أعلن تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية والهيئة العالمية لمراقبة دوائر صناعة التبغ ("STOP") أن ما يقدر بنحو 37 مليون طفل في العالم ممن تتراوح أعمارهم من 13 إلى 15 سنة يتعاطون التبغ، وأن معدل استعمال السجائر الإلكترونية بين المراهقين يتجاوز نظيره لدى البالغين في العديد من البلدان.

وأشار إلى أن الوضع يبعث على القلق في إقليم شرق المتوسط، فالمسوحات العالمية للتبغ بين الشباب تكشف عن معدلات مُفزِعة لتعاطي التبغ تصل إلى قرابة 35% بين الفتيان و30% بين الفتيات في بعض بلدان إقليم شرق المتوسط.

وطالب التقرير، الذي حمل عنوان "اصطياد الجيل القادم" والذي يسلط الضوء على الكيفية التي تصمم بها دوائر صناعة التبغ والنيكوتين منتجاتها وتنفّذ حملات التسويق وتعمل على تشكيل بيئات السياسات لمساعدتها على إيقاع شباب العالم في براثن الإدمان، بالتصدي لمشكلة ارتفاع قابلية وقوع المراهقين غير المدخنين حاليًّا في شَرَك تعاطي التبغ في المستقبل، لافتا إلى أن متوسط معدلات تعاطي التبغ بين الفتيان في إقليم شرق المتوسط هو الأعلى مقارنة بجميع أقاليم المنظمة حيث يبلغ 15%.

تسويق التبغ والنيكوتين بطرق مستحدثة بين الشباب

ولفت التقرير إلى أن ظهور السجائر الإلكترونية وغيرها من منتجات التبغ والنيكوتين الجديدة يشكل تهديدا خطيرا للشباب وجهود مكافحة التبغ، وتشير الدراسات إلى أن استعمال السجائر الإلكترونية يؤدي إلى زيادة استعمال السجائر التقليدية بنحو ثلاثة أضعاف، لا سيما لدى الشباب غير المدخنين.

وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة إن دوائر صناعة التبغ تسعى إلى بيع النيكوتين نفسه لأطفالنا، ولكن في عبوات مختلفة، لافتا إلى أن دوائر تلك الصناعة تستهدف بنشاط المدارس والأطفال والشباب بمنتجات جديدة تعدّ، في الأساس، فخاً بطعم الحلوى.

وأضاف أن دوائر تلك الصناعة تواصل تسويق منتجاتها بين الشباب بنكهات مغرية من قبيل نكهات الحلوى والفاكهة، وقد خلصت بعض البحوث التي أُجريت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن ما يزيد عن 70% من مستعملي السجائر الإلكترونية من الشباب سيقلعون عن التدخين لو كانت المنتجات متاحة بنكهة التبغ فقط.

وقال الدكتور روديغر كريش، مدير إدارة تعزيز الصحة في المنظمة أن دوائر الصناعة تتعمد تصميم منتجات واستخدام استراتيجيات تسويق تجتذب الأطفال مباشرة، فاستخدام النكهات الجذابة للأطفال مثل حلوى القطن وعلكة الفقاعات، إلى جانب التصاميم الأنيقة والملونة التي تشبه الألعاب، هي محاولة سافرة لإيقاع الصغار في براثن إدمان هذه المنتجات الضارة.

ولفت إلى أن تلك الأساليب الخادعة تبرز الحاجة الملحة إلى وضع نظم صارمة لحماية الشباب من الاعتماد الضار على تلك المنتجات طيلة عمرهم.

وتحث المنظمة الحكومات على حماية الشباب من الإقبال على التبغ والسجائر الإلكترونية وغيرها من منتجات النيكوتين من خلال حظر هذه المنتجات أو تنظيمها بشكل صارم، حيث تشمل توصيات المنظمة إنشاء أماكن عامة مغلقة خالية تماماً من التدخين، وحظر السجائر الإلكترونية المنكَّهة، وفرض حظر على التسويق والإعلان والترويج، وزيادة الضرائب، وإذكاء وعي الجمهور بالأساليب الخادعة التي تستخدمها دوائر الصناعة، ودعم مبادرات التثقيف والتوعية التي يقودها الشباب.

