لجريدة عمان:
2025-06-19@15:46:55 GMT

محبة كبيرة تعكس القيم المشتركة

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

محبة كبيرة تعكس القيم المشتركة

عكس الاستقبال الفخم والترحيب الكبير الذي لقيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- في دولة الكويت خلال زيارة «الدولة» التي اختتمت اليوم حجم المحبة التي يكنها شعب دولة الكويت الشقيق وقيادته لسلطنة عمان ولسلطانها المعظم ولشعبها؛ وهي محبة لها سياقها التاريخي ومبرراتها في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين.

ورغم الوضع السياسي الذي مرت به دولة الكويت خلال الأيام الماضية إلا أنها وجدت في زيارة جلالة السلطان المعظم موقفا جديدا من مواقف عُمان الداعمة للإرادة السياسية والشعبية في دولة الكويت وهي مواقف لا ينساها الشعب الكويتي الوفي، وتحولت ديوانيات دولة الكويت العامرة بالنقاشات السياسية إلى ديوانيات تستعيد تفاصيل العلاقات الثنائية بين البلدين وتقف عند اللحظات التاريخية والفاصلة التي كانت فيها عُمان داعمة لدولة الكويت ولحقوقها القانونية المشروعة ومستعدة للتضحية من أجل تلك الحقوق.. ولم تنسَ تلك الديوانيات التأكيد على أن سلطنة عمان ودولة الكويت تملكان القدرة على صناعة تحولات مهمة في العلاقات البينية بين الدول العربية بعضها البعض والدول العربية والقوى الإقليمية المجاورة لها.

وكشفت الكتابات الصحفية والتقارير الإعلامية ونبض الشارع الكويتي في وسائل التواصل الاجتماعي عن محبة كبيرة وترحاب أكبر بعمان وبقائدها، وعبّر الجميع عن تفاؤلهم بالزيارة وبنتائجها السياسية والاقتصادية والتي تعزز العلاقات الاجتماعية الراسخة بين الشعبين الشقيقين.

وفتحت الزيارة آفاقا كبيرة لبناء شراكات استثمارية بين البلدين الشقيقين عبر توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء إطار للتعاون في مجال الاستثمار المباشر وتسهيل تبادل المعرفة والخبرات وهي مذكرة بين مذكرات تفاهم أخرى تم التوقيع عليها خلال الزيارة. كما كشف الملتقى العماني الكويتي للتجارة والاستثمار والذي نظمته غرفة تجارة وصناعة الكويت وجاء متزامنا مع الزيارة عن العلاقات التجارية التاريخية المتبادلة بين البلدين كما كشف عن رغبة مستمرة في بقاء تلك العلاقات والروابط وتطويرها وفق التطورات التي تشهدها الشراكات التجارية والاستثمارية في الوقت الراهن.

لكنّ الملتقى عبّر عن الثقة الكبيرة المتبادلة بين البلدين الشقيقين سواء كانت تلك الثقة متعلقة بالمواقف السياسية بين البلدين وفي دبلوماسية كل بلد تجاه نفس القضايا التي تشغل البلدين أو الثقة والجدية والالتزام في المشاريع الاقتصادية والشراكات الاستثمارية بين البلدين، وهذه الثقة استطاعت أن ترسخ نفسها خارج سياق النخب السياسية وانتقلت إلى النخب الاقتصادية التي اعتاد الوضع العام في كل مكان أن تبقى متحولة كثيرا تجاه أي مسار استثماري.. وهذه الثقة المتبادلة ما كان لها أن تصل إلى هذا الرسوخ لولا التجارب الطويلة بين البلدين ومراجعة مستمرة للمواقف السياسية والقيم التي تتشكل عليها. وتكمن أهمية هذه الثقة المتبادلة في تقوية الروابط الاجتماعية التي تقوم عليها ومن منطلقها علاقات الدول السياسية.

حفظ الله سلطنة عمان ودولة الكويت وبارك في جهودهما المستمرة من أجل نهضة البلدين الشقيقين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بین البلدین دولة الکویت

إقرأ أيضاً:

الصين وآسيا الوسطى شراكة الجيران والتاريخ

 

 

تشو شيوان **

 

عُقدت قبل الأيام قمة "الصين- آسيا الوسطى" الثانية في أستانا بكازاخستان، وسط أجواء من الغموض العالمي والتحوّلات السياسية والاقتصادية الكبرى، خصوصًا وأن العالم يواجه تهديدات عالمية مصيرية وصعبة.

جاءت هذه القمة امتدادًا لرؤية مركزية في السياسة الصينية لتقوية الروابط مع دول الجوار وتعزيز العلاقات خصوصًا وأن آسيا الوسطى منطقة استراتيجية وهناك فرص مشتركة للصين ولدول آسيا الوسطى بالتعاون والتنمية على جميع المستويات وفي كافة القطاعات، وهناك علاقة ودية بينهم وقد قال الرئيس الصيني شي إن الصين ودول آسيا الوسطى الخمس ( كازاخستان- أوزبكستان – تركمانستان – قرغيزستان – طاجيكستان) استكشفت وصاغت روح الصين – آسيا الوسطى التي تتسم بالاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساعدة المتبادلة والسعي إلى تحقيق التحديث المشترك عبر التنمية عالية الجودة، مما يعُبر بعمق عن تاريخ الشراكة ووجهها الحضاري بين الطرفين.

