بيانات تطلبها التطبيقات التي تستعين بها النساء لمراقبة صحتهن، اتضح أنها غير ضرورية، لكنها قد تعرضهن لمخاطر كبيرة تتعلق بالخصوصية. هذا ما أعلنت عنه نتائح بحث جديد أجرته كلية لندن الجامعية وجامعة كينغز كوليدج لندن.

تُعد الدراسة، التي تم تقديمها خلال مؤتمر ACM حول العوامل البشرية في أنظمة الحوسبة يوم 14 مايو/ أيار الجاري، التقييم الأكثر تركيزاً على فحص سلامة الخصوصية لتطبيقات الصحة النسائية حتى الآن.

وقد وجد الباحثون أن هذه التطبيقات، التي تتعامل مع البيانات الطبية وبيانات الخصوبة مثل معلومات الدورة الشهرية، تجبر المستخدمين على إدخال معلومات حساسة قد تعرضهم للخطر.

وقام الفريق بتحليل سياسات الخصوصية وشروط سلامة البيانات لـ 20 من أكثر تطبيقات الصحة النسائية استخداما وانتشارا بين النساء، والمتوفرة في متجر تطبيقات غوغل، في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تستخدمها الملايين من النساء.

وكشفت الدراسة، حسب تقرير نشرته مجلة نيوز ميديكال، أنه في كثير من الحالات يمكن أن تستعمل بيانات المستخدم من قبل السلطات الأمنية. ومن بين التطبيقات العشرين، هناك تطبيق واحد فقط استعرضه الباحثون، تناول بشكل صريح حساسية بيانات الدورة الشهرية فيما يتعلق بتنفيذ القانون في سياسات الخصوصية، وبذل جهودًا لحماية المستخدمات من العواقب القانونية.


وجاء في الدراسة، أن العديد من تطبيقات تتبع الحمل مثلا، تشترط على المستخدمات الإجابة على سؤال إذا كن قد أجهضن سابقًا أو تعرضن للإجهاض، وبعض هذه التطبيقات تفتقر إلى خاصية حذف البيانات، أو كان صعباً بعد استعمالها حذف البيانات حتى بعد إدخالها بسرعة.

وكان أبرز ما حذر منه الباحثون أن الأمر يمكن أن يحمل مخاطر كبيرة على سلامة المستخدمات في البلدان التي يعتبر فيها الإجهاض جريمة جنائية.

وقالت الدكتورة ربا أبو سلمى، الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة كينغز كوليدج لندن، إن "هذه التطبيقات تجمع معلومات حساسة حول الدورة الشهرية للمستخدمين، وحياتهم الجنسية، وحالة الحمل، بالإضافة إلى معلومات التعريف الشخصية مثل الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني".

وأضافت "إن مطالبة المستخدمين بالكشف عن المعلومات الحساسة أو التي يمكن اعتبارها جريمة في قوانين بعض البلدان، هي ممارسة لها آثار وخيمة على السلامة الشخصية للمستخدمات". وأضافت أن "تسريب مثل هذه المعلومات الحساسة يمكن أن يؤدي إلى عواقب مثل التمييز في مكان العمل، والتمييز في التأمين الصحي، وعنف الشريك، والابتزاز. كلها مخاطر تؤدي إلى الاضطهاد القائم على النوع الاجتماعي، حتى في دولة مثل الولايات المتحدة حيث الإجهاض غير قانوني في 14 ولاية".

وأبرزت نتائج الدراسة أن 35% من التطبيقات زعمت عدم مشاركة البيانات الشخصية مع أطراف ثالثة، ولكنها تناقضت مع هذا الوعد في سياسات الخصوصية الخاصة بها من خلال تحديد مستوى معين من مشاركة الطرف الثالث بالمعلومات.

كما أوضحت الدراسة أن نصف التطبيقات، أكدت أن المعلومات الخاصة لن تتم مشاركتها مع المعلنين، لكنهم كانوا غير واضحين بشأن البيانات التي تم جمعها من خلال استخدام التطبيق. وأشارت 45% من التطبيقات إلى أنها غير مسؤولة عن ممارسات أي طرف ثالث تجاه المعلومات، على الرغم من ادعائها أيضًا بحمايتها.

ليزا مالكي، إحدى المساهمات الأساسيات في الدراسة عن كلية كينغز كوليدج في لندن، وطالبة دكتوراه في تخصص علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، قالت: "تتطلب الوضعيات السياسية غير الآمنة درجة أكبر من الحذر بخصوص سلامة المستخدمين، وابتكار حلول أفضل من "الإشعار والموافقة".

وأكدت الباحثة أنه "من الضروري أن يعي مطوري مثل هذه التطبيقات بمدى خطورة المعلومات المتعلقة بالخصوصية والسلامة، واعتماد آليات تعزز نهجا إنسانيًا واعيًا بالأمن المعلوماتي خلال تطوير التطبيقات الصحية".
ودعا فريق الباحثين إلى إجراء نقاشات نقدية حول هذا النوع من التطبيقات، بما في ذلك تطبيقات اللياقة البدنية والصحة العقلية والنفسية.