وقال خورخي ألداي، مدير هيئة "STOP" في مؤسسة الاستراتيجيات الحيوية ("Vital Strategies") إن الشباب المدمنين يحققون أرباحا مدى الحياة بالنسبة لدوائر الصناعة، مما يجعلها تضغط بشدة لتهيئة بيئة يكون فيها إدمان الشباب لمنتجاتها رخيص التكلفة وجذابا وسهلا، وإذا ظلّ راسمو السياسات ساكنين، فقد تواجه الأجيال الحالية والمقبلة موجة جديدة من الأضرار، تتسم بإدمان العديد من منتجات التبغ والنيكوتين، بما فيها السجائر، وتعاطيها".

ويصدر هذا التقرير قبيل الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 31 مايو الحالي، حيث تعمل المنظمة على إعلاء أصوات الشباب الذين يدعون الحكومات إلى حمايتهم من دوائر صناعة التبغ والنيكوتين التي تجعل منهم أهدافا لها.

اقرأ أيضاًهيئة الدواء تشارك في اجتماع الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالدوحة

الصحة العالمية تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من أوجه انعدام «العدالة» في الصحة

الصحة العالمية تؤجل مهمة أممية مشتركة شديدة التعقيد لمستشفى الشفاء في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التبغ السجائر الإلكترونية الصحة العالمية شرق المتوسط السجائر الإلکترونیة شرق المتوسط إلى أن

إقرأ أيضاً:

التونسيون يحتفلون بـ "العيد الكبير" وسط موروثات شعبية تتوارثها الأجيال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تختلف عادات الشعوب العربية والإسلامية في الاحتفاء بعيد الأضحى، والذي يسمى في تونس "العيد الكبير" والاستعداد له، وللشعب التونسي عادات تميّزه عن باقي المجتمعات العربية خاصة أن التونسيين يولون هذه المناسبة أهمية كبيرة ويحرصون على التحضير لها جيدا.. ويمثل عيد الأضحى واحدا من أهم المواسم الاستهلاكية لدى التونسيين. 
فالتونسيون يحرصون على شراء الخروف " العلوش " مهما كانت ظروفهم المادية، ولذا حرصت وزارة الزراعة التونسية على توفير مليون و12 ألف رأس من الماشية.
وقال سيف الدين محمد " سائق سيارة أجرة - في تصريح لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس - إن الأضحية رغم ارتفاع أسعارها هذا العام، إلا أن هناك إقبالا كثيفا علي شرائها، حيث يحتفل الأطفال ويفرحون بقدوم " العلوش " إلى المنزل ويقومون بتزيينه بوضع الحنة في جبينه، اعتقادا بأن الحناء تجلب البركة في لحمه ويهنأ به أصحابه.
وأشار إلى أن هناك عادات لا يمكن أن نتخلى عنها وهي عادات تعطي للعيد نكهة خاصة، منها لم شمل العائلات وركض الأطفال حول " كانون الفحم " لشواء اللحم وإعداد بعض الأكلات الخاصة.
وعن قضاء أيام العيد، أضاف شكري حسين " صاحب محل تجاري " أن العيد بالنسبة للتونسيين هو صلاة العيد وذبح الأضحية، والتجمع مع العائلة للفطور (الغذاء)، موضحا أن كل تونسي يعود إلى مسقط رأسه والتي غالبا تكون أما في الشمال أو الجنوب للاستمتاع بإجازة العيد مع أقاربه، ولذلك تشهد الأسواق خاصة الخضر والفاكهة نشاطا ملحوظا قبل العيد لهذا السبب، مشيرا إلى أن هناك بعض العائلات يذهبون إلى المناطق البحرية مثل سيدي بوسعيد، المرسى، والبعض الآخر يذهب إلى مدينة الحمامات لقضاء إجازة العيد.
وعن الشعائر الروحانية بالعيد الكبير، أكد رشيد العبيدي " بائع في السوق القديم " حرص الرجال على اصطحاب أولادهم إلى صلاة العيد في المساجد الكبرى، لافتا إلى أن سكان المدينة العتيقة ينطلقون بتكبيرات العيد في مسيرة إلى جامع الزيتونة، ويتجهون أفواجا لأداء صلاة العيد، مشيرا إلى الحرص على ارتداء الزي التقليدي التونسي المكون من الجبة والشاشية والبلغة والبرنص، وكذلك الأطفال.
وعن دور المرأة التونسية في العيد، قالت السيدة نجيبة بلحاج "موظفة " إن أول أيام العيد الكبير بالنسبة للنساء شاق جدا والذي يبدأ بمجرد نزول الزوج والأولاد إلى الصلاة، حيث تبدأ في إعداد فطور الصباح من خبز "المجامع" الذي يكون على شكل دائري أو مخروطي تتوسطه بيضة كأنها عش عصفور، وتعده العائلات في جهات الساحل "سوسة والمنستير، وفي القيروان.
كما يتم أعداد "الملاوي" وهو نوع من الخبز التقليدي الذي يتم تحضيره من الدقيق والزيت، ثم يقدم ساخنا، ومن مكوناته الأساسية (الهريسة، السلطة المشوية، سلطة الخضراء، التونة أو البيض ).
وأكدت نجيبة أن المطبخ التونسي يشتهر بالعديد من أطباق العيد المختلفة والتي تتميز بها كل ولاية عن الأخرى فالمرقة الحلوة من الأطباق التي يختلط فيها الطعم الحلو مع المذاق المالح، وتشتهر بها خاصة الجهات القبلية التي تطلق عليها اسم (المروزية) وصفاقس أيضا، مشيرة إلى أن ولاية باجة متخصصة بـ ( الفتات )،أما في الشمال الغربي فطعامهم المفضل يوم العيد (الكمونية)،وفي جزيرة جربة وجنوب شرق تونس، تميل بعض العائلات إلى الاكتفاء بشواء الكبد والقلب وتأجيل استهلاك اللحم إلى ثاني أيام العبد.
وأشارت إلى أن هناك العديد من الأطباق الأخرى (مرمز تونسي بالكرشة، قلاية زعرة بلحم الخروف، لحم الخروف في القلة، وكسكسي باللحم والحمص )، مشيرة إلى أن العصبان يعد دليلا على مدى براعة ربة المنزل التونسية، حيث يتم استخدام مختلف الأجزاء الموجودة في جوف الخروف من كرش وأمعاء لإعداده، فهو يحتاج إلى تنظيف جيد وتعقيم ثم تقطيع إلى أجزاء صغيرة، ويتم حشوه بالبقدونس والسلق والسبانخ ويضاف إليها اللحم والكبد وأجزاء أخرى من لحم الخروف مع إضافة التوابل وكذلك حبات القمح أو الأرز.
أما نادرة الآمري "ربة منزل "فتحدثت عن الأطباق الشهية في العيد مثل (المرقاز ) ويتم إعداده من لحم الأضحية بعد فرمه وتتبيله جيدا ثم وضعه داخل الأمعاء الدقيقة بعد تنظيفها بحرص شديد، ويطبخ مشويا فور إعداده، كما تفضل بعض العائلات تجفيفه أو تخزينه للاستعمال على مدار العام، بالإضافة إلى ( القديد ) هو عبارة عن تقطيع لحم الأضحية إلى شرائح رقيقة ثم تسوى كشرائط طويلة وتعلق على الحبال معرضة إلى أشعة الشمس بعد تتبيلها، وإضافة كميات كبيرة من الملح، حتى تجف تماما ثم تخزن في أوعية بلورية وفي أماكن جافة بعيدة عن الرطوبة، لتستعمل على مدار العام في أطباق مختلفة.
 

مقالات مشابهة

  • التونسيون يحتفلون بـ "العيد الكبير" وسط موروثات شعبية تتوارثها الأجيال
  • الرياض تستضيف البطولة الأكبر في تاريخ الرياضات الإلكترونية عالميًا
  • حجز أزيد من 438 ألف وحدة من السجائر المهربة ومنتجات التبغ خلال 2023
  • خبير دولي يوضح أعلى نقاط سجلتها درجة حرارة الهواء السطحي
  • تقرير دولي: الحوثيون يضعون الدمى على قوارب مسيرة تستهدف السفن التجارية لإخفاء التهديد
  • يقضة الجمارك تقود لحجز عدد قياسي من السجائر المهربة خلال 2023
  • 1.6 مليون شخص يتضررون يومياً بأغذية غير آمنة
  • تقرير أممي: النزوح القسري وصل إلى مستويات تاريخية في العالم
  • تقرير دولي يوصي بإسقاط تصنيف مفوضية حقوق الإنسان في العراق
  • ”خطة مخزية لإغراق السودان المأزوم بالسجائر!