تأتي أهداف القمة أولًا رفع مستوى التعاون الاقتصادي عالي الجودة من حيث تسريع تنفيذ مشاريع البنية التحتية ضمن مبادرة الحزام والطريق، مع تركيز على الربط السككي والطاقة والنقل متعدد الوسائط مما يساعد في الاستجابة للتحديات الاقتصادية، ثانيًا توسيع الإطار المؤسّسي والتعاون متعدد القطاعات من حيث الاستمرار في تأسيس مراكز تعاون جديدة في مجالات الفقر، التعليم ومكافحة التصحر، إلى جوار منصة تسهيل التجارة، وثالثًا دعم التبادل الثقافي، والتواصل الشعبي (التعليم، السياحة، الجامعات، الفنون…).

أما الأهداف الشاملة؛ فيأتي على رأس قائمتها تعزيز الأمن الإقليمي المشترك بحيث ضمان توحيد الجهود ضد التطرف والإرهاب والجريمة العابرة للحدود، ضمان عدم تدخل قوى خارجية في شؤون المنطقة حيث أن دول آسيا الوسطى ترفض نماذج الهيمنة وحروب الرسوم الجمركية، وأيضًا يعمل كلا الأطراف على ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الطويلة الأمد؛ حيث تم توقيع “معاهدة الجوار الصالح الدائم”، لتأسيس إطار قانوني لعلاقات طويلة الأمد قائمة على الاحترام، السيادة، وعدم استخدام القوة.

إن أبرز النتائج تأتي في إطار توقيع اتفاقيات ضخمة وتوسيع البنية التحتية، فقد شملت توقيع 24 اتفاقية بين الصين وكازاخستان في قطاعات متنوعة (الطاقة، الفضاء، الرقمنة، الزراعة)، وانطلاق أعمال السكك الحديدية بين الصين وقيرغيزستان – أوزبكستان، والتوسّع في مشروع ثالث للربط مع كازاخستان، وإنشاء 3 مراكز تعاون (مركز لمكافحة الفقر، مركز تبادل تعليمي، آخر لمكافحة التصحر) وقد خصصت الصين منحة بقيمة 1.5 مليار يوان، و3,000 مقعد تدريبي لدعم مشاريع التنموية الآنية في آسيا الوسطى.

أيضًا من أبرز النتائج للقمة هو ما يتعلق بتسهيلات سفر متبادلة وتواصل شعبي، حيث شملت القمة توقيع اتفاقات دخول دون تأشيرة مع كازاخستان وأوزبكستان؛ علمًا بأنه تجاوزت رحلات المسافرين بين الصين وكازاخستان 1.2 مليون في 2024 مما يثبت أن العلاقات متنامية بين الطرفين، وعلى المستوى الثقافي فقد اتفق الأطراف على افتتاح مؤسسات تعليمية وصناعية وثقافية، وزيادة عدد المدن الشقيقة إلى أكثر من 100 علاقة.

من وجهة نظري أن القمة جاءت في توقيتٍ دقيق؛ إذ تنطلق من منظور صيني ساعي لبلورة تعاون جيو‑اقتصادي بديل عن النموذج الغربي، عبر منظومة علاقات طويلة الأمد ومؤسسات قانونية، وذلك من خلال تبني نموذجًا مؤسسيًا شاملًا- من البنى التحتية إلى التعاون الأمني والتبادل الثقافي- مما يعزز من استدامته بعيدًا عن الأزمات العابرة، وتؤسس لحقبة جديدة من التعاون الإقليمي، وستظل الشفافية والاحترام المتبادل مفتاحًا لتقييم نجاحها طويل الأمد.

"قمة أستانا" أرسَت اتحادًا يتجاوز التجارة إلى فضاء أمني وثقافي متكامل، تحت شعار "الاحترام المتبادل- المنفعة- المساعدة"، وهذا جوهر العلاقة المتبادلة الصحية التي يجب أن تقوم عليها علاقات الدول، والصين ودول آسيا الوسطى يفهمان هذا الأمر جيدًا وما هو جميل أن جميع الأطراف لديها تفاهم مسبق على الخطوط العريقة لشكل العلاقة في المستقبل.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عبدالله بن زايد يبحث مع وزير خارجية المكسيك تعزيز العلاقات الثنائية
  • السفير حسام زكي: إيران ليست دولة سهلة وأي تغيّر في نظامها له تبعات كبيرة
  • الصين وآسيا الوسطى شراكة الجيران والتاريخ
  • الإمارات والتشيك تعززان التعاون خلال منتدى «غلوبسيك 2025»
  • أستاذ العلوم السياسية: خطة نتنياهو لهيمنة إسرائيل على الشرق الأوسط تواجه تحديات كبيرة
  • الوزير الشيباني ونظيره الإيطالي يبحثان في اتصال هاتفي العلاقات بين البلدين والمستجدات في المنطقة
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني القضايا الإقليمية الملحة والعلاقات الثنائية بين البلدين
  • مدبولي: زيارة رئيس وزراء صربيا لمصر تمثل انطلاقة في العلاقات الثنائية بين البلدين
  • عاجل | الملك : السلام الدائم يبنى على القيم لا القوة
  • «علاقات الشارقة» وقنصلية الكويت تبحثان تعزيز أواصر التعاون بين الجانبين