حث منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط "تور وينسلاند"، الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس على مضاعفة الجهود والعودة إلى طاولة المفاوضات فورا وبحسن نية لوقف إطلاق النار في غزة وتوفير الإغاثة للسكان المدنيين.

مطالب أممية في مجلس الأمن لانقاذ ما تبقى من غزة غارات عنيفة.. إسرائيل تنسف مربعا سكنيا شمال مخيم البريج وسط غزة

وذكر مركز إعلام الأمم المتحدة، أن "تور وينسلاند" أعرب في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، عن القلق البالغ بشأن التوجه الحالي، بما في ذلك شن عملية واسعة النطاق تقوض جهود توسيع نطاق إدخال السلع الإنسانية وتوزيعها بأمان على المدنيين اليائسين.

 

وقال المسؤول الأممي إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وعددا كبيرا من الشركاء الدوليين والدول المجاورة المعنية، أعربوا عن معارضتهم لشن عملية عسكرية في رفح في ظل المؤشرات الواضحة على عواقبها المدمرة بالنسبة للمدنيين.

 

وأضاف "وينسلاند": "أشعر بالقلق البالغ لأن الفشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وشن عملية عسكرية على نطاق واسع في رفح، يفاقمان مخاطر تصعيد التوترات الإقليمية".

 

وأكد "تور وينسلاند" عدم إمكانية التوصل إلى حل طويل الأمد لغزة إلا إذا كان حلا سياسيا في الأساس. وقال إن "الحكومة الفلسطينية الجديدة التي تضم 8 وزراء من غزة، تمثل فرصة مهمة لدعم الخطوات الملموسة على مسار توحيد غزة والضفة الغربية المحتلة، سياسيا واقتصاديا وإداريا".

 

وشدد على ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي الدعم للحكومة الجديدة لمعالجة التحديات المالية التي تواجهها وتعزيز قدرتها على الحكم وتحضيرها لإعادة تولي مسؤولياتها في غزة، وفي نهاية المطاف تولي الحكم في سائر الأرض الفلسطينية المحتلة. وقال إن السلطة الفلسطينية يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من تعافي غزة وإعادة إعمارها.

 

وشدد "وينسلاند" على أن الدمار والبؤس على مدى الأشهر السبعة الماضية، يؤكدان حقيقة بسيطة وهي أن الفلسطينيين والإسرائيليين لم يعد بإمكانهم الانتظار قبل إيجاد أفق سياسي لإنهاء الصراع وتحقيق حل الدولتين.

 

من جانبها، قالت المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أديم وسورنو"، أمام مجلس الأمن الدولي،: "بصراحة لا نجد كلمات لوصف ما يحدث في غزة، وصفناه بالكارثة، بالكابوس، بالجحيم على الأرض. إن الوضع (في غزة) هو كل ذلك وأسوأ".

 

وقالت "وسورنو"، فيها إن الظروف المعيشية في غزة تتدهور نتيجة القتال العنيف وخاصة في جباليا، شمال غزة، وشرق رفح جنوبا بالإضافة إلى القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر.

 

وأشارت المسؤولة الأممية إلى استمرار ارتفاع عدد الضحايا يوميا، حيث قتل أكثر من 35 ألف شخص وأصيب ما يزيد على 79 ألفا، كما وصل عدد موظفي الأمم المتحدة الذين قُتلوا في غزة منذ تصعيد الأعمال العدائية إلى 193.

 

وتحدثت المسؤولة الأممية عن أن 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع فيما يبقى القطاع على حافة المجاعة، وتطرقت إلى شح الوقود والإمدادات والضغوط الهائلة على النظام الصحي.

 

وقالت المسؤولة الأممية إن 75% من سكان غزة أي 1.7 مليون شخص قد هجروا بشكل قسري داخل غزة، الكثيرون منهم لثلاث أو أربع مرات، بما في ذلك بسبب تعليمات الإخلاء المتكررة من الجيش الإسرائيلي.

 

وشددت، بشكل لا لبس فيه، على أن الأشخاص الذين يهجرون قسرا داخل غزة أو منها يجب أن يضمن لهم الحق في العودة الطوعية وفق ما يقتضيه القانون الدولي، كما أكدت ضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين.

