تسارع الانهيار الاقتصادي جنوباً: السعودية تستنفر حلفاءها
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
الجديد برس|
تقرير| رشيد الحداد|
استدعت السعودية رئيس حكومة عدن، أحمد بن مبارك، ومحافظ المصرف المركزي التابع لها، أحمد المعبقي، لمناقشة تداعيات الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي تشهده، هذه الأيام، المحافظات الجنوبية الخارجة عن سيطرة صنعاء.
وأكّدت مصادر مصرفية في عدن، أن سعر صرف العملة اليمنية المطبوعة من قبل الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، سجّل انهياراً قياسياً خلال الأيام الماضية، ليتجاوز سعر صرف الدولار 1735 ريالاً، مقابل 1671 ريالاً الأسبوع الماضي.
وجاء هذا الانهيار على رغم حصول «مركزي عدن» على قسط ثالث قدره 350 مليون دولار من المنحة السعودية المقدّرة بنحو 1.2 مليار دولار، والمشروطة بإصلاحات اقتصادية يشرف عليها «برنامج إعادة الإعمار السعودي»، والتي أعلنتها المملكة أواخر 2022.
وتتناقض تلك الصورة، مع حالة استقرار سعر الصرف في مناطق سيطرة صنعاء التي تعتمد العملة القديمة التي طُبعت قبل عام 2015، بسعر صرف قدره 530 ريالاً للدولار.
وذكرت مصادر مقرّبة من حكومة عدن، لـ«الأخبار»، أن الاستدعاء السعودي جاء على خلفية انهيار منظومة الكهرباء وتدهور سعر صرف العملة، والتصعيد الاقتصادي ضد البنوك التجارية والإسلامية في صنعاء، مشيرة إلى أن السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، التقى بن مبارك والمعبقي،
ودعا إلى وقف هذا التصعيد والعمل على إيجاد معالجات لانهيار العملة، معتبراً أن التدهور الكبير لسعر الصرف يعكس فشل الإصلاحات. ووفق المصادر، طالب آل جابر حكومة عدن بخطة إصلاحات عاجلة لوقف التدهور، من دون تأخير.
وتحمّل تلك الحكومة، صنعاء، مسؤولية التدهور، مشيرة إلى أن قرار حظر تصدير النفط الخام من منشآت النفط في مأرب وشبوة وحضرموت بلغت خسائره 3 مليارات دولار، وهو ما نفته حكومة الإنقاذ، مدافعةً بأن إنتاج النفط في صافر الواقعة تحت سيطرة «حزب الإصلاح» لا يزال مستمراً، وكذلك في شبوة وبعض حقول حضرموت، بل توقّفت صادرات النفط إلى الخارج حتى يتم الاتفاق على عائدات مبيعاته، كونها أهم مصادر تغذية الباب الأول من الموازنة العامة للدولة.
وأتى انهيار سعر الصرف بعد إعلان «المركزي» ثلاثة مزادات لبيع العملات الأجنبية في محاولة منه لتوفير سيولة لحكومة بن مبارك، إلا أنه فشل في الحد من الانهيار. وأرجع اقتصاديون الفشل إلى أن المزادات لا تتم تغطيتها بالكامل، وذلك نتيجة إجراءات روتينية أعاقت تنفيذ طلبات التجّار والبنوك، وأدت إلى تأخير البتّ في تلك الطلبات لفترة طويلة، ما دفع بالمستوردين إلى العزوف عن التقديم في المزادات، واللجوء إلى السوق السوداء لشراء الدولار، والاعتماد على تحويلات الصرّافين إلى الخارج لتغطية فواتير بضائعهم المستوردة، حتى وإن كانت بأسعار أعلى من أسعار المزادات.
وتفيد تقارير رسمية صادرة عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي، بأنه في ظل فشل حكومة عدن في تحسين الأوعية الإيرادية وإيجاد مصادر تمويل لتغذية الموازنة للحد من تصاعد العجز السنوي، أصبح الاقتراض الحكومي من البنك المركزي والسحب على المكشوف، وسيلة لإخفاء الفشل وتراكم نتائج تنازع وتقاسم الميليشيات المسلّحة الإيرادات العامة للدولة. ولذا، لجأت الحكومة إلى تنفيذ سياسات نقدية تدميرية، منها الاعتماد شبه الكلي على الاقتراض المباشر من «المركزي» كون ذلك خياراً متاحاً أمامها، في ظل عجزها عن تغطية الدين من مصادر آمنة غير تضخمية، ثم بدأت «طباعة العملة من دون غطاء»، بعد ارتفاع الدين المستحق للبنك عليها.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: حکومة عدن سعر صرف
إقرأ أيضاً:
تسارع وتيرة التحضيرات لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 باعتماد محاور الحوارات
في اجتماع تحضيري رفيع المستوى دعا إليه رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتمدت الدول الأعضاء رسميًا بالإجماع المحاور الستة للحوارات التفاعلية خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، المزمع عقده في دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر من العام المقبل.
