القاهرة نيويورك "رويترز" "العمانية": قالت سلطات الصحة في غزة اليوم إن ما لا يقل عن 140 شخصا قتلوا في أنحاء قطاع غزة في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، في وقت يقول فيه فلسطينيون إن معاناتهم لم تعد حاضرة في ذاكرة العالم مع انصراف التركيز إلى الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن ما لا يقل عن 40 من هؤلاء الشهداء لاقوا حتفهم نتيجة إطلاق نار وغارات جوية إسرائيلية اليوم.

وشملت وقائع القتل هذه أحدث موجة قتل شبه يومي للفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدة منذ ثلاثة أسابيع بعد أن رفعت إسرائيل جزئيا الحصار الشامل عن القطاع.

وقال مسعفون إن غارات جوية منفصلة على منازل في مخيم المغازي في وسط قطاع غزة وحي الزيتون في شماله أودت بحياة 21 شخصا على الأقل وسقط أيضا خمسة قتلى آخرين في قصف جوي على مخيم في خان يونس جنوب القطاع.

وأضاف المسعفون أن 14 آخرين قتلوا بنيران إسرائيلية أطلقت على حشود من النازحين ينتظرون شاحنات المساعدات التي جاءت بها الأمم المتحدة على محور صلاح الدين وسط القطاع.

وردا على طلب للتعليق حول واقعة محور صلاح الدين قال الجيش الإسرائيلي إنه على الرغم من التحذيرات المتكررة من أن المنطقة هي منطقة قتال، اقترب أفراد من القوات العاملة في النصيرات بوسط قطاع غزة بطريقة تشكل تهديدا للقوات.

وأضاف أن القوات أطلقت طلقات تحذيرية، مضيفا أنه لم يكن على علم بوقوع مصابين. وفيما يتعلق بالغارات الأخرى، قال إنه "يعمل على تفكيك قدرات حماس العسكرية... ويتخذ الإجراءات الاحترازية الممكنة لتقليل الضرر على المدنيين".

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الثلاثاء إن 397 فلسطينيا من بين من حاولوا الوصول للمساعدات الغذائية قتلوا وأصيب ثلاثة آلاف منذ بدء توزيع تلك المساعدات في أواخر الشهر الماضي.

وعبر البعض في قطاع غزة عن قلقهم من احتمال تجاهل أحدث تصعيد في الحرب التي بدأت في أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مع تحول التركيز إلى الصراع بين إسرائيل وإيران والذي دخل يومه السادس.

وقال عادل وهو من سكان مدينة غزة "الناس بتندبح في غزة في النهار وفي الليل والانتباه والاهتمام كله انتقل على الحرب بين إيران وإسرائيل، الاهتمام بغزة كتير انحسر ها الأيام".

وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل "اللي ما بيموت من القذائف الإسرائيلية بيموت من الجوع. الناس بتخاطر بروحها مشان تجيب أكل وبرضه بيتم قتلهم ودمهم بيغطي أكياس الطحين اللي فكروا إنهم جابوها وعملوا إنجاز".

منسيون

بدأت إسرائيل في توجيه أغلب المساعدات التي تسمح بدخولها إلى منظمة جديدة مدعومة منها ومن الولايات المتحدة وهي مؤسسة غزة الإنسانية التي تدير مواقع قليلة للتوزيع يحرسها جنود إسرائيليون.

وقالت إسرائيل إنها ستواصل السماح بدخول مساعدات لقطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة مع ضمان عدم وصول المساعدات لأيدي حماس. وتنفي حماس الاستيلاء على أي مساعدات وقالت إن إسرائيل تستخدم الجوع سلاحا ضد شعب غزة.

ووصف فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في منشور على موقع إكس اليوم النظام الحالي لتوزيع المساعدات بأنه "مخز ووصمة عار على وعينا الجمعي".

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة قتلت نحو 55 ألف فلسطيني وشردت كل سكان القطاع تقريبا وتسببت في أزمة جوع طاحنة.

