كتب ميشال نصر في" الديار": يترنح ملف النزوح السوري على ايقاع بورصة الاحداث الامنية المتفرقة المرتبطة بالامن الاجتماعي اللبناني، ليشهد هبة ساخنة وهبة باردة، في وقت يدرك فيه الجميع ان ورقة التوصية النيابية، لم تكن سوى شيك نيابي للحكومة للصرف، بالتكافل والتضامن بين شركاء الطاولة.
في الشكل خسرت المعارضة الكثير امام فريق "الثنائي الشيعي"، الذي نجح في تحقيق نقاط في الشكل والمضمون، يمكن البناء عليها مستقبلا  في ملفات اخرى، ولعل ابرزها من حيث الشكل، على ما تعدد مصادر مواكبة:
- خروج الرئيس ميقاتي منتصرا، مسجلا ثقة مجلسية جديدة بحكومة تصريف الاعمال، ونقطة تحسب له في شباك الاعتراض المسيحي، الذي اضطرت اطرافه نتيجة "الظروف القاهرة" الى الرضوخ لشرعية الحكومة، تحت حجة الضرورات تبيح المحظورات، باستثناء "الكتائب" التي اصرت على موقفها المبدئي.


- نجاح "ثعلب المجلس" في خرق "التعطيل" اللاحق بجلسات المجلس من قبل المعارضة من جهة، وفي اجبار القوى السياسية المختلفة على السير وفقا لتوجهاته في ما خص ملف النازحين السوريين، وفرض اجندة التفاوض السياسي مع دمشق على طاولة البحث، خصوصا ان تلك الخطوة سبقها "تضامن ميقاتي" مع سوريا بعدم حضور "مؤتمر بروكسيل"، لاقته الاخيرة بتسريب معلومات عن لقاء مرتقب بين الوفد اللبناني والرئيس بشار الاسد في البحرين على هامش القمة العربية.
- رضوخ المعارضة بكل اطيافها، واضطرارها مجبرة مكرهة الى المشاركة في حوار يديره رئيس مجلس النواب، وهو ما اضفى شرعية نسبية على مطالبة الاخير بحوار حول ملف رئاسة الجمهورية، مكرسا شرعيته كراع لاي حوار، بعدما حجز هذا الدور لمجلسه.
اما في ما خص المضمون، فقد رأت المصادر ان "الجبل اللبناني تمخض فولد فارا"، ذلك ان النقاط التسع الواردة تبقى حبرا على ورق، وان مصيرها لن يكون بافضل حال من "ورقة بعبدا" زمن الرئيس السابق ميشال سليمان، خصوصا ان نقطتين اساسيتين تشكلان لغما كبيرا امام امكانية تطبيقها:
الاولى: مسالة "قانون قيصر" والحوار السياسي مع الحكومة السورية، وهما امران غير قابلين للنقاش لدى الغرب، وواشنطن تحديدا، اذ يكفي التذكير بمسألتي الكهرباء من الاردن والغاز من مصر، خصوصا مع قرب الانتخابات الرئاسية الاميركية، رغم ان ثمة اتصالات "دولية" من تحت الطاولة مع نظام الرئيس الاسد.
- الثانية: مرتبطة بضبط الحدود البرية، واختلاف هذا المفهوم بين الجانب اللبناني والجانب الدولي، وهو ما تسبب في الفترة الاخيرة بازمة مع سوريا نتيجة الابراج المنتشرة على الحدود الشرقية، واعتبار دمشق انها تشكل خطرا على الامن القومي السوري. وفي هذا الاطار تكشف اوساط ديبلوماسية ان الغرب يملك خطة متكاملة لضبط الحدود اللبنانية – السورية، الا ان الحكومة اللبنانية افرغتها من مضمونها نتيجة اعتبارات وحجج ترتبط بالتركيبة اللبنانية. وكتبت " البناء": عقب جلسة المجلس النيابي أمس الأول، التي رفعت تسع توصيات للحكومة لتنفيذها، وقعها أمس، رئيس مجلس النواب نبيه بري وأحالها على رئاسة الحكومة، لوحظ إدخال تعديل على البند الثامن فيها يتصل «بالتزام الحكومة بالموقف الذي أعلنه رئيسها في الجلسة ونقله للدول والهيئات العاملة بملف النزوح، بأن لبنان لم يعد يحتمل عبء بقاء النازحين، وبكل الأحوال لا يستطيع أن يكون شرطياً حدودياً لأي دولة. وان المطلوب تعاون كل الدول لحل هذه المعضلة وتحويل الدعم نحو تعزيز انتقال النازحين وتأمين استقرارهم.
ولفتت مصادر نيابية مشاركة في اجتماعات لجنة صياغة البنود، لـ«البناء» الى أن التوصيات غير ملزمة للحكومة بالمعنى الدستوري والقانوني، بل ملزمة بالمعنى السياسي والوطني لأن ملف النزوح يمسّ الأمن القومي اللبناني، وبالتالي على الحكومة مسؤولية كبيرة بهذا الشأن ولم يعد لديها أي حجة للتنصل والمماطلة والتسويف بهذا الملف، وبناء عليه، يتوجب على الحكومة التوجّه فوراً الى سورية لفتح حوار حقيقي لمعالجة جدية للأزمة والتنسيق مع دمشق في موضوع مؤتمر بروكسل وتوحيد الموقف، والضغط على المجتمع الدولي لكفّ يده عن عرقلة العودة ورفع حصاره وعقوباته «القيصرية» على سورية وإعادة إعمارها لكي تصبح مؤهلة لإعادة كل النازحين، اضافة الى ضرورة كبح جماح مفوضية شؤون اللاجئين التي تشجع النازحين على البقاء وتعمل على إجهاض أي خطة جدية لحل الملف وتخوف النازحين الذين يريدون العودة».