ويعد هذا الاعتماد خطوة محورية ضمن المسار التحضيري للمؤتمر، الذي يهدف إلى تعزيز مكانة المياه على الأجندة العالمية، وتحفيز العمل الجماعي والطموح لمواجهة التحديات المرتبطة بها.
ويشكل المؤتمر أول فعالية أممية تضع تسريع تنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها بشكل مستدام، ما يجعله فرصة بالغة الأهمية لإطلاق تحرك عالمي فعّال وموجه نحو تحقيق نتائج ملموسة في نطاق المياه.
ومنذ عام 2024، قادت كل من دولة الإمارات وجمهورية السنغال، بصفتهما الدولتين المضيفتين للمؤتمر، عملية تشاورية شاملة وموسعة شملت الدول الأعضاء ومجموعة واسعة من الجهات المعنية ذات العلاقة، بما في ذلك المنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية.
وقد ترسخت هذه الجهود في الجلسة التنظيمية التي عقدت في 3 مارس 2025 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث تم جمع الملاحظات والمقترحات الأولية بشأن مواضيع الحوارات التفاعلية، تلتها جولة مشاورات افتراضية استمرت شهرًا، تمت خلالها مراجعة ومراعاة جميع المساهمات والتوصيات الواردة من الجهات المعنية، وتحليلها ودمجها في إعداد المحاور النهائية للحوارات التفاعلية.
والمحاور الستة المعتمدة رسميًا للحوارات التفاعلية هي: المياه من أجل الإنسان، والمياه من أجل الازدهار، والمياه من أجل كوكب الأرض، والمياه من أجل التعاون، والمياه في العمليات متعددة الأطراف، والاستثمارات من أجل المياه.
وأكد عبد الله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة: "أن المياه تمثل رابطا مشتركا يجمعنا، ويجب أن تنعكس جهودنا في خطوات عملية ملموسة تجسد هذه المسؤولية المشتركة".
وقال: "يشكل المؤتمر فرصة محورية لتصحيح المسار، وإطلاق نهج عالمي مائي يتسم بسرعة التنفيذ، والتنسيق، والاستدامة. ولتحقيق تقدم ملموس في ضمان الوصول إلى المياه النظيفة، لا بد من تسخير الاستثمارات، وتحفيز الابتكار، وتعزيز الشراكات من أجل مستقبل مائي آمن ومستدام للجميع".
أخبار ذات صلةوعقب هذه الخطوة المهمة، تباشر دولة الإمارات وجمهورية السنغال عملية اختيار الرؤساء المشاركين لكل محور من محاور الحوارات التفاعلية، حيث سيقوم الرؤساء المشاركون بلعب دور محوري بالتعاون الوثيق مع الدولتين المضيفتين والأطراف المعنية كافة، في توجيه النقاشات الموضوعية وصياغة مخرجات المؤتمر.
ومن المتوقع أن تكتمل هذه العملية قبل الاجتماع التحضيري الرئيسي التالي للمؤتمر، والذي سيعقد في العاصمة السنغالية داكار في 26-27 يناير 2026.
وشهد الأسبوع الذي يقام في نيويورك، عقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات رفيعة المستوى، التي تهدف إلى دعم استعدادات دولة الإمارات وتعزيز تعاونها الدولي تمهيدًا لاستضافتها لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه في عام 2026.
وتستضيف دولة الإمارات وجمهورية السنغال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، وسيقام في دولة الإمارات في ديسمبر من العام المقبل.
ويهدف المؤتمر إلى تسريع العمل نحو تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، وحشد الجهود العالمية لضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها بشكل مستدام.
وفي الوقت الحاضر، يفتقر 2.2 مليار شخص إلى الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، ويفتقر 3.5 مليار شخص إلى الوصول إلى خدمات الصرف الصحي، ما يجعل مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2026 بمثابة انعقاد في الوقت المناسب لتسريع العمل العالمي في مجال المياه.