وتسبب ذلك في توجيه اتهامات بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب لإسرائيل، وهو ما ترفضه وتنفيه.

ويتابع الفلسطينيون في قطاع غزة عن كثب مجريات تبادل الضربات الجوية بين إسرائيل وإيران التي تدعم حركة حماس منذ فترة طويلة.

وقال شعبان عابد (47 عاما) وهو أب لخمسة من شمال القطاع "إحنا يمكن سعيدين إنه نشوف إسرائيل وهي بتعاني من صورايخ إيران لكن في النهاية كل يوم بتستمر فيه الحرب بيكلفنا أرواح العشرات من الناس الأبرياء في غزة".

وتابع قائلا "إحنا كل إللي بنتمناه إنه يوصلوا لحل شامل ينهي الحرب في غزة كمان، لأنه احنا منسيين اليوم".

إدانة أممية

أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، القصف الإسرائيلي المتعمد للمدنيين في قطاع غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام مما يسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين يوميًا مؤكدًا أن هذا الأمر "غير مقبول". ودعا الأمين العام بإجراء تحقيق فوري ومستقل في جميع التقارير الواردة عن الانتهاكات وإرساء المساءلة، مشيرًا إلى أن الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين في غزة هائلة ولا تزال غير ملباة، مشددًا على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية فورا وعلى نطاق واسع ودون عوائق. وأكد على أن التزامات واضحة تقع على عاتق الاحتلال الإسرائيلي بموجب القانون الإنساني الدولي للموافقة على الإغاثة الإنسانية وتسهيلها لجميع المدنيين الذين يحتاجون إليها، مطالبًا بضرورة السماح للأمم المتحدة وجميع الجهات الفاعلة الإنسانية بالعمل بأمان وتحت ظروف الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية. وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، قد أفاد الثلاثاء عن استشهاد أكثر من 60 شخصًا وإصابة أكثر من 280 آخرين، إصابات بعضهم خطيرة، أثناء انتظار المساعدات في خان يونس جنوب قطاع غزة، بينما استشهد يوم الاثنين 338 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 2800 آخرين أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام بالقرب من مواقع التوزيع. من جهته قال جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، إن حادث الإصابات الجماعية اليوم كان جزءًا من نمط مروع حيث يروي الناجون مرارًا وتكرارًا تعرضهم للهجوم أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بین إسرائیل فی قطاع غزة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

منذ بدء الإبادة.. 662 رياضيا فلسطينيا قتلتهم إسرائيل بغزة

على مدار نحو عامين من الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في قطاع غزة، لم يكن الرياضيون الفلسطينيون بمنأى عن الاستهداف، إذ قتل الجيش الإسرائيلي 662 رياضيا، في استهداف ممنهج طال الإنسان والمنشآت على حد سواء.

 

ووفق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فإن من بين القتلى 321 رياضيا تابعين للاتحاد، ضمنهم لاعبون ومدربون وإداريون وحكاما وأعضاء مجالس إدارات الأندية، إلى جانب رياضيين في ألعاب أخرى.

 

وبخصوص المنشآت ذكر الاتحاد أن عدد المنشآت الرياضية التي دمرتها قوات الاحتلال بلغ 264 منشأة، منها 184 دُمرت بالكامل، والباقي جزئيا.

 

** سليمان العبيد.. نجم فلسطيني

 

وكان آخر هؤلاء القتلى لاعب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم سليمان العبيد (41 عاما)، الذي قتل الأربعاء، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال استهدافه مدنيين ينتظرون المساعدات الإنسانية جنوب القطاع.

 

وقال الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على موقعه: "استشهد اللاعب السابق للمنتخب الوطني، نجم فريق خدمات الشاطئ سليمان العبيد، بعد استهداف قوات الاحتلال منتظري المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة، اليوم الأربعاء".

