شبكة انباء العراق:
2025-06-20@22:26:56 GMT

في سبيل الوطن وليس في سبيل البعث…….!!

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

في سبيل الوطن وليس في سبيل البعث…….!!

 

بقلم : سعد الأوسي ..

مات الجواهري قامة العراق العالية وشاعر العرب الاكبر، غريباً في دمشق ورغم انهم احتفوا به في حياته الا انهم دفنوه في مقبرة الغرباء.
ومات فائق حسن سيد الفن التشكيلي العراقي في باريس غريباً واضطرت زوجته الفرنسية ان تحرق جثمانه وتحوله الى رماد في اناء لانها لم تستطع تحمل تكاليف نقل تابوته الى العراق و دفنه في تراب وطنه.


ومات منير بشير اعظم عازف عود في العالم في بودابست بهنغاريا ودفن هناك وحيداً بعيداً عن مقامات اهله العراقية العريقة
ومات السياب غريباً على الخليج في الكويت و هو يردد في قرارة نفسه الثكلى عراق :
الريح تصرخ بي عراق
و الموج يعول بي عراق
ليس سوى العراق
ومات عبد الوهاب البياتي على كرسيه في شقة صغيرة بحي الشيخ محي الدين الشعبي كانت الحكومة السورية قد خصصتها لسكنه، و لم يحمل جثمانه سوى بضعة من شباب من الحي (انكسر خاطرهم) على الرجل الشيخ الغريب ذي الشعر الابيض الذي مات منسياً بينهم وهم لا يعرفون انه البياتي الكبير احد اعمدة الريادة في الشعر الحر العربي والذي ملأ الدنيا بشعره وصيته.
و مات الشاعر المعلم يوسف الصائغ قرين مالك بن الريب وسيد التفاحات الاربع ، بدمشق حزيناً فقيراً مريضاً وشيّعت جنازته في صمت كئيب كأنه لم يكن في يوم من الايام. ومات مظفر النواب بعيداً عن الريل وحمد والبنفسج العراقي الذي طالما ملأ روحه بعطر لياليه، في احدى مستشفيات الشارقة بعد ان قضى ثلثي عمره مغترباً تائهاً بين مدن وعواصم شتى،
واغمض عبد الرزاق عبد الواحد عينيه اغماضتها الاخيرة في احدى مستشفيات باريس وهو يبكي على وطنه الذي لن يدفن في ترابه !!!
ومات غائب طعمة فرمان في موسكو وفؤاد التكرلي في تونس وسعدي يوسف في لندن و عبد الجبار عبد الله عبقري الفيزياء العراقي خليفة اينشتاين في نيويورك وهو يبكي امام ابنه لانه تمنى ان يرى العراق لحظةً قبل ان يموت.
ومات الممثل الكبير خليل شوقي (عبد القادر بيگ) في هولندا و جاسم العبودي في امريكا ومخلد المختار في النمسا
ومات ومات ومات !!!
والقائمة اطول بكثير من ان يحويها هذا المقال !!!
لماذا يموتون كلهم في الغربة البعيدة هكذا !!؟؟
ولماذا يفرّط العراق بقاماته وقممه وينثرهم في اصقاع الدنيا كأضواء الشموع المرتجفة في الريح ؟!!!
ولماذا تعاد قصة التغريب والتهجير والنبذ والهروب و خروج اللاعودة مع وجوه البلد ورموزه العالية في كل الازمنة السياسية ومع اختلاف الانظمة والحكّام ؟؟؟!!!
تحتفي الامم بمبدعيها وتعظّم اسماء رموزها وترفع سيرهم كمصابيح فوق رأس التاريخ بينما نمعن نحن في ايذائهم واضطهادهم وتركهم اذلّاء في الفقر و المرض و ( قلّة القدر ) يتحسّرون على اعمارهم المحترقة بينما نعظّم لصوص السياسة ونكرّم القوادين والمأبونين ونحترم العاهرات والفاشينستات ونبذل الملايين تحت اقدامهن الوضيعة تقديراً لمؤخراتهن المنتفخات المحشوّات بالسليكون !!!؟؟
تصاخبت كل هذه الافكار في رأسي وانا ارى قيمنا تتهاوى و مجتمعنا يتصدّع واخلاقنا تنحدر في كل مفاصل الحياة !!!
ترى اين اختفت هويتنا العراقية الاصيلة، نخوتنا، غيرتنا، عزّتنا، كرامتنا، تقاليدنا، اعرافنا ، ارثنا الاجتماعي المكلل بالكبرياء والشموخ ؟؟؟
اين انتماؤنا الوطني الذي رفعنا بيارقه بسواري الدم والفداء والتضحية !!؟؟؟
ولماذا سمحنا لعهر السياسة ان يتفشى في صميم حياتنا وقيمنا يهينها ويلوّث كل شئ فيها ؟؟؟
الم نكن الوطن الذي مدّ على الافق جناحا وارتدى مجد الحضارات وشاحا !!؟؟

