نشرت صحيفة "معاريف" العبرية مقالا للكاتب والباحث في قسم الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في جامعة حيفا٬ يارون فريدمان٬ قال فيه: "يبدو أن سبب الغضب في الجانب المصري غير مفهوم٬ فقد وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة عبر انقلاب عسكري على الجماعة الأم لحركة حماس".

عندما كانت مصر تحارب الإرهاب
وقال إن الوضع الأمني الذي أصبحت فيه سيناء بعد الانقلاب كان صعبا٬ فقد أصبحت منطقة محظورة يغزو الإرهابيون، مما تطلب تدخلاً عسكرياً عاجلاً٬ ولهذا الغرض، سمحت إسرائيل لمصر بانتهاك اتفاق السلام، الذي ينص على أن شبه جزيرة سيناء يجب أن تكون منزوعة السلاح، وخاصة المنطقة ج المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة، حيث يُحظر تماما الوجود العسكري٬ والاقتصار على الشرطة فقط.



ويضيف الكاتب وباسم "الحرب على الإرهاب"، جلب الجيش المصري آلاف الجنود ومئات المركبات المدرعة والدبابات إلى شبه الجزيرة٬ وكشفت صور الأقمار الصناعية أن مصر قامت أيضًا بنشر قوات جوية وأقامت قواعد جوية، وهي خطوة تتعارض تمامًا مع اتفاقيات السلام.

 ويذكر أنه بين عامي 2013 و2018، شن الجيش المصري هجمات متواصلة ضد أهداف إرهابية في سيناء.

وخلال تلك الهجمات، لم يُقتل العديد من المدنيين فحسب، بل دمرت مصر مدينة رفح المصرية بأكملها وأجلت الآلاف من سكانها٬ ولم تبدأ عملية إعادة بناء رفح المصرية إلا في السنوات الأخيرة٬ في هذه الحرب قُتل عدد لا يحصى من الأشخاص "غير المتورطين" دون أي احتجاج في العالم. والآن جاء دور إسرائيل لمحاربة الإرهاب على الجانب الفلسطيني من رفح. فلماذا تثير مصر هذه الضجة؟

الإرهاب والتهريب
ويتعجب الكاتب قائلا "كان موقف السيسي تجاه حماس عند وصوله إلى السلطة عدائيًا للغاية، لأنه اعتبرهم، بحق، جزءًا من جماعة الإخوان المسلمين، منافسيه اللدودين. لكن مع مرور الوقت، خفف موقفه تجاه حماس، وشددت مصر علاقاتها مع قيادة حماس وأصبحت وسيطا في جميع جولات القتال مع إسرائيل".

وكان السبب الرئيسي للتغير في العلاقات بين مصر وحماس هو مشكلة البدو في سيناء. ويبدو أن النظام في القاهرة وجد أنه غض الطرف عن التهريب إن نقلهم إلى غزة سيحسن الوضع الاقتصادي للبدو ويبعدهم عن الانضمام إلى المنظمات الإرهابية.


ويختلف مصدر رزق البدو في جنوب وشمال سيناء اختلافًا كبيرًا. وفي حين أن معظم البدو في الجنوب يكسبون عيشهم من السياحة خاصة في طابا وشرم الشيخ، فإن القبائل في الشمال تعاني من الفقر والبطالة٬ لذلك يلجأون إلى التجارة غير المشروعة والتهريب. ولسوء الحظ، تركز جزء كبير من معيشتهم في السنوات الأخيرة على التهريب إلى غزة، والذي شمل عددًا لا بأس به من الأسلحة من مناطق الحرب المختلفة مثل ليبيا والسودان وكذلك الأسلحة من إيران.

وفي مصر أدركوا أن طريقة التغلب على مشكلة الإرهاب في سيناء والسيطرة على التهريب جزئياً على الأقل هي التعاون مع القبائل والحفاظ على علاقات طبيعية مع حماس. تم تجنيد أكبر قبيلة، قبيلة الترابين، لمساعدة الجيش المصري، وليس بالمجان بالطبع.

اتحاد القبائل
وأسس إبراهيم العرجاني، أحد زعماء قبيلة الترابين، اتحاد قبائل سيناء في نوفمبر 2017 ٬ وساعد هذا التحالف من قبائل شمال سيناء الجيش والشرطة المصرية في الحرب ضد تنظيم الدولة في شمال شبه الجزيرة.

ويؤكد الكاتب "أتاحت الرعاية التي قدمها الجيش المصري لهذا التحالف تجنيد القبائل التي كانت موالية لتنظيم الدولة٬ وذلك من أجل التنافس مع الإرهابيين، فقد كان على الجيش المصري أن يمنح البدو أسلحة وأموالا أكثر مما عرضه تنظيم الدولة".


وفي الأيام الأخيرة، وفي أعقاب العملية الإسرائيلية في رفح، أُعلن عن تجديد اتحاد القبائل، وهذه المرة تحت عنوان "اتحاد القبائل العربية" واختير العرجاني لرئاسته٬ وسارع الاتحاد إلى نشر بيان جاء فيه أن البدو لن يسمحوا للفلسطينيين بالفرار إلى سيناء٬ وعذرهم الرسمي هو معارضة تحولهم إلى "توطين"، أي أن يصبحوا مواطنين مصريين على حساب هويتهم الفلسطينية.

 وأعرب معلقون في وسائل الإعلام المصرية عن خشيتهم من تحول اتحاد القبائل إلى ميليشيا لا تطيع أوامر الجيش المصري٬ وسيصبح هيئة مستقلة خطيرة ستعمل وفقا للمصالح المحلية لشمال سيناء، على عكس مصالح مواطني مصر٬ والمثال على هذه الظاهرة الخطيرة هو ما حدث في السودان، حيث أنشئت ميليشيا "الرد السريع" لغرض الحرب في دارفور.

