شنّت الجماعة الحوثية حملات تعسف جديدة بحق صغار التجار وبائعي الأرصفة والباعة المتجولين في شوارع وأسواق محافظة صعدة اليمنية (المعقل الرئيسي للجماعة) بهدف الابتزاز، وفرض الإتاوات تحت أسماء مختلفة.

ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»عن مصادر محلية في،صعدة بـ ، أن عناصر حوثيين مدعومين بعربات مسلحة وجرافات وشاحنات نفذوا حملات ميدانية بغية التنكيل بالمئات من مُلاك المتاجر وصغار الباعة في مدينة صعدة عاصمة المحافظة وضواحيها، حيث تركزت الحملة في أسواق العند، والطلح، وسوق المدينة وعلى طول الشارع العام في المدينة وصولاً إلى المناطق المحاذية لمستشفى السلام.

وأسفرت الحملة الاستهدافية منذ أول يومين من انطلاقها عن تجريف 7 محال تجارية، ومصادرة ما يزيد على 19 عربة لبائعين متجولين، بما فيها من بضائع مختلفة.

وأفاد شهود بأن مسلحي الجماعة المرافقين للحملة التي نفذها ما يسمى مكتب الأشغال وإدارة فرع المرور بصعدة، اعتقلوا العشرات من صغار الباعة بعد رفض بعضهم الانصياع لأوامرهم، مع عجزهم على دفع مبالغ «تأديبية» فُرِضت عليهم.

واتهم الشهود قادة في الجماعة يديرون ما يسمى مكتب الأشغال بالعمل بطرق عشوائية دون أي خطط أو برامج واضحة ومدروسة. متوقعين أن هذه التعسفات ضد صغار الباعة، قد تكون مقدمة لحملة استهداف أخرى مقبلة تطال البقية في 15 مديرية تتبع المحافظة.

وبرّر الحوثيون استهدافهم الحالي لمصادر عيش السكان في معقلهم الرئيسي، بأنه يأتي للحفاظ على ما يسمونه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والازدحامات، مع زعمهم بوجود مخالفات.

جباية الأموال

وشكا مُلاك متاجر وباعة في صعدة، نالهم التعسف الحوثي من حملات ابتزاز غير مسبوقة تستهدفهم ومصادر عيشهم على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات وجبايات نقدية بالقوة تحت أسماء كثيرة، أبرزها تمويل المجهود الحربي.

ووفقاً لعدد من الباعة، فإن الانقلابيين لم يتركوا المجال لأي بائع أرصفة أو متجول دون أن تلاحقه بالجبايات، وفرض الرسوم عليه، تحت أسماء مختلفة. مؤكدين أنهم طالبوا في أوقات سابقة سلطة الانقلاب بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشن عند كل مناسبة بغية جمع أكبر قدر من المال.

ويأتي ذلك، بينما لا يزال مئات الآلاف من المدنيين بمحافظة صعدة يقبعون في دائرة القمع وأعمال التعسف والانتهاك غير المسبوقة، في ظل غياب تام لعمليات التوثيق والرصد لتلك الجرائم من قبل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان.

وشكا خالد (28 عاماً)، وهو مالك عربة صادرها الحوثيون أخيراً، لـ«الشرق الأوسط»، من استمرار مضايقات الجماعة له ولآخرين عبر مزيد من شن حملات التعسف والابتزاز لمنعهم من طلب الرزق وتوفير لقمة العيش لأسرهم.

ولم يمض على ذلك الشاب، الذي اكتفى باسمه الأول، سوى أسبوع منذ هروبه من حملة ابتزاز نفذتها الجماعة في سوق العند في خارج مدينة صعدة، متجهاً إلى أحد الشوارع الواقع على مقربة من مستشفى السلام في وسط المدينة، حتى فاجأته الجماعة بتنفيذ حملة أخرى مماثلة ومباغتة أسفرت عن مصادرة عربته بما فيها من فاكهة المانجو بتهمة التهرُّب من دفع الجبايات.

إرهاب يومي

على وقْع استمرار التعسفات الحوثية، يتحدث عبد الله نعمان، وهو اسم مستعار لمالك محل تجاري، استهدفته جرافة بمديرية صعدة، ، عما وصفه بـ«الإرهاب اليومي» الممارس على أيدي مسؤولين يديرون مكاتب حكومية خاضعة لسيطرة الجماعة في صعدة.