وقال الدكتور مارك وارنر، مساهم في البجث، إنه "من المهم أن نتذكر مدى أهمية هذه التطبيقات في مساعدة النساء على الاهتمام وإدارة جوانب مختلفة حول صحتهن، وبالتالي فإن مطالبتهن بحذف هذه التطبيقات ليس حلاً". ويرى الباحثون أن المسؤولية تقع على عاتق مطوري التطبيقات للتأكد من أنهم يصممون هذه التطبيقات بطريقة تراعي وتحترم الحساسيات المرتبطة بالبيانات التي يتم جمعها مباشرة من المستخدمات.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: هذه التطبیقات

إقرأ أيضاً:

دراسة: النباتات تتمتع بذكاء خاص وتتفاعل مع الخطر

أظهرت الكثير من الدراسات خلال الفترة الأخيرة أن النباتات على مختلف أنواعها تتفاعل “بحساسية” مع بيئتها، لكن الدراسة الأخيرة زعمت أنها تمتلك أيضاً “ذكاء خاصاً”، وتتمتع بالقدرة على حل المشكلات.

جاء ذلك بعد أبحاث انطلقت عام 2021 من قبل فريق علمي من جامعة كورنيل الأمريكية، وفقاً لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وإضافة إلى قدرتها على حل المشاكل لحماية نفسها من الخطر، فإنها تستطيع أيضاً حسب هذه الدراسة، اتخاذ القرارات والتعرف على النباتات الأخرى، وحتى تذكر الأحداث.

مصدر الذكاء

يُعرّف العديد من العلماء الذكاء على أنه جهاز عصبي مركزي، حيث تمر الإشارات الكهربائية عبر الرسائل إلى أعصاب أخرى لمعالجة المعلومات.
وبدلاً من ذلك، تمتلك النباتات نظاماً طبيعياً، وفق هذه الدراسة، وهو عبارة عن شبكة من الخلايا التي تنقل الماء والمعادن والمواد المغذية لمساعدتها على النمو.
ووجدوا أن النباتات تمتلك نظاماً طبيعياً، عبارة عن شبكة من الخلايا التي تنقل الماء والمعادن والمواد المغذية لمساعدتها على النمو.
ودعت الدراسة إلى العمل على إعادة تعريف الذكاء بين النباتات، وتحليل بيئتها لدراسة قدرتها على التكيف، وحماية نفسها من الخطر.

مؤشرات بيئية وأصوات استغاثة

وعلّق أستاذ علم البيئة والأحياء التطوري في الجامعة أندريه كيسلر على هذه الدراسة قائلاً: “رغم ربط الذكاء بالجهاز العصبي البشري والحيواني، إلا أنه هناك أكثر من 70 تعريفاً عالمياً للذكاء، ولم يتم التوافق على تعريف واحد”.
ورأى أنه من الضروري إضافة المفهوم الجديد المكتشف الخاص بالنباتات، التي سبق ووجدت دراسات قديمة أنها تصدر أصوات استغاثة عالية التردد، عندما تتعرض لضغوط بيئية، مثل تلف أوراقها وجذوعها.

مواد كيميائية إنقاذية

شرح كيسلر سبب اعتقاده أن النباتات تتمتع بالذكاء، من خلال استعراض نتائج أبحاثه، التي أجراها مع فريقه العلمي على نبتة  “غولدن رودز” (عصا الذهب) المنتشرة حول العالم.
وحلل الفريق رد فعل هذه النبتة تجاه الخطر المحدق بها، عند تعرضها لهجوم من الخنافس، إذ تبيّن أنها تفرز مادة كيميائية توهم الخنافس أنها تالفة و”غير صالحة للأكل”.
ومن خلال إرسال أصوات وإطلاق مواد كيميائية تفاعلية، تشعر النباتات المجاورة بأن نباتاً قريباً يتم أكله من الخنافس. وعندها تتكيف من خلال النمو بشكل أسرع، وإطلاق المزيد من المواد الكيميائية الدفاعية.

وفي حال كانت النباتات الأخرى بعيدة، فإنها أيضاً قادرة على التقاط مؤشرات التحذير، والتنبؤ بالخطر المستقبلي، والتصرف بناءً على ذلك لإنقاذ نفسها.

مقالات مشابهة

  • ما علاقة الأطعمة النباتية فائقة المعالجة بأمراض القلب والوفاة المبكرة؟
  • دراسة: النباتات تتمتع بذكاء خاص وتتفاعل مع الخطر
  • "الصحة" تعلن إلغاء البلاغات الورقية للوفيات وتلزم بالتسجيل الإلكتروني
  • العراق يعلن نتائج عملية التعداد التجريبي
  • الدرع الرقمى.. كيف تحمى الشركات بياناتها فى عصر الذكاء الاصطناعى من القراصنة؟
  • الأمم المتحدة: إمدادات الغذاء لجنوب قطاع غزة معرضة للخطر
  • 8 تطبيقات مميزة لمساعدة أصحاب الهمم على تعلم اللغات.. للكبار والصغار
  • إذا كنت مترددًا في التبرّع بالدم؛ اقرأ هذه المعلومات
  • النوم يساعد في تحسين الصحة بشكل عام
  • كيف تحمي خصوصيتك على مواقع التواصل الاجتماعي؟