خبراء: الدعم المصري يمهد الطريق لتطورات قانونية مهمة بالقضية الفلسطينية على الساحة الدولية
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تزامناً مع مرور 76 عاماً على «نكبة فلسطين»، الحدث الأكثر قسوة فى التاريخ الحديث، يواصل الفلسطينيون معركتهم القانونية للحصول على حقوقهم التاريخية والمشروعة، وفى مقدمتها الحق فى الاعتراف بدولتهم المستقلة، وتمثلت الجولة الأخيرة من هذه المعركة، فى التصويت الذى أجرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن حصول فلسطين على عضوية كاملة بالمنظمة الدولية ووكالتها، وجاء القرار التاريخى بموافقة 143 دولة، فى مقابل معارضة 9 دول فقط، فيما امتنعت 25 دولة عن التصويت، ليعيد قرار الجمعية العامة ملف عضوية فلسطين إلى مجلس الأمن مرة أخرى.
الدكتور محمد أبوسمرة، مؤرخ ورئيس تيار الاستقلال الفلسطينى، أكد أنه على الرغم من أن عام 1948 هو عام النكبة، فإن المؤامرة الغربية على فلسطين بدأت فى منتصف القرن التاسع عشر، بمساعدة اليهود، من خلال الهجرة الاستيطانية والتسلل التدريجى إلى فلسطين، وإقامة أول مستعمرة للصهاينة فى فلسطين، والتى حملت اسماً عبرياً «بتاح تيكفا»، أي «الوردة المتفتحة»، وظل الغرب يواصل مؤامراته ضد فلسطين والعالم العربى والإسلامى، حتى تمكن الاحتلال الإسرائيلى من السيطرة على معظم الأراضى العربية.
وقال المؤرخ الفلسطينى إنه منذ ذلك الحين، عمل الاحتلال البريطانى على توفير كافة أشكال الدعم للمستوطنين على أرض فلسطين، لارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطينى، فى كافة أماكن وجوده فى فلسطين التاريخية، من أجل إرغامهم ودفعهم للهجرة من قراهم وبلداتهم ومدنهم ومزارعهم وأملاكهم ومن وطنهم.
وأضاف «أبوسمرة» أنه منذ منتصف القرن التاسع عشر، مرت فلسطين بالكثير من النكبات والكوارث والمصائب، لكن المرحلة الأكثر صعوبةً وقسوةً وظلماً وقهراً هى المرحلة الحالية، أى منذ عملية «طوفان الأقصى» يوم السابع من أكتوبر الماضى، وحتى اللحظة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلى حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى للشهر الثامن على التوالى.
والتى نتج عنها تدمير أكثر من 80% من مبانى ومساكن وعمارات قطاع غزة، وجميع مساجده وجامعاته ومدارسه ومؤسساته وكنائسه وأماكنه التاريخية والحضارية والتراثية، فضلاً عن استشهاد وإصابة مئات الآلاف من الفلسطينيين، وتشريد ونزوح أكثر من مليون فلسطينى من سكان القطاع، ومحو أكثر من 10 آلاف عائلة من السجل المدنى، وإلقاء أكثر من 150 ألف طن من المتفجرات والقنابل والصواريخ المدمرة على القطاع، أى ما يوازى 15 قنبلة نووية، فى حرب تطهير عرقى وإبادة جماعية واضحة.
وقال الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولى، إن الجهود المصرية الحثيثة بعد حرب عام 1973، أدت لاستصدار قرار مجلس الأمن رقم 338، الذى يؤكد تطبيق القرار 242، الداعى لانسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة، كما ظلت مصر تقدم كل أشكال الدعم القانونى للدفع باتجاه حصول فلسطين على صفة دولة مراقب فى الأمم المتحدة عام 2012.
ودعم انضمامها للمعاهدات الدولية الرئيسية، ما يمهد الطريق أمام عدد من التطورات القانونية المهمة، منها فتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً رسمياً فى جرائم الحرب المرتكبة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام 2014، وكذلك إقامة دعوى من قبل دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية، العام الماضى، بتهمة انتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فى قطاع غزة، وانضمام عدد من الدول لهذه الدعوى، بما فيها مصر وليبيا، كما أنها تؤيد بقوة إحالة الوضع فى الأراضى المحتلة للمحكمة الجنائية الدولية، وتبنت مؤخراً خطوة مهمة بالتدخل فى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال إسرائيل النكبة مصر القمة العربية الـ33 أکثر من
إقرأ أيضاً:
عبد الغني: استمرار المساعدات المصرية يؤكد الدعم اللامحدود للقضية الفلسطينية
أشاد الدكتور محمد عبد الغني، مقرر لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابي بالحوار الوطني، بنجاح مصر في إدخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة والذي يُعد دليلًا واضحًا على الدعم اللامحدود الذي تقدمه الدولة المصرية للقضية الفلسطينية ولأشقائنا في غزة، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية في مصر تدرك جيدًا أن قضية غزة هي قضية أمن قومي، ولا يمكن التخلي عنها تحت أي ظرف من الظروف.
وأوضح عبد الغني، أن مصر عليها العمل دوليًا مع الأمم المتحدة على تفعيل آلية مستدامة لإدخال المساعدات بمشاركة دول غربية داعمة مثل إسبانيا والنرويج والدنمارك والسويد، وذلك في إطار مواصلة الجهود المصرية الرامية لضمان استمرار تدفق المساعدات، مشيرًا إلى أن ذلك لا بد أن يتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الغربية الداعمة للقضية الفلسطينية.
ولفت عبد الغني، في تصريحات صحفية، إلى أن تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة إلى هذا الحد الكارثي ستكون له تداعيات بالغة الخطورة على استقرار الشرق الأوسط، مشددًا في الوقت ذاته على أن استغلال الاحتياجات الإنسانية لأهالي غزة واللعب بورقة التجويع؛ يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي.
واعتبر عبد الغني أن الحرب على غزة، بكل ما تحمله من تداعيات وامتدادات، خلقت لدى إسرائيل وهمًا بامتلاكها للقوة المطلقة وقدرتها على فرض إرادتها على الجميع، سواء برضاهم أو رغمًا عنهم.
واستطرد: “أعتقد أن هذا الوهم هو ما دفع إسرائيل لاتخاذ قرارات مثل موافقة الكنيست على بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وهو ما ينسف تمامًا أي حديث عن نية حقيقية لتحقيق السلام مع جيرانها”.