وأفاد عبد الله، بأن المشرفين القائمين على تلك الحملة لم ينذروه ولو حتى برسالة بأنهم سينفذون حملتهم حتى يتسنى له القيام بأي شيء يحافظ على مصدر عيشه وأطفاله، مشبهاً ما حدث له من التعدي بأفعال الإسرائيليين ضد الفلسطينيين.

وكان تقرير صادر عن مسؤولي الجماعة المعينين بمكتب الصناعة والتجارة في صعدة، كشف في وقت سابق عن تنفيذ الجماعة حملة استهداف وتعسف وإغلاق طالت أكثر من 293 منشأة ومحلاً تجارياً متنوعاً في مناطق متفرقة بمحافظة صعدة.

وزعم التقرير أن إجمالي ما سماها بالمخالفات المسجلة ضد مُلاك المتاجر توزعت بين 46 مخالفة عدم إشهار الأسعار، و108 مخالفات رفع الأسعار، و69 مخالفة مواد منتهية و3 مخالفات عدم وجود ميزان، و53 مخالفة نقص وزن الرغيف، و3 مخالفات نقص عبوات و6 مخالفات مواصفات ومقاييس، ومخالفة اشتراطات صحية و4 مخالفات رفض تفتيش.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: فی صعدة

إقرأ أيضاً:

تحذيرات إسرائيلية من ضربات حوثية وشيكة بعد مفاجأة ترامب

شمسان بوست / خاص:

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن وقف الهجمات على جماعة الحوثي ردود فعل متباينة ومتصاعدة داخل الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن وزير الخارجية إسرائيل كاتس، إن ما قامت به إسرائيل تجاه “حزب الله” و”حماس” والرئيس السوري بشار الأسد والحوثيين، ستكرره ضد طهران في حال استدعى الأمر ذلك.

وفي السياق ذاته، علّق وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على الاتفاق المعلن بين واشنطن والحوثيين، محذرًا من “الاعتماد المفرط” على دعم ترامب. وأكد أن من الخطأ الاعتقاد بأن ترامب سيقف دومًا إلى جانب إسرائيل، داعيًا إلى ضرورة الاعتماد على الإمكانيات الذاتية للدولة.

من جانبها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن وزير الخارجية غدعون ساعر أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تتلق أي إخطار مسبق من الجانب الأميركي بشأن إعلان ترامب وقف العمليات ضد الحوثيين.

أما القناة 14 الإسرائيلية، فنقلت عن مصادر أمنية مطلعة أن كبار قادة المؤسسة العسكرية والأمنية في إسرائيل عقدوا اجتماعات تشاورية واسعة النطاق عقب الإعلان الأميركي، لدراسة تداعياته المحتملة على الأمن القومي.

وأضافت القناة أن تقديرات استخباراتية تشير إلى احتمال استهداف الحوثيين للبنى التحتية الحيوية في إسرائيل، لا سيما شبكة الكهرباء. وأوضحت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ناقشت عدة سيناريوهات للتعامل مع مثل هذه التهديدات، مشيرة إلى وجود توقعات باستمرار الحوثيين في شن هجمات على أهداف عسكرية ومدنية، مع تأكيدات بأن أي رد إسرائيلي سيكون سريعًا وحاسمًا.

مقالات مشابهة

  • ايران: لم يتحملوا صاروخ يمني واحد فكيف بالمئات من صواريخنا..!
  • محافظ المنيا خلال قيادة حملة موسعة على التعديات بالأراضي الزراعية: البناء المخالف أصبح في ذمة التاريخ
  • المنيا تعلن الحرب على مخالفات البناء: حملة كبرى بقيادة المحافظ
  • كأنك بأوروبا.. افتتاح الأسواق الجديدة بدلا من الزلزال العشوائي بالمقطم| صور
  • تحذيرات إسرائيلية من ضربات حوثية وشيكة بعد مفاجأة ترامب
  • عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
  • حملات رقابية مكثفة على محطات الوقود بقنا لضبط الأسواق وضمان جودة المواد البترولية
  • بتقنيات ذكية.. جدة تدشن المرحلة الجديدة من مشروع الحافلات
  • تموين قنا يشن حملات مكثفة على محطات الوقود لضبط السوق وضمان جودة المنتجات
  • انفجار عبوة حوثية يصيب شاباً في ريف تعز