وقبل نحو عام، تمردت هذه الميليشيا ضد الجيش السوداني، وهو الوضع الذي أدى إلى حرب أهلية٬ إلا أن المتحدث باسم اتحاد القبائل أكد ولاء الاتحاد للحكومة في القاهرة٬ والعرجاني نفسه، بحسب منشورات في وسائل الإعلام العربية، هو رجل أعمال فاسد وله علاقات شخصية في حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المصري السيسي غزة رفح مصر السيسي غزة الاحتلال رفح صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتحاد القبائل الجیش المصری

إقرأ أيضاً:

"الثأر.. سيرة سيناوية يصدرها اتحاد الكتاب عن أبطال سيناء للكاتب محمد نبيل

أصدر اتحاد كتاب مصر كتاب السيرة السيناوية للكاتب محمد نبيل محمد، وذلك في أول استجابة لحديث الريس عبد الفتاح السيسي مؤخراً عن الشيخة فرحانة إدى بطلات سيناء في فترة ما بعد يونيه 1967.

وقال مؤلف الكتاب محمد نبيل محمد " هذا الكتاب يقدم معنى حقيقى للثأر من قبل أبطال سيناء ،حيث كانوا كحال المصريين الذين نكستهم هزيمة يونيه وربما زاد الأمر قتامة فى أجفانهم هو أنهم كانوا شهود عيان لفعل الخسة الصهيونى المجرد من مبادىء الإنسانية وهم يقتلون بدم بارد رجالنا العزل من سلاحهم رميا بالرصاص او دهسا بجنازير الدبابات".

وأضاف "نبيل" أن الكتاب يرصد بطولات أبناء سيناء خلال فترة الحرب ومنهم الأبطال أحمد حسن عباس وبلال سويلم ورشاد خليل حجاب وعبد الله جهامة وعودة صباح لويمى ومنصور عيد و فهيمة الهرش والطفل صالح عطية وسالم الهرش  ومحمود السواركة وفرحانة إبراهيم ومتعب هجرس ونصر عودة.

ويتضمن الجزء الأول من السيرة السيناوية على لسان أصحاب البطولة أنفسهم او أبنائهم الذين شاركوهم (الثأر) لتقديمه إلى جيل الشباب من ناحية، ولأعداء الوطن من ناية أخرى تحت عنوان (الثأر ليونيه) حتى لا ينسى كلا الطرفين.

ويقول المؤلف "إننى أقدم الكتاب فى ثلاثة أجزاء لتخليد بطولات أبناء سيناء وهم أول من سدد فاتورة الدم عن هذا الوطن ولأنهم انتصروا للوطن بدمائهم وأرواحهم ولم ينتصر لهم من يؤرخون أو يصنعون الدراما وأردت من خلال هذا الكتاب أن أقدم بعضا من رد الجميل لهؤلاء الذين ضحوا ولم ينتظروا مقابلا لتضحياتهم الوطنية المخلصة".

ويأتى توقيت اصدار هذا الكتاب موازيا للاحتفال بذكرى مؤتمر الحسنة الذى أعلن فيه أبطال سيناء وطنيتهم أمام وسائل الإعلام العالمية التى حشدها موشيه دايان منخدعا فى أن أهل سيناء سيعلنون تدويل قضية سيناء ولكنهم أعلنوا على لسان سالم الهرش شيخ البياضية وهو من تحدث نيابة عن مشايخ سيناء وقال " شرف لنا أن نوارى فى تراب سيناء شرفاء كراما من أن نمشى على أرضها ونخون وطننا مصر".

ورغم التهديدات التى تعرض لها أبناء سيناء بعد مؤتمر الحسنة إلا أنهم ظلوا أبطالاً يقدمون أرواحهم ودمائهم وحرياتهم فداء للوطن ولعموم المصريين.

ومن المقرر أن يعقد اتحاد الكتاب حفل توقيع بحضور أسر أبطال سيناء والأبطال الحقيقيون من أهالى سيناء.

كما يأتى دور الاتحاد ممثلا فى الأمين العام للاتحاد الدكتور علاء عبد الهادى الذى يقدم دعما لمشروعات النشر المتنوعة، خاصة الأعمال التى تحمل أهدافا وطنية تدعم الوعى الجمعى وتؤرخ لأبطال سيناء وتقدم النموذج فى التضحية والفداء للأجيال القادمة.

 

 

مقالات مشابهة

  • لماذا يتطلب السلام في أوكرانيا هزيمة روسيا؟
  • أكاديمي إسرائيلي: الجيش المتعثر بغزة يريد تنفيذ حلم المتطرفين في مملكة النيل والفرات
  • «الأورطة الشرقية».. استراتيجية تسليح القبائل و إطالة أمد الحرب في السودان
  • أحمد موسى: مشايخ القبائل يحتفلون بذكرى رفض مطلب إسرائيل تدويل سيناء عام 1968
  • كاتب إسرائيلي: الهجوم على إيران مجرد بداية للقضاء على ما يهدد وجود إسرائيل
  • "الثأر.. سيرة سيناوية يصدرها اتحاد الكتاب عن أبطال سيناء للكاتب محمد نبيل
  • كاتب صحفي: فشل نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب أعاد الاحتجاجات من جديد
  • أبناء القبائل يحيون ذكرى مٌؤتمر «الحسنة» بالجفجافة في وسط سيناء
  • كاتب صحفي: عودة الاحتجاجات ضد نتنياهو بسبب فشله في تحقيق أهداف الحرب على غزة
  • كاتب صحفي: الاحتلال الإسرائيلي مستفيد من الحرب على قطاع غزة سياسيا وأمنيا