الم تمر بنا النوب العاديات
و ظل العظيم العظيم العراق !!؟؟

الم نحلف بالله والعباس نوگع زلم فوگ الزلم لمن يشيب الراس
بس الگاع ما تنداس !!؟؟
ترى لماذا تخلّينا عن كل هذا المجد والفخر باننا عراقيوووون حد قطع النفس وصمتنا على اهانة الوطن العظيم الذي اردناه عالياً مكرّماً معظّماً، لان مغنيةً فاشلةً ارادته (ناعماً منعماً ) مثل (جلدها) الازرق المنتوف في صالونات بيروت و باريس والمغرب !!؟؟
في الزمن البعثي (الديكتاتوري) الذي مازلنا نحرص على شتمه و ذمّه وتذكير اولادنا بمساوئه في كل مناسبة ، كان العراق دولة ذات هيبة وحضور و اخلاق وقيم عالية،
ومع انه نظام مجرم عنجهي قاسٍ غير إنساني حسب تصنيفات وقواميس الديمقراطية الامريكية، الا انه حافظ على هوية المجتمع الاخلاقية وارسى قيمه مع كل ما قيل و يقال عنه صدقاً كان او كذباً.
كان (الدكتاتور) يكرم الادباء والفنانين والعلماء والمتفوقين و رجال الثقافة والاعلام – حتى وان كان ذلك من اجل تلميع صورته و تعظيم وجوده- الا ان ذلك صنع جوّاً ثقافيا نشطاً وحراكاً ابداعياً كبيراً ما نزال نفتقد وجوده ولا نصل الى معشار مثله بعد عشرين سنة من الحكم الديمقراطي !!.
كانت هنالك مهرجانات كبيرة مشرّفة رائعة التنظيم كثيفة الحضور عراقياً وعربياً و عالمياً كمّاً و نوعاً، حولت بغداد الى قبلةٍ ثقافية وابداعية يشار لها بالف بنان.
وكنا نرى ونسمع دائما عن لقاءات رئيس الدولة (الدكتاتور) طبعاً، بالشعراء والكتّاب والفنانين والاعلاميين و تكريمه لهم واحتفائه بهم ، بل ان العديد منهم كانت تربطهم به صداقات شخصية ولهم عنده حظوة وكلمة.
حتى الذين صاروا يدعون الآن انهم كانوا معارضين للنظام (وهم صادقون جداً جداً)، لم تكن تخلو قائمة التكريمات والرواتب الرئاسية من اسمائهم، ولو شئتم جئتكم بوثائق دامغة تتزين باسماء الكثيرين ممن اصبحوا الان مناضلين، كانت لا تخلو صحيفة يومية من قصائدهم ومقالاتهم في حب (القائد) ومديح عبقريته !!!!
ما علينا
لندع كل ذلك خلف ظهورنا الآن ونأتي الى كلمة سواء بيني وبينكم كي ندرك ما تبقّى و ننقذ مايمكن انقاذه.
ولنتحدث بلغة متجردة من الاهواء والاهداف الخفية واحقاد الماضي التي خدعتمونا بانها مقدسة و ثبت انها لا تساوي عندكم (فردة نعال).
الم تكفكم عشرون سنة من الثأر والانتقام والعدوانية واشفاء الغل لتحقيق العدالة المزعومة !!!؟؟؟
الم تكفكم عشرون سنة من الفوضى والفساد والسرقة و هدم جميع جسور الثقة بين النظام الحاكم والشعب، والامتهان الاخلاقي والقيمي والثقافي وشيوع الفوضى و تهشّم صورة العراق الحضارية والاجتماعية امام العالم ؟؟
الم يئن الأوان للتصالح مع (انفسنا) و طي صفحات الحقد والدم والثأر القديمة ؟؟؟
وكيف نحلم ان نبني الوطن و أسسه واهية غارقة بوحول الكراهية ومستنقعات الضغينة ؟؟؟
عشرون سنة طويلة مرّت
مات فيها كثيرون وولد كثيرون
