وحتى في لندن.
وقال إيان مانسفيلد من هارتفورد الإنكليزية لوكالة فرانس برس “لقد أيقظنا الأطفال للتو لكي يشاهدوا الأضواء القطبية في الحديقة!”.

وفي الولايات المتحدة، توقع مسؤولون في مجال الفضاء أن يتم رصد الأضواء القطبية في مناطق مثل شمال ولاية كاليفورنيا وولاية ألاباما.

ونصح برينت غوردون من الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي، السكان بالتقاط صور للسماء حتى في حال لم تكن الأضواء القطبية مرئية بالعين المجردة.

وأوضح “التقطوا صورة بكاميرات الهواتف المجمولة الحديثة، وسيذهلكم ما ترونه في هذه الصورة مقارنة مع ما رأيتموه بالعين المجردة”.

من جهته، أكد شون دال أن مشغّلي الأقمار الاصطناعية المخصصة للاتصالات والشبكة الكهربائية في أميركا الشمالية، تمّ إبلاغهم بالعاصفة بشكل مسبق لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.

ونصح السكان بالتزود ببطاريات أو حتى مولدات كهربائية، كما هو الحال مع أي عواصف مناخية أخرى.
بدوره، أكد الباحث في مركز التنبؤ بالمناخ الفضائي روب ستينبرغ بأن مشغّلي التيار الكهربائي عملوا خلال العقد الماضي على حماية الشبكات بشكل أفضل، مشيرا الى أن التأثير المحتمل للعاصفة الشمسية سيقتصر على خطوط التوتر العالي وليس المنازل الخاصة.

وأكد أن وكالته تقوم بالتنسيق مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي تتولى ضمان سلامة الرواد في محطة الفضاء الدولية المعرّضين بشكل أكبر للانبعاثات والاشعاعات الشمسية.

كما أصدرت السلطات تحذيرا إشعاعيا من الدرجة الأولى على مقياس من 5 درجات، وهو مستوى لا يثير القلق حاليا.
الى ذلك، أكدت وكالة الطيران المدني الأميركي أنها “لا تتوقع أي مضاعفات مهمة” على الملاحة جراء العاصفة.
لكنها أشارت الى أن العواصف الجيومغناطيسية قد تؤدي لاضطراب عمل أجهزة الملاحة والبث ذات التردد العالي، وأنها أوصت الخطوط الجوية والطيارين بـ”توقع” اضطرابات محتملة.

وتعود أقوى عاصفة شمسية مسجّلة في التاريخ الى العام 1859 وفق ناسا، وعرفت بـ”حدث كارينغتون”، وتسببت حينها باضطرابات في خطوط التلغراف.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: عاصفة شمسية عاصفة شمسیة

إقرأ أيضاً:

بأسود مادة عرفها الإنسان.. قمر صناعي يواجه التلوث الضوئي بالفضاء

إذا كنت من المهتمين بمتابعة الظواهر الفلكية ورصد الأجرام السماوية والمجرات البعيدة، فلا شك أنك واجهت يوما مشكلة "التلوث الضوئي"، كأن يعترض ضوء قمر صناعي عدسة تلسكوبك، ليعكس الضوء كما تفعل المرآة.

وباتت السماء تعج بآلاف الأقمار الصناعية اللامعة التي تسرق سواد الليل، وتربك أعين العلماء، مسببة ضجيجا بصريا متزايدا، وهي المشكلة التي يستعد فريق من الباحثين في المملكة المتحدة لمواجهتها عبر إطلاق قمر صناعي مكسو بأسود مادة عرفها الإنسان، وهي "فانتابلاك"، تلك المادة الشهيرة التي تمتص 99.965% من الضوء الساقط عليها.

ويأمل الباحثون أن تثبت هذه التجربة نجاعتها، بما يمهد لتعميم استخدامها مستقبلا، في محاولة لاستعادة ظلمة السماء المهيبة، التي تحتاجها البشرية لفهم أعمق للكون.

القمر الصناعي الجديد، الذي يحمل اسم "جوفيان-1″، من المقرر إطلاقه عام 2026، ويبلغ حجمه تقريبا حجم علبة أحذية، وتكمن مهمته في اختبار قدرة مادة "فانتابلاك" الخارقة على تقليل الانعكاسات الضوئية الصادرة عن الأقمار الصناعية، وهي ظاهرة تزداد بشكل مقلق في سماء الليل، ما يعطل عمل المراصد الفلكية حول العالم.

