أكد خبراء أن مصر على مدى أكثر من نصف القرن، تلعب دوراً حيوياً ومؤثراً فى القضية الفلسطينية، وارتبطت مصر بقضية فلسطين برابط دائم وثابت، مدفوعة بعوامل الأمن القومى المصرى والروابط الجغرافية والتاريخية والقومية المشتركة، ولم يكن الموقف المصرى من قضية فلسطين فى أى وقت يتأثر بمصالح فردية، ولم تكن تُستخدم كورقة للمساومات الإقليمية أو الدولية.

وتاريخياً، كانت مصر تولى اهتماماً كبيراً لما يحدث فى فلسطين، وكانت جزءاً أساسياً من الأحداث التى سبقت حرب عام 1948، وشارك الجيش المصرى ببسالة فى تلك الحرب، فتاريخ مصر مرتبط بشكل عضوى بقضية فلسطين، ولم يتأثر هذا الارتباط بتغييرات النظم والسياسات المصرية عبر السنوات الماضية.

وقالوا: «تظل مصر المساندة الرئيسية لقضية العرب الأولى، ولم تتخلّ عن دورها كقوة إقليمية تقود وتدعم القضية الفلسطينية، واتّخذت مصر تدابير وقرارات سياسية لدعم القضية الفلسطينية، فمصر لها دور تاريخى فى دعم القضية الفلسطينية منذ 48 وحتى أحداث 7 أكتوبر، وكان المفاوض المصرى الداعم الأول لتقريب المواقف بين الفصائل الفلسطينية وإجراء عمليات المصالحة بينها، وتسعى مصر لإحياء مسار التفاوض بين الجانب الفلسطينى والإسرائيلى للوصول إلى حل الدولتين. وشملت رؤية مصر مواقف رؤسائها ومسئوليها فى المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية، وقامت مصر بمواجهة العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى خلال 76 عاماً الماضية.

وأكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر من أوائل الدول التى تدافع عن قضية الشعب الفلسطينى بسبب أهميتها للأمن القومى المصرى، ولأنها تعتبر بوابة مصر الشرقية، وتظل مصر متمسّكة بدعم الشعب الفلسطينى وضمان حقوقه الفعلية والسياسية والقانونية، وتقدم كل الدعم الممكن فى هذا السياق.

وأضاف أنه عندما تم التوصّل إلى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى كامب ديفيد، كانت تشمل إطاراً للسلام فى الشرق الأوسط يتضمّن حل القضية الفلسطينية، لأنها تعتبر أساس الصراع ومع عقد اتفاقية أوسلو فى عام 1973، وجدت إسرائيل أنها ستواجه إقامة دولة فلسطينية، ورغم موافقة إسحاق رابين مبدئياً على هذا القرار، فإنه تم اغتياله ومنذ ذلك الحين، رفضت إسرائيل بشكل كامل إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى الدور الاقتصادى الذى تقوم به مصر من خلال تقديم مساعدات إنسانية شاملة للفلسطينيين والخبرة اللازمة، ودعمها الكامل وتأييدها لدور «الأونروا»، التى ترفض مواقف الاحتلال الإسرائيلى المعادية، وتضع فى «الأونروا» فى اهتمامها شئون اللاجئين الذين تم طردهم ونزوحهم من بيوتهم وممتلكاتهم داخل إسرائيل خلال الفترات الزمنية 1948 و1949 و1950، وتعمل على توفير الدعم لهم للعودة إلى منازلهم وأملاكهم، كما تلعب مصر دوراً مهماً فى المجال السياسى والدولى، وفى المؤتمرات الدولية عند التفاوض مع الاحتلال لإيجاد حل للقضية الفلسطينية. تقدّم مصر استشارات قانونية ودعماً سياسياً، إلا أن الاحتلال الإسرائيلى يتجنّب دائماً بحث هذه القضايا.

وأكد السفير أشرف حربى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه على مدى العقود الماضية، حرصت القيادة المصرية على إيجاد أسس قانونية لإنشاء دولة فلسطينية معترف بها من قِبل الأمم المتحدة والدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية، وهذا الحرص نتيجة للاقتناع التام بأهمية تحقيق هذه الخطوة لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم ومنذ 11 نوفمبر 2002، تستضيف مصر الحوار الفلسطينى - الفلسطينى فى القاهرة بغرض مساعدة الفصائل الفلسطينية على تحقيق الوحدة، وتهدف مصر خلال رعايتها هذه الحوارات إلى تحقيق الأهداف، ووضع برنامج سياسى موحّد بين جميع الفصائل الفلسطينية، يركز على تفويض السلطة الفلسطينية للمفاوضات مع إسرائيل فى القضايا الحاسمة، وعدم تجاوز أى فصيل من الفصائل الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية البرنامج السياسى الموحّد أو اتخاذ القرارات بشكل فردى.