 

وحددت "وسورنو" عدة متطلبات أمام مجلس الأمن هي: حماية المدنيين وسكنهم وبنيتهم التحتية الحيوية التي يعتمدون عليها. تيسير الوصول الإنساني العاجل وبدون عوائق إلى غزة وأنحاء القطاع. ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة، الذين يعملون في ظل ظروف صعبة للغاية في غزة. توفير التمويل الكافي وخاصة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا).

وأكدت المسؤولة الأممية، الحاجة للوقف الإنساني لإطلاق النار والتوغل البري في رفح، وقالت إن ذلك فقط هو الذي سيحمي المدنيين ويوفر الظروف الملائمة للعمل الإنساني.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عملية السلام الشرق الأوسط تور وينسلاند الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس مضاعفة الجهود المفاوضات لوقف إطلاق النار غزة المسؤولة الأممیة الأمم المتحدة مجلس الأمن فی غزة

إقرأ أيضاً:

إستشهاد 140 فلسطينيا في قطاع غزة .. والأممُ المتحدة تدين إطلاق النار على الباحثيت عن الطعام

القاهرة نيويورك "رويترز" "العمانية": قالت سلطات الصحة في غزة اليوم إن ما لا يقل عن 140 شخصا قتلوا في أنحاء قطاع غزة في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، في وقت يقول فيه فلسطينيون إن معاناتهم لم تعد حاضرة في ذاكرة العالم مع انصراف التركيز إلى الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن ما لا يقل عن 40 من هؤلاء الشهداء لاقوا حتفهم نتيجة إطلاق نار وغارات جوية إسرائيلية اليوم. وشملت وقائع القتل هذه أحدث موجة قتل شبه يومي للفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدة منذ ثلاثة أسابيع بعد أن رفعت إسرائيل جزئيا الحصار الشامل عن القطاع.

وقال مسعفون إن غارات جوية منفصلة على منازل في مخيم المغازي في وسط قطاع غزة وحي الزيتون في شماله أودت بحياة 21 شخصا على الأقل وسقط أيضا خمسة قتلى آخرين في قصف جوي على مخيم في خان يونس جنوب القطاع.

وأضاف المسعفون أن 14 آخرين قتلوا بنيران إسرائيلية أطلقت على حشود من النازحين ينتظرون شاحنات المساعدات التي جاءت بها الأمم المتحدة على محور صلاح الدين وسط القطاع.

وردا على طلب للتعليق حول واقعة محور صلاح الدين قال الجيش الإسرائيلي إنه على الرغم من التحذيرات المتكررة من أن المنطقة هي منطقة قتال، اقترب أفراد من القوات العاملة في النصيرات بوسط قطاع غزة بطريقة تشكل تهديدا للقوات.

وأضاف أن القوات أطلقت طلقات تحذيرية، مضيفا أنه لم يكن على علم بوقوع مصابين. وفيما يتعلق بالغارات الأخرى، قال إنه "يعمل على تفكيك قدرات حماس العسكرية... ويتخذ الإجراءات الاحترازية الممكنة لتقليل الضرر على المدنيين".

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الثلاثاء إن 397 فلسطينيا من بين من حاولوا الوصول للمساعدات الغذائية قتلوا وأصيب ثلاثة آلاف منذ بدء توزيع تلك المساعدات في أواخر الشهر الماضي.

وعبر البعض في قطاع غزة عن قلقهم من احتمال تجاهل أحدث تصعيد في الحرب التي بدأت في أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مع تحول التركيز إلى الصراع بين إسرائيل وإيران والذي دخل يومه السادس.

وقال عادل وهو من سكان مدينة غزة "الناس بتندبح في غزة في النهار وفي الليل والانتباه والاهتمام كله انتقل على الحرب بين إيران وإسرائيل، الاهتمام بغزة كتير انحسر ها الأيام".

وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل "اللي ما بيموت من القذائف الإسرائيلية بيموت من الجوع. الناس بتخاطر بروحها مشان تجيب أكل وبرضه بيتم قتلهم ودمهم بيغطي أكياس الطحين اللي فكروا إنهم جابوها وعملوا إنجاز".

منسيون

بدأت إسرائيل في توجيه أغلب المساعدات التي تسمح بدخولها إلى منظمة جديدة مدعومة منها ومن الولايات المتحدة وهي مؤسسة غزة الإنسانية التي تدير مواقع قليلة للتوزيع يحرسها جنود إسرائيليون.