 

وكان العبيد بدأ مسيرته الكروية في ناديه الأم "خدمات الشاطئ" غرب مدينة غزة، قبل أن ينتقل إلى الضفة الغربية ليلتحق بنادي "مركز شباب الأمعري" (وسط) بين عامي 2009 و2013، حيث تُوّج معه بلقب أول نسخة من دوري المحترفين في موسم 2010-2011.

 

وعاد بعدها إلى "خدمات الشاطئ" لموسم واحد، ثم انضم إلى نادي غزة الرياضي، حيث حاز على لقب هداف الدوري الممتاز في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) لموسم 2015-2016، بعدما سجل 17 هدفًا.

 

وفي موسم 2016-2017، عاد إلى خدمات الشاطئ، وتُوّج مجددًا بلقب هداف الدوري بتسجيله 15 هدفًا.

 

على المستوى الدولي، خاض العبيد 24 مباراة مع المنتخب الفلسطيني "الفدائي"، وسجل هدفين، أحدهما من كرة "مقصية" (زاوية علوية) شهيرة في مرمى المنتخب اليمني خلال بطولة اتحاد غرب آسيا عام 2010.

 

وخلال مسيرته الرياضية، سجّل العبيد أكثر من 100 هدف، ليصبح أحد أبرز نجوم الكرة الفلسطينية.

 

** رياضيون آخرون قُتلوا في الحرب

 

وسبق العبيد، مقتل اللاعب مهند اللي، لاعب نادي خدمات المغازي (وسط)، جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزله وسط قطاع غزة.

 

وكان اللي قد بدأ مسيرته الكروية في خدمات المغازي، وتدرج في فئاته السنية حتى وصل للفريق الأول، وساهم في صعوده إلى دوري الدرجة الممتازة في موسم 2016-2017.

 

وفي 12 مارس/ آذار الماضي، قتل حمدان عماد (22 عاما) لاعب نادي شباب رفح، متأثرا بجراحه التي أصيب بها في 8 مارس، إثر قنبلة أطلقتها طائرة إسرائيلية مسيّرة من نوع "كواد كابتر" استهدفته في حي البرازيل بمدينة رفح (جنوب).

 

وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول 2023، قتل اللاعبان الشقيقان محمد ومحمود خليفة، بعد استهداف قوات الجيش الإسرائيلي منزلهما في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

 

وسبق هذين اللاعبين مئات الرياضيين الذين قتلوا في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة.

 

وحسب آخر معطيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن 288 ألف أسرة بالقطاع بلا مأوى، فيما تعرض أكثر من مليوني مدني للنزوح بفعل سياسة التهجير القسري الداخلي.

 

ويعيش هؤلاء أوضاعا إنسانية مأساوية في خيام، ومدارس إيواء، وعند أقاربهم، وفي الشوارع، دون مياه نظيفة أو صرف صحي أو مكان آدمي للعيش.

 

وخلفت الإبادة 61 ألفا و258 قتيلا و152 ألفا و45 مصابا من الفلسطينيين وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

 

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.


مقالات مشابهة

  • خلال 24 ساعة.. وفاة 11 فلسطينيا في غزة بسبب المجاعة
  • وزير الخارجية: على إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • الكلفة الإنسانية للجوع في غزة.. عندما تُصبح الأم درعًا والأطفال وقودا
  • قافلة مساعدات جديدة تتجه إلى السويداء
  • منذ بدء الإبادة.. 662 رياضيا فلسطينيا قتلتهم إسرائيل بغزة
  • بريطانيا والأمم المتحدة تطالبان إسرائيل بوقف خطتها بشأن مدينة غزة فوراً
  • 41 شهيدا بغزة منذ الفجر والأونروا تدين قتل الباحثين عن الطعام
  • “الأونروا”: لا يمكن استمرار إطلاق النار على الفلسطينيين في غزة أثناء بحثهم عن الطعام
  • إسرائيل تطلب بيانات حساسة لموظفي المنظمات الدولية.. والأمم المتحدة تعلق
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تسعى لإلغاء تراخيص عشرات المنظمات الإنسانية