ذهبت اجيال و جاءت اجيال
وما تزال ذات اللغة الموتورة المسمومة سائدةً متداولةً حيّة تجول ذئابها في ليالي الناس بحثاً عن دم منسيّ تسفكه او غلّ عتيق تشفيه !!!
في عشرين سنة نهضت تركيا من انكسارها الاقتصادي والحضاري واعادت بناء نفسها لتعود دولة قوية باقتصاد حديدي وصناعات عملاقة تملأ اسواق العالم
وفي عشرين سنة نهض المارد الصيني وتحول من بلد زراعي فقير منغلق على نفسه الى اعظم اقتصاد وصناعة وتسليح و حضور وثقل يقلق الدولة العظمى المهيمنة على العالم.
وفي اقل من عشرين سنة نهضت اليابان وكوريا وماليزيا واندنوسيا وسنغافورة لتصبحن شواخص حضارية في عيون العالم كله
بينما نحن مانزال مشغولين في اجتثاث فلان واغتيال علّان و فصل هذا و طرد ذلك و حرمانهم و مطاردتهم وحبسهم وسلخهم ومحوهم من سجل كل شئ !!!؟؟؟
كم يبدو خطيرا هذا الهراء الذي اغرقنا فيه انفسنا و وطننا طوال عشرين سنة !!؟؟
وكم نبدو متخلفين عن ركب الانسانية ومسار الحضارات ونحن نستغرق عشرين سنة كاملة في اجتثاث فكر و محاكمة قصيدة وقطع رأس اغنية و جلد مقالة عبّرت ذات يوم عن وجهة نظر محكومة بالزمان والمكان والظرف والحالة !!؟؟؟
لماذا نجح الكرد اشقاؤنا وشركاؤنا في الوطن بمشروع التصالح والتعايش والتآلف فيما بينهم طاوين صفحة الدم والثأر القديم البغيض من اجل التفرغ لبناء الوطن وترسيخ عراه المجتمعية !!؟؟
والجواب ببساطة: لانهم بناة وقادة حقيقيون يحبون ارضهم وشعبهم بصدق وامانة، والدليل ماترونه وتسمعون به فيما وصلوا اليه بناءً واعماراً وتنظيماً ورفاهيةً بارك الله لهم وبهم.
اذا كنا نريد ان نعيد الوطن الى صوابه وهويته فلنبدأ اولا بمصالحة رموزه وقاماته المنثورة في اصقاع الغربة واستعادتهم بعد ان نبذناهم و خسرناهم وفقدناهم وافتقدناهم اكثر من عشرين سنة دون سبب سوى انهم شعراء و كتاب و فنانون و علماء و اداريون ناجحون مانزال حتى الان نتذكرهم ونشيد باسمائهم واعمالهم في جلساتنا الخاصة او كلما خلونا الى انفسنا ونحن نقرأ نتاجهم البديع !!؟
تهمة انهم بعثيون اصبحت قديمة وتافهة ولا معنى لها، لاننا جميعا نعلم ان الانتماء الى البعث كان شبه هوية عامة مفروضة لا نجاة من دونها لمن يريد ان يعيش في الوطن.
ولو كشفنا المستور لوجب الاعتراف ان عشرات الاف البعثيين موجودون الان في هيكل الدولة يمارسون حياتهم واعمالهم بحرية، لان هنالك من وقف الى جانب عودتهم ودمجهم في الحياة الجديدة من اهليهم واصدقائهم، فلماذا لا يشمل ذلك الجميع ؟؟؟
ماذا سينفع الوطن حين نطارد او نفصل او نجتث عالم ذرة او مهندساً او شاعراً او كاتباً او أكاديمياً او ممثلةً او خبيراً ادارياً بتهمة انهم كانوا يعملون ضمن ركب نظام حكم وهيمن مدة خمسة وثلاثين عاماً ؟
ماذا كان يجب ان يفعلوا ؟
يجلسون في بيوتهم ويغلقون عليهم ابوابهم حتى الموت تحسباً لمثل هذا اليوم ؟
اقولها ملء الفم وبعالي الصوت:

ليس من حق اي نظام سياسي ان يسلب عراقي جنسيته او حقه في العيش والعمل على ارضه هو واعقابه، فالوطن ليس ملك الانظمة السياسية والاحزاب الحاكمة
واذا اردنا ان نحاسب النظام السابق على جرائمه فلنحاسب مرتكبيها ومن ولغوا في دمائها، لا كل الذين كانوا والذين عملوا والذين كتبوا والذين هتفوا والذين غنّوا والذين مثّلوا و الذين والذين !!!!!
لاننا اذا طبقنا هذه القاعدة علينا ان نحاسب مئات الاف وربما ملايين البسطاء من ابناء الشعب الذين كانوا يملؤون الساحات والشوارع وهم يصفقون ويزغردون ويغنون هلا بيك هلا و بجيتك هلا !!!
لانهم يعتبرون بذلك مؤيدين لحزب البعث المنحل و مروّجين لقيادته مما يوجب عليهم الاجتثاث والمساءلة والعدالة حسب القانون !!!.
لنعترف الان بشجاعة اننا حين فصلنا و طردنا و اجتثثنا وهرّبنا كوادر الدولة السابقين وكفاءاتها واداراتها الفنية و مواهبها العظيمة شعراء وملحنين وكتاباً وممثلين و مخرجين و اعلاميين، انهم تركوا اماكنهم خاليةً وحضورهم مفتقداً محسوساً، ماتزال المجالس تتداول سيرهم والذكريات تتحسّر عليهم.
افتحوا ابواب قلوبكم و تعوذوا من شرور احقادكم القديمة واعيدوا اهلكم واخوتكم ورموز ابداعكم و كفاءاتكم وخبراتكم الى وطنهم معززين مكرمين بعد عشرين سنة من الغربة القسرية والحقد المدنّس،
استعيدوا بهم جانباً مهما من الوجه الحضاري والثقافي والابداعي الذي اهتزت اركانه بعد شيوع ثقافة الدمج والنطّ والقفز من (مؤخرة) الهرم الى قمّته.
لا يخدعكم اعداء (المهنة) والاختصاص باكاذيبهم و صراخهم العالي بالانغام النشاز ذاتها التي دأبوا على عزفها منذ عشرين سنة، لانهم انتفعوا و ما يزالون من غياب تلك القامات العالية حين حلّوا محلّها سدّاً للفراغ وانتهازاً للفرصة،
اعتقد ان حكومة يقودها رئيس حكيم متزن راسخ مثل محمد شياع السوداني هي الاجدر بمثل هذا الفعل الوطني والانساني والاخلاقي والمبدئي والمتسق مع كل اعراف الارض واديان السماء في التسامح والتسامي عن صغائر الاحقاد خاصة بعد ان قدم عهدها و بهتت الوانها وشاهت وجوهها الشمطاء.
وانا اضع الامر بين يدي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اتعهد له بانني ساتكفل شخصيا بالسفر الى كل المدن والعواصم التي تعيش فيها هذه الرموز والقامات العراقية العالية، واقناعها وتطمينها بالعودة للاسهام في مسار البلد الجديد واستعادة حضوره وبريقه الابداعي بعد ان شوّهت صورته مهرجانات السماسرة والقوادين و الفاشينستات الشريفات جداً.
وسأقيم مهرجاناً كبيراً بثقل وبريق مهرجانات ايام زمان المحترمة للاحتفال بعودة الرموز المغتربة الى وطنها بعد طول غياب في يوم العراق الوطني ان شاء الله، كي يكون العيد عيدين والفرحة بهجتين، وكي يرى العراقيون يومهم الوطني بكامل شموخه و سموّه وكبرياء حضوره العظيم.