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي: يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني تجديد للالتزام الدولي بإنهاء معاناته

أكد رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي أن يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يأتي هذا العام وسط أوضاع إنسانية وسياسية شديدة الخطورة.

ويأتي ذلك نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية والقدس، وما يتعرض له الفلسطينيون من حصار وتهجير وقتل وانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.

وأوضح اليماحي في بيان له أن الاحتلال يواصل خروقاته لاتفاق شرم الشيخ، عبر استمرار العمليات العسكرية ومنع دخول المساعدات وتكثيف الاستيطان، إضافة إلى اعتداءات ميليشيات المستوطنين بحق المدنيين الفلسطينيين في انتهاك واضح للقانون الدولي.

اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

مستوطنون يقتحمون قرية المغير ويعيثون خرابًا في رام الله اليونيسف: سوء تغذية حاد يهدد آلاف أطفال غزة

وأضاف أن يوم التضامن ليس مناسبة رمزية فحسب، بل محطة لتجديد الالتزام البرلماني والدولي بدعم الحق الفلسطيني، وتعزيز الجهود الدبلوماسية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة.

ودعا اليماحي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ووقف العدوان فورًا وضمان تدفق المساعدات وتوفير الحماية الدولية، مطالبًا الأمم المتحدة باتخاذ خطوات عملية لمحاسبة الاحتلال ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

واقتحمت مجموعة من المستوطنين، اليوم السبت، قرية المغير شرق رام الله، حيث تجولوا قرب منازل المواطنين، لا سيما منزل المواطن عطا أبو عليا، وسط أعمال ترهيب واستفزاز للسكان، وفق ما أفادت مصادر محلية.

وتشهد القرية تصاعدًا في اعتداءات المستوطنين خلال الفترة الماضية، في سياق موجة اعتداءات واسعة طالت مختلف مناطق الضفة الغربية.

 ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد نفذ المستوطنون 766 اعتداءً خلال شهر أكتوبر الماضي في محافظات رام الله والبيرة ونابلس والخليل.

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اليوم السبت، تسجيل نحو 9,300 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة خلال شهر أكتوبر الماضي، محذرة من أن الأوضاع الصحية تتدهور بشكل متسارع مع دخول فصل الشتاء.

وأوضحت المنظمة أن مستويات سوء التغذية المرتفعة، إضافة إلى نقص المأوى والملابس الدافئة وغياب خدمات الصرف الصحي، تجعل آلاف الأطفال عرضة للجوع والأمراض والبرد القاسي، مشيرة إلى أن كميات كبيرة من إمدادات الشتاء لا تزال عالقة على حدود القطاع، وداعية إلى إدخال المساعدات بشكل آمن وسريع ودون عوائق لإنقاذ حياة الأطفال الأكثر هشاشة.

وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم السبت، على اقتحام بلدة سلواد، شرق رام الله.

مقالات مشابهة

  • مستشار وزير المالية اللبناني: الحكومة لا تستثني أي طرف من تحمّل مسؤولية الفجوة المالية
  • مصرع شخص في حادث انقلاب سيارة على طريق مطروح‑السلوم الدولي
  • مستشار وزير المالية اللبناني: الحكومة لا تستثني أي طرف من تحمّل مسئولية الفجوة المالية
  • البنك الدولي: الحكومة الأردنية تُظهر التزاما راسخا بمسار الإصلاحات وتنفيذ أهداف البرنامج
  • بجلسة تاريخية لبرلمان المتوسط من القاهرة.. النواب العرب يتحدثون عن الرئيس السيسي.. دعم ثابت للقضية الفلسطينية ودور مصري يقود طريق السلام
  • البرلمان العربي: يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني تجديد للالتزام الدولي بإنهاء معاناته
  • ممثل البرلمان الفلسطيني: كلمة أبوالعينين وثيقة رسمية ترسم خارطة طريق للتعاون المتوسطي
  • ممثل البرلمان الفلسطيني: كلمة أبو العينين خارطة طريق لتعزيز التعاون الأورومتوسطي
  • رئيس البرلمان الدولي: الديمقراطية وحقوق الإنسان محور عمل الاتحاد البرلماني الدولي
  • عن ترسيم الحدود البحرية اللبنانية ـ القبرصية