وأضاف «حربى» أن مصر لديها مواقف جادة لمواجهة مخططات تغيير الهوية وطمس الثقافة .

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل الفصائل الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

مباحثات مصرية أوروبية بشأن سبل إنهاء حرب غزة

بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، الأحد،26 مايو 2024 مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية جوزيب بوريل، "سبل إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من جذورها".

جاء ذلك خلال لقائهما في العاصمة البلجيكية بروكسل، وفق بيان متحدث الرئاسة المصرية أحمد أبو زيد.

وقال البيان إن الجانبين بحثا "مختلف الأبعاد الإنسانية والأمنية والسياسية للأزمة في قطاع غزة، وسبل احتواء تداعياتها، ودعم المسار السياسي لتنفيذ حل الدولتين، وإنهاء هذه الأزمة من جذورها".

وأكد الطرفان "ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووقف العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية (جنوب قطاع غزة)، فضلا عن ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية بشكل كامل وآمن إلى القطاع".

وفي 7 مايو/ أيار الجاري، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني مع معبر رفح ، بعد يوم من إعلان تل أبيب بدء عملية عسكرية في رفح رغم تحذيرات دولية.

كما شدد شكري وبوريل خلال اللقاء على ضرورة "قيام إسرائيل باحترام وحماية العاملين في المجال الإنساني، وعدم استهداف مقرات وكالات الإغاثة الدولية، فضلاً عن ضمان وصول وحرية تنقل أطقم الإغاثة في قطاع غزة، اتساقا مع أحكام القانون الدولي الإنساني".

ونقل البيان عن شكري تأكيده على "الدور الهام المنشود من الأطراف الدولية المؤثرة، مثل الاتحاد الأوروبي، في دعم التحركات الراهنة لوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، ووقف نزيف دماء الفلسطينيين".

وحذر من "مخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، لتداعياتها الإنسانية الكارثية على أكثر من 1.4 مليون فلسطيني، وتأثيراتها الأمنية على السلام واستقرار المنطقة ومقدرات شعوبها".

وطالب بـ"ضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال وإزالة جميع العقبات التي تضعها أمام عملية دخول المساعدات، و فتح جميع المعابر البرية بين إسرائيل والقطاع، فضلاً عن توفير الظروف الآمنة لأطقم الإغاثة الدولية لاستلام وتوزيع المساعدات في القطاع".

شكري جدد رفض مصر "لتوظيف إسرائيل إمعانها في السيطرة على كافة معابر القطاع، كأداة لإحكام الحصار وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة، وخلق واقع غير مأهول بالحياة في القطاع".

وشدد على رفض القاهرة "القاطع لأية محاولات لدفع الفلسطينيين للتهجير خارج أراضهم، أو تصفية القضية الفلسطينية".

والجمعة، اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جو بايدن، على "تسليم مساعدات إلى الأمم المتحدة في معبر كرم أبو سالم بصورة مؤقتة، لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح جنوب قطاع غزة من الجانب الفلسطيني".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • هاكان فيدان: إدارة نتنياهو تريد إنهاء حدود 67
  • إسبانيا تعترف رسميا بدولة فلسطين.. ما هي حدود 1967؟
  • إسرائيل تسلم مقترحا جديدا لصفقة تبادل وحركة الفصائل الفلسطينية تتمسك بشروطها
  • قيادي بـ«فتح»: الاعتراف بدولة فلسطين خطوة مهمة تدل على أن العالم ملّ من إدارة الصراع.. وحان الوقت للحل (حوار)
  • وجوب توحيد الفصائل الفلسطينية
  • وزير الداخلية يبحث مع نظيره الفلسطيني أوجه التعاون الأمني
  • على سجادة مهرجان كان السينمائي.. النجوم يرفعون علم "فلسطين"
  • مباحثات مصرية أوروبية بشأن سبل إنهاء حرب غزة
  • عطاف في بروكسل للمشاركة في اجتماع وزاري “عربي-أوروبي” حول القضية الفلسطينية
  • أسرى جدد في قبضة حماس.. ماذا حدث للجنود الإسرائيليين خلال «معركة النفق» بغزة؟