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

محافظ البنك المركزي : نشاط البنوك مع الخارج بات عبر عدن وليس صنعاء

قال محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي بأن تأثيرات التصنيف الأمريكي لجماعة الحوثي، كانت إيجابية على القطاع المصرفي في اليمن، مؤكداً على انتقال نشاط وإدارة غالبية البنوك التجارية من صنعاء إلى عدن.

Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين

وجاء حديث المعبقي في مشاركة له بجلسة نقاشية نظمها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية حول تداعيات التصنيف الأمريكي للحوثيين (FTO) والعقوبات المالية المصاحبة على القطاع المصرفي.

وأكد المعبقي بأن قيادة البنك المركزي تعتبر التصنيف الأمريكي "إيجابياً" وأنه عمل على تصحيح وضع القطاع المصرفي في اليمن وتخليصه من ممارسات غير قانونية وغير مصرفية من قبل جماعة الحوثي.

مُذكراً بالمحاولة التي قادها البنك المركزي لإنقاذ القطاع المصرفي في اليمن من خلال القرارات التي أصدرها العام الماضي عقب صدور التصنيف الأمريكي الخاص لجماعة الحوثي من قبل الإدارة الامريكية، قبل ان تتراجع قيادة الشرعية عن هذه القرارات.

المعبقي الذي عبر عن إحباط قيادة البنك من تراجع الشرعية عن قرارات البنك، كشف في حديثه بأنه ذلك جاء "في الليلة الذي كان فيه البنك المركزي في عدن قد اتفق مع البنوك التجارية العاملة في صنعاء لنقل إداراتها الى عدن"، مؤكداً بان قيادة البنك كانت قد قطعت حينها شوطاً كبيراً في هذا المجال.

ما بعد التصنيف

المحافظ أشار إلى أن الوضع اختلف تماماً بعد صدور التصنيف الأمريكي للحوثيين (FTO) مطلع العام الجاري، حيث قال بأن البنوك التجارية التي كانت إداراتها لا تزال في صنعاء أدركت بأن الخيار أمام بعد التصنيف أصبح بين الموت أو أن تنتقل إلى عدن وتبقى لتقدم خدماتها في الحدود الدنيا.

وكشف المحافظ بان 3 من أصل البنوك تجارية الـ 8 التي شملها قرارات البنك العام الماضي، استكملت كل إجراءات نقل إدارتها إلى عدن وتسلمت شهادات من قبل البنك المركزي.

وفي حين تعرض بنكان للعقوبات الأمريكية (بنك اليمن والكويت وبنك اليمن الدولي)، أشار محافظ البنك إلى أن بقية البنوك في طريقها لاستكمال باقي الإجراءات وأن إجازة عيد الأضحى هي من أخرت ذلك، إلا أنه أكد بأنها قد قطعت كل تعاملاتها مع سلطة الحوثي في صنعاء.

مؤكداً بأنه لم يعد هناك أي بنك تجاري يعمل من صنعاء في مجال التحويلات الخارجية عبر نظام "سويفيت"، وأن التحويلات الخارجية للبنوك اليمنية باتت كلها تتم عبر إدراتها في عدن.

لافتاً الى وجود تعهدات من قبل مجلس إدارة البنوك التي تستكمل إجراءات نقل مقراتها الى عدن بقطع جميع التعاملات مع سلطة جماعة الحوثي بصنعاء، مشيراً إلى أن فرق فنية تابعة للبنك المركزي ستنفذ عمليات نزول ميداني لكافة البنوك للتأكد من ذلك.

محافظ البنك المركزي كشف بان قيادة البنك وبعد إتمام عملية نقل البنوك التجارية ستنتقل إلى شركات الصرافة والتحويلات العاملة في اليمن وخاصة التي تتعامل مع شبكات التحويل العالمية كـ "ويسترن يونيون وموني جرام".

