بعيدا عن مانديلا قريبا من ترامب.. شبح زوما يطل على جنوب أفريقيا
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
يحذر خبراء في جنوب أفريقيا من عودة الرئيس السابق جاكوب زوما لتصدر المشهد السياسي في البلاد، على الرغم من منعه قضائيا من الترشح، وذلك لاستمرار تحكمه في خيوط العمل السياسي.
وقال الكاتب سيسونك مسيمانغ، في مقال له بمجلة فورين بوليسي الأميركية، إنه لا ينبغي لأجد أن يتفاجأ إذا ما رأى أن زوما بدأ يعود لممارسة السلطة من وراء الستار متكيفا مع الواقع السياسي الجديد.
ونقل عن المحللة السياسية في كيب تاون أساندا نغواشنغ قولها إن زوما على استعداد لاستغلال أي منطقة في الدستور قد تبدو رمادية، موضحا أنه على الرغم من خطورة الأمر فإنه مفيد جدا في إظهار الثغرات التي قد توجد بالدستور والتي يبادر النسق السياسي على سدها.
وأوضح الكاتب مسيمانغ أن زوما هو عبارة عن "رجل بسيط ذي إمكانيات متواضعة" وهو لا يخفي ذلك، فهناك العديد من مقاطع الفيديو له وهو "يكافح لأجل قراءة خطبه"، وفي الوقت الذي تسخر فيه الصحافة منه، تبادر قاعدته الجماهيرية لإبداء تعاطفها معه.
ضد مانديلا
وبحسب مسيمانغ فإن زوما يقدم نفسه باعتباره نموذجا مناقضا لنموذج الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا، حيث يصفه نفسه بالرجل العملي، وفي حين صاغ مانديلا ورفاقه دستور جنوب أفريقيا، يصور جاكوب زوما نفسه "ضحية" لهذا الدستور.
وتابع أنه بينما كان مانديلا سفيرا مثاليا لحركة سياسية تتحدث عن الأمل والطموح في لحظة ولادة سياسية جديدة، لا يوجد أحد يجسد الانكسار والفوضى الأخلاقية لثورة جنوب أفريقيا أكثر من جاكوب زوما نفسه.
وبالنسبة لنغواشنغ فإن زوما لديه موهبة التهرب من المسؤولية والارتهان لتوجيه الانتقادات للبنية السياسية بالبلد، علما أنه قضى الثلاثين عاما الماضية في رحابها.
وأشارت إلى أن مواطني جنوب أفريقيا اعتادوا على تناقضات زوما الماهر في القتال من أجل السلطة ومصلحته الخاصة، فهو مثل كثير من قيادات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، لا تحركه دوافع فكرية أو سياسية، بل مصلحية.
مع ترامب
وقارن مقال فورين بوليسي بين زوما والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقال إنه هو الآخر يستغل ذهابه للمحاكمة كفرصة للظهور الإعلامي، حيث يتجمع المئات من المؤيدين للاستماع إليه وهو يهاجم الدستور والنظام القضائي.
وحذر المقال من تكرار سيناريو ترامب في جنوب أفريقيا، إذ إن الأميركيين كانوا ضحية لسياسات الرئيس الأميركي السابق كما كان الحال أيام انتشار وباء كورونا، وشاهدوه وهو يحاول إحراق الديمقراطية الأميركية، لكن برغم ذلك ها هو يستعد للعودة للحكم.
وقال الكاتب إن الناخبين عليهم الحذر وهم يختارون قادة البلاد الجدد، إذ إن زوما قد لا يستطيع العودة للحكم مباشرة خلال السنوات الخمس المقبلة -بسبب حكم قضائي ضده- لكنه قد يحرك الخيوط من خلف الستار عبر الأسماء المرشحة والمعروفة بتأييدها له.
وقد أدين زوما بازدراء القضاء في انتخابات 2021، ولن تظهر صورته على بطاقة الاقتراع لكنها ستكون أساسية في شعار حزبه.
وأسس زوما حزبا جديدا يسمى حزب أومكونتو ويسيزوي (MKP)، نسبة لاسم الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي خلال النضال ضد نظام الفصل العنصري، لكنه ما يزال محتفظا بعضويته في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
ماسك يطعن بقانون الإشراف على محتوى المنصات
رفعت منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي المملوكة للملياردير إيلون ماسك دعوى للطعن في قانون يُعنى بالإشراف على محتوى المنصات أقرّته سلطات ولاية نيويورك، ويعتبر مالك المنصة -التي كانت تحمل اسم تويتر- أنه ينتهك حرية التعبير.
وفي الدعوى المرفوعة أمام المحكمة الفدرالية في نيويورك، أشارت "إكس" إلى أن القانون -الصادر في أواخر عام 2024، والذي يُلزم شركات التواصل الاجتماعي بالكشف عن معلومات حساسة بشأن كيفية إشرافها على المحتوى الذي ينطوي على الكراهية أو المتضمن معلومات مضللة- ينتهك التعديل الأول للدستور الأميركي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2توقيف جديد لوزير الاقتصاد اللبناني السابق بجرائم اختلاسlist 2 of 2مصادرة 800 موقع إلكتروني احتيالي في ألمانياend of listوأضافت "إكس" في الدعوى أن "الدولة تحاول بشكل غير مقبول، إثارة جدل عام بشأن الإشراف على المحتوى بطريقة تضغط على منصات التواصل الاجتماعي، ومنها إكس، لكي تقيد بعض المحتوى المحمي دستوريا أو تحد منه أو تمارس الرقابة عليه".
وانتقدت منظمة مراسلون بلا حدود الدعوى، معتبرة أن "إكس" تستغل مفهوم حرية التعبير خدمة لمصالحها الخاصة، مع العلم أن القانون الذي أقرته سلطات نيويورك لا يُلزم المنصات إلا برفع تقرير مرتين سنويا بشأن الإجراءات المتخذة لمكافحة التضليل والكراهية عبر الإنترنت.
ومنذ استحواذه على تويتر في نهاية عام 2022، قرر إيلون ماسك إلغاء سياسة الإشراف على المحتوى من الموقع الذي أعاد تسميته بـ"إكس".