السماء باتت تعج بآلاف الأقمار الصناعية اللامعة التي تسرق سواد الليل (جوشوا روزيلز) عصر "الأسراب الفضائية"

مع وجود أكثر من 14 ألفا و900 قمر صناعي يدور حول الأرض اليوم، والتوقعات بارتفاع هذا العدد إلى أكثر من 100 ألف خلال العقود المقبلة، بفعل "الأسراب الفضائية" التجارية مثل شبكة "ستارلينك" التابعة لشركة سبيس إكس، تتفاقم التحديات أمام الفلكيين.

وتتمثل أبرز هذه التحديات في الانعكاسات الضوئية الصادرة من الأقمار المعدنية، التي تضيء السماء وتؤثر سلبا على جودة الرصد، وقد ازداد الوضع سوءا مع إطلاق أقمار صناعية فائقة السطوع، مثل سلسلة "ألف شراع" الصينية، التي تتجاوز بكثير حدود اللمعان التي توصي بها الجهات الفلكية.

وللتصدي لهذه المشكلة، تعاونت جامعات سري وساوثهامبتون وبورتسموث ضمن مشروع مشترك يعرف باسم "جوبيتر" لإطلاق القمر الجديد، حيث تم تزويده من أحد جوانبه بمادة "فانتابلاك 310″، وهي نسخة معدلة من المادة الأصلية صممت خصيصا لتحمل تقلبات درجات الحرارة والإشعاع الكوني في مدار الأرض المنخفض.

وصرّحت شركة "سري نانوسيستمز"، المنبثقة عن جامعة سري والمطورة للمادة في بيان صحفي رسمي أن "فانتابلاك 310، توفر أداء بالغ السواد من مختلف الزوايا، دون أن تتأثر ببيئة الفضاء القاسية".

إعلان

ويقول كيران كليفورد، كبير التقنيين في الشركة وقائد المشروع: "هدفنا من هذا الطلاء هو ضمان وصول مستدام ومنصف إلى سماء ليلية مظلمة للجميع".

يمتص الفانتابلاك حوالي 99.965% من الضوء الساقط عليه (شركة سري نانوسيستمز) تحديات لا تزال قائمة

ورغم أن الطلاء الأسود قد يُسهم في الحد من التلوث الضوئي، إلا أن هناك تحديات أخرى، أبرزها التداخل الإشعاعي (الراديوي)، الذي تصدره الأقمار، مما قد يهدد مستقبل علم الفلك الراديوي من على سطح الأرض.

كما أن الزيادة الهائلة في عدد الأقمار الصناعية ترفع من احتمالات التصادم الفضائي، ما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الحطام المداري.

ولا تزال الآثار البيئية الناجمة عن احتراق الأقمار عند عودتها للغلاف الجوي، بما تطلقه من معادن وجزيئات، قيد الدراسة والفهم.

وفي ظل هذه التحديات، يمثل مشروع "جوفيان-1″ خطوة واعدة نحو استعادة سماء ليلية أكثر صفاء، وإذا أثبتت المادة فعاليتها في المدار، فقد يصبح طلاء الأقمار بـ"فانتابلاك" خيارا معتمدا في تصميم المركبات الفضائية المستقبلية، للحد من آثارها السلبية على الرصد الفلكي، وتمكين العلماء من استكشاف أعماق الكون بعيون أوضح.

مقالات مشابهة

  • 8% من سكان الأرض بدون كهرباء.. ما السبب؟
  • الصين تسعى للتأثير على دوران الأرض وإطالة مدة اليوم .. ما القصة؟
  • عاصفة رعدية تهدد مواجهة الهلال وباتشوكا في مونديال الأندية
  • زوبعة تسريحات تضرب مايكروسوفت.. عاصفة تهدد Xbox وفرق المبيعات
  • إطلاق حزمة مشاريع إستراتيجية لتأهيل محطات وشبكات المياه في سوريا
  • التلسكوب “جيمس ويب” يرصد كوكبًا غازيًا جديدًا خارج المجموعة الشمسية
  • مدير الطاقة الذرية: تعاون إيران مع الوكالة "واجب قانوني"
  • الفنان شريف الفحيل وامتحان الروح – دفاع عن موهبة سودانية في وجه العاصفة
  • بأسود مادة عرفها الإنسان.. قمر صناعي يواجه التلوث الضوئي بالفضاء
  • تركيب التليسكوب الثاني بمحطة رصد الأقمار الصناعية.. حصاد البحوث الفلكية للعام المالي 2024/2025