مشدداً على أن قيادة البنك ستعمل على فرض نقل إدارة هذه الشركات إلى عدن لتعمل تحت إشراف البنك المركزي وأن تكون أنشطتها تحت الشروط الدولية، وخاصة فيما يتعلق بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

واقع القطاع المصرفي شمالاً

المحافظ تحدث عن الواقع الراهن القطاع المصرفي في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، حيث كشف عن تصفية إثنين من البنوك العاملة في اليمن بشكل طوعي لنشاطهما وهما فرعان لبنوك خارجية، مع بقاء شكلي للبنك العربي بمقر في صنعاء وآخر عدن لمتابعة أرصدة العملاء وأرصدة البنك لدى الحكومة دون ممارسة أي نشاط.

كما كشف المحافظ عن وجود إشكالية قانونية لنقل بنك حكومي من صنعاء إلى عدن (دون أن الكشف عن اسمه وسط ترجيحات بأن الحديث عن بنك الإنشاء والتعمير)، مؤكداً العمل على حل هذه الإشكالية. 

ومع تأكيد المعبقي انتقال نشاط وإدارة أغلب البنوك التجارية إلى عدن، كشف في حديث بأن بقاء فروع لهذه البنوك في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي مثلت مشكلة مع الجانب الأمريكي، لإقناعه بإبقاء هذه الفروع تعمل.

لافتاً إلى أن قيادة البنك أوضحت للجانب الأمريكي بأن هذه الفروع تمثل نافذة مصرفية لـ 70% من اليمنيين يعيشون في مناطق سيطرة المليشيا الحوثي، وأن إغلاقها سيفتح منافذ أخرى غير شرعية وغير قانونية.

موضحاً بأن الاتفاق مع الجانب الأمريكي تضمن بقاء هذه الفروع تعمل في إطار الإعفاءات العامة التي وردت في إجراءات التصنيف الأمريكي مع شرط ان تتم عبر طرف ثالث، يضمن مراقبة سير التحويلات إلى مناطق سيطرة المليشيا.

لافتاً إلى أن المسئولين بوزارة الخزانة الأمريكية زودوا قيادة البنك بقائمة من الشركات الدولية التي ستعمل طرف ثالث، وقد قامت أغلب البنوك اليمنية التي تملك فروعاً في مناطق سيطرة المليشيا بالتعاقد مع إحدى هذه الشركات.

وحول مصير البنكان اللذان تعرضا للعقوبات الأمريكية، أوضح محافظ البنك بأنه لا توجد مشكلة مع بنك اليمن والكويت الذي وصفه بأنه أحد أهم وأكبر البنوك في اليمن، مؤكداً بأنه يمتلك من الأرصدة والأصول ما يُغطي ودائع عملائه.

وكشف المبعقي بأن العقوبات على بنك اليمن والكويت جاءت بسبب تحويلات مشبوهة تمت من العراق إلى اليمن ومن اليمن إلى لبنان، لافتاً أن البنك حالياً تحت "التصفية" وربما يتم الإستحواذ عليه من قبل بنك آخر أو أن يعود باسم مختلف.

مشيراً إلى أن المشكلة تبقى في بنك اليمن الدولي، والأزمة التي خلقها مع المنظمات الدولية والأممية وتمويلاته التي كانت تمر عبره، مضيفاً بأن وضع البنك ومصيره غامض، حيث لا تزال إدارته في صنعاء في حين أن فرعه في عدن مجمد.

محافظ البنك أكد في حديثه بأن سعر الصرف بمناطق مليشيا الحوثي هو سعر "وهمي" تم فرضه بالقوة من قبل المليشيا، وساعدها في ذلك عدم وجود سيولة من العملة المحلية القديمة التي تبلغ تقريباً تريليون و400 مليار ريال، مؤكداً بأن جزء من هذه الكتلة النقدية موجود لدى البنك المركزي في عدن.

لجنة مدفوعات

محافظ البنك المركزي كشف في حديثه عن توجه حكومي لإنشاء لجنة الاستيراد "المدفوعات"، على غرار ما تعمل عليه مليشيا الحوثي منذ سنوات، مُقراً بالاستفادة من هذا التجربة. 