وقالت إسرائيل إنها ستواصل السماح بدخول مساعدات لقطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة مع ضمان عدم وصول المساعدات لأيدي حماس. وتنفي حماس الاستيلاء على أي مساعدات وقالت إن إسرائيل تستخدم الجوع سلاحا ضد شعب غزة.

ووصف فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في منشور على موقع إكس اليوم النظام الحالي لتوزيع المساعدات بأنه "مخز ووصمة عار على وعينا الجمعي".

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة قتلت نحو 55 ألف فلسطيني وشردت كل سكان القطاع تقريبا وتسببت في أزمة جوع طاحنة.

وتسبب ذلك في توجيه اتهامات بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب لإسرائيل، وهو ما ترفضه وتنفيه.

ويتابع الفلسطينيون في قطاع غزة عن كثب مجريات تبادل الضربات الجوية بين إسرائيل وإيران التي تدعم حركة حماس منذ فترة طويلة.

وقال شعبان عابد (47 عاما) وهو أب لخمسة من شمال القطاع "إحنا يمكن سعيدين إنه نشوف إسرائيل وهي بتعاني من صورايخ إيران لكن في النهاية كل يوم بتستمر فيه الحرب بيكلفنا أرواح العشرات من الناس الأبرياء في غزة".

وتابع قائلا "إحنا كل إللي بنتمناه إنه يوصلوا لحل شامل ينهي الحرب في غزة كمان، لأنه احنا منسيين اليوم".

إدانة أممية

أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، القصف الإسرائيلي المتعمد للمدنيين في قطاع غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام مما يسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين يوميًا مؤكدًا أن هذا الأمر "غير مقبول". ودعا الأمين العام بإجراء تحقيق فوري ومستقل في جميع التقارير الواردة عن الانتهاكات وإرساء المساءلة، مشيرًا إلى أن الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين في غزة هائلة ولا تزال غير ملباة، مشددًا على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية فورا وعلى نطاق واسع ودون عوائق. وأكد على أن التزامات واضحة تقع على عاتق الاحتلال الإسرائيلي بموجب القانون الإنساني الدولي للموافقة على الإغاثة الإنسانية وتسهيلها لجميع المدنيين الذين يحتاجون إليها، مطالبًا بضرورة السماح للأمم المتحدة وجميع الجهات الفاعلة الإنسانية بالعمل بأمان وتحت ظروف الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية. وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، قد أفاد الثلاثاء عن استشهاد أكثر من 60 شخصًا وإصابة أكثر من 280 آخرين، إصابات بعضهم خطيرة، أثناء انتظار المساعدات في خان يونس جنوب قطاع غزة، بينما استشهد يوم الاثنين 338 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 2800 آخرين أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام بالقرب من مواقع التوزيع. من جهته قال جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، إن حادث الإصابات الجماعية اليوم كان جزءًا من نمط مروع حيث يروي الناجون مرارًا وتكرارًا تعرضهم للهجوم أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.

مقالات مشابهة

  • إيران تدعو مجلس الأمن لاتخاذ تدابير ملزمة وتنفيذية لوقف العدوان الإسرائيلي وفقًا للفصل السابع
  • البعثة الأممية: شباب ليبيون أكدوا أن المصالح الشخصية عامل أساسي لاستمرار الأزمة الليبية
  • جهود دبلوماسية غربية للوصول إلى تسوية مع إيران.. وطهران ترفض التفاوض تحت النار
  • استشهاد مواطن لبناني في خرق صهيوني جديد لوقف إطلاق النار
  • أستاذ علوم سياسية: استمرار الضربات الإيرانية قد يدفع إسرائيل لوقف إطلاق النار
  • الرئيس الصيني يدعو أطراف النزاع الإيراني الإسرائيلي لوقف إطلاق النار
  • وزير الخارجية: مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات
  • إستشهاد 140 فلسطينيا في قطاع غزة .. والأممُ المتحدة تدين إطلاق النار على الباحثين عن الطعام
  • إستشهاد 140 فلسطينيا في قطاع غزة .. والأممُ المتحدة تدين إطلاق النار على الباحثيت عن الطعام
  • حقوق النواب: كلمة مصر في الأمم المتحدة صرخة ضمير عالمي ضد الصمت والتواطؤ