مشيراً إلى أن هذه اللجنة هي مشروع بين البنك المركزي والبنك الدولي وكان يُفترض إقرارها في مايو الماضي، إلا أن الاعتراضات من الجانب الأمريكي عرقلت ذلك بسبب المخاوف من أن تصب في صالح مليشيا الحوثي مع الشكوك في قدرات البنك في التنفيذ.

لافتاً إلى أن قيادة البنك تمكنت من توضيح الأمر للجانب الأمريكي واقناعه بالموافقة وقد نجحت في ذلك، موضحاً بأن الجهة التنفيذية للمشروع ستكون البنك الدولي و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وليس البنك المركزي.

وأضاف محافظ البنك بان مشروع لجنة المدفوعات معروض على طاولة الحكومة منذ أربعة أشهر وأن التغيير الذي شهدته رئاسة الحكومة أخر إقرارها، مشدداً على أنه قد تم مناقشة الأمر مع جميع المستفيدين من البنوك والتجار والمستوردين وشركات الصرافة.

مشدداً على أن أي بضائع لن تدخل إلى اليمن إلا عبر هذه اللجنة، وذلك بهدف ضبط عمليات الاستيراد والطلب على العملة الصعبة، مطالباً الجميع بالوقوف مع جهود البنك المركزي وتحقيق هدفه في تجفيف منابع التمويل لجماعة الحوثي لتخفيف الأعباء والصعوبات على جميع المواطنين.

الوضع الكارثي

وحول الوضع الاقتصادي بالمناطق المحررة، أكد محافظ البنك المركزي بأنه "كارثي" وأن الحكومة باتت تواجه عجزاً حقيقاً في الإيفاء بالالتزامات الضرورية وخاصة في ملف المرتبات والخدمات، لافتاً إلى وقف تصدير النفط وتحويل مليشيا الحوثي عمليات الإستيراد بالقوة إلى ميناء الحديدة أفقد الحكومة من 70- 80% من إيراداتها.

موضحاً بأن الحكومة فقدت خلال العامين الماضيين ما بين 7-8 مليار دولار ولم تحصل في المقابل من الأشقاء في التحالف إلا حوالي 1.7 مليار دولار فقط، لافتاً إلى أن ذلك جعل العجز في الانفاق يصل إلى 80% في ظل انحسار المساعدات وعدم وجود احتياطي قوي للبنك من العملة الصعبة.

مشيراً إلى قيام حكومات الشرعية السابقة بتمويل العجز من مصادر تضخمية وهي طباعة العملة المحلية لتمويل نفقات الحكومة، مؤكداً بأن قيادة البنك المركزي منعت ذلك تماماً، وأنه لم تقم منذ يناير 2022م بإنزال ريال واحد جديد للسوق.

محافظ البنك وفي سياق حديثه عن جهود البنك في إحياء دور البنوك التجارية ودعمها بوسائل عديدة من بينها المزادات الأسبوعية التي ينفذها البنك لبيع العملة الصعبة، كشف عن نفاد كل الأرصدة لدى البنك والمخصصة لهذه المزادات.

مقالات مشابهة

  • يسري جبر: النبي أول خلق الله من جهة نوره وروحه وليس جسده
  • وزير الخارجية الإيراني: إسرائيل تستهدف المستشفيات .. ومات كثير من المدنيين
  • ملف حصرية السلاح في استراحة قسرية وليس مجمَّداً
  • بكفالة 20 ألف جنيه.. إخلاء سبيل المذيع الفرفوش
  • إخلاء سبيل المذيع الفرفوش بكفالة 20 ألف جنيه
  • روسيا والصين: حل البرنامج النووي لإيران بالدبلوماسية وليس بالحرب
  • الرئيس الشرع يصدر مرسوماً باعتماد تسمية جامعة حمص بدلاً من جامعة البعث
  • محافظ البنك المركزي : نشاط البنوك مع الخارج بات عبر عدن وليس صنعاء
  • إخلاء سبيل 17 متهمًا بنشر أخبار كاذبة بضمان محل الإقامة
  • واسط.. السجن سنتين لامرأة روجت لحزب البعث